إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محمد الصالح الجزائري الأديب والشاعر والناقد بحوار ووجهاً لوجه مع الشاعر الجزائري ياسين عرعار

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محمد الصالح الجزائري الأديب والشاعر والناقد بحوار ووجهاً لوجه مع الشاعر الجزائري ياسين عرعار



    محمد الصالح الجزائري بحوار مع ياسين عرعار

    ((1))

    حوار مع محمد الصالح الجزائري / حاوره الشاعر ياسين عرعار حاوره




    ميلاد الأديب محمد الصالح الجزائري كان خلال الثورة الجزائرية الكبرى ..ليكبر على حب الوطن بلد المليون و نصف المليون شهيد ... ليكبر على حب البطولة مسجلا في ذاكرته أدبا يخلد الجزائر بصدق لأن طفولته امتزجت بالصور التاريخية العظيمة التي أعلنها شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا في إلياذة الجزائر .
    محمد الصالح الجزائري يعد رمزا من رموز الثورة الجزائرية لينقل لنا صورا حية مكتوبة بدم الثورة و موزونة بلحن الرصاص و لكنها تنبض بشاعرية عذبة ، شاعرية أديب عايش جيلين متميزين في المجتمع الجزائري :- جيل الثورة و جيل الاستقلال ، ليصير مصدرا للثقافة والأدب الجزائري ، فهو بمثابة حلقة التواصل بين الجيلين ، وصرخة من صرخات الجزائر التي تسعى لتحقيق وجودها و التي دونها العالم العربي لتتوج الجزائر رمزا من رموز الثورة.
    محمد الصالح الجزائري وجه جديد في الأدب الجزائري يبحث عن فضاء أوسع لكلماته وزخاته الأدبية الحلوة ، له رؤية اجتماعية وأدبية وثقافية وحضارية مميزة وفلسفته تتجلى في إبداعاته من شعر وقصة ودراسات نقدية بأسلوب أنيق و شاعرية عذبة وفكر غزير واسع .
    الأديب محمد الصالح الجزائري من جيل الأديبة الجزائرية أحلام مستغانمي ابنة قسنطينة و غيرها من الأدباء الذين تعتز بهم الجزائر ويفخر العالم العربي بعطائهم وإثرائهم للأدب والثقافة العربية .
    محمد الصالح الجزائري ابن مدينة قسنطينة المعروفة باسمها التاريخي القديم ( سيرتا ) ...مدينة الجسور المعلقة ... مدينة بها جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية ..و مسجد الأمير عبدالقادر بفنه المعماري النادر ..
    محمد الصالح الجزائري هو ابن مدينة العلم والعلماء..
    ( قسنطينة .. موطن العلامة عبد الحميد بن باديس - رحمه الله - ).

    أهلا وسهلا بالأستاذ ..
    محمد الصالح محمد الصالح الجزائري
    ياسين عرعار
    --------
    -نريد أن نعرف سيرتك الدراسية و العلمية منذ الطفولة إلى غاية اليوم بشيء من التفصيل.
    - الأستاذ محمد الصالح الحزائري
    ------------------------
    أقول :
    - البداية كانت سنة 1965/1966حيث بدأتُ رحلة اكتشاف أبجديات التعلم وطعم الحروف وهي المرحلة الابتدائية سنة1971/1972 كانت مرحلة التعليم المتوسط بمتوسطة الأمير عبد القادر بمدينة (ميلة) ثم المرحلة الثانوية بنفس المدينة امتدت ثلاث سنوات ..وفي سنة 1979 حصلت على شهادة البكالوريا شعبة الآداب.. ثم المرحلة الجامعية فمرحلة المعهد الوطني للأساتذة فالتخرج فمباشرة رسالة التعليم ابتداء من سنة 1984 إلى يومنا هذا... عشرون سنة دراسة ومازلتُ تلميذا لم يكتشف بعد أبعاد الكلمة وفضاءات المعنى ومساحات الصور !!! الرحلة كانت شاقة ـ أخي يسين ـ أوضاع الجزائر المستقلة الحالمة بإمكانات تكاد تكون منعدمة ولكن الإرادة من فولاذ... كنا أمل الرئيس هواري بومدين ـ رحمه الله ـ كنا جيلا طامحا لا يعرف اليأس والعجز... أنا باختصار شديد حبة رمل في صحراء جزائر السبعينيات ..أحتفظتُ بخصائص أزعم أنها هي التي أسهمت في تكوين شخصيتي بالرغم من المعاناة!!!
