إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بقلم : جميلة طلباوي - البروفيسور عبد القادر عميش

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بقلم : جميلة طلباوي - البروفيسور عبد القادر عميش

    البروفيسور عبد القادر عميش
    لأصوات الشمال: الرواية قدرها التاريخ بقلم : جميلة طلباوي

    زار الروائي البروفيسور عبد القادر عميش جامعة بشار بدعوة من رئيس مشروع الماجستير "الأدب الإلكتروني الجزائري" الدكتور ابراهيم عبد النور بغرض إلقاء محاضرة على طلبة الماجستير حول الأدب الإلكتروني فكان لنا معه هذا الحوار





    أصوات الشمال:

    صاحب رواية الزمن الصعب هل يرى بأنّ عصرنا هو عصر الرواية بلا منازع، أم أنّ المقولة هي صناعة إعلامية و ليست واقعا أدبيا؟

    البروفيسور عميش :

    الذي أؤمن به هو أنّ مقولة العرب قديما "الشعر ديوان العرب" يمكن في هذا الزمن أن تقلب و تصبح " الرواية ديوان العرب". بالفعل الذي نراه من خلال اطّلاعنا و قراءاتنا و ما نتلقفه من هنا و هناك من الفعل الأدبي أو الروائي هو أنّ الرواية تشكل الحيّز الأكبر من النشاطات الثقافية و الإبداعية ، بل لو قارنا الرواية التي تصدر بالدواوين الشعرية لوجدناها تحتلّ مساحة أكبر و تعرف تطوّرا ملحوظا سواء في الرؤية السردية أو الحكائية أو حتى على مستوى تقنيات الكتابة ، حتى يكاد يُجمعالجميع على أنّ هذه الفترة هي فترة الرواية ، و السبب في ذلك حسب اعتقادي هو كون الرواية قادة على أن تقدّم رؤية واضحة قريبة من القارئ للحياة التي نعيشها ، المعروف أنّ الرواية تنبني على الشرح و على التوضيح و على السرد في حين أنّ الشعر هو قول مقبض ، و بالتالي القصيدة لا تقدّم ما يمكن أن يوضّح الحياة أو أن يبيّن بعض جوانبها ، و الإنسان بطبعه مولع بالحكي و السرد ، هذا في التفسير العام و ليس الأكاديمي.

    أصوات الشمال:
    الذي يغوص في روايتك بياض اليقين يلمس بهاء اللغة سحر التصوّف و الإنجذاب إلى الفضاء الصحراوي كحيّز مكاني بكلّ أسراره ، حتى أنّك ذكرت مدينة بشار قبل أن تزورها، فكيف تبني عوالمك الروائية؟
    البروفيسور عميش :
    نعم ذكرت بشار في روايتي قبل أن أزورها ، لكنّني زرتها بالروح، في بياض اليقين أقول في العتبة بوضوح: سأكتب بروحي ما لم يقله جسدي" و النص الذي يُكتب روحيا يُستحسن أن نتلقاه روحيا أيضا ، لأنّه من الروح إلى الروح تمرّ الرسالة و يمرّ الخطاب ، أنا أؤمن أيضا و نحن نتعامل في حياتنا مع الناس و الأشياء و الأخبار ...كلّما كان التواصل روحيا كلّما فهمنا الحياة أكثر ، لأنّ الحياة و الطبيعة من حولنا هي أشياء لها جواهرها ، و سرها ، و علينا أن نتوغّل فيها و أنا أقول دائما لطبتي: إذا أردنا أن نفهم الأشياء علينا أن نخترق القشرة ، و إذا أردنا أن نفهم بعضنا البعض بصفتنا بشرا علينا أن نخترق هذا المظهر لنصل إلى الجوهر لأنّ الإنسان جوهر ، و أنا أكتب عن الجوهر.
    أصوات الشمال:
    كتبت القصة القصيرة في بداياتك الأدبية ، هل تجد بأنّ القصة القصيرة جنس أدبي ظلم بين الشعر و الرواية، و هل نفهم بأنّك تخلّيت عنها تماما لتكتب الرواية؟
    البروفيسور عميش :
    جنس أدبي ظلم و سحق، أعتقد أن السبعينات بعد الاستقلال حتى الثمانينات كانت هذه الفترة فترة القصة القصيرة لعدّة أسباب، ربّما لأنّ القصة نص قصير ، و التأثيث فيها قليل ، يمكن أن نكتفي بشخصية واحدة ، يمكن أن نقرأها في جلسة واحدة، ممكن أنّ الكثير يجرّب في جنس القصة الذي له خصائصه و كتابه و نقاده و قراؤه ، لكن أحيانا من يبتدئ في الكتابة السردية يجد سهولة في كتابة قصة كل شيء فيها صغير ، مثلا شخصية واحدة ، أحداث قليلة ..إلخ لكن نجد بأنّ معظم الكتاب الكبار يبدأون بالقصة القصيرة ثمّ يتخلّون عنها نهائيا، و لا يوجد لهذا تفسير أكاديمي.
    شخصيا لديّ مجموعتان قصصيتان ، قناديل الظلام و دائرة المخدوعين ، لكن الآن لا ألتفت تماما إلى القصة، أعتقد بأنّ الاستغراق في شعرية الكتابة الروائية و الذي يمكن أن يصل بك إلى أبعد ماتريد ، هذه الحرية في كثرة الشخصيات في تداخل الشخصيات، في تداخل الشخصيات في طرح القضايا ، في زوايا التبئير بقضايا معيّنة، أكثر من القصة و أعود لأؤكّد بأنّ هذا زمن الرواية.

