إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

درس 'أردوغاني' آخر لاسرائيل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • درس 'أردوغاني' آخر لاسرائيل

    درس 'أردوغاني' آخر لاسرائيل

    رأي القدس






    ان تمنع الحكومة التركية طائرة ركاب عسكرية اسرائيلية، تقل على متنها مجموعة من الضباط والجنود، من المرور في أجوائها، فهذه خطوة تنطوي على رسالة شديدة الأهمية، مفادها ان السيد رجب طيب أردوغان مصر على المضي قدماً في مواجهته السياسية مع اسرائيل، وهي المواجهة التي بلغت ذروتها أثناء اقتحام مجموعة كوماندوز بحرية اسرائيلية سفينة مرمرة التركية وقتل تسعة من النشطاء الاتراك على ظهرها.
    الطائرات العسكرية الاسرائيلية كانت تجوب الأجواء التركية بسهولة ويسر في الماضي، سواء في رحلاتها الجوية الى بلدان اوروبية او أثناء مناورات عسكرية مشتركة، مع تركيا او الولايات المتحدة الامريكية، ولكن الاعتداء على سفينة كسر الحصار عن قطاع غزة 'يجبّ ما قبله' في ما يبدو.
    السيد أردوغان طالب اسرائيل بتلبية مجموعة من الشروط لتحسين العلاقات، أبرزها الاعتذار علناً عن اعتدائها على سفينة مرمرة التركية، ودفع تعويضات مالية لأسر الضحايا، واعادة السفن التركية 'المخطوفة' من عرض البحر التي كانت ضمن 'اسطول الحرية'، وأخيراً القبول بلجنة دولية للتحقيق في المجزرة باشراف الامم المتحدة.
    هذه الشروط منطقية، فاسرائيل انتهكت القانون الدولي باعتراضها سفناً في عرض البحر في المياه الدولية، بعضها يرفع علم تركيا العضو في حلف الناتو، مضافاً الى كل ذلك ان هذه السفن انطلقت
    من ميناء تركي ولا تحمل على ظهرها اي مواد ممنوعة، وقد تأكدت السلطات الاسرائيلية بنفسها اثناء خطف هذه السفن وتفتيشها في ميناء اسدود.
    مطالبة اسرائيل بالاعتذار واعادة السفن المحتجزة ودفع تعويضات لاسر الشهداء الضحايا، هي اقل شيء ممكن ان تقدم عليه الحكومة التركية، لان ما اقدمت عليه اسرائيل هو 'اعلان حرب' على تركيا، ومس بكرامتها وسيادتها الوطنيتين.
    اسرائيل طالبت الفاتيكان بالاعتذار لليهود عن 'تجاوزات' وقعت قبل قرون، وفعلت الشيء نفسه مع المانيا بسبب جرائم النازية، وما زالت تتلقى تعويضات منها حتى هذه اللحظة، فلماذا لا تعتذر رسميا لتركيا وتدفع لضحايا العدوان على سفينتها تعويضات مادية؟
    لا نريد ان نسرد امثلة اخرى عديدة تجسد الابتزاز الاسرائيلي في ابشع صوره، فلولا هذا الابتزاز بشقيه المالي والسياسي لما استمرت اسرائيل بالقوة التي نراها حاليا، ومكنتها من هزيمة الانظمة الرسمية العربية في حروبها الاخيرة.
    السيد اردوغان كسر الغرور الاسرائيلي، وانزل الحكومة الاسرائيلية من عليائها لانه تعامل معها بكبرياء الواثق المحنك، واستند الى قاعدة شعبية عريضة داخل بلاده وخارجها، وفوق كل هذا وذاك استند إلى القانون الدولي ونصوصه التي تجرم الفعل الاسرائيلي وتدينه.
    لم يعد داني ايالون نائب وزير الخارجية او رئيسه افيغدور ليبرمان يستطيع، او حتى يجرؤ، على استدعاء السفير التركي في تل ابيب وتعمد اهانته واذلاله، ليس لانه لم يعد هناك سفير تركي في العاصمة الاسرائيلية، وانما ايضا لان اسرائيل باتت ترتعد خوفا من تركيا وحكومتها، ولا تجرؤ على ممارسة تصرفاتها الصبيانية ضد مواطنيها او دبلوماسييها.
    نحن على ثقة بان السيد اردوغان سيستمر في مواقفه الرجولية هذه، وسيصر على حتمية تلبية جميع شروطه، وهي جميعها محقة، حتى يلقن اسرائيل وحكومتها درسا في الاخلاق وكيفية احترام القوانين والشرائع الدولية.

    إذا الشعب يوما أراد الحياة
    فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
    و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
    و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر
يعمل...
X