إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ايران تواصل التحدي بقوة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ايران تواصل التحدي بقوة

    ايران تواصل التحدي بقوة

    رأي القدس





    قرار مجلس الامن الجديد الذي صدر يوم امس بفرض عقوبات اقتصادية جديدة على ايران لن يؤدي الى الزامها بوقف تخصيب اليورانيوم بل الى المزيد منه، واحداث المزيد من التوترات في منطقة الشرق الاوسط المتوترة اساسا، بفعل السياسة الامريكية احادية الجانب، في ما يتعلق بمسألة الحد من انتشار الاسلحة النووية التي تتخذها ذريعة لفرض هذه العقوبات.
    السلطات الايرانية تحدت قرار مجلس الامن هذا، مثلما كان متوقعا، مؤكدة انها ستستمر في التخصيب، ومهددة بوقف او تقليص تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقال علي سلطانية مندوب ايران في الوكالة 'ان لا شيء سيتغير.. جمهورية ايران ستواصل انشطة التخصيب'.
    الولايات المتحدة التي تقدمت بمشروع القرار الى مجلس الامن، وقدمت 'رشاوى' عديدة لكل من روسيا والصين للموافقة عليه، بعضها اقتصادي والبعض الآخر سياسي، ستجد نفسها تواجه وضعا اكثر تعقيدا الآن من اي وقت مضى، فمن الصعب تطبيق مثل هذه العقوبات بسبب ضعفها اولا حيث لم تكن 'خانقة' مثلما هددت ادارة الرئيس اوباما، ولان تطبيقها لن يكون مضمون النجاح بحكم موقع ايران الجغرافي، وتعودها على مثل هذه الحصارات ثانيا، وتصويت دولتين مهمتين اقليميا ودوليا، هما البرازيل وتركيا ضد القرار ثالثا.
    الخوف كل الخوف ان تستخدم الادارة الامريكية قرار مجلس الامن هذا ضد ايران كذريعة، او كضوء اخضر، لشن عدوان عليها او ايكال هذه المهمة الى اسرائيل المأزومة داخليا والمعزولة اقليميا ودوليا بسبب مجازرها في قطاع غزة وضد سفن اسطول الحرية. ولكن تكاليف اي عمل عسكري ضد ايران قد تكون باهظة جدا في وقت يتعاظم فيه فشل التدخل العسكري الامريكي في كل من افغانستان والعراق، وترتد الاعمال العسكرية الاسرائيلية الهوجاء كراهية وغضبا في اوساط الرأي العام الدولي.
    وتظل هناك ايجابية وحيدة لهذا القرار وسط كم هائل من السلبيات، وتتمثل في فرض عقوبات اقتصادية على ايران التي تتعاون فعلا مع وكالة الطاقة الذرية، وتجاهل اسرائيل تماما التي تنتج فعلا اسلحة نووية، وترفض التعاون مع الوكالة او حتى التوقيع على معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية. فهذه الخطوة التي تحتوي على تناقض كبير وازدواجية في المعايير ستضع الولايات المتحدة وحلفاءها في موقف حرج للغاية، وتجعل من فرضها عقوبات على ايران وتجاهلها لاسرائيل التي تتحدى المعايير والمعاهدات الدولية وترتكب اعمال قرصنة، اضحوكة واستهدافا واضحا لدولة اسلامية ما زالت تصر على انها لم تنتهك اي قانون دولي، وتؤكد ان برنامجها النووي للاغراض السلمية.
    ايران دولة مؤثرة في محيطها، وتستطيع الحاق الكثير من الاذى بالولايات المتحدة ومصالحها في المنطقة، خاصة ان هناك 200 الف جندي امريكي في كل من افغانستان التي تحدها من الشرق، والعراق الذي يحدها من الغرب، وفوق هذا وذاك زعزعة استقرار منطقة الخليج العربي، حيث يوجد ثلثا احتياطيات النفط في العالم.
    العقوبات الاقتصادية قد تؤثر على ايران ولكن تجارب الحصارات السابقة علمتنا ان الشعوب هي الاكثر تضررا منها، مضافا الى ذلك انها، اي العقوبات، لا تطيح بالانظمة المستهدفة بل تزيدها قوة وصلابة، وتكفي الاشارة او بالاحرى التذكير بان الحصار الاممي على الصين استمر لاكثر من عشرين عاما، بل ان الصين لم تحظ باعتراف الامم المتحدة التي اعطت مقعدها الى تايوان بضغط امريكي، فماذا حدث؟ خرجت الصين من تحت الحصار دولة نووية عظمى فرضت نفسها على امريكا والعالم بأسره، واستردت مقعدها في مجلس الامن.
    المؤسف ان الادارة الامريكية الحالية، مثل الادارات السابقة لا تنظر الى المنطقة الا من المنظار الامني الاسرائيلي، الامر الذي جعلها تتورط في حروب وحصارات لم تعد عليها الا بالخسائر المادية والبشرية الهائلة، وفوق كل هذا وذاك الانسحاب مهزومة في نهاية المطاف، ونيل المزيد من كراهية العالم لها.

    إذا الشعب يوما أراد الحياة
    فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
    و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
    و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر
يعمل...
X