إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هل استطاعت الدراما السـورية.. الاقتراب من آلام المواطن؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل استطاعت الدراما السـورية.. الاقتراب من آلام المواطن؟






    الدراما السـورية.. هل استطاعت الاقتراب من آلام المواطن؟


    حنين سلمان


    بدأ صناع الدراما السورية بالفعل التحضير لموسم عام 2016 لكن لابد من جردة حساب سريعة لما شاهدناه في العام المنصرم،
    ونسأل فيما إذا استطاعت الأعمال التي شاهدناها الاقتراب من وجع المواطن السوري والابتعاد عن ظلال الحرب التي طالت جوانب الحياة كلها؟, أم انها كانت سطحية لدرجة جعلته ينفر مما قدم إليه؟، هنا لا يعنينا إلا ما عرض على الشاشات السورية لأن المنتج سوري والجمهور المعني سوري، ولو أخذنا بالحسبان ما كتب في الصحافة الورقية والالكترونية أو نتائج التصويت التي شاهدناها على مواقع التواصل الاجتماعي هل يمكننا أن نصل إلى حقيقة المتابعة الجماهيرية ولاسيما أن الإعجاب الذي نضعه مجاني من دون قراءة الخبر أصلاً أو مشاهدة الأعمال؟ ناهيك ببعض المقالات الصحفية التي اعتمدت في نقدها وتصويبها على الترضية والمحسوبية، هنا ليس المقصود التشكيك بأحد لكن ما قرأناه يبين أن بعض الأعمال لم يتناولها النقد، ولم يتم التعريج عليها، بينما هناك أعمال نالت من الإطناب والتصفيق الكثير.
    النقطة الأهم التي يجب التركيز عليها هي الازدحام الدرامي خلال شهر رمضان حيث نجد بعض الأعمال ظلمت نفسها في هذا السبق سواء من حيث اختيار وقت العرض الذي تتحكم فيه القنوات الفضائية, أو تفرغ المشاهد لمتابعة عملين أو ثلاثة أعمال على الأكثر في أوقات لا يكون فيها أمام الشاشة أصلاً. لا يمكن إغفال الأعمال التي رسخت في ذاكرتنا، وكان يتم عرضها وحيدة بشكل شهري خارج سباق المواسم, أو حين كان يقدم لنا في الموسم الرمضاني أربعة أعمال متنوعة بين الكوميدي والاجتماعي والتاريخي والديني، بينما نقع حالياً في مشكلتين؛ الأولى تزامن وقت العرض بين عملين يريد المشاهد متابعتهما, الثانية أنه يتوه في غابة القنوات الفضائية وكمّ الأعمال المعروضة، ناهيك بتكرار المواضيع المطروحة في أكثر من عمل وخاصة في السنوات الأخيرة، ولو استعرضنا ما قدم خلال العام الماضي من أعمال على سبيل المثال لا الحصر «عناية مشددة، بانتظار الياسمين، شهر زمان، حارة المشرقة، امرأة من رماد» وغيرها نجد أن كل المواضيع دارت في فلك الحرب على سورية محاولةً الاقتراب منها بشكل ما، حتى الأعمال الكوميدية لم تنجُ من الوقوع في فخ الأزمة رغم محاولتها الحثيثة الترفيه عن المواطن السوري «بقعة ضوء، دنيا» لكن هل كان ذلك كافياً واستطاعت تسليط الضوء على أوجاع المواطن السوري أم انها اكتفت بنقل الواقع المرير من الشارع إلى الشاشة وجعلت الإنسان يسخر من مواقف يعيشها بشكل يومي, متغافلة الكثير من الإيجابية التي كانت سبباً رئيساً في استمرار الحياة بعد خمس سنوات من الحرب؟!
    نرى أن التقليد هو السمة الرائجة في الدراما السورية، وباتت «الأزمة» موضة مثلها مثل أعمال الفانتازيا وأعمال البيئة الشامية، وما قدمته الدراما سابقاً من مسلسلات وأجزاء، هل إننا بحاجة لكل هذه الوحشية والعنف لتقديم منتج درامي؟ علماً بأن الحروب العالمية لم تتناولها الدراما والسينما إلا بعد عقود، بعد أن نضجت الفكرة وتبلورت كأسباب ونتائج، بينما في الدراما السورية منذ العام الأول للحرب على سورية بدأ صناع الدراما استثمارها كمادة غنية تجنبهم عبء البحث وابتكار أفكار جديدة لطرحها على المشاهد, إضافة لتناولهم الموضوع على الرغم من أهميته بسطحية إلى حد ما, من دون البحث في الأسباب التي أدت إلى هذه النتائج, علماً أنهم امتلكوا إمكانات سمحت بتكريس صورة الحرب في المشاهد (التفجيرات، سيارات الإسعاف، سيارات مفخخة, دبابات، طائرات) في الوقت الذي لم نشاهد الدراما والقائمين عليها استخدموا هذه الإمكانات لتوثيق حرب تشرين التحريرية بالشكل الأمثل، فكل ما شاهدناه بضعة أعمال لم يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة على مدى عقود, وكان أغلبها تمثيليات سهرة أو أفلاماً تلفزيونية تتم إعادة عرضها كل عام، هنا لابد من طرح سؤال عن سبب تجاهل صناع الدراما حرب تشرين بينما يحاولون صناعة أعمال درامية لحرب لا تزال قائمة؟، ألم يدركوا بعد أن العدو ذاته, والواقع العربي الأليم ذاته, ألا نحتاج لكشف كثير من الأوراق عن حرب تورط بها الأشقاء العرب, والزمان يعيد ذاته, لكن بشكل حداثي أكثر؟.
يعمل...
X