إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحقيقة الجلية في حرمة العادة السرية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحقيقة الجلية في حرمة العادة السرية





    الحقيقة الجلية في حرمة العادة السرية
    محمد بن عمران




    الحمد لله الذي لا منتهي لعطاياه ؛ حمدًا يبلغ رضاه ، وصلي الله علي أشرف من إجتباه ، وعلي من صاحبه ووالاه واتبع هداه وسلم تسليما لا يُدرك منتهاه .
    إن الإسلام يهدف إلي إقامة مجتمع نظيف ، لا تُهاج فيه الشهوات ، وتُستباح فيه الحرمات ،وهذه هي طهارة الروح والبيت والجماعة، ووقاية النفس والمجتمع بحفظ الفروج من الدنس ، وحفظ القلوب من التطلع إلي غير حلال ، والجماعة التي تنطلق فيها الشهوات بغير حساب جماعة قذرة هابطة في سلم البشرية ؛ مُعرضة للخلل والفساد .
    أخي الحبيب : قال الله تعالي :" قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ"
    جاءت آية الإختبار لتميز الخبيث من الطيب ، وتُفرق بين النائحة الثكلي والمستأجرة ، ففرقٌ بين من يدعي حب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بلسانه فحسب وبين الصادق في الإتباع .
    أتحب أعداء الحبيب وتدعي حبًا له ما ذاك في الإمكان
    وكذا توالي جاهدًا أعدائه أين المحبة يا أخا الشيطان
    إن المحبة أن توالي من تحب علي محبتـه بلا نقصـان
    فإن أدعيت له المحبة مع خلا فك ما يحب فأنت ذو بهتان
    لقد دعاك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلي الزواج عند الإستطاعة ثم دعاك إلي الصوم عند العجز علي الإستطاعة .
    أيها الصادق المحب : إلي من سيكون ولائك ؟ وخلف أي الركبين ستسير ؟ ووراء أي الداعيين ستكون خطاك ؟ .
    عَنْ ‏ ‏أَبِي بَرْزَةَ ‏عَنْ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ :"‏ ‏إِنَّ مِمَّا أَخْشَى عَلَيْكُمْ شَهَوَاتِ ‏‏الْغَيِّ ‏‏فِي بُطُونِكُمْ وَفُرُوجِكُمْ وَمُضِلَّاتِ الْهَوَى" .
    يعيش العالم حالة من الإثارة الجنسية العارمة المنذرة بالهلاك والدمار العام ، فلا يكاد الإنسان ينظر يمينه أو شماله إلا ويجد تلك الإثارة التي تدغدغ الرغبات الجنسية في الرجل والمرأة ، وتلهب نار الشهوة فيهما ، فالتلفاز والإنترنت والإذاعة والمجلة والجريدة و ... ؛ كل هذه الوسائل تصب في بحر الإغراء والتحريض علي الفواحش ، وحتى الإعلانات الدعائية الاستهلاكية المختلفة تحمل الصور الإغرائية ، حتى الإعلانات لإطارات السيارات تجدها وقد صُوِّرت بجانبها امرأة شبه عارية ، وفي الشارع اختلط النساء المتهتكات المتبرجات بالرجال ، فمن وقت لآخر في هذه الشوارع تسمع كلمات الغزل ، والإغراء بالفاحشة بين الجنسين ، وقد انطلقت عيون الشباب تترقب نظرة ، أو حركة من الفتيات المتهتكات حتى يلحقوا بهن أملاً في تحقيق مآربهم الخبيثة .
    لهذا كان واجب المسلم أن يكون بابًا قويًا مغلقًا في وجه هذه الانحرافات ؛ واثقًا بالله مستعينًا به ، ومتعلقًا بحبله المتين في هذا الزمان الذي قلّ فيه أشباه يوسف ، وعدّوات الحور العين قد أطللن من كل مكان ، وأخوات امرأة العزيز عجّت بهن الطرقات في حصار يشبه ما فعلته أختهن من قبل "وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ" وأبرزت كل واحدة منهن مفاتنها ، وكشفت ما اسُتتر من زينتها ولسان حالها يقول للشباب "هَيْتَ لَكَ" .