    ياسين عرعار
    ---------
    1- متى .. و كيف.. سافرت على متن سفينة الإبداع مع الكلمة الموهوبة والحرف العربي الجميل ؟
    -الأستاذ محمد الصالح الحزائري
    --------------------------
    .. وأنا طفل في الابتدائي كنتُ مولعا بالموسيقى والغناء حد الجنون .. فاللحن والنغمة والأوزان كان لها الأثر البالغ في تحريك (حاسة الشعر) لدي ... كنا جيل (الكلمة المسموعة أو المكتوبة) الأذن والسمع أهم من البصر !!! لم نعرف الصورة ولا التلفاز ... الكتب والمجلات والجرائد كانت إدمانا بالنسبة لنا يومها نحن الشباب !!! كنا نقرأ كثيرا .. ونسمع كثيرا ... فالموسيقى والقراءات الكثيرة فجرت فيّ حب الشعر وهوايته بل وقوله !! تصور أخي يسين أن أول دور لي في الإبتدائي في مسرحية بمناسبة نهاية السنة الدراسية ـ سنة 1968 ـ كان دور : الشاعر !!! مازلتُ أذكر بعض الأبيات منها وهي مسرحية ثورية شعرية لأبي القاسم خمار تقول بعض أبياتها:-
    حبيبتي جاءت...وسوف ألقاها
    مشتاقة مثلي ..والبعد أضناها
    بالروح أفديها...في القلب أرعاها
    ..وكأن لهذه الأبيات فعل السحر !!! تعلمتُ حب الوطن..حب الجزائر..حب الأم...حب كل شيء أخشى بعده أو زواله !!!.
    ياسين عرعار
    ---------
    أخي الأديب محمد الصالح ..
    أنت ذكرت في إجابتك أن أول مغامرة اكتشفت فيها ذاتك المولعة بالإبداع كانت على ركح المسرح المدرسي من خلال تمثيل دور ( الشاعر) في المسرحية ... و تركت فيك حب الوطن و الأم و أشياء جميلة تخشى زوالها .
    متى بدأت الكتابة ؟ أول خربشة أو نص إبداعي ؟ بم أحسست و أنت تكتب ؟ هل اعتبرت كتاباتك الأولى إبداعا ؟ كيف تواصلت العملية الإبداعية لتنجب أديبا اسمه ( محمد الصالح ) الناقد الشاعر ؟.
    - الأستاذ محمد الصالح الحزائري
    -------------------------
    أخي ياسين..أنت تعود بي إلى زمن جميل ..له نكهته الخاصة ، وعبقه المخضل برائحة الأصاله !! بداياتي الحقيقية كانت في الثانوي..إنها المراهقة..ولكن من نوع آخر !! فأول خربشاتي كانت (قصة قصيرة) وما كنتُ حينها أعرف هذا الفن ! تحت عنوان : علبة الكبريت ! قدمتها كمشاركة لي في مجلة الثانوية..ثم تلتها خربشات أخرى في مجال الشعر.. قبل أن أعرف العروض ! قصائد قصار أكثرها في الوطن والغزل !! ولكني لا أحسب كل ما كتبتُ إبداعا حقيقيا!! وأغلب ما كتبته كان في الثمانينيات.. أي في فترة الدراسة الجامعية..أحسستُ بالنضج اللغوي خاصة نظرا للترسبات القرائية العديدة والمتنوعة..لقد كنتُ من أنصار الفكرة القائلة: اقرأ كل شيء ولكن انتفع مما تقرأ !! أخوك الجزائري ومضة تبدأ من أشعار اليونان وأشعار الجاهلية ، مرورا بكل العصور الأدبية إلى ما ينشر اليوم في المنتديات عبر عالمنا الإفتراضي... أحس وأنا أكتب حين أكتب بكل القامات الأدبية العظيمة.. يسكنني المتنبي تارة والسياب تارة ومفدي زكرياء تارة أخرى دون أن أذوب في ثنايا هؤلاء جميعا..لأنني لا أكاد أفصل حين أكتب بين محمد الصالح المبدع ومحمد الصالح الناقد !! وأعتبر نفسي دائما قارئا مستمتعا بكل ما يقرأ !! وهكذا يستمر معي هاجس الكتابة ومتعة القراءة للآخرين.
