إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هل كلّ بدعة ضلالة ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل كلّ بدعة ضلالة ؟

    هل كلّ بدعة ضلالة ؟




    إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ سيّدنا و حبيبنا محمداً عبده ورسوله صلّى الله عليه و على آله و صحبه و سّلم



    أما بعد عبادَ اللهِ ﴿ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النار إخوة الإيمان لا شكّ أنّ كثيرا منكم سمع خطيبا أو محاضرا أو ملقيَ درسِ عِلْمٍ يستهلُ خطبته أو محاضرته أو درسه بما ذكره النبيّ صلّى الله عليه و سلّم ﴿ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ شرٌّ و ضلالةٌ و نارٌ ... الأمرُ خطيرٌ عبادَ الله كما ترون ... تحذيرٌ صارمٌ من الرّسول صلّى الله عليه و سلّم يستحق منّا الوقوف عنده و فهمه سائلين من الله تعالى أن يجلّي لنا الحقَّ و أن يبعدنا عن الضّلال و أن يقينا من النار.



    لو تساءلنا إخوة الإيمان : ممّا حذّرنا الرّسول صلّى الله عليه و سلّم في الحديث السّابق ؟ إنّه يحذّر من كلّ محدثة لأنّها بدعة فما هي البدعةُ ؟ البدعة في اللغة اسم من بَدَعَ يَبْدَعُ بَدْعًا الشيء إذْ أوجده و أحدثه على غير مثال سَبَقَ و منه قول الله تعالى في سورة البقرة 116 ﴿ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ أي خالقُ السماوات و الأرض على غير مثال سبق و قوله تعالى للرّسول صلّى الله عليه و سلم في سورة الأحقاف 8 ﴿ قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ أي لست بأول رسول يرسله الله تعالى إلى النّاس حتّى تستغربوا من بعثتي إليكم . يقال فلان بَدَعَ هذا الأمر أي هو أولُ من فعله لم يسبقه أحد.فالبدعة إذن في المعنى اللغوي هي الأمرُ الجديدُ المستحدثُ على غير مثال سَبَقَ وجوده .و بهذا المعنى تكون البدعةُ كلَّ أمرٍ جديدٍ لم يألفه الناس سواء أكان حسنا أو سيئا ، نافعا أو ضارا ، قال الله تعالى في سورة الحديد26 متحدّثا عن أتباع سيّدنا عيسى عليه السّلام ﴿ ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الإنجيل وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ قال العلامة محمد الطاهر بن عاشور رحمه الله تعالى في تفسيره القيّم التحرير و التنوير ج 27 ص 423 مفسّرا قول الله تعالى في الآية السابقة " و المعنى : و ابتدعوا لأنفسهم رهبانية ما شرعناها لهم و لكنهم ابتغوا بها رضوان الله فقبلها الله منهم ... " " و الرهبانية اسم للحالة التي يكون الرّاهب متصفا بها في غالب شؤون دينه ، و هي مأخوذة من الرَّهَبِ و هو الخوفُ الشّديدُ فالراهب أي العابد في المسيحية يمتنع من التزوج خيفة أن تشغله زوجه عن عبادة الله و يمتنع من مخالطة الأصحاب خشية أن يلهوه عن العبادة و يترك لذائذ المأكل و الملبس خشية أن يقع في اكتساب المال الحرام ..."



    قلت في الأسطر السابقة " و بهذا المعنى تكون البدعةُ كلَّ أمرٍ جديدٍ لم يألفه الناس سواء أكان حسنا أو سيئا ، نافعا أو ضارا " و قد تكون البدعة متعلقة بأمور الدين و قد تكون متعلّقة بأمور المعاملات بين الناس.فالبدعة في الدين هي أن يُعْبَدَ اللهُ بغير ما أمر أو بغير ما بيّن الرّسول صلّى الله عليه و سّلم ، فالله تعالى أمر بالصّلاة في القرآن الكريم في مواضع متعدّدة و لم يبيّن لنا كيفية الصّلاة بالتفصيل و أمرنا بإتباع الرّسول صلّى الله عليه وسلّم في ممارسة العبادة .قال الله تعالى في سورة البقرة 42 ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ و قال تعالى في سورة النحل مخاطبا الرّسول صلّى الله عليه و سلّم في سورة النحل 44 ﴿ ... وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ إذن الله تعالى هو المشّرع للفرائض و العبادات و الرّسول صلّى الله عليه و سلّم هو المبيّن و الموضّح بأقواله و أفعاله و إقراراته لهذه العبادات فهو صلّى الله عليه و سلّم الذي بيّن لنا كيف نصلي و كيف نصوم و كيف نزكي و كيف نحج بأمر من الله تعالى ، أخرج الإمام البخاري في الصحيح ـ كتاب الأذان ـ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه : ﴿ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَدَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَدَّ وَقَالَ ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ فَرَجَعَ يُصَلِّي كَمَا صَلَّى ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ ثَلَاثًا فَقَالَ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أُحْسِنُ غَيْرَهُ فَعَلِّمْنِي فَقَالَ إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَكَبِّرْ ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْدِلَ قَائِمًا ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا وَافْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلَاتِكَ كُلِّهَا