    إذا كان هذا هو الحال كما لا يخفي علي الجميع فإلي أي شيء ندعو وبأي شيء نحتمي ؟ بالعادة السرية ؟!! معــاذ الله .
    إن الذي يدعو إلي هذه العادة وهو يظن أنه يدعو إلي العفة والحياء فقد رام مستحيلاً ورأي سرابًا حسبه لُجة حتى إذا جاءه لم يجده شيئًا ووجد الله عنده فيوفيه حسابه جزاء فعله ، فهو يدعو إليها وهو يظن أنها تسكن الشهوة وتمنع الزنا واللواط والفاحشة في المجتمع ونسى أو تناسي أن صاحب هذه الفعلة حاله تمامًا كحال الذي يشرب من ماء البحر الملح الأجاج ليرتوي وهو لا يعلم أن كثرة شربه إنما تزيده عطشًا وأنها حتمًا ستقتله بعد وقت قصير جدًا ... .
    قال القاضي أبو بكر بن العربي : وعامة العلماء علي حرمته – الاستمناء - وهو الحق الذي لا ينبغي أن يُدان الله إلا به .
    وقال بعض العلماء : إنه كالفاعل بنفسه ، وهي معصية أحدثها الشيطان وأجراها بين الناس حتي صارت قيلة – مسألة – ويا ليتها لم تُقل ، ولو قام الدليل علي جوازها لكان ذو المروءة يُعرض عنها لدناءتها .
    وما أجمل ما قاله الإمام الشوكاني حيث قال : ولا شك أن هذا العمل هجنةً وخسّة ، وسقوط نفسٍ ، وضياع حشمة ، وضعف همة .
    ذهب المالكية والحنفية والشافعية وجمهور العلماء إلي حرمة الاستمناء ، بل وستعجب إن قلت لك أن ممن ذهبوا إلي حرمتها الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله !! قال الإمام ابن تيمية رحمه الله : أما الاستمناء باليد فهو حرام عند جمهور العلماء وهو أصح القولين في مذهب أحمد . مجموع الفتاوي ج 34 ص 329 .
    قال ابن قدامه الحنبلي في المغني : ولو استمني بيده فقد فعل محرمًا .
    قال ابن القيم : والصحيح عندي أنه لا يُباح .
    وقد ذهب الأقلون إلي كراهته ، وقد قال القاضي أبو بكر بن العربي : وهذا من الخلاف الذي لا يجوز العمل به ، وليت شعري لو كان فيه نص صريح بالجواز ، أكان ذو همةٍ يرضاه لنفسه ؟؟!!.
    * وإليك أخي الحبيب الأدلة القاطعة اليقينية علي حرمة الاستمناء :
    1- قال الله تعالي :"وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ" أمر الله سبحانه وتعالي في هذه الأية بالإستعفاف وترك ما ينافيه ، والأمر للوجوب لمن لا يستطيع النكاح .
    نطرح هنا سؤالاً :
    هل العادة السرية من الإستعفاف المأمور به في الآية أم لا ؟؟
    فإن قيل : لا ليست من الإستعفاف ، إذًا فاجتنابها واجب لأن الله أمر بالإستعفاف واجتناب ما ينافيه ، وظاهر القرآن لا يجوز العدول عنه إلا لدليل من كتاب أو سنة يجب الرجوع إليه ، أما القياس المخالف له فهو فاسد الإعتبار .
    وإن قيل : نعم هو من الإستعفاف المأمور به !! فيلزم القول بوجوبه لمن لا قدرة له علي النكاح !! والقول بهذا حَدثٌ في الدين وخرقٌ لإجماع المسلمين . فليُتَأمل .