    ياسين عرعار
    ----------
    - ماهي القصيدة في تصورك كفنان مبدع بعيدا عن التعريفات الأكاديمية المستهلكة ؟

    محمد الصالح الجزائري
    ---------------
    - القصيدة كما أراها قطعة موسيقية أو لوحة زيتية ، جسد يحمل ملامح روح وصور وجدان صاحبه ..تستقر فينا بقدر حساسيتها..فتخلد أو تتلاشى !!!.
    ياسين عرعار
    -----------
    - و أنت الأستاذ الناقد الذي حوى فكره من أدب اليونان و الأدب الجاهلي وصولا إلى الأدب الراهن ..... ما تصوركم لمستقبل القصيدة العربية شكلا ومضمونا في ظل التنظير و التحديث و التجديد ..؟
    - الأستاذ محمد الصالح الحزائري
    -------------------------
    مستقبل القصيدة العربية يختلف عن مستقبل العرب تماما !!! مستقبلها واعد وإن كان التطور يبدو بطيئا متعثرا.. فالقصيدة يصنعها المثقفون الواعون ، بينما السياسات والأنظمة يصنعها ما دون ذلك أي يصنعها الاقتصاد والمصالح ، بمعنى آخر ، تطور القصيدة أمر روحي وجداني ، بينما الأنظمة العربية تقرر مسارها المادة والمصلحة..فلا خوف إذن على مستقبل القصيدة وإن كان راهنها يبدو غامضا بعض الشيء...
    ياسين عرعار
    ---------
    هل ترون أن القصيدة العربية ستلبس أروع فستان تظهر به في الأدب العربي الذي يستمد تنظيره النقدي من المدارس الغربية ؟
    - الأستاذ محمد الصالح الحزائري
    ------------------------
    وامتدادا لما قلته آنفا فستكون للقصيدة العربية مستقبلا مكانة ذات شأن وإن أخذت من الآداب الأخرى في مسائل التنظير ، غير أن الابتعاد عن أصاليتها يجعلها تفقد بعض ملامحها العربية ، وأصدق مثال ما يكتبه أدونيس ، فالسياب حافظ على روح العربية على عكس أدونيس... ولكن أخشى ما أخشاه هو الفكرة (الحلزونية ) أو (الدورانية) أي القصيدة الدوامة!!!
    ياسين عرعار
    --------
    هل ستبقى القصيدة تحمل معنى العروبة في شكلها الخليلي أم أن التغيير سيفقدها تسمية ( القصيدة ) ليمنحها تسميات متعددة ( نص شعري - نص أدبي - ...... ) وصولا ربما مستقبلا إلى التسمية ( شيء يشبه الشعر ) ؟
    - الأستاذ محمد الصالح الحزائري
    --------------------------
    -الواقع يؤكد لنا أن القصيدة العمودية أو التفعيلية عموما الحرة وغيرها تدور دائما في فلك الخليل وإن تحررت من بعض القيود شكلا وفي بعض المواضيع مضمونا إلى جانب النثيرة أو الشعر النثري أو المنثور الأقرب إلى الخاطرة منه إلى الشعر المتعارف عليه..لأنني أرى أن أكثر القصائد العمودية اليوم تخلو من الشعرية وأن كثيرا من النصوص النثرية فيها كثير من الشعر..سيتمر الشعر العمودي وإن يكن بصورة قليلة !!!
