إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مطرب المقام العراقي احمد موسى - مقام ( الابراهيمي - الحسيني - العريبون )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مطرب المقام العراقي احمد موسى - مقام ( الابراهيمي - الحسيني - العريبون )

    احمد موسى
    (1905- 25/8/1968)
    - فكرة عن فنه المقامي
    - مقام الابراهيمي
    - مقام الحسيني
    - مقام العريبون عرب

    فكرة عن فنه المقامي
    ما زلنا نجد اسم المطرب القدير احمد موسى يتردد بين الاوساط المقامية بالرغم من هبوط شهرته بعد وفاته عام 1968 فقد بدا احمد موسى سيرته الفنية في نفس الحقبة التي عاصرت ظهور الكثير من المغنين المقاميين الذين كانوا يقيمون الحفلات من دار الاذاعة العراقية على الهواء مباشرة، والتي لم يوثق معظمها، وذلك منذ ان تأسست الاذاعة في بغداد مطلع الثلاثينات واستمرت هذه الحفلات دون تسجيل يذكر حتى مطلع الخمسينات من القرن العشرين.. ولكن في السنوات التي تلت ذلك والى حين وفاته كما يبدو لنا، قد سجل العديد من المقامات العراقية في استوديوهات الاذاعة.. اما اهم هذه المقامات التي تم الاستماع اليها من قبل الجمهور مسجلة بصوته المعبر من الاذاعة فهي مقامي العريبون (عريبون عجم وعريبون عرب) مجتمعين في مقام واحد.. ومقام الابراهيمي ومقام الحسيني، وفي هذه المقامات يتميز اداؤه الغنائي بالتعابير البغدادية الاصيلة، وتمسكه الدقيق بمباديء الطريقة القندرجية الذي تلذَّذَ بتعابيرها كما يبدو عند سماعنا لهذه المقامات مستغلا هذه القيم ليعبر بحزن مهذب جميل تميز بالصدق معلنا عن كونه فنانا ذا خبرة وتجربة اضفت على اسلوبه هذه التعابير...

    مقام الابراهيمي
    يتجسد الكثير من هذا الكلام في ادائه لمقام الابراهيمي المؤدى بهذا الزهيري المتداول غناء ه لدى بعض المغنين الاخـرين وبعضهم بنفس هذا المقام..

    فجر النوى لاح ياعاذل تجلى أو طار
    جنهم جفوني ولا منهم كضـيت أو طار
    جسمي خوه والعكل مني تنحة وطار

    من شفت حادي الرجايب لاح لولاهن
    بضمايري جاورن لحشاي لولاهن
    المزعجات الليالي الشـوم لولاهن

    ما جان عاف الكطة طيب المنام وطـار
    قدم احمد موسى للغناء المقامي والثقافة المقامية عامة، تراثا فنيا وافرا غنيا، وجاءت مقاماته المسجلة بصوته المؤثر، علامة واضحة على طريق تطور الطريقة القندرجية الكلاسيكية، فقد تأكد ذلك في كل نتاجاته الغنائية الاتجاه الكلاسيكي الذي ميَّز نتاجات المغنين المعاصرين الملتزمين باسسس الطرق القديمة وبالذات من اتباع الطربقة القندرجية ذات الاتجاه الجمالي الكلاسيكي، كما جاءت نفس هذه النتاجات في غناء المقام العراقي دلالة على قوة الغناء المقامي في اتجاهه الكلاسيكي تجاه المذهب الرومانسي، علاوة على ذلك فقد اعطى احمد موسى في مقاماته هذه صورة أخرى جديدة على جمالية الطريقة القندرجية في تعابيرها الغنائية..
    مطرب المقام العراقي احمد موسى

    مقام الحسيني
    بالاضافة إلى كل ذلك، فإن احمد موسى يعتبر من اكثر المغنين من اتباع الطريقة القندرجية الذين اعطوا نتاجا غنائيا وطنيا وقوميا اصيلا، معبق بكل ما هو عراقي حقا، فالروح العراقية والطابع المميز للشعب العراقي وحياته وطبيعته، كل ذلك يبرز بجلاء بين ثنايا التعابير الجميلة لمقاماته الغنائية، ولا ادل على ذلك من مقام الحسيني المؤدى بصوته بهذه القصيدة للشاعر ابن مليك الحموي..

    قسما بحفظ عهودكم وودادي
    لم اقض منكم في الغرام مـرادي
    وعليكم حسد العذول اما كفى
    حتـى العواذل في الهوى حسادي
    ولشقوتي في الحب قد عز الرقى
    لما تناء يتم وعز رقـادي
    ما ذاك الا ان اميال الجـفا
    طالت وطرفي كحلت بسهادي
    فمروا جفوني بالكرى لتراكم
    وتبيت من وصل على ميعاد
    احبابنا عودوا وجودوا باللقا
    فلقد ضنيت وملني عوادي
    روحي لكم قد قدت طوع هواكم
    هذا زماني دونكم وقيادي
    يا عاذلي عني اقتصـر اني لفي
    واد وانت عن الهوى في واد
    كم بين من يبغي الصـلاح وبين من
    في عذله مني يروم فـسادي
    انا ان سلوت فما يعاودني الكرى
    كلا ولا زار الخيال وسادي
    بابي نزولا بالحشا قد خيموا
    واسـتوطنوا عوض الخيام فؤادي
    لسوى هواهم لم امل فكانهم
    خلقوا على حسب الهوى ومرادي