    الله عز وجل أمر بالإستعفاف لمن لا يستطيع النكاح ولم يجعل بينما أي واسطة ، والمقام مُقام بيان ، (والسكوت في معرض البيان يقتضي الحصر) بدليل قوله تعالي :"وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا" فاقتضي الأمر تحريم الاستمناء ، ولو كان مُباحًا لبينه الله في هذه الآية .
    2- قال الله تعالي :" قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ... " تأمل كيف أمر الله بحفظ الفرج مُطلقًا ،أما البصر فقال :"مِنْ أَبْصَارِهِمْ" و "مِنْ أَبْصَارِهِنَّ" أتي بأداة (من) الدالة علي التبعيض ؛ فإنه يجوز النظر في بعض الحالات لحاجة كنظر الشاهد والخاطب ومثل ذلك . أما الفرج " وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ "
    و "وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ" مطلقًا . فتدبر ... .
    3- قال سبحانه وتعالي في سياق مدحه للمؤمنين :"وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ"
    أمر الله تعالي بحفظ الفرج مطلقًا ولم يستثن من ذلك البتة إلا النوعين المذكورين في قوله " إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ " فصرح برفع الملامة في عدم حفظ الفرج عن الزوجة والمملوكة فقط ، ثم قد جاء بصيغة عامة شاملة لغير النوعين المذكورين دالة علي المنع هي قوله" فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ" وهذا العموم لا شك أنه يتناوله بظاهرة ناكح يده ، وكما ذكرنا أن عموم القرآن لا يجوز العدول عنه إلا لدليل من كتاب أو سنة يجب الرجوع إليه ، أما القياس المخالف له فهو فاسد الإعتبار .
    والعادون : هم الذين تعدوا حدود الله كما قال تعالي :"وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ" أي تعدوا ما أحل الله إلي ما حرم .
    أخي الحبيب : الحذر الحذر من فساد التأويل ، فإن الله تعالي لا يُخادع ، ولا يُنال ما عنده بمعصيته ، ولا يُنال إلا بطاعته .
    4- قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ " .
    قال الحافظ ابن حجر في سياق تعليقه علي هذا الحديث : واستدل به بعض المالكية علي تحريم الاستمناء ، لأنه أرشد عند العجز عن التزويج إلي الصوم الذي يقطع الشهوة ، فلو كان الاستمناء مباحًا لكان الإرشاد إليه أسهل .
    قال ابن القيم رحمه الله : والصحيح عندي أنه لا يُباح لأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنما أرشد صاحب الشهوة إذا عجز عن الزواج إلي الصوم ، ولو كان هناك معنى غيره لذكره .
    وقد كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا خُيّر بين أمرين أختار أيسرهما ما لم يكن إثمًا ... ولا يُجاب علينا بأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كريم الأخلاق لذلك لم يذكر تلك العادة لدناءتها ولأنها ليست من المروءة في شيء !! هذا تلاعب بالشرع والدين ، ولو فتحنا هذا الباب لفتحنا علي الأمة باب شر . ثم ما علاقة كرم أخلاق النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشدة حياءه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ببيان الأحكام الشرعية ؟؟!! ألم يُبين النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحكام الغُسل والجنابة والجماع والحيض والنفاس وغير ذلك للأمة كلها رجالها ونسائها ، فلماذا نجعل حياء النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعلو أخلاقه حاجزًا في سبيل تبليغ شرع الملك ؟؟!! فليُتدبر ... .
    والاستدلال من الحديث السابق حديث ابن مسعود من وجهين :
    (1) أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سكت في معرض البيان عن ذكر تلك العادة ولم يفتح أي باب آخر لقضاء الشهوة سوي النكاح أو الصيام فاقتضي الحصر.
    (2) عدل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الاستمناء إلي الصوم ، والصوم لا شك أنه أشق علي النفس من الاستمناء الذي هو أيسر للنفس وموافق لهواها ، فلا جرم أن العدول عنه إلي الصوم دليل علي حرمته .