    ياسين عرعار
    -----------
    هل ترون أننا أعطينا للقصيدة العربية حقها ونحن نحاصرها في الحاضر بشبكة نقدية لها ميزاتها و أبعادها و روادها من المنظرين للأدب قد تلغي بعض جمالها و تدعو للتجديد المفتوح على زوايا عديدة و أولها البحث عن المسميات للتحرر من أوزان الخليل ( عمودي + التفعيلي الحر) ؟
    - الأستاذ محمد الصالح الحزائري
    --------------------------
    النقد عادة يثري النص الأدبي وينيره فكما للشعر ضوابطه للنقد أيضا ، إلا أن هناك جوانب في الشعر لا يمكن للنقد أن يحيط بها وإن اجتهد أصحابه في ذلك !! فالشعر إبداع والنقد قياس ..الشعر تحرر وانطلاق والنقد ضبط الأشياء وتقييدها ومنطقتها والشعر لا يؤمن بالمنطق وإن كان له منطقه الخاص ... أما التسميات فإنها لا تعدو أن تكون مجرد مصطلحات لن تغير جواهر الأشياء..هي لعب على نفس الأوتار قد يحدث نغمات في كثير من الأحيان تكون نشازا !!!
    ياسين عرعار
    ---------
    و أواصل معك الحوار ..
    نطلب منك أن تنشر شيئا من قديم
    أشعارك و شيئا من جديدها ؟
    - الأستاذ محمد الصالح الحزائري
    --------------------
    .إليك بعض الشتات من الخربشات..
    قصيدة تعود إلى زمن الجامعة أي إلى الثمانينيات...
    1- الأسطورة..
    *********
    سماء حريرية فوقنا..
    وتحت السماء خيام من القطن بيض..
    و (فينوس) ترقد في خيمتي..
    تعطّر أحلامها .. قطرات الندى..
    وتهمس في أذنها وشوشات..
    تحوّلها نجمة في المدى..
    ويأتي الضباب..
    فيغمر كل الخيام..
    و يوقظ (فينوس) من نومها..
    وحلمها يمضي.. كمثل السحاب.. سدى!!!
    وأبحث في خيمتي..
    عن بقايا.. شظايا..
    ملامح (فينوس) في حلمها..
    تكسّرت الأمنيات.. تلاشت..
    فألفيت (فينوس) خلف الضباب..
    تمدّ إليّ اليدا..
    كمثل الغريق..
    كمن يستغيث برجع الصدى !!!
    و (فينوس) تنأى كما الذكريات..
    بعيدا.. بعيدا.. ترافقها حشرجات الردى !!!
    وأبقى وحيدا.. في اللامكان..
    وأبقى غريبا.. في اللازمان..
    و (فينوس) تنأى..
    ولم تُبق للآتي في خيمتي..
    موعدا أو.. غدا!!!
    ...وهذه خلال سنوات الدم والدموع...
    2-الأسطوانة..
    ********
    كما الأسطوانة أيامنا.. تدورُ ، تدورُ ، تدورْ..
    ونحن نقولُ ، نقولُ ، نقولْ..
    كما المتقارب وزنا:
    فعولن فعولن فعولن فعولْ!
    ونحن كما الأسطوانة دوما ،
    ندور ُ ، ندورُ ، ندورْ..
    ونمضغُ لغواً.. يطولْ..
    ولا شيءَ يدعو إلى الصّمتِ ،
    حين يجدّ ُ المسيرُ وتُنسى الفصولْ!
    ونحن كما الأسطوانة دوما ،
    ندورُ ، ندورُ ، ندورْ..
    ونمضغُ لغواً يطولْ..
    كأغنية ( الراي ِ) في شارع ٍ،
    يُباعُ الحشيشُ به والبقولْ!
    ويَغمرُ جوَّه لغوُ الحديث ِ،
    فتلهو المسامعُ حينا ً به ِ ،
    وحينا ً تنامُ العقولْ..
