إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مناورات اسرائيل في جنوب لبنان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مناورات اسرائيل في جنوب لبنان

    مناورات اسرائيل في جنوب لبنان

    رأي القدس





    تتحدث الصحف الاسرائيلية من حين لآخر عن تدريبات يجريها الجيش الاسرائيلي لشن عدوان جديد على جنوب لبنان، واحتلال بعض المناطق لمنع اطلاق صواريخ قصيرة المدى على المستوطنات اليهودية في مناطق الجليل المحاذية للحدود.
    اللافت ان هذه التقارير يجري تسريبها الى الصحافة الاسرائيلية في موسم الصيف الذي يمثل قمة السياحة في لبنان، وهي سياحة تعتبر عماد الاقتصاد اللبناني، وتدر على خزينة الدولة حوالى عشرة مليارات دولار سنوياً.
    قد تكون هذه التقارير جزءاً من الحرب النفسية لتخريب الموسم السياحي اللبناني، وبث حالة من الذعر في صفوف السياح العرب واللبنانيين انفسهم، وربما هذا ما يفسر حرص القيادات السياسية اللبنانية على اصدار تصريحات تنفي احتمالات الحرب كلياً، بسبب حالة الردع القائمة حالياً التي تجسدها قوة 'حزب الله' اللبنانية المتزايدة.
    ويظل عدم استبعاد اي عدوان اسرائيلي على لبنان فكرة حكيمة، لان الاسرائيليين اجتاحوا لبنان واحتلوه اكثر من مرة، والذكرى الرابعة للعدوان الاخير على لبنان باتت وشيكة للغاية. فالاسرائيليون يعيشون مأزقاً غير مسبوق بعد فشل قواتهم المسلحة في الانتصار في مغامرتيها العسكريتين الاخيرتين في قطاع غزة وقبلها في جنوب لبنان.
    اسرائيل باتت معزولة عالمياً ومنبوذة حتى من اقرب حلفائها الغربيين، لانها تحرجهم بجرائم الحرب التي ترتكبها في انتهاك فاضح للشرعية الدولية ومعاهداتها. وزادت هذه العزلة بعد مجزرتها التي ارتكبتها قبل شهرين على ظهر سفينة مرمرة التركية.
    في ظل هذا الفشل العسكري المزدوج، وتصاعد حالة العداء لاسرائيل في اوساط الرأي العام الغربي، لن يكون من المفاجئ ان تشن القيادة الاسرائيلية عدوانا على لبنان على امل جر ايران وسورية الى حرب اقليمية موسعة.
    اسرائيل دفعت ثمنا باهظا اثناء عدوانها على لبنان قبل اربع سنوات، حيث فاجأتها قوى المقاومة بصمودها البطولي لاكثر من 33 يوما، ونجاحها في اطلاق اكثر من اربعة آلاف صاروخ، اصابت العمق الاسرائيلي في مقتل.
    تكرار مثل هذا العدوان مرة اخرى قد تترتب عليه نتائج اكثر خطورة، تتعلق بمستقبل اسرائيل وربما حتى وجودها في المنطقة. فقيادة المقاومة في لبنان تدرك جيدا انها قد تكون الحرب الاخيرة، وان القيادة الاسرائيلية ربما تستخدم ادوات تدمير اكثر بكثير من الحرب السابقة، خاصة انها تلقت قنابل امريكية في احجام تصل الى الف طن، جرى استخدام بعضها اثناء قصف افغانستان بعد احداث الحادي عشر من ايلول (سبتمبر) عام 2001.
    الاجواء في اسرائيل اجواء حرب وليست اجواء سلام، والحكومة اليمينية في اسرائيل تصر على سياساتها الاستفزازية في بناء المستوطنات، وهدم البيوت في محيط القدس المحتلة، وتهديد المقدسات المسيحية والاسلامية على حد سواء.
    مثل هذه الاستفزازات لا يمكن ان تقدم عليها حكومة تنتهج السلام كاستراتيجية، وتريد التعايش مع جيرانها. ولذلك يجب اخذ جميع مناوراتها، العسكرية منها او السياسية، بكل جدية، وباكبر قدر ممكن من الاستعدادات للمواجهة.

    إذا الشعب يوما أراد الحياة
    فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
    و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
    و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر
يعمل...
X