    5- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي رَجُلٌ شَابٌّ ، وَأَنَا أَخَافُ عَلَى نَفْسِي الْعَنَتَ ، وَلَا أَجِدُ مَا أَتَزَوَّجُ بِهِ النِّسَاءَ . فَسَكَتَ عَنِّي . ثُمَّ قُلْتُ مِثْلَ ذَلِكَ فَسَكَتَ عَنِّي ثُمَّ قُلْتُ مِثْلَ ذَلِكَ فَسَكَتَ عَنِّي ثُمَّ قُلْتُ مِثْلَ ذَلِكَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" يَا أَبَا هُرَيْرَةَ جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا أَنْتَ لَاقٍ فَاخْتَصِ عَلَى ذَلِكَ أَوْ ذَرْ " .
    فاستأذن أبو هريرة وغيره من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الإختصاء – وهو عملية جراحية لإزالة الخصيتين – ليدفعوا به مشقة العزوبة عن أنفسهم ، ويستريحوا من عناء مقاومة الشهوة ، فلم يرخص لهم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وارشدهم إلي الصوم ، فلو كان الاستمناء جائزًا لأرشدهم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليه إذ أنه أسهل من الإختصاء الذي هو حرام - لأنه تغيير لخلق الله - ومن الصوم الذي له مشقة علي النفس ، ورغم ذلك أعرض النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنه إلي الصوم فدل علي حرمته لأن "السكوت في معرض البيان يُفيد الحصر" .
    6- هناك قاعدة شرعية تقول (الضرر يُزال) ودليلها قول الله تعالي :"وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ" وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"‏لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ" .
    أي لا يضر الإنسان نفسه ولا يضر غيره ، فيُستفاد من هذا الحديث أن الأصل في المضآر التحريم ، ومن مضار هذا الفعل الخسيس الدنيء :
    إنهاك القوي ، نحول في الجسم ، إرتعاش الأطراف خاصة الرجلين ، خفقان في القلب ، إضعاف حدية البصر إلي حد كبير ، إخلال بالجهاز الهضمي ، التهاب منوي في الخصيتين ، ألمًا في فقرات الظهر ، ضعف في الغدد المخية حتي يكاد صاحبها أن يُصاب بالخبل ، ضعف الذاكرة والقوي المدركة والفهم ، الميل إلي العزلة والإنكماش ، والشعور بالكسل والكآبة والحزن... إلي غير ذلك من الأمراض والأضرار ... ولن أذكر الأدلة علي حدوث تلك الأمراض وإنما تستطيع أن تراها أمام عينيك مثالاً حيًا عند أي ممارس لهذه العادة السيئة حتي ولو مارسها مرة واحدة في الإسبوع ، ولا ضابط في ذلك !!! .
    ولا غرب في تسبب العادة السرية في حدوث هذه الأمراض وغيرها ،إذ أن ماء الرجل هو مخ ساقه وقوة عقله وخلاصة عروقه ونضارة وجهة ؛ فاستخراجه علي غير الوجه الشرعي يؤدي حتمًا إلي أسوئ النتائج .
    هذا من ناحية الأضرار الصحية فضلاً عن الضرر في الدين للجرأة علي ما حرمه الله سبحانه وتعالي .
    ومن مضآر هذه الفعلة الخبيثة التسبب في قلة الحياء ، وقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏:"‏إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا وَخُلُقُ الْإِسْلَامِ الْحَيَاءُ" .
    وأنا أسألك سؤالاً واحدًا هنا : هل تستطيع أن تُخبر أحد بأنك من أهل هذه العادة ، فضلاً عن أن تمارسها علي مرئي منه ؟؟؟ .