    الآن وقد فهمنا معنى البدعة في اللغة ، نتساءل هل كلُّ محدثةٍ بدعةٌ و هل كلّ بدعة ضلالة يكون مصيرصاحبها إلى النّار؟ قال العلامة محمد الطاهر بن عاشور في التحرير و التنوير ج 27 ص 424 معقّبا على الآية 26 من سورة الحديد ﴿ و فيها حجة لانقسام البدعة إلى محمودة و مذمومة و قال ابن الأثير : البدعة بدعتان :﴿ بدعةُ هدى و بدعةُ ضلال و قالَ الإمامُ الشَّافِعيُّ رحمه الله تعالى: ﴿ الْمُحْدَثَاتُ مِنَ الأُمورِ ضَرْبَانِ أَحَدُهُما ما أُحْدِثَ مِمَّا يُخالِفُ كِتابًا أو سُنَّةً أو إِجْماعًا أوْ أَثَرًا فَهَذِهِ البِدْعَةُ الضَّلالةُ والثَّانِيَةُ ما أُحْدِثَ مِنَ الْخَيْرِ ولا يُخالِفُ كِتابًا أوْ سُنَّةً أَو إِجْماعًا وهَذِهِ مُحْدَثَةٌ غَيْرُ مَذْمُومَةٍ رواهُ البَيْهَقِيُّ بالإسْنادِ الصَّحيحِ في كِتابِهِ مَناقِبُ الشَّافِعِيِّ. وأخرج الإمام مسلم في صحيحه ـ كتاب الزكاة ـ قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ﴿ مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ هكذا يا عباد الله ترون أنّ الرّسول صلّى الله يقسِّم الأمر المُحْدَثَ إلى نوعين : حسنٍ و سيءٍ ، الحسن يُؤجرُ صاحبُه و السيئ يؤزر صاحبه و يؤثم عباد الله نحن أمام أمرين " سنّة " و " بدعة " و الرسول صلّى الله عليه و سلّم حثّ على إتباع السنة و حذّر من البدعة . أخرج الإمام مسلم في صحيحه ـ كتاب الجمعة ـ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ وَعَلَا صَوْتُهُ ...وَيَقُولُ ﴿ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ و أخرج الإمام الترمذي في سننه ـ كتاب العلم ـ عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ رضي الله عنه قَالَ : ﴿ وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا بَعْدَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ فَقَالَ رَجُلٌ إِنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّهَا ضَلَالَةٌ فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ فمن هم الخلفاءُ الراشدون و ما معنى سنّتهم ؟ الخلفاء الرّاشدون هم أبو بكر و عمر و عثمان و علي رضي الله عنهم جميعا و سنّتُهم تعني طريقتهم التي اتّبعوها في حياتهم و في معاملاتهم التي لا شكّ و أنّهم طبّقوا فيها كلام الله سبحانه و تعالى و سنّة رسوله صلّى الله عليه و سلّم و هم الأقرب إليها و الأعلم بها .



