إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تختتم ملحمة «الفارس» عروضها وسط تجاوب جماهيري كبير

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تختتم ملحمة «الفارس» عروضها وسط تجاوب جماهيري كبير

    استوحت مضمونها من أشعار محمد بن راشد وحضرها 8000 مشاهد

    ملحمة «الفارس» تختتم عروضها وسط تجاوب جماهيري كبير

    المصدر:
    • دبي ــ البيان





    المري والرحباني وباليوحة يتوسطون طاقم عمل المسرحية - تصوير: محمد هشام







    أُسدلت الستار، أول من أمس، على آخر عروض مسرحية «الفارس»، الملحمة الغنائية المستوحاة من أشعار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عقب 4 أيام، حظيت فيها بإقبال جماهيري كبير بإجمالي حضور تجاوز 8000 مشاهد، نظراً لما قدمته المسرحية من مستوى إبداعي راق عزز قيمة العمل كعلامة فارقة في مسيرة العمل الإبداعي العربي، وإضافة مهمة إلى تاريخ المسرح الغنائي العربي.
    البناء الدرامي
    وقد لقي العمل الذي قدمته «براند دبي» الذراع الإبداعية للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، بالتعاون مع الرحباني للإنتاج، استحساناً وتجاوباً كبيراً من جانب الجمهور الذي أعرب عن تقديره لقيمة العمل الذي اجتمعت له مقومات التميز، بدءاً من أشعار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، التي شكلت أساس البناء الدرامي للأحداث في سابقة هي الأولى من نوعها بمجال المسرح، حيث تم بناء القصة على الأشعار وليس العكس، لاسيما وأن فريق العمل أمضى وقتاً طويلاً في دراسة أكثر من 150 قصيدة من قصائد سموه، لاختيار أبيات تحمل بين ثناياها الحكمة والقيم النبيلة التي ترسم ملامح «فارس» الشخصية الرئيسة للعمل، و«شموس» محبوبته التي يحاول إنقاذها من قوى الشر.
    وقد أبدع في تأدية دور «فارس» الفنان غسان صليبا الذي قدم أداءً رفيعاً، كما تفوقت في أداء دور «شموس» الفنانة بلقيس التي اعتبرت أن مشاركتها في «الفارس» بمثابة ميلاد فني جديد لها، خصوصاً وأنها تجربتها الأولى في مجال المسرح الغنائي، حيث أبهرت الحضور بتمكنها من أداء الدور الذي قدم للمسرح الغنائي نجمة جديدة تتمتع بإمكانات صوتية، في الوقت الذي تميزت فيه فرق التمثيل والأداء وكذلك العارضون الذين قدموا عرضاً اتسم بالانسجام والتمازج لكافة العناصر الداخلة في تركيبه ضمن لوحة إبداعية متكاملة حملت توقيع مروان الرحباني.
    قصة إنسانية
    منى غانم المري المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، أكدت أن النجاح المشرف الذي حققه الفارس يضع «براند دبي» أمام مسؤولية كبيرة للحفاظ على ذات المستوى من التميز في مبادراتها ومشاريعها المقبلة، والتي تصب جميعها باتجاه واحد وهو إبراز القصة الإنسانية الثرية التي تقف وراء النهضة الحضارية الكبيرة لدبي، معربة عن سعادتها بالمستوى الذي جاء عليه العمل لتتكلل بذلك جهود استمرت على مدار عام كامل من الاستعداد القوي والعمل الدؤوب.
