إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مطرب المقام العراقي رشيد الفضلي (1904-1969) مقامات (المخالف -المدمي -الحسيني)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مطرب المقام العراقي رشيد الفضلي (1904-1969) مقامات (المخالف -المدمي -الحسيني)


    دراسة بحثية متسلسلة عن غناء وموسقى المقام العراقي

    حسين اسماعيل الاعظمي - البصرة
    مطرب المقام العراقي
    من المحاور المقامية
    المحور رقم (13)
    بعض المغنين المقاميين من اتباع الطريقة القندرجية
    رشيد الفضلي
    (1904-1969)
    - وصف عام لاسلوبه
    - قيمة رشيد الفضلي الفنية
    - نشأته وتعابيره الحزينة
    - مقام المخالف
    - مقام المدمي
    - مقام الحسيني
    وصف عام لاسلوبه
    عند سماعنا للمقامات العراقية المسجلة بصوت المغني المقامي المقتدر رشيد الفضلي، والتمعن في أسلوبه الادائي لها، لانستطيع أن نضعه ضمن أتباع الطريقة القندرجية بصورة مباشرة ومطمئنة، ولا الى غيرها من أساليب وطرق غنائية كانت لاتزال موجودة عند نشأته الفنية ومنها (الطريقة الزيدانية) او غيرها، والغريب أننا لانستطيع أيضا، وصفه بأنه يمتلك طريقة خاصة به، فغنائه للمقامات التي سجلها في إذاعة بغداد خليط مهجن غير مرتب من أساليب عدة تأثر بها عند نشأته الفنية، ولكن رشيد الفضلي لم يستطع أن ينضِّمها أو يضع لها منهجا واضحا، أذ يبدو أن التطورات السريعة لحقبة التحول التي عاشها، كانت سريعة جدا بحيث لم يدركها تماما، فغنى المقامات على هذه الشاكلة المحاطة ببعض الغموض في الاسلوب.. ولكنه مع ذلك، يبدو لنا من خلال بعض الصفات الفنية في ادائه، انه يميل الى الطريقة القندرجية، و اهم هذه الصفات، هي اهتمامه بالشكل المقامي والتزامه به، و كذلك اهتمامه بالمسارات اللحنية المقامية اكثر من اهتمامه في توضيح مفردات الكلام المغنى... و عليه فإن وضعه في هذا الكتاب ضمن اتباع الطريقة القندرجية، اكثر منطقية نسبيا، وافضلُ من وضعهِ في مجموعة اسلوبية اخرى.. خاصة وانه عاصر الطريقة القندرجية منذ بداية نشوئها.. وربما من الوقت المناسب الآن، ان نفتتح حديثنا عنه وعن تجربته المقامية ونحن نستمع الى قصيدة المتنبي مغناه بصوته في مقام الجهاركاه..

    اليوم عهدكم فـاين الموعد
    هيهات ليس اليوم عهدكم غد
    الموت اقرب مخلبا من بينكـم
    والعيش ابعد منكم لا تبعدوا
    ان التي سفكت دمي بجفونـها
    لم تدر ان دمي الذي تتقلد
    قالت وقد بان اصفراري مـن
    به، وتنهدت فاجبتها المتنهد
    فمضت و قد صبغ الـمياء
    لوني كمـا صبغ اللجين العسجد
    فرأيت قرن الشمس في قمر الدجى
    متـأودا غصن بـه يـتأود

    قيمة رشيد الفضلي الفنية
    يعد المطرب القدير رشيد الفضلي، من المطربين المقاميين الجيدين من الذين ولدوا وظهروا فنيا في حقبة التحول وعاش حتى حقبة التجربة.. ومهارته الادائية تدنو في احسن حالاتها من مهارة معاصريه الجيدين، ولكنه لم يبلغ مستوى المطرب الحاذق نجم الشيخلي في الاداء المقامي مثلا.. إلا أن الكثير من جهده، انصب في غناء المقام العراقي.. وعليه يجب اعتباره من المغنين المقاميين الجيدين المعاصرين لحقبة زمنية كثرت فيها التحولات والتطورات في شتى مجالات الحياة..
    أن رشيد الفضلي يستغل ماضيه وحاضره البيئي بصورة تكاد ان تكون مميزة كصفات موضوعية لغنائه المقامي، إلا أنه في إسلوبه المغلَّف ببعض الغموض، يتَّسم بتعابير شديدة الحزن بحيث تغلب عليها في معظم الأحيان روح الكآبة والمأساة..

    نشأته وتعابيره الحزينة
    ولد رشيد الفضلي في بغداد عام 1904 وتوفي فيها عام 1969، وعاش ممتلئا بهموم الحياة ومشاكلها، وتجسَّد كل ذلك في أدائه لبعض المقامات التي تتصف تعابيرها أصلاً بالحزن والشجن مثل مقام المخالف ومقام المدمي (سلَّمه حجاز) ومقام الحديدي (سلَّمه صبا)، التي قد تكون أكثر مقاماته استحسانا في ألاداء وتبدو فيها كل صفات غنائه الحزينة.. ففي مقام الحديدي (سلَّمه صبا) نجد هذا المنحى في التعابير المغنى بهذا الزهيري..

