إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شمس الرواية العربية تشرق على الغرب ..

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شمس الرواية العربية تشرق على الغرب ..

    لم تعد الرواية العربية في نهاية القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين هي نفسها الرواية العربية في بداية القرن العشرين، ومهما كان الاختلاف حول بداية ظهور الرواية العربية ونشأتها ، فإن المهم في كل ذلك أن الرواية كجنس أدبي وجد سبيله إلى الأدب العربي - بعد أن كان حكرا على الأدب الغربي- ومن ثم بات ينافس ديوان العرب التقليدي المتجذّّر في ثقافتنا وأعني به " الشعر" لقد حققت الرواية العربية عبر مسارها الإبداعي انجازات مهمة، تبرز أكثر ما تبرز في المستويين الأدبي والثقافي. فالرواية ليست كما يعتقد بعضهم آلة تصوير للواقع وظواهره الإجتماعية، بل هي أسمى من ذلك. فالروائي كونه مبدعا " له عين ثالثة " يرى من خلالها ما لا تلتقطه أحدث آلات التصوير والفيديو، وما لا يلتقطه حتى الصحفيون الأكثر تمرسا ومهارة،إن ما التقطته عدسة نجيب محفوظ في رواياته، وما رصده علاء الأسواني في " عمارة يعقوبيان " وجمال الغيطاني في " الزيني بركات " وأحلام مستغانمي في" ذاكرة الجسد " والطاهر بن جلون في رواياته وواسيني الأعرج وحنا مينا وغادة السمان وحنان الشيخ وعبد الرحمن منيف وإبراهيم الكوني ومحمد شكري وإدوارد الخراط وإميل حبيبي - والقائمة طويلة طويلة - إن ما التقطه - هؤلاء جميعا - كل منهم بطريقته الخاصة ، و بعين الروائي الخفية، يجعلنا متأكدين من أن هؤلاء المبدعين اخترقوا من خلال رواياتهم البعد السطحي للواقع المرئي، والتعامل باحترافية سردية تخييلية مع أسئلة الواقع الثقافية والاجتماعية والسياسية الأكثر إشكالا وتعقيدا،بما يجعلنا كقراء نرى الواقع المألوف من خلال رواياتهم من زاوية جديدة لم نألفها،فإذا هو واقع جديد غريب نعيشه ولا نراه، واقعنا الذي نظل نتوهم معرفتنا اليقينية به ،إننا ببساطة نكتشف من خلال القراءة وبعين الروائي من خلال عدسته – الحسّاسة - الواقع والعالم من جديد ، وفي ذلك نكتشف أنفسنا ، نكتشف ثقافتنا وهويتنا. إن الرواية - والرواية العربية المعاصرة على وجه الخصوص - تتحول بهذا إلى فضاء تثقيفي ، لا نزهة تسلية في حدائق النص، فضاء تساهم فيه الرواية في بلورة الوعي وتثقيف الذوق وتهذيبه ، فالقارئ العربي وهو يقرأ النصوص الروائية العربية لما بعد هزيمة حزيران ،بات ملزما بتثقيف نفسه، إذا أراد أن يستوعب ثقافيا ويتذوق جماليا نصوص هؤلاء الروائيين المبدعين. الذين رفعوا التحدي بإبداعاتهم، التي أسمعت صوت الراوي العربي في المحافل الأدبية العالمية وبالتحديد في بلاد - موطن الرواية الأصلي - الغرب ،بعد ترجمة ما لا يحصى من الروايات العربية إلى مختلف اللغات الحية، إنك وأنت تتجول في أكبر مكتبات العالم وعلى سبيل المثال في مكتبات باريس، تجد الرواية العربية قد خُصِّص لها زاوية تعرض فيها مفاتنها السردية، يجعلك مطمئنا أنّ الرواية العربية المعاصرة فتحت نافذة جديدة للغرب يطلون من خلالها على الشرق الجديد، ليس ذلك الشرق الذي ظلوا ينظرون إليه بعيون مستعلية حاقدة تنظر إلى الشرق على أنه عالم متخلف، كما صوّره المستشرقون والمستعمرون وأذنابهم، بل الشرق الذي يستعيد وعيه وشمسه وسحره ، فليكن كل منكم أيها المبدعون الروائيون العرب، شعاعا منيرا في شمس الرواية العربية، فقد آن الأوان أن تشرق شمس الرواية العربية على الغرب . د/ عبد الغني بن الشيخ- الجزائر

  • #2
    رد: شمس الرواية العربية تشرق على الغرب ..

    الصديق الدكتور عبد الغني بالشيخ

    إن الرواية العربية المعاصرة تجاوزت مرحلة التأسيس و المخاض الذي رافقها إلى مرحلة البناء ،

    كما تجاوز الروائيون التعبير عن الواقع و محاكاته أو استحضار و استرجاع المحطات التاريخية

    الهامة في التاريخ العربي أو تقليد الروائيين الغربيين على اختلاف مناهجهم و مدارسهم إلى التعبير

    عن خصوصية الواقع العربي برؤية عربية متميزة وظفوا فيها كل ما أتيح لهم من تجارب سابقة

    أغنت كتاباتهم و أثرتها على مستوى المضمون و حررتهم من قيد القوالب القديمة و الجاهزة ليؤسسوا

    هويتهم الخاصة التي تحفز بقية الشعوب الأخرى للإطلاع عليها و تجعلهم كما ذكرت أخي عبد الغني

    محل احترام من طرف هذه الشعوب . و لكن بالرغم من ذلك فإن الرواية العربية لم تتحرركليا خاصة

    على مستوى المضامين باعتبار أن هناك مواضيع محجرة و محرمة و ممنوعة لعلاقتها بالأنظمة

    السياسية القائمة
    .