    أتعلمون إخوة الإيمان أنّ المُصْحَفَ الذي نتلوا منه القرآن لم يكن موجودا على عهد رسول الله صلّى الله عليه و سلّم و بالشكل الذي نعرف اليوم ! أتعلمون عباد الله أنّ القرآن الذي نراه الآن في المصاحف بحروفٍ منقوطةٍ و مشكولة لم يكن كذلك على عهد رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ! أتعلمون عباد الله أنّ الأذان الثالث يوم الجمعة لم يكن موجودا على عهد رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ! أتعلمون عباد الله أنّ اجتماع النّاس في المساجد في ليالي رمضان لصلاة التراويح خلف إمام واحد لم يكن معمولا به في حياة الرّسول صلّى الله عليه و سلّم ؟ أتعلمون عباد الله أنّ الفطرة أو زكاة الفطر فَرَضَها رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلَاةِ ! فمن منكم منذ أن أصبح يعرف وجد أبويه أو أجداده يخرجون فطرتهم تمرا أو شعيرا ! أيمكن أن يكون ذلك بدعة ً و ضلالة يصير صاحبها إلى النّار ؟ لا و الله لأنّ من فعل ذلك و أمر به بعد وفاة الرّسول صلّى الله عليه و سلّم لا يمكن أن يكون مُبْتَدِعًا و لا ضَالاً و لا مِنْ أهلِ النار ! لأنّ من فعل ذلك هم من العشرة المبشّرين بالجنة أبو بكر و عمر و عثمان و علي رضي الله عنهم و أرضاهم و الذي بشّرهم بالجنّة هو الحبيب المصطفى صلّى الله عليه و سلّم الذي لا ينطق عن الهوى فهل يناقض نفسه و يكون مصير الأربعة الرّاشدين إلى النار و هم الذي ابتدعوا أشياء لم تكن في عهده صلّى الله عليه و سلّم و لا من سنّته؟ أخرج الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه ـ كتاب تفسير القرآن ـ عن زَيْدٍ بْنَ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيَّ رَضِي اللَّه عَنْه ـ وَكَانَ مِمَّنْ يَكْتُبُ الْوَحْيَ بين يدي رسول الله صلّى الله عليه و سلم ـ قَالَ ﴿ أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ مَقْتَلَ أَهْلِ الْيَمَامَةِ وَعِنْدَهُ عُمَرُ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ إِنَّ عُمَرَ أَتَانِي فَقَالَ إِنَّ الْقَتْلَ قَدِ اسْتَحَرَّ يَوْمَ الْيَمَامَةِ بِالنَّاسِ وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَسْتَحِرَّ الْقَتْلُ بِالْقُرَّاءِ فِي الْمَوَاطِنِ فَيَذْهَبَ كَثِيرٌ مِنَ الْقُرْآنِ إِلَّا أَنْ تَجْمَعُوهُ وَإِنِّي لَأَرَى أَنْ تَجْمَعَ الْقُرْآنَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ قُلْتُ لِعُمَرَ كَيْفَ أَفْعَلُ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ عُمَرُ هُوَ وَاللَّهِ خَيْرٌ فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ يُرَاجِعُنِي فِيهِ حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ لِذَلِكَ صَدْرِي وَرَأَيْتُ الَّذِي رَأَى عُمَرُ قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَعُمَرُ عِنْدَهُ جَالِسٌ لَا يَتَكَلَّمُ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ إِنَّكَ رَجُلٌ شَابٌّ عَاقِلٌ وَلَا نَتَّهِمُكَ كُنْتَ تَكْتُبُ الْوَحْيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَتَبَّعِ الْقُرْآنَ فَاجْمَعْهُ فَوَاللَّهِ لَوْ كَلَّفَنِي نَقْلَ جَبَلٍ مِنَ الْجِبَالِ مَا كَانَ أَثْقَلَ عَلَيَّ مِمَّا أَمَرَنِي بِهِ مِنْ جَمْعِ الْقُرْآنِ قُلْتُ كَيْفَ تَفْعَلَانِ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ هُوَ وَاللَّهِ خَيْرٌ فَلَمْ أَزَلْ أُرَاجِعُهُ حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي لِلَّذِي شَرَحَ اللَّهُ لَهُ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فَقُمْتُ فَتَتَبَّعْتُ الْقُرْآنَ أَجْمَعُهُ مِنَ الرِّقَاعِ وَالْأَكْتَافِ وَ الْعُسُبِ وَصُدُورِ الرِّجَالِ .. و أخرج الإمام النّسائي في سننه ـ كتاب الجمعة ـ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ السَّائِبَ ابْنَ يَزِيدَ أَخْبَرَهُ قَالَ ﴿ إِنَّمَا أَمَرَ بِالتَّأْذِينِ الثَّالِثِ عُثْمَانُ حِينَ كَثُرَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ وَلَمْ يَكُنْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرَ مُؤَذِّنٍ وَاحِدٍ وَكَانَ التَّأْذِينُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ حِينَ يَجْلِسُ الْإِمَامُ و أخرج الإمام مالك رحمه الله تعالى في الموطأ ـ كتاب النّداء للصّلاة ـ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيِّ أَنَّهُ قَالَ خَرَجْتُ مَعَ عُمَرَ ابْنِ الْخَطَّابِ فِي رَمَضَانَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَإِذَا النَّاسُ أَوْزَاعٌ مُتَفَرِّقُونَ يُصَلِّي الرَّجُلُ لِنَفْسِهِ وَيُصَلِّي الرَّجُلُ فَيُصَلِّي بِصَلَاتِهِ الرَّهْطُ ـ دون العشرة ـ فَقَالَ عُمَرُ وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرَانِي لَوْ جَمَعْتُ هَؤُلَاءِ عَلَى قَارِئٍ وَاحِدٍ لَكَانَ أَمْثَلَ فَجَمَعَهُمْ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ ثُمَّ خَرَجْتُ مَعَهُ لَيْلَةً أُخْرَى وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلَاةِ قَارِئِهِمْ فَقَالَ عُمَرُ نِعْمَتِ الْبِدْعَةُ هَذِهِ ...