    طبعًا الجواب : كلا ... لماذا ؟؟ لاستحيائك من الناس .. أليس الله أحق أن تستحي منه فإنه يعلم السر وأخفي وهو "خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ" ثم ألا تستحي من الملائكة الذين يكتبون عليك الحسنات والسيئات ؟؟! ما أعظــــــم جرأتك ..
    قال ابن الجوزي : ورب خال بذنب كان سبب وقوعه في هوة شقوة في عيشيّ الدنيا والآخرة ، وكأنه قيل له : إبق بما آثرت فيبقي أبدًا في التخبيط .
    7- عَنْ ‏ ‏النَّوَّاسِ بْنِ سِمْعَانَ الْأَنْصَارِيِّ قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" وَالْإِثْمُ مَا ‏حَاكَ‏ ‏فِي صَدْرِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ " .
    حبيبي : ألا تعلم أن الإثم حواز القلوب ، ألم يقل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "اسْتَفْتِ قَلْبَكَ " ؟؟ .
    أخي الحبيب أسألك هنا : ما حكم العادة السرية ؟؟ .
    8- لنفترض جدلاً أنها مكروهة فقط وليست محرمة ، فإنها من باب سد الذرائع تُحرم .. فهي والله طريق واسع إلي الزنا واللواط والفاحشة - والعياذ بالله - وقد قال الله تعالي :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ" فإن النفس حالها أنها لا تشبع أبدًا .
    إن الشاب الذي يمارس تلك العادة السيئة الخبيثة كان يمارسها علي حرج واستحياء وخوف وتستر ، وكم من المرات ندم وعزم علي عدم العودة، فإذا به يفاجئ بأن بعض طلبة العلم قد أخرج له بحثًا مطولاً عمره 15 سنة قد توصل فيه صاحبه – غفر الله له – إلي إباحة هذا الفعل الخبيث ، وفور انتهاء الشاب من قراءة عنوان الرسالة فإذا به يُسرع إلي حيث لا يراه أحد لممارسة تلك العادة ويُزال الحرج من صدره تمامًا فلا هو يعزم علي التوبة وعدم العودة ولا هو يندم ، بل ويتوسع فيها بحجة أنها مكروهة فقط وليست محرمة ، ثم بعد ذلك يعتادها ويملها ويحتاج إلي إثارة لممارستها ، فيتجه إلي المواقع الجنسية والأفلام الداعرة والصور العارية بل وبعد أن كان يغض بصره عن النساء إذا به لا يقدر علي ذلك ... فيتجه إلي ذلك كله لحين يخرج بحثًا آخر يبيح هذه الأشياء ، ونكون بذلك قد أخذنا من الشيطان شباكه لنضعها بين يدي الشباب ليقعوا فيها فريسة سهلة وغنيمة باردة له – عليه لعنات الله المتتالية - .. فإذا بالزنا واللواط والسحاق والفاحشة تشيع في بلادنا وتنتشر .. لماذا ؟ وباسم من ؟ .
    باسم الدين !! إن هذا لشيء عجاب!!! .
    قال بعض العلماء : ولو قام الدليل علي جوازها لكان ذو المروءة يُعرض عنها لدناءتها.
    ثم لتعلم أخي الحبيب أن :
    معالج المحظور قبل آنــهِ قد باء بالخسرانِ مع حرمانهِ
    القاعدة تقول : من استعجل الشيء قبل أوانه يُعاقب بحرمانه . أي من توسل بالوسائل غير المشروعة تعجلاً منه للحصول علي مقصوده المُستحق له فإن الشرع عامله بضد مقصوده فأوجب حرمانه ، جزاء فعله واستعجاله ، ولا يظلم ربك أحدًا ، والجزاء من جنس العمل .