    شكرا لك على هذا الموضوع الهام

    و لك تحياتي و ودّي
    إذا الشعب يوما أراد الحياة
    فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
    و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
    و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

    تعليق


    • #3
      رد: شمس الرواية العربية تشرق على الغرب ..

      أخي د. عبدالغني

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

      كم أسعدتني مشاركتكم من زاويتين :

      * الأولى : مشاركتكم معنا كمتخصص في الشئون الأدبية والنقدية ، محطة إثراء لواحة الإبداع التي تأمل

      منكم ، رسم خطوطها نحو غدٍ مشرق للرواية والأدب العربيين .

      * الثانية : هذه القراءة الواقعية محاطة بنظرة تفاؤلية تعيد بنا الحواس عمومها بأن امة العرب لم تمت بتاريخها وأدبها ، وأن الرواية العربية لم تقف عند نقطة حدودها وضمن جغرافيتها بل هي لغة يقرأها الغرب والمتغربون أن الرواية العربية ليست في غربة وليست في انسلاخ عن الذات بل تملك كل مقومات القراءة والفهم والوصول لتخاطب كل الشعوب وبكل اللغات .

      اليوم الحداثيون غفلت عيونهم عن إطلالة الأدب العربي ومكانته وموروثه الذي يؤهل كل الأدباء للإبداع والتفوق على الذات ، وافتتانهم بالغرب أعمى عنهم البصيرة واخذ بناصيتهم للانفصام عن الثقافة العربية بكل فروعها .

      اليوم أملنا بالأدباء الذين ذكرت أخي وغيرهم الذي يوحدهم الهدف الحفاظ على موروث الأمة والعمل الابداعي التطويري من خلاله ، والأمل عليكم للحفاظ على الهوية والأصالة ، والغد المشرق للأمة إن شاء الله .

      تقبل ودي واحترامي

      تعليق


      • #4
        رد: شمس الرواية العربية تشرق على الغرب ..

        الاستاذ الدكتور عبدالغنى
        كم أسعدنى تواجدكم معنا فى واحتنا التى نأمل منك ان لا تحرمنا من زيارتك التى تنشر بها علينا علما وادبا وثقافة ...
        الرواية العربية حقا تخطت عدة مراحل , حتى استطاعت ان تثبت نفسها وبجدارة على الساحة الثقافية العالمية , وكما أشرت سيادتك إلى عدد من الروائين العظماء الذين أثروا الثقافة العربية ولفتوا انتباه العالم كله الى ان العرب اصحاب دور رائد فى هذا الفن , وقد يكون تطور الرواية العربية بهذه القوة عائد اصلا الى ان العرب اهل لغة وبيان وعاطفة,,
        وان لم يذكر التاريخ وجود رواية عربية لكننا نحمل على كاهلنا ثقافة وتراث للغة ضربت بجذورها فى تاريخ البشرية وساهمت بشكل مؤثر وفعال فى تطور بنى الانسان , ولهذا لم يصعب علينا التطور مع فن الرواية التى تهتم وبشكل اساسي بالفرد ومعاناته ,, وكان ايضا للرواية العربية الاثر فى مد افاق الغرب المترجم لاعمالنا صورة عن عالم يجهله كل الجهل ,, والرواية العربية التى شرحت حينا المجتمع وبحثت فى مشاكله على امل ايجاد حلول او دفع الناس الى التفكير , وحينا آخر القت الضؤ على حقب وعصور سحيقة فنقلت الينا الحياه اليومية مع اسقاط بالرمز والقوّل على عصرنا ...
        اعتقد ان ارباب هذا الفن الاوائل من بنى جلدتنا استطاعوا وبكل جدارة ان يعربوه لنا فيصبح فن عربي خالص نفخر به ونضاهى به اقرانه من الامم الاخرة وبكل قوة ..
        اه يا دهر هات ما شئت و انظر عزمات الرجال كيف تكون
        ما تعسفت فى بلاءك الا هان بالصبر منه ما لا يهون






        sigpic

        تعليق


        • #5
          رد: شمس الرواية العربية تشرق على الغرب ..

          بالفعل أخي كريم الراوي ،يُعَدّ ظهور الرواية في الأدب العربي الحديث حدثا إبداعيا مهمّا، ساهم في تطويرها عدد لا يحصى من الروائيين العرب على امتداد الوطن العربي، وعلى مدار ما يقارب قرنا من الزمن، بداية من تاريخ ظهورها الرسمي مع رواية " زينب " وإن اختلفت الآراء دائما حول الريادة والسبق، والجدال حول هذه القضية لا أهمية له بحسب رأيي،إذ المهم أن هذا الجنس الأدبي وجد سبيله إلى الأدب العربي كما حظي باهتمام بالغ، وإننا إذا نظرنا إلى الرواية العربية على أنها حديثة النشأة في أدبنا العربي مقارنة مع الشعر ، نجدها قد خطت خطوة جبّارة على أيامنا، إن على المستوى الموضوعاتي Thématique أو المستوى التقني السردي Techniques narratives ،فلم تعد الرواية العربية على آيامنا هي الرواية العربية في بداية نشأتها أو تلك الرواية التي عرفناها إلى حدود نهاية الستينات من القرن العشرين، إنها رواية تنحو منحى آخر مختلفا مما يجعل قراءتها تستدعي قارئا مثقفا مزوّدا بكم معرفي فكري وتراثي ، من جانب أنها باتت تطرح الأسئلة الكبيرة الشائكة، كما باتت تعرض موضوعاتها وفق برمجات سردية محكمة، لذا فإن مستوى القراءة بات يحدّده مدى تفاعل وتجاوب القارئ المعاصر مع الرواية المعاصرة.
          د/ عبد الغني بن الشيخ

          تعليق

          يعمل...
          X