وإن مَرّ يوم من غير لُقياك ...
بنهاية الأربعينات ، بدا وكأنرياض السُّنباطي قد تَسَلّم أم كلثوم يداً مِن يَدِ الأساتذة ، كانت قد توقّفت عن الغِناء للقصبجي ، وجرى الخِصام الطويل بينها وبين الشّيخ زكريا على خلافٍ مادِي ، لم يَبْقَ غير السّنباطي ، وكان كافياً .
طوال الخَمسينات ، لَم تُغَنّ أم كلثوم سوى سِت أغنيّات من غيرِ ألحانه ، والأبعد من ذَلِك ، أنه كان يُدَقق في ألحانِ غيره ، لأن الوقت جَعلهما لا يَنْفَصلا ، لَم يَعُد يُلَحّن لغيرها ، دونَ حُب القصبجي الذي أفقده رَوحه ، ولم تَعُد تغني لغيره ، إلاّ فيما نَدَر .
مع بداية الستّينات ، أدركت أم كلثوم أن الوقت يَمُر ، وأن المِياة تَجري ، وأنها يَجِب ألاّ تَشِيخ ، لذلك فقد قرّرت أن تبدأ مَرحلة جديدة ، تقترب بها أكثر من رَوحٍ شبابية ، مثّلها شِعراً عبدالوهاب محمد ومرسي جميل عزيز وأحمد شفيق كامل ومأمون الشناوي ، ومثّلها لَحنا بليغ حمدي .
والسّنباطي لَم يَكُن راضياً عن كُل هذا ، وجرى الخِصام القصير بينهم مَطلع الستينات ،و الذي امتد لعدة أشهر ، بعد رَفضه تَلحين أغنية ذات كلمات مُبتذلة كـ"حُب إيه" ، بل ورفضه لغناءها لها لأن ذلك لَيس من قيمتها ، ومُهاجمته لِلَحنِ بَليغ ، الذي لا يَلِيق بـ"السّت" .
صالحته أم كلثوم لاحقاً ، وبقى بالقربِ ، ليس مُلحناً وحيداً ، ولكن ظل الأكثر كَثافة ، ورأيه هو الأهم فيما تُغَنّيه ، رُبما لَم يَكُن راضياً عن "سيرة الحب" و"ألف ليلة وليلة" ، بالتأكيد كان يغضب ، مثلي ، من "الحُب كله" و"حَكَم علينا الهَوى" ، ولكنّه في المُقابل لَحّن لها "لسه فاكِر" و"ليلي ونهاري" و"القلب يعشق كُل جميل" ، أعادَ تقديم "أراكَ عَصِيّ الدّمع" بلحنٍ مُدْهش الجَمال ، وهو ، قبل كُل شيء ، قَدّم لها "الأطلال" .
وحِينَ رحلت أم كلثوم ، لَم يُلَحّن السّنباطي بعدها ، عجوزاً كان يَخْجِل من البُكاء ، تَرَكَ العود لستِ سنواتٍ بقت في حياته ، ومات بالرّبوِ عام 1981 ، قبل أن يَصِف كُل ما مَرّ به لسبعة عقود أو يزيد بأن "قصة حياتي هي أم كلثوم" .
بنهاية الأربعينات ، بدا وكأنرياض السُّنباطي قد تَسَلّم أم كلثوم يداً مِن يَدِ الأساتذة ، كانت قد توقّفت عن الغِناء للقصبجي ، وجرى الخِصام الطويل بينها وبين الشّيخ زكريا على خلافٍ مادِي ، لم يَبْقَ غير السّنباطي ، وكان كافياً .
طوال الخَمسينات ، لَم تُغَنّ أم كلثوم سوى سِت أغنيّات من غيرِ ألحانه ، والأبعد من ذَلِك ، أنه كان يُدَقق في ألحانِ غيره ، لأن الوقت جَعلهما لا يَنْفَصلا ، لَم يَعُد يُلَحّن لغيرها ، دونَ حُب القصبجي الذي أفقده رَوحه ، ولم تَعُد تغني لغيره ، إلاّ فيما نَدَر .
مع بداية الستّينات ، أدركت أم كلثوم أن الوقت يَمُر ، وأن المِياة تَجري ، وأنها يَجِب ألاّ تَشِيخ ، لذلك فقد قرّرت أن تبدأ مَرحلة جديدة ، تقترب بها أكثر من رَوحٍ شبابية ، مثّلها شِعراً عبدالوهاب محمد ومرسي جميل عزيز وأحمد شفيق كامل ومأمون الشناوي ، ومثّلها لَحنا بليغ حمدي .
والسّنباطي لَم يَكُن راضياً عن كُل هذا ، وجرى الخِصام القصير بينهم مَطلع الستينات ،و الذي امتد لعدة أشهر ، بعد رَفضه تَلحين أغنية ذات كلمات مُبتذلة كـ"حُب إيه" ، بل ورفضه لغناءها لها لأن ذلك لَيس من قيمتها ، ومُهاجمته لِلَحنِ بَليغ ، الذي لا يَلِيق بـ"السّت" .
صالحته أم كلثوم لاحقاً ، وبقى بالقربِ ، ليس مُلحناً وحيداً ، ولكن ظل الأكثر كَثافة ، ورأيه هو الأهم فيما تُغَنّيه ، رُبما لَم يَكُن راضياً عن "سيرة الحب" و"ألف ليلة وليلة" ، بالتأكيد كان يغضب ، مثلي ، من "الحُب كله" و"حَكَم علينا الهَوى" ، ولكنّه في المُقابل لَحّن لها "لسه فاكِر" و"ليلي ونهاري" و"القلب يعشق كُل جميل" ، أعادَ تقديم "أراكَ عَصِيّ الدّمع" بلحنٍ مُدْهش الجَمال ، وهو ، قبل كُل شيء ، قَدّم لها "الأطلال" .
وحِينَ رحلت أم كلثوم ، لَم يُلَحّن السّنباطي بعدها ، عجوزاً كان يَخْجِل من البُكاء ، تَرَكَ العود لستِ سنواتٍ بقت في حياته ، ومات بالرّبوِ عام 1981 ، قبل أن يَصِف كُل ما مَرّ به لسبعة عقود أو يزيد بأن "قصة حياتي هي أم كلثوم" .