    فإن الممارس لتلك العادة التي هي غير مشروعة قد استخدمها تعجلاً منه للحصول علي مقصوده المُستحق له ألا وهو قضاء الشهوة ، وبالتالي فإن الله عز وجل كما وعد العفيف الصابر بالغنى والتيسير ؛ فكذلك تري الآخر يُضَيق عليه وتتعسر أموره من حيث يدري ومن حيث لا يدري ، بل والله إن بعضهم حتى بعد الزواج تراه يعيش معيشةً ضنكًا ، وأعرف والله شبابًا قد يسر الله لهم التقدم لخطبة امرأة صالحة ثم قبل العقد يقومون بممارسة هذه الفعلة الخبيثة فتُعَسر أمورهم من حيث لا يحتسبون ويُحرَموا هذا الرزق بذنوبهم .
    بعض المسائل :
    * ألا يُعتبر الدعوة إلي الاستمناء من باب الخوف علي الشباب من وقوعهم في الزنا والفاحشة تيسرًا لهم ؟
    لا ورب الأرباب . قال تعالي :"فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى" وقال :"إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ" أُخيرك بين أن تُصدق أمر ربك وبين أن تخدع نفسك بالأوهام والوساوس .
    * ما دام الشباب سواء الصالح منهم والفاسد يقعون في تلك العادة ، فلماذا التشديد والتضييق علي الشباب؟
    أقول : لنفترض جدلاً صحة هذا الكلام فأولاً : هذا شرع الملك لا بد من توضيحه وقد قال الله :"فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا" وقال:" يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ" وقال"وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ" ثم إن الفرق بين الرجل الصالح وغيره أن الصالح لا يُصر علي أي معصية أبدًا وإنما الهوي وتوقد نيران الشهوة ووسوسة الشيطان يوقعونه في المعصية فيفعلها وهو غير راض عن نفسه بل ويعزم التوبة قبل الفعل ، ويندم .. بينما تجد غيره لا فارق عنده بين طاعة ومعصية .. .
    * هناك بعض الناس يعلم أنها معصية ولكن يستصغرها .. قال ابن الجوزي : قال بعض السلف : تسامحت بلقمة فتناولتها ، فأنا اليوم من أربعين سنة إلي خلف . أحبتي في الله :اسمعوا ممن جرب ، وانظروا في العواقب ، واحذروا من شررة تُستصغر ، فربما احرقت بلدًا .
    * قال الله تعالي :" قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ" وقال :"وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ" اترك لك الإختيار في وضع الاستمناء تحت أحد النوعين السابقين ... .
    * قال بعض السلف : إن العبد ليخلو بمعصية الله تعالي فيلقي الله بغضه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر . قال بعض السلف : إني لأعرف ذنبي في خلق خادمي ودابتي . أريدك أن ترجع بذاكرتك إلي المرات التي مارست فيها تلك الفعلة الخبيثة لتتذكر كيف كانت معاملة أهلك والناس من حولك بعد ممارستك لتلك الفعلة .. وستعلم .. .
    * قد يُفتن البعض بأن بعض العلماء كرهها فقط مثل العلامة الإمام الشوكاني رحمه الله ؛ أقول لك : إن الإمام الشافعي رحمه الله قال : أجمع أهل العلم علي أن من استابنت له سنة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يكن له أن يدعها لقول أحد من الناس كائنًا من كان . فلا تعدل عن الحق أبدًا ولو خالفك من بين المشرق والمغرب . والإمام الشوكاني وغيره بشر يخطئ ويصيب ، فما كان من صوابه فله فيه أجران وما كان من خطئه فله فيه أجر ولا يحل لأحد أن يتابعه علي خطئه . ولتعلم أن من رد كلام الله وحديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهو علي شفا هَلكة ؛ قال تعالي :"فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" . قال سليمان التيمي : لو اخذت برخصة كل عالم أو زلة كل عالم اجتمع فيك الشر كله . نسأل الله العافية .
    كما أن أقوال أهل العلم يُحتج لها من الأدلة الشرعية ، ولا يُحتج بها علي الأدلة الشرعية .
    أخي الحبيب اللبيب : المفتون لا يحتاج إلي فتنة ، إنما هو أصلاً مفتون ، قال تعالي :"وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئًاأُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ" .