    ونحن كما الأسطوانة دوما ،
    ندورُ ، ندور ُ ، ندور ُ..
    ونمضغ ُ لغوا ً يطولْ..
    نعيدُ الكلامَ ،
    ونجترّ أقوالنا الماضيهْ..
    ولا شيءَ يُفهمُ مما نقولْ!
    نسافرُ في اللازمانِ ِ إلى اللامكان ِ..نجولْ..
    هُراءٌ يزلزلُ أسماعَنا ،
    هُراءٌ يبلبلُ أفكارَنا ،
    ونمضغُ أقوالنا منْ جديدْ..
    نُعيدُ الكلامَ ، ونجترّ أقوالـَنا الماضيهْ..
    ولا شيءَ يُفهمُ ممّا نقولْ!
    ونحن كما الأسطوانة دوما ،
    ندورُ ، ندورُ ، ندورْ..
    ونمضغُ لغوا ً يطولْ..
    وما سوف يأتي ،
    كمثل الذي قد مضى..
    كحاضرنا..
    ترّهاتٌ .. ولغوٌ .. تكرّرْ ..
    وحلم تبخرْ..
    وآت ٍ سيمضي كحاضرنا،
    سيزولْ!!
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
    وهذه من ديواني الذي هو تحت الطبع..
    هدية مني إلى الأحبة في المنتدى...
    3- آخر السفن!
    ***********
    أوَ ترحلينْ؟
    قلبي يُهَدْهِدُهُ الحنينْ..
    فابقي قليلا ً هاهنا..
    ما زال في سمعي رنينْ..
    أوَ ترحلينْ ؟!
    ما زال سرّيَ غامضا في مقلتيكْ..
    فـَهَِبي المرافئَ لحظة ً.. أوْ..لحظتينْ..
    وتذكّرِي عشْقَ النّوارسِ للسفنْ ..
    مُذ ْ حَوَّلَ البحرُ المتيَّمَ نورساً،
    حسِبَ الحبيبة َ بيْنَ جمْعِ الرّاكبينْ..
    لوْ حرّكتْ ريحٌ شراعَ سفينةٍ ،
    رجفَ الفؤادُ وظنَّها،
    هيَ منْ أشارتْ باليدينْ..
    عند َالغروبِ ـ حبيبتي ـ تأتي السفنْ..
    تمضي إلى الآتي ولكنْ.. لا تسافر مرتينْ!!
    فهَـبِي حبيبكِ فرصة ً،
    يُُفـْضِي بما تخفي السنينْ!!
    كمْ قصة ً تُروى ..
    ولكن ْ،
    أجمل القصص التي فيها نكون العاشقيْنْ ..
    والآن إنْ شئتِ ارحلي ..
    إن شئت وحدكِ دونَ ماضٍ أوْ حنينْ..
    وتذكّري ٍ..
    عند الغروبِ حبيبتي..
    قدْ ترحلُ الدنيا عنِ الدنيا .. فنرحلُ أجمعينْ!!!
    ياسين عرعار
    --------
    أولى ملاحظاتي ..
    أراك تغرف من أعماق بحار الأدب و الفكر .. وإجاباتك قصيرة و مركزة جدا ، تتسم بأناقة نقدية و أسلوب ناقد محترف ... يملك أدواته الإبداعية .. أحييك على هذا الأسلوب و جزيل الشكر لأنك منحتنا شيئا من شعرك نعبر به إلى ذاتك و نخاطبك من خلاله .
    أعود لك أيها الناقد ..
    ما الذي ساهم في تطور تجربتك الأدبية بشكل عام والشعرية بوجه خاص منذ بداية الكتابة إلى يومنا هذا ؟ أدباء و شعراء تأثرت بهم ؟.. مواقف معينة أخرى ؟ ..
