إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

"عبد اللطيف فتحي".. رائد "تشويم" المسرح - إسماعيل النجم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "عبد اللطيف فتحي".. رائد "تشويم" المسرح - إسماعيل النجم

    "عبد اللطيف فتحي".. رائد "تشويم" المسرح

    إسماعيل النجم


    المزة


    اتسم منذ نعومة أظفاره بحس الفكاهة والطرافة، فاكتشف المسرح صغيراً، وأسس المسرح الشعبي في "دمشق"، وعن طريق التلفزيون دخل إلى بيوت وعقول عشرات الأجيال بأكثر الأدوار طرافة، وحصل على لقب "فنان الشعب".
    مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 6 تموز 2015، المسرحي "مهيدي عبد القادر"، الذي تحدث عن الفنان "عبد اللطيف فتحي" ويقول: «هو ثاني شخصية سورية تحترف المسرح، بعد "أبو خليل القباني"، ارتبط اسمه حتى وفاته بـ"بدري أبو كلبشة" في المسلسل الأشهر في ذلك الوقت "صح النوم"، تمتع بروح "النكتة" وعرف بـ"قفشاته" الضاحكة التي اقتبسها من الفنان التركي "أرطغرل"، حتى أطلق عليه فيما بعد "فنان الشعب".

    بدأت موهبته الفنية في وقت مبكر وخاصة بتقليد الآخرين، واكتشفت هذه الموهبة والدته حينما كان يرافقها في الجلسات النسائية وكان يقوم بتقليد عدد من الشخصيات التي أبدع فيها؛ ومن ضمنها: "العجوز المتسولة"، و"المرأة الغاضبة"، و"المرأة النكدية"، والبائعون المتجولون الذين يجوبون شوارع "دمشق"، كان يؤدي كل ما يطلب إليه بمنتهى البراعة والإبداع وبطريقة كوميدية ساخرة، هذه الموهبة لاقت معارضة من قبل والده الضابط في الجيش، إضافة إلى أن الفن كان مخالفاً لتعاليم وآداب العائلة المحافظة».

    الأديب الدكتور "نبيل الحفار" في الموسوعة العربية عن الفنان "فتحي" يقول: «بدأ يشارك سراً في أنشطة بعض النوادي المعروفة في ذلك الوقت ومنها "دار الألحان والتمثيل" القريب من سكنه في حي "ساروجة"؛ وفيها تعرف إلى مجموعة من الفنانين كالعملاق "حكمت محسن" و"أنور المرابط" والرواد "توفيق العطري" و"وصفي المالح"، وقدموا من خلال هذا النادي مسرحيتي "لويس الحادي عشر"، و"الانتقام العادل".

    كان لـ"فتحي" ظهور مبكر في العديد من الفرق المسرحية السورية والمصرية واللبنانية، التي بدأت منذ عام 1934، حتى العام 1939 وفي هذه المدة تبلورت قدراته الفكاهية وتطور أداؤه التمثيلي، وعندها تسلم مدير فرقة "ناديا العريس" ونجح في تقديم الفقرة الفنية المعروفة بـ"المونولوغ" (أي فقرة فنية لممثل واحد)، وبـ"الديالوغ" (أي الحوار الثنائي)، وظهرت لديه مواهب جديدة على صعيد تصميم الرقصات وتلحين الأغاني، إذ لحَّن أغاني أوبريت "هارون الرشيد"، وصمم رقصاتها، وهي من تأليف الفنان السوري "محمد شفيق" الشهير بـ"المنفلوطي"، وكانت الفرقة تستضيف بين المدة والأخرى مخرجين من "فرنسا" أو "إيطاليا" للإشراف على عروضها الاستعراضية والمسرحية، فدأب "فتحي" على تتبع تفاصيل عملهم حتى تعلم منهم الكثير».

    ويتابع: «في عام 1946 أسس "فتحي" في "دمشق" "الفرقة الاستعراضية" التي صار اسمها في العام التالي "فرقة عبد اللطيف فتحي"، ومن هنا كانت تاريخ تطور المسرح السوري، واعتمادها اللهجة الشامية في تقديم العروض والفقرات الفنية المتنوعة كافة بدلاً من المصرية، فكان في ذلك رائد "تشويم" المسرح في "بلاد الشام"، لكن ما لبث أن انفرط عقد الفرقة عام 1956 بسبب الظروف المادية التي أحاطت بها.

    انتقل "فتحي" عام 1960 للعمل في مديرية المسارح التابعة لوزارة الثقافة والإرشاد القومي، فتسلم إدارة "مسرح العرائس" مدة خمس سنوات ألف وأخرج أثنائها زهاء عشرة عروض لاقت رواجاً كبيراً، وفي عام 1966 تسلم إدارة "المسرح الشعبي" التابع أيضاً لمديرية المسارح».

    أما أستاذ اللغة العربية والمهتم بالمسرح "محمد الحمود" فيقول: «نال "عبد اللطيف فتحي" لقب "فنان الشعب"، وكذلك العديد من الأوسمة والجوائز، وفي مطلع عام 1977 مُنح وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى تكريماً لجهوده المسرحية من أجل تطوير المسرح السوري، كما منحه الرئيس الدكتور "بشار الأسد" بعد وفاته وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة عام 2008».

    يذكر أن الفنان "فتحي" ولد في حي "العمارة" بـ"دمشق" عام 1916، توفي في 8 آذار 1986.

    الأديب الدكتور نبيل الحفار بدور مخفر الشرطة بدري أبو كلبشة
يعمل...
X