    عباد الله أبعد ما سمعتم من أدلة ألا يتعجّب المرء لمّا يسمع عالما أو شيخا أو داعية يقول مصرّا على قوله لا توجد بدعة حسنة فماذا نسمي إذن ما فعله أبو بكر و عمر و عثمان و علي رضي الله عنهم و أرضاهم ؟ ألم يحدثوا أمرا لم يكن معمولا به في عهد الرّسول صلّى الله عليه و سلّم ؟ و لكن ما كان هدفهم من فعل ذلك ؟ أليس رفعَ شأن الدين و حفظه و إعزازه بما رأوه ضروريا في وقتهم ؟ أسأل من يجلس أمام كاميرا يصور برنامجا دعويا تبثه الفضائيات ، يُفَسِّرُ القرآن أو يجيبُ عن أسئلةٍ فقهيةٍ أو يرقّق قلوب الناس بالمواعظ ألست مبتدعا ؟ أكان الرّسول صلّى الله عليه و سلّم أو خلفاؤه الرّاشدون يفعلون ما تفعل ؟ ألن يكون جوابه : أفعلُ ذلك حبّا في الدين و استغلالا لكلّ الوسائل في نشره ؟ فيا أخي يا من وهبك الله علما و لسانا لبقا و قدرة على الخطابة اتّق الله و لا تلبّس على عامة الناس دينهم ؟ و لا تشككهم في أنفسهم !



    عباد الله و نحن في شهرِ ربيعٍ الأوّل الشهرِ الذي ثبتَ فيه ميلادُ الرّسولِ صلّى الله عليه و سلّم عام الفيل بمكة يوم الاثنين الموافق لـ 571 م مع اختلافٍ في تاريخ اليوم بين العلماء إلى عدّة أقوال الرّاجح منها اليوم الثاني عشر حرّي بنا أن نقف وقفة تأمّل مع أنفسنا و نتساءل : أين نحن من محمّدٍ صلّى الله عليه و سلّم ؟ أين نحن من محبّته ؟ أين نحن من سيرته و من سنّته ؟ إخوةَ الإيمان لنعلم أنّ محمّدا ليس مجرّد ذكرى سنويةً نستحضرنا في الثاني عشر من شهر ربيع الأوّل ثمّ نتركه و نغفل عنه إلى أن تحين الذكرى في السنة المقبلة فَنُعِيدُ تذكره !! إنّ محمّدا صلّى الله عليه و سلّم و هو الذي اصطفاه ربُّه ليكون رسولَهُ الخاتِمَ إلى النّاس جميعا يجب أن يكون حاضرا في حياتنا لا يغيب ، كيف لا و هو الذي أمرنا اللهُ تعالى في شأنه في سورة الأحزاب 21 ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ إِسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً و الأسوةُ تعني القدوةَ و المثالَ الذي يجب أن يتّبع ، و لكي نقتديَ به صلّى الله عليه و سلّم يجب أن نعرفه و معرفته فرضُ عَيْنٍ و على كلّ مسلم و مسلمة أن يسعيا إلى ذلك بالقدر الذي يستطيعان ، و من كرامة محمّدٍ صلّى الله عليه و سلّم أنّه مذكورٌ في الكتابِ ، القرآنِ الكريمِ الذي نتعبّدُ الله بتلاوته ، كما أنّ سيرته واضحةٌ محفوظةٌ لا يخفى منها شيءٌ عن أمّته ، اهتمّ بها المؤرِّخُون و المحدِّثون فثبّتوها بكل تفاصيلها في كتبهم و مؤلّفاتهم فلا يجدُ المسلم مشقّةً في التعرّف عليها و هذا من فضل الله تعالى . و أمانةٌ في أعناق العلماء و العارفين أن يَهْدُوا الناس إلى سيرةِ عبدِ اللهِ و رسوله محمدٍ صلّى الله عليه و سلّم و أمانةٌ في أعناق الآباء أن يوفّروا في منازلهم من الكتبِ الصحيحةِ ما يُعَرِّفُ أبناءَهُمْ و أهلَ بيتهم برسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه و سلّم .عباد الله بعد ما قلته في الخطبة الأولى أيعتبر إحياءُ ذكرى مولد الرّسول صلّى الله عليه و سلّم بدعةً يؤول من يحييها إلى النّار ؟


