إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

للكاتب حمري بحري كتاب " الرجم بالكلام " بقلم : المهدي ضربان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • للكاتب حمري بحري كتاب " الرجم بالكلام " بقلم : المهدي ضربان

    كتاب " الرجم بالكلام " للكاتب حمري بحري …
    بقلم : المهدي ضربان




    هي مجموعة من المقالات في الثقافة والسياسة والفكر ..هكذا تقول يافطة الكتاب ..يقول عنها الكاتب في كلمته .." هذه مجموعة من المقالات كتبت في الفترة الممتدة ما بين 2001 و2003 بجريدة الشروق اليومي ، وهي تعكس جملة من المشاغل الثقافية والسياسية التي شغلتني في هذه الفترة وحاولت رسم صورة لها ، قد تكون باهتة في بعض الأحيان ، وواضحة في أحيان أخرى .لكنها في النهاية تشكل القضايا التي تشغل بال المثقف الجزائري ."
    إنها فعلا الصورة التي أراد الكاتب حمري بحري إيصالها للقارئ الجزائري والعربي عموما ، وجسدت مضامين مقالاته عبر دفة الشروق العربي ، إطلالة كنا نرى من خلالها أسبوعيا، مخاض هذا الرجل الذي عرفنا عبر أبجديات التراجم أنه شاعر وكفى ..شاعر عايش الاحتراق الإبداعي عبر الصور والنظم وكان لا يهدأ له بال إلا إذا أطلق زفرة شعرية تعبر عن رؤية ومخاض عايشه هذا الذي حوصر في غلاف جيله ..قالوا أنه من جيل السبعينيات ..وهو الذي يكره الجيل والتخندق في الفضاء الزماني والرقمي ..لا علينا نحن لسنا من أولئك الذين يصنفون ولا من الذين يؤولون .. فكما قال الفرز دق .. علي أن أقول وعليهم أن يؤولوا ..
    رئيس اتحاد الكتاب العرب السيد عز الدين ميهوبي والذي هو رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين قال في تقديمه لكتاب " الرجم بالكلام " مقالات في الثقافة والسياسة والفكر ..قال كلاما موحيا يجيب عن تساؤل يخطر على بال كل من عرف حمري بحري عن قرب ..يقول السيد عز الدين ميهوبي : " كلكم ينتظر ديوانا جديدا من الشاعر حمري بحري ..تريدون ذلك لأنه الشاعر الذي أصدر في نهاية الثمانينيات بيانا في الناس أعلن فيه اعتزاله الشعر بعد أن شعر أن ما يكتبه لا يسمعه الناس ولا تفهمه السلطة ..وأن الشعر في النهاية كلام لا يحبه البشر .واختفى في زحمة الأحداث بين أسوار " سور الغزلان " المدينة التي أنجبت كثيرا من الشعراء والكتاب والمبدعين ..وذات يوم سمعناه يقرأ " مديحا لرياس البحر " بلغته الجميلة والقائه الهادئ الحامل نبرة الشعراء الذين اخذوا شيئا من أبي ربيعة وريمبو وغويا ..وعندما شعر الناس بصمت الكلمة في سنوات المحنة ، خرج حمري من دائرة الصمت بسلسلة مقالات في الفكر والسياسة والأدب والإبداع ، معلنا رفضه التام للردة ، فاضحا كل تواطؤ مع الرداءة ، واقفا مع الوطن وأبنائه الشرفاء الذين لم يبيعوه في سوق النخاسة والابتذال ..هذا حمري الشاعر ..يكتب في غير الشعر. لن أقول لكم اقرؤوه ..لأنكم ستقرؤونه رغم أنفي وأنفه ..فإذا أعجبتكم آراءه وأفكاره أرسلوا إليه حقولا من البنفسج وإذا لم يعجبكم أوثقوه على خشبة ودقوا المسامير في يديه ..أو ارجموه بالكلام الطيب .. "
