تويت
ديمة الغزاوي
من شرفتي المطلة : ( بين الإحتياج الروحي والإجتياح الروحي مسافات ) ........ بقلم : ديمة الغزاوي
نعشقهم بشغف لأنهم من أهم إحتياجاتنا ... هم مروا في حياتنا وصاروا أبعد من الذكريات ... في كل محطة كنا نقطع تذكرة جديدة ولانزال على الطرقات ... أما هم فكانوا يتجولون في أعماقنا كجباة الضرائب .... يتغيرون تغير الأيام ويقسون بقسوتها ويتململون تململها ... ولكننا نحتاجهم ... لم نغلق يوماً باباً عليهم ... ولم تتراكم علينا فوائد عطفهم ومشاعرهم ... بل كنا دائماً أسبق لدفع سنيناً من عمرنا لسد العجز العاطفي والوجداني الذي يسكننا .... ولكنهم كانوا يعصفون بجوارحنا عابثين بأشواقنا وأحلامنا ليبنوا مستوطنات حبٍ زائلة لا محالة .. . بلا مقاومة ... زائلة لأنها بلا أعمدة ولا أسقف .... يقنعوننا بقليلٍ من الستائر والأغطية العابثة بالهواء والنوافذ بأنها بيتاً لأرواحنا الباحثة عن الهوى وعن منافذ لأوجاعها ... كانوا يجتاحون مسافات وحقول من أجسادنا وبعدهم لاقمح ينمو ولا يرتفع سنديان ... بعدهم تشبع أجسادنا روحياً ومؤقتاً وعاجلاً ماتتحول إلى عزلة تهرب مجدداً وتبحث عن إجتياحٍ جديد وغير مباشر ....