    * ها قد علمنا حكمها ، وأيقنا بحرمتها ، وعزمنا علي تركاها ، ولكن كيف التحصن منها ؟
    لقد رأيت شيخي فضيلة الشيخ فوزي سعيد – فك الله أسر كلمته - في أغلب الأحيان كل ما سُئل سؤالاً يبدأ في الإجابة بقوله :
    1- الإستعانة بالله :فمن أعانه الله فهو المعان ومن خذله فهو المخذول ، فإنه لا حول ولا قوة إلا بالله ؛ أي لا تحول للعبد من حال إلي حال ولا قدرة له علي ذلك إلا بالله جل وعلا .
    بل والله لقد رأيت شيخنا حفظه الله يدعو ويقول : اللهم إنك أعنت نبيك محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علي شيطانه فأسلم ، فأعني يا رب العالمين .
    2- الزواج : وهي وصية النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ" فسارع أخي الحبيب اللبيب في هذا الأمر وأصدق النية وسوف يُغنيك الله عز وجل فعَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏:"‏ثَلَاثَةٌ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ عَوْنُهُمْ الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ‏ ‏وَالْمُكَاتَبُ ‏ ‏الَّذِي يُرِيدُ الْأَدَاءَ وَالنَّاكِحُ الَّذِي يُرِيدُ الْعَفَافَ" .
    3- الصوم : " وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ" والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يكذب فإنه قال وجاء أي وقاية فهو كذلك ، فالصوم يقيك الفتنة بإذن الله وبصدق حديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فاجتهد في صيام النوافل ، فما الحاجز بينك وبين صيام سيدنا داود عليه السلام الذي كان يصوم يومًا ويُفطر يومًا ؟؟ .
    4- تذكر مناتن المرأة : وهذه أيضًا نصيحة شيخينا حفظه الله قال : كنت وأنا شاب كلما استعرت شهوتي ، أطفئ هذا السعار بأن أتذكر مناتن المرأة من بول وغائط ورائحة عرق ورائحة فم فتنطفئ الشهوة . وأنا أعلم أن الله قد زين للناس حب الشهوات من النساء ، ولكن أقول لك : استعن علي حفظ نفسك بذلك حتى يرزقك الله زوجة صالحة إن شاء الله .
    5- اعمل بوصية النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : عَنْ ‏ ‏أَبِي أُمَامَةَ ‏ ‏قَالَ ‏: ‏قَالَ ‏ ‏عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ ‏ ‏قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا النَّجَاةُ قَالَ :" ‏أَمْلِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ " الزم بيتك في هذه الأزمنة التي إن أردنا أن نصفها نقول : ظلمات بعضها فوق بعض ؛ إذا أخرج الإنسان يده لم يكد يراها . اصبحنا يُظلنا جو ابليسي مظلم .. فــ ... الزم بيتك ولا تخالط الناس إلا في طاعة أو ضرورة كعملٍ ومثله .
    6- مخالطة أهل التقي والتعبد ، ومجانبة أصدقاء السوء ، فالصاحب ساحب والقرين بالمقارن يقتدي ، والمرء علي دين خليله .
    7- إدامة الذكر علي جميع الأحوال : وأفضل الذكر القرآن ؛ ثم الأذكار الموظفة (أذكار الصباح والمساء ، أذكار النوم والإستيقاظ ، أذكار دخول الخلاء والخروج منه و .. ) والأذكار عمومًا . وأنصح بكتاب "مختصر النصيحة في الأذكار والأدعية الصحيحة" للدكتور محمد بن إسماعيل المقدم حفظه الله .
    8- لا تترك الدعاء أبدًا ، وخاصة في جوف الليل في وقت التنزل الإلهي .. وتذلل لربك واستعن بالله علي جلب النفع ودفع الضر ؛ فإنه لا يقدر علي ذلك غيره .