    ويبدو أننا سوف لن نقدم على رجم الكاتب حمري بحري الذي سعى في مقالاته المنشورة وعددها خمسون مقالة بالتمام .. لن نجرؤ على ذلك والكاتب قد أوضح لنا ذلك في متن كتــابه .: " الكاتب لا يسمى كاتبا إلا إذا كان يكتب ما يفيد الناس ، أو ما يراه مفيدا لهم ……لأن الكاتب في جوهره موقف " ..يشكل الكاتب معظم أفكاره من خلال رصده للحياة الوطنية السياسية والاجتماعية والثقافية والحضارية ..وهو لا يهدأ له بال إلا إذا تبوأ المثقف مكانته في المجتمع أو قل في الواقع ..وكان من المفروض أن يمسك بزمام الأمور تلك النخبة التي يبدو أنها مغيبة رغما عنها ..ويسرد الكاتب أفكاره عبر المخاض الذي تشكله الأحداث الوطنية …فهو من جهة يحلل الظواهر ويشخص الوقائع ويعطي رأيه الشخصي بصورة انطباعية تحمل زادا من الأفكار والمعلومات والشواهد التي تخدم المقالة فيبدو متحكما في جنبات الموضوع ، على دراية بالخاصية التي تطبع و تحيل القارئ على سيل معلوماتي واضح المعاني والدلالات تتخلله نوع من الصنعة يريد الكاتب أن يخرج بها كخلاصة ..ولذلك فتجده على دراية واسعة بالحاصل من التفاعلات المختلفة التي تطبع الحياة السياسية ..فيقوم بتقويم ما يجب تقويمه في صورة مقالة صحفية عن كل قضية تحدث في فضاء الساحة العامة ..لذلك كان الكاتب يؤشر لهذه الوقائع في صورة إيضاحية آية في التحليل ، شارحا الموقف ، راجما بكلامه أحيانا مواقعا مختلفة من الهيئات و القطاعات والمؤسسات المختلفة ، كان لا بد عليها أن لا تبقى بعيدة عن روح التغيير وعن المنهجية الفكرية التي يريد أن يجسدها الكاتب في مقالاته المختلفة ..نحن لسنا هنا لنكتشف من خلال آراء الكاتب الخطأ من الصواب في مقالاته الخمسين ..فلا يمكن أن نقف في موقفنا هنا موقف الرقيب الذي لا يرى الصواب إلا من خلال أطروحته ، إنما نقف هنا موقف الملاحظ الذي يرى في نشر المقالات عبر الصحف ، أنها نوع من التصرف المتحضر الذي يبدو أن عالمنا العربي اليوم لم يعد يتعامل به ، والكتابة التي تنشر في كتاب إنما تؤرخ للكاتب وللجريدة معا …كنا نقرا الرسائل المتبادلة بين الشاعران محمود درويش من مختلف المهاجر الأوروبية و والشاعر سميح القاسم من مدينة الناصرة من فلسطين عام 1948 وقتها قرأنا إضافة هؤلاء الشعراء عبر دفة مجلة اليوم السابع لصاحبها بلال الحسن من باريس عام 1987 ، قرأنا واستمتعنا صحفيا ..أيام فقط وتصدر الدار المغربية المشهورة " توبقال " كتابا جميلا بعنوان الرسائل ..وهي الرسائل التي كنا نقراها عن كتابات الشعراء محمود درويش وسميح القاسم …
    إن المقالة المنشورة صحفيا ..إذا تم توثيقها عن طريق المطبوع قادرة على أن تسلك في القارئ مجرى من الوعي والإضافة ، والرجم بالكلام لحمري بحري رجم كل شياطين الكتابة الجامدة ..بقى أن نقول أن الكتاب صادر عن منشورات اتحاد الكتاب الجزائريين عام 2003 وطبع على نفقة الصندوق الوطني لترقية الفنون والآداب وتطويرها التابع لوزارة الثقافة ..
يعمل...
X