إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اعتراف مبطن بالهزيمة في افغانستان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اعتراف مبطن بالهزيمة في افغانستان

    اعتراف مبطن بالهزيمة في افغانستان

    راي القدس




    جدد الاجتماع الذي عقده وزراء دفاع حلف الناتو في مدينة بروكسل امس الالتزام بالمضي قدما في مشاريع الحلف العسكرية في افغانستان، ولكن اللافت انهم لم يقرروا ارسال قوات اضافية للتعاطي مع الهجمات الناجحة التي يشنها مقاتلو حركة 'طالبان'.
    المجتمعون اعترفوا للمرة الاولى بان العمليات العسكرية الجارية حاليا في افغانستان 'تحقق تقدما محدودا' في اطار جهودها لتمديد سلطة الحكومة الافغانية الى مناطق اوسع في البلاد، وتهميش حركة المقاومة الطالبانية، وهذا يعني اعترافا صريحا بالفشل.
    الرئيس باراك اوباما الذي اعتبر حرب قوات بلاده في افغانستان 'حرب الضرورة' على عكس 'حرب الاختيار' في العراق كان يأمل ان تؤدي زيادة عدد هذه القوات الى مئة الف جندي في تغيير الاوضاع على الارض، خاصة في هلمند وقندهار، حيث المعقل الرئيسي لقوات طالبان، ولكن يبدو ان هذا الهدف ما زال بعيد المنال.
    الاسابيع المقبلة قد تزيد من الوضع تعقيدا على الارض بالنسبة الى القوات الامريكية وحلفائها، ففصل الصيف يجعل من عمليات حركة طالبان ضد قوات الاحتلال اكثر سهولة ويسرا على عكس فصل الشتاء. وفوق هذا وذاك، فان شهر رمضان المبارك، شهر التضحيات، بات على الابواب، ومن المتوقع ان ترتفع خلاله كثافة الهجمات الطالبانية.
    وتركز القيادتان السياسية والعسكرية في حلف الناتو على قضيتين اساسيتين:
    الاولى: تتلخص في تكثيف عمليات التدريب لقوات الحكومة الافغانية لتطوير قدراتها العسكرية تمهيداً لتسليمها مقدرات الامن في البلاد، بحيث تصبح مؤهلة للاحلال محل القوات الغربية والحليفة، والثانية: تحقيق المصالحة الوطنية ومحاولة اشراك 'معتدلي' حركة طالبان في العملية السياسية.
    تدريب القوات الافغانية لم يتوقف طوال السنوات التسع الماضية من عمر تدخل حلف الناتو عسكرياً في افغانستان، وجرى انفاق مليارات الدولارات في هذا الصدد، ولكن النتائج جاءت محدودة للغاية، والاهم من ذلك ان بعض الذين تلقوا تدريباً على أيدي خبراء حلف الناتو نفذوا عمليات انتحارية ضد مدربيهم الامريكان والبريطانيين، بينما فضل البعض الآخر ان يتحول الى طابور خامس لمصلحة طالبان.
    اما في ما يتعلق بالمصالحة الوطنية فان الخطوات المتبعة في هذا الصدد متعثرة للغاية، فحركة طالبان لم تتجاوب مع نداءات الحوار التي اطلقها الرئيس الافغاني حامد كرزاي، ولم تقبل دعوة شيوخ القبائل بالمشاركة في مؤتمرهم الاخير الذي انعقد في كابول العاصمة.
    حركة 'طالبان' لم تتخل مطلقاً عن شروطها القديمة المتجددة في قبولها للتفاوض مع القوات الامريكية وقادتها إلا في حالة واحدة، اي استعدادها للانسحاب الكامل من افغانستان وتسلمها مقاليد السلطة كاملة فيها.
    الادارة الامريكية تعيش ظروفاً صعبة في افغانستان، ليس بسبب زيادة عدد ضحاياها هناك، وانفاقها اكثر من سبعة مليارات دولار شهرياً، وانما ايضاً لان دولاً غربية اعضاء في حلف الناتو بدأت 'تتململ'، وتخطط لسحب قواتها تقليصاً للخسائر، ولايمانها بان هذه الحرب لا يمكن كسبها في نهاية المطاف.

    إذا الشعب يوما أراد الحياة
    فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
    و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
    و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر
يعمل...
X