    - الأستاذ محمد الصالح الحزائري
    -------------------------
    شكرا أخي ياسين مرة أخرى..تداخلت العوامل في تشكيل تجربتي ـ المتواضعة ـ مع الحرف.. الحياة ..المعاناة..الفقر.. بالنسبة لي شكّل المعنى ، والقراءة والمطالعة (الدراسة ) أمر شكّل المبنى.. وتعلمتُ من كل أديب أو شاعر أو قاص أو روائي قرأتُ له.. فكلنا يسكننا المتنبي والجاحظ والمعري وابن زيدون ودرويش وقباني.. وكل شاعر يرسم ملامحه من طينة هؤلاء يختلف عنهم فرادى ولكنه يشبههم جميعا..
    خالص تحياتي...
    ياسين عرعار
    ----------
    و أواصل معك الحوار ...
    اشتد لهيب ثورة المصطلحات ، خاصة في تسمية المسميات .. التي باتت في حد ذاتها محل نقاش و دراسة و اهتمام ..
    - ما رأيك في التسمية ( المجايلة ) ؟..
    هل المجايلة توافق أم تعارض بين الأجيال ؟ كيف ؟
    - الأستاذ محمد الصالح الحزائري
    ------------------------
    أولا: كثرة المصطلحات هي فعلا ميزة عصرنا الحالي.. حتى أصبحنا نلجأ جميعا إلى التيرمينولوجيا لتحديد ماهية المسميات التي أصبحت تحاصرنا !! أرى أن تداخل بعض المفاهيم وتشابهها وتداولها مغلوطة لدى الكثير من المثقفين ، الذين أصبحوا ينشغلون بها أكثر من انشغالهم بالفعل الإبداعي نفسه..فالعولمة فرضت منطقها على الجميع لذلك يحاول البعض جاهدين للقيام بعملية الفرز نتيجة ذوبان الملامح المميزة لكل شعب من حيث خلفياته وموروثاته بجميع صنوفها..والمجايلة (مقاربة وموازنة ومقايسة ومعايشة...) بين الأجيال على ضوء معطيات معروفة سلفا ومستجدات آنية ومتغيرات مستقبلية.. هي عملية تحقيب الأجيال.. ولو أسقطنا هذه النظرية (المجايلة) علينا لكانت المحصلة أننا متوافقون متصارعون في آن ، ولكن بنسب متفاوتة.. لأن الحدود الزمكانية ، بدايتها ونهايتها أمر نسبي ، وليست هناك مثالية في جيل دون آخر ، فالمجايلة قد تحمل دلالة المساجلة ليس إلا!!
    ياسين عرعار
    ----------
    - تردد في الأونة الأخيرة مصطلح ( الأدب الاستعجالي) الذي أطلق على العشرية السوداء بالجزائر..
    .. هل هو مناسب لهذه المرحلة من عمر الأدب الجزائري ؟ ..
    كمبدع ناقد ما الذي تقترحه من تسمية لهذه المرحلة بالذات ؟ لماذا ؟.
    محمد الصالح الجزائري
    -----------------
    هناك بعض الحقيقة في هذه التسمية (الأدب الاستعجالي) لأن (المصاب) قد ينجو وقد تتدهور حالته..فهو محكوم بأمرين : خطورة الإصابة من جهة وسرعة التدخل لاستعجاله من جهة ثانية ! والبعض الآخر غير الصحيح أن الأدب بناء وتأسيس وتصوير لواقع ! وما يبني ويؤسس ويصور يكون أصلا أقوى من الواقع ذاته ! لذلك أرى من اللائق أدبا ألا نبخس ما أنتج في تلك الحقبة المظلمة من تاريخ الجزائر المعاصرة .. أنت تعلم أخي يسين كم من قلم اُغتيل ! وكم من حرف حرّف ! ولكن الإبداع ما توقف ! ولكن الصوت ما بحّ ! لهذا كله أجد المصطلح فيه كثير من الاجحاف في حق الأدب الجزائري.. فالمصطلح البديل هو (الأدب الانتقالي)على شاكلة الحكومات التي تعاقبت ، فهذا أكثر مصداقية من المصطلح الأول !!! شكرا مرة أخرى أخي يسين..
يعمل...
X