    9- إلزم التوبة دومًا ... والتوبة هي ندم بالقلب ، واستغفار باللسان ، وترك بالجوارح ، وعزم علي عدم العودة .
    10- التحلي بالصبر وطلب العلم واستحضار منظر القبر أمام عينك دائمًا ، ولتعلم أنه عما قريب سينتهي أجلك ، وستنزل إلي حفرة ضيقة لا تجد فيها إلا جليسك الذي هو عملك ، فتزود لرحلة طويلة . ولتعلم أن الجنة حُفت بالمكاره ، والنار حُفت بالشهوات .
    ثم تذكر أن المسجد الأقصى أسير وأن احدي أمهاتك أو أخواتك في فلسطين أو العراق أو غيرهما يُفعل بها الفاحشة وزوجها أو أخوها أو أبوها واقف أمامها يراها ولا يستطيع أن يفعل شيئ ، أخي المسلم : إن المجرمين قد مكنوا الكلب - الكلب الحيوان - من مضاجعة احدي نساء المسلمين ... نعم ورب الكعبة هذا حدث .. وأنت أين ؟؟!! تمارس الاستمناء وتستمتع بالغناء وتجري وراء شهواتك وكأنك لا عقل لك .. بم ميزك الله عن الحيوان ؟ .. لا بالله عليك لا تغضب مني .. والله إنها كلمات من أخوك المذنب العاصي الذي يريد لك النجاة ولنفسه .. أخي الحبيب لا تكن فريسة سهلة للشيطان وأتباعه .
    أخي : اعْلمُ أني أطلت عليك فسامحني ، ولكن والله لحبي لك وللمسلمين أجمعين .
    * قال بعض السلف : إذا أشكل عليك أمران لا تدري أيهما أرشد فخالف أقربهما من هواك فإن أقرب ما يكون الخطأ في متابعة الهوي .
    قال بشر الحافي : البلاء كله في هواك ، والشفاء كله في مخالفتك إياه .
    قال معاوية خال المؤمنين : المروءة ترك الشهوات وعصيان الهوى .
    قال ابن القيم : وقد أجمع العلماء علي أن القلوب لا تُعطي مناها حتي تصل إلي مولاها ، ولا تصل إلي مولاها حتي تكون صحيحة سليمة ، ولا تكون صحيحة سليمة حتي يكون داؤها هو دواها ، فداؤك هواك ، ودواؤك مخالفة هواك .
    قيل للحسن البصري : أي الجهاد أفضل ؟ قال : جهادك هواك .
    قال أبو علي الدقاق : من ملك شهوته في حال شبيبته أعزه الله في حال كهولته .
    قال الفضيل بن عياض : من استحوذ عليه الهوي واتباع الشهوات انقطعت عنه مواد التوفيق .
    قال ابن القيم : لكل عبد بداية ونهاية فمن كانت بدايته اتباع الهوي كانت نهايته الذل والصغار والحرمان والبلاء ، والمتبوع بحسب ما اتبع من هواه بل يصير له ذلك في نهايته عذابًا يُعذب به في قلبه ، ومن كانت بدايته مخالفة هواه وطاعة داعي رشده كانت نهايته العز والشرف والغني والجاه عند الله وعند الناس .
    أخي الحبيب : والله لقد بذلت قصارى جهدي كي آخذ بيدك من هذه الهوة الساحقة ومن هذا المستنقع القذر الخبيث ، فلا تخذلني بالله عليك ، أعطني يدك الآن .. نعم الآن .. لنتعاون سويًا علي البر والتقوى وإصلاح الأمة ونبذ العادات الخبيثة أمثال تلك العادة .
    وأخيرًا كلام الملوك ملوك الكلام ... قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ " بل وقال :" ‏مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ" . تدَّبر ... .
    حبيبي استعن بالله ولا تعجر وإن شاء الله لن أعدم منك دعوة بظهر الغيب
يعمل...
X