    أصوات الشمال:
    و لأنّ العرب كانوا يؤكّدون في باديتهم بأنّ الشعر هو ديوان العرب فقد كتبت الشعر و صدرت لك مجموعة شعرية ، ماذا عن هذه التجربة؟
    البروفيسور عميش :
    دعيني أقول لك كما أردّد دائما : أنا لست شاعرا و لكنّ لغتي تكتبني أحيانا، أقولها بكلّ تواضع، أنا أتعامل مع الحياة و الأشياء و مع الآخرين بطريقة صوفية شاعرية ، فإذا كتبت الشعر فهو شعر نثري
    أصوات الشمال:
    لكنّ التجربة أثبتت بأنّ الشعراء يكتبون الروايةبلغة أكثر بهاء ، و يطرحون فيها الأسئلة الأكثر عمقا فيفوقون على زملائهم الساردين فما رأيك؟
    البروفيسور عميش :
    صدور رواية بياض اليقين ذهبت إلى المكتبة و سلّمت نسخة لزميلي و أستاذي الروائي أمين الزاوي ، عندما قرأ كلمة الغلاف و هي عبارة عن نثر قال لي: يا أستاذ عميش هذه رواية قصيدة
    أصوات الشمال:
    بشار موجود بشكل لافت في روايتك ، ما الذي شدّك إليها روحيا؟
    البروفيسور عميش :
    مثلما قلت في مقام آخر : قدر الرواية هو التاريخ ، لا يمكنها أن تتخلّص من التاريخ ، تجدين السطر الأخير بطريقة تقنية من بياض اليقين ، هو السطر الأول من الرواية التي أشتغل عليها حاليا ، أعود إلى المكان الذي تمّت فيه التفجيرات النووية ، أتحدّث و ليس تاريخيا إنّما انطلاقا من الواقع بأنّ هنالك من لا زال يعاني من إنسان و حيوان، شخصية في بياض اليقين اكتشفت (أنا الراويبضمير أنا)بأنّه مصاب بعاهة نتيجة وراثة من أبيه بسبب التفجيرات النووية التي قام بها المستعمر الفرنسي في الصحراء الجزائرية، أطرح بطريقة شاعرية حزينة فكرة أنّ آثار التفجير لا زالت موجودة في الطبيعة و في الإنسان، طرحتها بطريقة بعيدة عن مفهوم التاريخ ، لكن بطريقة إبداعية ، أي بإعادة إنتاج التاريخ فنّيا، مثلا أتحدّت عن جلسات الشاي في بشار ، و هي تجربة لم أعشها في بشار ، أتحدث عن الرجل الذي يصبّ الشاي من مكان شاهق باتجاه الكأس و هو ينظر إليّ و هذا الخيط الأصفر من الماء الذي يحدث خريرا و ليس بالخرير ، موسيقى و ليست بموسيقى...و لا زلت أبحث إبداعيا في هذا التنوع في جلسات الشاي ، في إعداده و صبّه في مختلف مناطق صحرائنا الشاسعة مثل تمنغاست ، رقان و غيرها، بمعني أنّني أبحث في فلسفة الشاي في هذه المناطق
    أصوات الشمال:
    هدف زيارتك إلى مدينة بشار كان بغرض إلقاء محاضرة حول الأدب الإلكتروني بدعوة من رئيس مشروع الماجستير الأدب الإلكتروني الجزائري فماذا تقولون في هذا الشأن؟
    البروفيسور عميش :
    الأنترنيت تطوّر حضاري ، و امتداد لكلّ مظاهر الحياة ، نعيشه كواقع جديد ، الأنترنيت هو فضاء جمع كلّ مظاهر الحياة ثمّ أعاد إنتاجها تقنيا. بالنسبة للأدب مثله مثل الأغاني و الأفلام ، و هذه المئات من العناصر الفنية الموجودة في الحياة ، حين نأتي للحديث عن الأدب الرقمي أقول بأنّنا نتسرع بالنقد ، كلّ جديد نواجهه بالرفض دون أن نفهمه ، من المفروض أن نفهمه ، العاقل لا يصدر أحكاما حتى و لو كانت إيجابية إلا بعد أ يستوعب .
    عندما ظهرت القصيدة الحرة واجهها البعض بالرفض و النقد ، و ظلت واقعا لأنّها تطوّر للشعر ، و عندما ظهرت قصيدة النثر ووجهت بالرفض ، لأنّها واقع موجود، عندما نعود إلى نظرية الأدب من أفلاطون إلى الآن السؤال هو : ما هو الأدب؟
    عندنا شيء أضيف إلى ما قاله أفلاطون و غيره. هل الرواية مثلا عندما تصبح رقمية تحافظ على جنسها الأدبي كما عرّفتها الدراسات النقدية ، الآن لدينا نصوص أدبية روائية ، قصصية ، شعرية ..إلخ ، في رأيي يجب أن نراعي فيها شيئا مهما و هو المستوى الأدبي للنصوص حتى نفرّق بين بين هذه النصوص الرقمية ، هنالك نصوص كثيرة ليست أدبية ، لكنّنا نتحدث عن النص الروائي الرقمي بجمالياته و بروعته ، وبعناصره، و يجب أن ننتبه إلى مفاتيح تحليل الخطاب الروائي ، الزمن ، الراوي، المروي له، المكان...إلخ.الآن هذا واقع للأسف نحن نقتحم الأشياء الجديدة باستحياء و تردّد ، خطوة إلى الأمام ، و عشرة إلى الوراء، أعتقد بأنّ مشروع الماجستير "الأدب الإلكتروني الجزائري" سيطبع و سيعطي تصوّرا عن جامعة بشار و عن كلية الأدب و اللغات، لأنّه يبدو فيه الجديد ، و على الطلبة أن يجدوا هذا الجديد.و على القارئ الرقمي المتجول أن يتواصل مع هذه النصوص مثلما يقرأها في الورق، لكن يجب أن ننتبه إلى شيءهو أنّنا قبل أن نصل إلى هذه النصوص علينا أن نمرّ بطرق تكنولوجية ، فهي تتطلب منّا ثقافة تكنولوجية ، هذا الأدب يجمع بين إجراءات تكنولوجية و النص الذي ينتظر. إذن يجب أن نتعامل مع هذه النصوص كما هي و نبحث في الجديد فيها.





يعمل...
X