إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نشوء القصة في "طرطوس" ثقافة عميقة..الأديب الروائي "علم الدين عبد اللطيف" ..نورس علي ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نشوء القصة في "طرطوس" ثقافة عميقة..الأديب الروائي "علم الدين عبد اللطيف" ..نورس علي ..


    القصة في "طرطوس"... المكان والحدث

    نورس علي


    لنشوء القصة في "طرطوس" ثقافة عميقة، فحجم الإصدارات القصصية فيها يستدعي دراسة طبيعة المزاج الثقافي الذي ينتج انعكاساته الإبداعية على مستوى النوع.
    مدونة وطن eSyria التقت بتاريخ 18/8/2013 الأديب الروائي "علم الدين عبد اللطيف" الذي كان له دراسة حول هذا الموضوع بعنوان "نصوص قصصية من طرطوس"، وهنا قال: «القصة القصيرة هي من أكثر الأجناس الأدبية تناولاً في "طرطوس"، ولهذا تفصيل وفق بعض الدارسين يتعلق بطبيعة العلاقات الاجتماعية في مجتمع ما، زراعي ريفي أو مديني، والذي ينتج آلياته الفكرية والإبداعية.

    فهاجس الحداثة هو الذي يفعل فعله في النتاج الأدبي بشكل عام، في سورية عموماً، وفي "طرطوس" خصوصاً، التي يفترض أن المعيار الكمي فيها من شأنه أن يؤثر على
    المستوى النوعي بصدد الإجابة عن أسئلة التقييم والنقد، إلا أنه من الملاحظ أن كتاب القصة في "طرطوس" بدل أن يلجؤوا إلى الممايزة في هذا السياق أي سياق التحديث، فإنهم بقوا في دائرة المقايسة فقط، وهذا من شأنه عدم إيلاء مسألة السياق الاهتمام اللازم، خصوصاً أن السياق التاريخي للتجريب في القصة أصبح مغايراً لمبدأ المقايسة كمعيار، والتي كانت توجه وتقود أساليب بناء العمل القصصي في النصف الثاني من القرن المنصرم.

    فمسألة الممايزة ضرورية في الوقت الذي تلح فيه الكثير من أسئلة الحداثة على صعيد الشكل، كما على مستوى المقاربة الفكرية والإبداعية.

    وإن بقاء مبدأ المقايسة "استعارة الأدوات- تقليد أساليب التكنيك المتبعة".... وهذه تأتي من الخارج عموماً أو بالكلية، يُشعر بالحاجة إلى ممايزة تأتي من داخل الفضاء الإبداعي ذاته، وهذا ما يمكن أن ندعوه تخليق الحداثة، ودعوتها إلى المجال التداولي، للتحقق في السياق التاريخي الذي يحيل إلى فهم الأصل، وكي لا يكون فهم الحداثة في الأدب عموماً تجزيئياً أو انتقائياً في أحسن الأحوال ويبقى ضمن تحولات صنعها الغير، وتكون الأعمال الإبداعية تحايث رد الفعل لا الفعل، ويجب والحال هذه الفصل بين منطق الرغبة في الحداثة وبين الواقع الحداثي ذاته، كي لا تختلط الرغبة بالواقع، ويتشكل واقع باهت، أو واقع بالتقسيط، ويبقى المفتقد الفهم المتكامل لإحالات الحداثة، لا نماذجها».

    ويتابع السيد "علم" بعد أن أكد أن كتاب القصة في "طرطوس" تجاوز عددهم نصف أدباء المحافظة: «إذا عرفنا أن كتابة القصة في "طرطوس" كانت ظاهرة ريادية بالفعل وإرهاصاً بمرحلة متطورة من الاهتمام بالقصة القصيرة، فإن نظرة متأملة للنتاج القصصي في هذه المحافظة يظهر مدى الحاجة لفهم مبدأ الممايزة، والعمل على تفعيل الداخل الإبداعي لإنتاج الحداثة بمفهومها الحداثوي التاريخي، الذي يفارق
    علم الدين
    التوقف في أي لحظة، في سياق مراكمة وتتابع إضافة.... كالنهر تماماً.