    إنّ احتفال مليار و نصف من المسلمين في العالم في مختلف القارات بميلاد محمّد صلّى الله عليه و سلّم ما هو إلاّ صفعةٌ لألئك الأنذال الذين تهجّموا على رسول الله صلّى الله عليه و سلّم و أسَاؤُوا إليه برسمٍ أو بكلمة أو بصورة ٍ ... إنّه شهادة حيّة بأن محمّدا صلّى الله عليه و سلّم و إن مات فإنّه حيّ في قلوب المؤمنين المسلمين ، عظيم بدعوته الحقّ التي كتب الله لها أن تكون نورا لكلّ النّاس ... عباد الله ! إنّ أعداء الإسلام و أعداء محمّد صلّى الله عليه و سلّم موجودون في كلّ مكان ، يراقبون و يرصدون ما يجري في بلاد المسلمين و إنّه ليفرحهم أن ينقسم المسلمون حول رسولهم صلّى الله عليهم و يقذفون بعضهم بعضا بالتهم ، إنّهم يستغلون كل كبيرة و صغيرة من أجل إشعال نار الفتنة بين المسلمين و أسوأ مثال لذلك ما حدث بين الشعبين المصري و الجزائري من فوضى وصلت إلى حدّ إزهاق الأرواح و حرق الممتلكات و قطع العلاقات من أجل ماذا ؟ أيستحق الأمر كلّ ذلك ؟ إنّهم الأعداء المتربّصون الذين لا يريدون لنا الخير . إخوة الإيمان أعود فأقول لنجعل احتفالنا بمحمّدٍ صلّى الله عليه و سلّم في كلّ أحوالنا و في كلّ أيّامنا في عملنا في بيعنا و شرائنا ، في معاملة أبنائنا و آبائنا و زوجاتنا و جيراننا ، في جدّنا و هزلنا حتى يجبّنا !
    وطني علمني ان حروف التاريخ مزورة حين تكون بدون دماء
    وطني علمني ان التاريخ البشري بدون حب عويل ونكاح في الصحراءhttp://www.wahitalibdaa.com/image.ph...ine=1272034613

  • #2
    رد: هل كلّ بدعة ضلالة ؟

    الحَمْدِ اللهِ الذي هو فاتحةُ كُلِّ كتاب، والصلاةِ على رُسُلِهِ التي هي خاتمةُ كل خطاب،
    بوركت يا سي يوسف وجازاك الله عنا كل خير
    تفسير مفصل وجميل لأمور إختلطت على الكثيرين...
    عباد الله إعلموا أن حب سيد الأنام ليس مناسبة سنوية نحتفل بها وليس مجرد بردة وأذكار نسمعها،حب الحبيب صلوات الله وسلامه عليه يكون بإتباع سبيله...
    ربما يختلف مشايخنا الأفاضل في كون الإحتفالات بمولد الحبيب جائزة أو غير جائزة لكن نحن وجب حتى وإن إحتفلنا بالمولد بأي سبيل من السبل أن نتعظ وأن نضع نصب أعيننا إرضاء المصطفى أن يكون سبيلنا ونبراسا في هذا الزمن.
    نحن في عصر الفتن بإمتياز أحبتي و معظم أعداء الأمة يسعون لأن يمسوا الدين لأنهم يعلمون أن صلاحنا بصلاح ديننا،لماذا نبقى لقمة سائغة؟؟
    لنحيي سنن الحبيب فينا لنتقي الله في أنفسنا وبحول الله نكون في أفضل حال..
    جلسة جميلة مع الشيخ الشعراوي

    Facebook

    وطني علمني ان حروف التاريخ مزورة حين تكون بدون دماء
    وطني علمني ان التاريخ البشري بدون حب عويل ونكاح في الصحراءhttp://www.wahitalibdaa.com/image.ph...ine=1272034613

    تعليق


    • #3
      رد: هل كلّ بدعة ضلالة ؟

      موضوع لطالما يشغلني

      هناك من يحارب البدع

      ويرتكب تحت مظلة الدين الكبائر

      فيقتل ويدمر ويفتي ويجيز لنفسه مااجاز

      ثم يقوم ليأخذ البدعة شماعة تكفيرنا

      موضوع يبين البدعة وماهي وماأصولها وكيف تكون

      موضوعاً بحثياً علينا الاهتمام به

      لما فيه من اهمية في العقيدة والدين


      سلمت اخي ودام ودّك

      تعليق

      يعمل...
      X