    وأكدت المري بالغ تقديرها للفريق الإماراتي الشاب الممثل بفريق «براند دبي»، لما أبداه من حماسة عالية وهمة كبيرة والتزام صادق بمختلف مراحل العمل ومنذ لحظاته الأولى، حيث كان لهذا الدور أثر كبير في خروج المسرحية على النحو المنشود لها من الكمال والدقة والتميز، مشيرة إلى أن أبناء الوطن من الشباب يثبتون جدارتهم بالتصدي للمهام والمسؤوليات الكبيرة، والقيام بها على نحو مشرّف.
    كما وجهت المري الشكر والتقدير للفنان مروان الرحباني، مخرج المسرحية الذي قاد فريقها بمهارة ليقدم من خلال «الفارس» خلاصة تجربته الفنية الحافلة بالأعمال المميزة، كما أكدت خالص تقديرها لجميع أعضاء فريق العمل الذي ساهم في ترجمة هذه الرؤية وتجسيدها في إطار فني رفيع، وفي مقدمتهم غسان صليبا والفنانة بلقيس، لما أبدياه من تعاون، وما قدماه من مستوى فني راق أعاد للأذهان روائع المسرح الغنائي العربي، وجميع أعضاء الفرقة المسرحية والعارضين وجميع العاملين وراء كواليس المسرح، وكذلك كل من شارك خلال مراحل إعداد العمل وفي تقديمه للجمهور على هذا النحو المتكامل.
    تعاون كبير
    من ناحيته، أكد مروان الرحباني سعادته بتقديم مسرحية «الفارس» التي وصفها بأنها إضافة مهمة لرصيده الفني، وعمل يضاف إلى قائمة أهم أعمال المسرح الغنائي العربي، منوهاً بالتعاون الذي قدمه جميع أعضاء الفرقة وما بذلوه من جهد والتزام في تنفيذ الرؤية الإبداعية للعمل، وتقديمها بقالب فني رفيع استُلهم مضمونه من فكر قائد من طراز فريد، هو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وقال إن القيم الرفيعة التي حملتها أشعار سموه كانت حافزاً للتميز، ومصدر إلهام للجميع بمختلف مراحل العمل.
    ملحمة إبداعية
    أحداث المسرحية دارت حول رحلة «فارس» المحفوفة بالتحديات لإنقاذ محبوبته «شموس» من يد قوى الظلام التي اختطفتها، مواجهاً المصاعب بشجاعة وإقدام، ومتسلحاً بالحكمة والرؤية، واضعاً أمامه هدفاً تمثل بتخليص «شموس»، لينعما معاً بحياة هانئة في المدينة التي طالما حلم بتأسيسها لتكون متحضرة يعيش كل أهلها في سلام، حيث نجح مؤيد الشيباني ومروان الرحباني في تقديم نسيج محكم للقصة والسيناريو، وقدمها في قالب موسيقي آسر مروان وغدي وأسامة الرحباني، والذي تميز بالانتقال السلس بين نغمات الموسيقى السيمفونية والمقامات العربية في تناغم رائع امتزج خلالها النمطان الغربي والشرقي للتعبير عن الأصالة والمعاصرة لحلم «الفارس».
    وجاء الأداء المسرحي مواكباً للتميز العام للعمل، حيث أبدع الفنان جهاد الأطرش في أداء دور الحكيم الذي قدم دوراً مميزاً كصاحب صوت الحكمة الذي صاحب «فارس» في مراحل مهمة برحلته، في حين برع الفنان نزيه يوسف في تقديم شخصية «غيران» غريم «فارس» الذي حاول حرمانه من محبوبته قبل أن يلقى هزيمته في النهاية، لتجسد الشخصيتان ببراعة الصراع بين الخير والشر.
    كما تألقت في أداء دور «المضيافة» الفنانة مايا يمين، وفي دور «شهاب» الصديق الوفي لفارس، الفنان بطرس حنا، وفي دور «كبير التجار» الفنان روميو الهاشم الذي نجح ببراعة بإضافة مسحة كوميدية على المسرحية، كما تميز الفنان كميل يوسف في تقديم دور «رجل القافلة».