    يازين الاوصاف أطعنت الحشا بسناك
    من حين طر الفجر من مبسمك بسناك
    لو عسعس الليل د عنا نهتدي بسـناك

    وانكول هذا البدر أشرك علينه وهل
    والعرك بمحا سنك كالبدر ينثر وهل
    وان جيتنا بالوصل يابن المكارم وهل

    بسناك حدر الحـنك لو والمت بسناك

    أن رشيد الفضلي، مطرب مقام بحكم بيئته، ومحب للمقام بحكم ميوله التلقائيه، وعلى هذا ألاساس، فقد نجح في فنه ألادائي، إن الصفات التي يراها المؤدون المعاصرون له مثل جميل ألاعظمي ويونس يوسف وصديقة الملاية ومحمد العاشق وغيرهم، هي الصفات الرئيسة لمؤدي المقام العراقي، فاهتمامه بالشكل المقامي يبدو واضحا في مقاماته وفي التعابير البيئية التي تعبر عن حياته التي عاشها بصورة واضحة، وهي في نفس الوقت من أبرز صفاته، ومهارته في وحدة عمله المقامي مقبولة رغم الملاحظات، فهذه ألامور تمثل في زاوية ما، إستجابـة جمهوره له ولفنـه..

    مقام المخالف
    نواصل ألآن سماعنا لمقاماته ذات التعابير الحزينة حيث يغني مقام المخالف 4* بهذا الزهيري..

    من عالم الذر قدرت العطا واقسمت
    وأدعيت ألارزاق كطرة من السما وأقسمت
    شمسوي أنه ويـاك والهم إلي قسـمت

    كلها عطاياك تكول من السعي لابد
    وأنت بوحيك تكول من السعي لابد
    السعي شيفيد لو جان السعد لابد

    الحمد لله على ما قدرت وأقسـمت

    مقام المدمي
    ولنستمع أيضا إلى مقام المدمي (سلَّمه حجاز) الذي مر ذكره قبل قليل حيث أشرنا ألى المقامات الثلاثة الملأى بالحزن والشجن في تعابيرها، بهذا الزهيري..

    بعد الهجر لاتسل ياصاح ملـوني
    وبنار جمر الغضـا ذولاك ملوني
    ثابت على حبهم مايوم ملوني

    تـم الكلب مبتلي حيران ويـاهم
    من هجرهن مهجتي وعضـاي وياهم
    ذاك التعب والسهر مافاد ويـاهم

    لمن حجيت الصـدك ذولاك ملوني

    مقام الحسيني
    ولعل مقام الحديدي الذي إستمعنا وأشرنا إليه فيما سبق من حديث في البداية، حيث يمتاز بأنه مقام ذو روح حزينة في أدائه أصلا، ويؤكد ذلك أنه من سلَّم مقام الصبا الذي يتصف هو ألآخر بتعابيره الحزينة، فإن ملائمة الطريقة الادائية في اسلوبها الحزين مجتمعة مع سلَّم لمقام حزين وكلام حزين في غناء مقامي ذو ميول حزينة..!! فعليك أن تتأمل عزيزي القارئ والمستمع..! ولكن رغم ذلك نجد له بعض التعابير الاقل حزنا وهو يؤدي مقام الحسيني بهذه القصيدة التي أستطعت أن أفهم منها بيتين فقط من شريط التسجيل الصوتي ولم أفهم مفردات القصيدة الباقية، ورغم أن التسجيل يكاد أن يكون واضحا وجيدا، إلا أنه يؤكد ميوله هنا إلى سمات الطريقة القندرجية في غموض وادغام الحروف والكلمات والاهتمام بالمسارات اللحنية اكثر من اي شيئ آخر..!

    مالقلبي تهزة الاشواق
    خبر ينا أهكذا العشاق
    كل يوم لـنا فؤاد مـذاب
    ودمـوع على الخـدود تراق

    الهوامش
    *حدثني استاذي المرحوم شعوبي ابراهيم، ان مقام الاوج لعبد القادر حسون، هو اول مرة يرافق فيها مطرب عازفا على آلة الجوزة..وذلك عام 1951
    2* كانت مناسبة بحثي الذي كتبته عن التراث الغناسيقي في الاعظمية وقدمته الى كلية الفنون الجميلة، قسم الفنون الموسيقية، ان التقي بالمرحوم شهاب الاعظمي مرات عديدة شبه يومية في مقهى السدير على نهر دجلة في الاعظمية بجانب جسر الائمة، حيث كنت قد اخترته احد عيناته، وقد اكتشفت فية شخصية مقبولة جدا، لذيذ المجالسة، منكتا بصورة نقدية ساخرة، بسيطا لكنه عميقا، فاهما جدا في شؤون المقام العراقي، يحفظ الشعر الفصيح والعامي ويتلذذ بهما عندما يلقيهما او يغنيهما، والاروع من كل ذلك انني وجدت فيه راويا للاحداث والتاريخ بشكل يثير الدهشة ولا يمكن ان يمل منه ابدا..! الامر الذي وطد علاقتي بهذا الفنان المقامي الكبير رغم تاخرها، واستفدت من آرائه وافكاره الفنية الشيء الكثير حتى اصبح مجيئنا الى مقهى السدير شبه يومي..
    3* حول قصيدة ابن نباتة المصري حيث لم يغن منها شهاب الاعظمي اكثر من خمسة ابيات من بداية القصيدة، ولمتعة القاريء الكريم وفائدته وجمال وشهرة هذه القصيدة فقد اخرجتها من كتاب الغزل بالنسيب في مناجاة الحبيب..
    4* في منتصف الثمانينات ظهر الفنان شهاب في برنامج (سهرة مع المقام العراقي) الذي كان يعده الحاج هاشم الرجب، اذ ذكر انه قد سجل اكثر من ثلاثين مقاما عراقيا في الاذاعة والتلفزيون..
    5* نفس لقاءاتي اليومية مع المرحوم شهاب الاعظمي واحاديثنا المتنوعة في شؤون المقام العراقي..انظر هامش رقم 2 من هذا الفصل..


    شبكة البصرة
يعمل...
X