    وإذا حاولنا تتبع خيوط أسئلة الحداثة في أعمال كتاب القصة في المحافظة كما تبدو لهم هم، فإن أول وربما آخر ما يمكن تناوله هو تكنيك بناء القصة كما يفترض أن تكون عليه القصة، دون التطرق إلى الفضاء الابداعي ومكوناته المكانية أو خصوصية العالم القصصي في "طرطوس" تاريخياً، كتراكم فني أنتجته ذات الفترة التي انتجت الرواية والشعر، في حين أن مسألة خصوصية المكان هي من الاهمية بحيث تبدو مشروعاً ممكن لتخليق نوع من خصوصيات الداخل الإبداعي وسحبه على الهم التحديثي في حال وجوده، الأمر الذي يبدو أن الرواية والشعر قد حققاه أكثر بكثير من القصة في هذه المحافظة على اختلاف الفارق الكمي بين النتاج القصصي وكل من الرواية والشعر لمصلحة الجنس الأول».

    ويضيف السيد "علم": «فخصوصية المكان لم تكن رافعة مهمة في انتاج قصة لها تلوينات مكانها "البحر والطبيعة" مثلاً، وبقيت آليات الكتابة لا تختلف عن مثيلاتها، من حيث صدورها عن هم إنساني أو ثقافي أو سياسي.

    إذ يبدو القارئ أو المتلقي مضطراً لقصر ملاحظاته أو قراءته على الأدوات والتقنيات من أساليب السرد واستعمال الضمائر وتقطيع أزمنة القص والاشتغال على اللغة وغيرها من الأدوات الأخرى، تتجاوز الخاطرة والمقالة أو الرواية الصغيرة، وإن التدقيق في أدوات كل من هذه الأجناس لهو من الأهمية بمكان كبير في دراسة القصة القصيرة في المحافظة، والتي يجب فعلاً افتراض تجاوز كتاب القصة لمثل هذا الفهم في الحد الأدنى من المعايير، وإذا تم التدقيق في هذه المعايير بدا الواقع قلقاً بعض الشيء فيما يختص بالتمييز بين القصة والمقالة أو الخاطرة، ما يحيل إلى اعتبار أنه حتى أدوات كتابة القصة تشكو من اضطراب محمد عزوزما عند البعض.

    والملاحظة الأخيرة هي حجم المجموعات القصصية التي تصدر بشكل عام، هي صغيرة الحجم بحيث يمكن افتراض الاستعجال في إصدار العمل، وغالباً ما تحتوي المجموعة على قلة صفحاتها عناوين كثيرة، مما يؤكد تواضع العوالم التي تقاربها القصص، بالإضافة لتشتت الموضوعات والمقاربات، ولا يوجد رابط تقني أو نسق يجمع بين فصول المجموعة فتبدو النصوص متباعدة ومفارقة لعوالم بعضها بعضاً، ويبقى هم الدارس تناول كل قصة في المجموعة على حدة، لأنه لا يمكن الحكم على المجموعة ككل، من قصة أو اثنتين، هذا إذا طوينا النظر عن التباين الكبير في المستوى الفني لبعض القصص بالمقارنة مع مثيلاتها في ذات العمل».

    أما القاص "محمد عزوز" ابن ناحية "القدموس" فقال: «أعتقد أن البيئة الساحلية والجبلية هي أهم عامل في نشوء القصة في "طرطوس"... فالبيئة بيئة قصص وحكايات عبر الزمن.. بينما يتفوق الشعر في البيئة الصحراوية، ومن المؤكد أن كتاب القصة يتأثرون بما يحدث من تحولات في القصة العربية والعالمية لأن القراءة والاطلاع أساسيان في الكتابة القصصية».

    في حين أن القاص والمترجم "عدنان محمد" أكد أن القصة حدث يتخذ الشكل الأدبي الخاص به، وفكرتها تأتي من الذهن فتلاقي صدى جيداً عنده فيكتبها قصة، ويضيف: «يمكن أن تأتي الفكرة بلبوس صورة فنية ولا يمكنني أن أقدمها شعراً فأقدمها قصة، فمنذ البداية شعرت بأن القصة هي من سيعبر عما يجول في داخلي من أفكار فنية، لذلك كنت قاصاً.

    وبشكل عام لا أعتقد أن المكان له دور كبير في ذلك، لأن القصة كما قلت حدث وليس مكان، وهذا لا يعني أنها تلغي المكان، فالحدث هو البطل وليس المكان.

    فالأديب "محمد الحاج صالح" مثلاً في مجموعته "صخرة الخلقين" يتحدث عن "طرطوس" باعتبارها البطل وركب الأحداث لها، أما بالنسبة لي فالحدث هو البطل وأعمل على تركيبه على المكان المناسب له».
يعمل...
X