    المسرحية شهدت تكامل عناصر الديكور التي أبدعها بيار عبود مع الملابس التي صممتها بابلو لحود، بينما امتزج العنصران مع الخلفيات التي اعتمدت في أغلبها على المشاهد الحية التي تم تصويرها سينمائياً بمرحلة الإعداد للعرض في مناطق مختلفة وأخرجها منصور الرحباني، لتقدم مشهدية بصرية رائعة، خصوصاً وأن الخلفيات وظّفت أيضاً الرسوم المتحركة ولعبت دوراً مهماً في إضفاء بعد إبداعي ساهم في تأكيد المعاني وتوصيلها للمشاهد خلال العرض، فيما تداخلت الإضاءة التي تم توزيعها بمهارة من قبل نايغل هولبروك المدير التقني ومصمم الإضاءة، مع الخلفيات مدعومة بمؤثرات بصرية وسمعية متطورة لتعزز الإحساس بتمازج تلك العناصر.
    وكان لإسهام الشاعر سيف السعدي بالغ الأثر في نجاح المسرحية، من خلال إشرافه على أداء النصوص الشعرية لضمان خروجها بالمنطوق السليم، وطوال مراحل التدريبات التي آتت أكلها بأداء متقن للأشعار الداخلة في بناء النص المسرحي.
    تنوع ثقافي
    أثبتت الملحمة المسرحية الغنائية «الفارس»، أن الإبداع جسر عالمي للتواصل الإنساني، يتجاوز حدود اللغة ويتخطى تنوع الثقافات، بما حظيت به المسرحية من إقبال جماهيري شمل جنسيات عدة، ثقة منهم في أن الفن الرفيع والتعبير الصادق يجدان طريقهما بسهولة إلى وجدان المشاهد وعقله.
    ولم يكن التنوع الثقافي مقصوراً في علاقته مع مسرحية «الفارس» على الجمهور وحسب، بل كان أحد عوامل التميز التي اجتمعت للعمل خلال مراحل الإعداد المختلفة للمسرحية من خلال فريق متميز ضم أكثر من 800 فنان وموسيقي وعارض وخيال وتقني، ينتمون لأكثر من 30 دولة، بينما كان الكادر الإماراتي في قلب هذا الفريق وشكّل عصبه الرئيس، ليعمل الجميع بتناغم كامل لتقديم هذه الصورة الملحمية البديعة التي حملت توقيع الفنان مروان الرحباني مخرج العمل.
    أسلوب حياة
    وعن قيمة التنوع وأثره في نجاح مسرحية «الفارس»، ووصول رسالتها للجمهور، قال سالم باليوحة مدير إدارة الخدمات الإعلامية بالمكتب الإعلامي لحكومة دبي ومدير مشروع المسرحية: «يتسم المشهد الثقافي في الإمارة بالتنوع والغنى، ما جعلها جسراً اقتصادياً وثقافياً بين الشرق والغرب منذ عقود طويلة بفضل موقعها الجغرافي الذي منحها ميزة مهمة كمحطة التقاء على طريق خطوط التجارة، وعزز مكانتها كواحدة من أكثر مدن العالم انفتاحاً، وأسهم بتعزيز هذا الواقع رؤية قائد أرسى أسس أسلوب فريد للحياة، تجاوز حواجز اللغة ليمنح الجميع مكاناً في رحلة المستقبل، وهو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي جعل الحياة الكريمة حقاً للجميع».
    وأوضح باليوحة أن فريق عمل «الفارس» يعكس التنوع الذي يتسم به النسيج المجتمعي بدبي، وقال: «يتكون فريق عمل المسرحية من أكثر من 800 شخص ينتمون إلى 30 جنسية، ونرى في هذا الفريق صورة مصغرة للمجتمع في دبي الذي يعد بمثابة برهان عملي على أن التنوع أحد مصادر القدرة على الإنجاز».
    وأشار باليوحه إلى أن «براند دبي» حرصت على أن يأتي العرض مصحوباً بترجمة تظهر عبر شاشات ضخمة على جانبي المسرح، كي يتمكن الناطقون بغير العربية، من الاستمتاع بالعمل، والاقتراب من الثقافة العربية بما تحمله اللغة والمعاني من إبداع تجسد في الأشعار المنتقاة وروعة الموسيقى التي قدمها باقتدار عازفو الأوركسترا السيمفوني الأوكراني، وكذلك الأوركسترا السيمفوني اللبناني.

يعمل...
X