    وبوجهة نظر ثابتة، اكسبت نتاجات احمد موسى في غنائه للمقامات، غنىً تفتقر اليه بعض التسجيلات المقامية المسجلة باصوات الآخرين من زملائه.. لقد كانت تعابيره، حزنا شجيا مؤدبا كما يبدو عند سماعنا لها.. عبر فيها باسلوب بغدادي اختلف فيه عن غيره.. ومن مميزاته انه ارتقى إلى الصدق في التعبير وادى مقاماته التي سجلها بصوته باصولها التقليدية المتبعة، وبهذه الوسائل احتفظ احمد موسى بشهرته وموقعه الفعَّال بين مؤدي المقامات العراقية في القرن العشرين.. ومع ذلك فان احمد موسى يختلف عن بعض معاصريه مثل محمد العاشق واسماعيل عبادة ومجيد رشيد ورشيد الفضلي وعبد الهادي البياتي وحسن خيوكة في ان مقاماته التي سجلها بصوته، توصف بأنها تحوي جماليات ادائية بيئية خالصة جميلة..
    لقد كان احمد موسى جزء من تيار الاسلوب والاتجاه الكلاسيكي في الغناء المقامي في النصف الاول من القرن العشرين، ولكن ليس قوة شديدة الوعي خلف ذلك التيار.. ورغم ان اذاعة مقاماته من خلال الاذاعة العراقية او القنوات التلفزيونية باتت منسية للاسف الشديد، إلا أن تأثيره لم يزل باقيا لدى اكثر مستمعي الوسط المقامي..

    مقام العريبون عرب
    والآن لنستمع إلى مقام العريبون عرب دون مقام العريبون عجم، رغم ان احمد موسى غناهما معا مرة واحدة، لكنني لم استطع تتبع مفردات القصيدة المغناة في مقام عريبون العجم.. واستطعت بالمقابل معرفة مفردات الزهيري في مقام العريبون عرب لشهرة هذا الزهيري ولاعتياد الكثير من المغنين اختياره في غناء نفس هذا المقام..

    يا قلب واشطيحك باحبالهم وشـراك
    ومن الهضم بان سكمك ونحلك وشـراك
    لي صاحب مارهم وشرة على وشـراك

    وببحر جوده تراه اعلا الوصال ايجـود
    عنه تنحى بكربه ما علـيك ايجـود
    عاشر اصيل اذا جار الزمـان ايجـود

    وان صابتك نايبة باع النفس وشراك

    كان احمد موسى تلميذا صريحا للطرق الادائية القديمة التي سبقت ظهور المطرب الكبير محمد القبانجي.. فهو احد اتباع الطريقة القندرجية المخلصين.. وقد كان مثل اقرانه المعاصرين الذين ينتمون لنفس الاتجاه.. واعيا وصريحا ومعبرا عن تلك الطرق القديمة التي صهرها وهذبها المطرب الكبير رشيد القندرجي واسميتها بالطريقة القندرجية التي اضمحل وجودها بمرور الزمن في نهايات القرن العشرين، بسبب التأثير العظيم للطريقة القبانجية الموصوفة بالاتجاه الرومانتيكي ذات التوالد الذاتي للابداعات والتجديدات المستمرة إلى يوم الناس هذا وستبقى على هذا المنوال حتى في المستقبل البعيد..
    لاشك ان الوسط المقامي وممن يهتم بشؤونه، يسير في مجال النهضة منذ مطلع القرن العشرين.. ان الاساليب القديمة في الغناء قد زال معظمها ولم تبق لها اية سلطة فنية.. فقد انجذب الكثير من مؤدي المقام العراقي خلف الطريقة القبانجية وسار عليها معظم اللاحقين، رغم ان طبيعة التطور الحاصل في حياتنا المعاصرة اوجد بعض المغنين المبدعين الذين نحوا المنحى التجديدي والابداعي للطريقة القبانجية مثل حسن خيوكة ويوسف عمر وناظم الغزالي وعبدالرحمن العزاوي.. وهم الذين وضعتُ لهم كتابا خاصا بفنهم المقامي اسميته (الاربعة الكبار في المقام العراقي) واثبتوا بذلك بأن الابداع لا ينضب وان الحياة في ديناميكية فعَّالة، مهما كانت عليه هذه الحياة ومهما كان عليه حال الاداء الغناقامي.. وكتلميذ نشيط، عرف احمد موسى قيمة الطرق القديمة في الغناقامي فعبَّر عنها بعمق وصراحة، فضمن بذلك موقعا مرموقا في قائمة مؤدي المقام العراقي منتصف القرن العشرين..

    الهوامش
    *حدثني استاذي المرحوم شعوبي ابراهيم، ان مقام الاوج لعبد القادر حسون، هو اول مرة يرافق فيها مطرب عازفا على آلة الجوزة..وذلك عام 1951
    2* كانت مناسبة بحثي الذي كتبته عن التراث الغناسيقي في الاعظمية وقدمته الى كلية الفنون الجميلة، قسم الفنون الموسيقية، ان التقي بالمرحوم شهاب الاعظمي مرات عديدة شبه يومية في مقهى السدير على نهر دجلة في الاعظمية بجانب جسر الائمة، حيث كنت قد اخترته احد عيناته، وقد اكتشفت فية شخصية مقبولة جدا، لذيذ المجالسة، منكتا بصورة نقدية ساخرة، بسيطا لكنه عميقا، فاهما جدا في شؤون المقام العراقي، يحفظ الشعر الفصيح والعامي ويتلذذ بهما عندما يلقيهما او يغنيهما، والاروع من كل ذلك انني وجدت فيه راويا للاحداث والتاريخ بشكل يثير الدهشة ولا يمكن ان يمل منه ابدا..! الامر الذي وطد علاقتي بهذا الفنان المقامي الكبير رغم تاخرها، واستفدت من آرائه وافكاره الفنية الشيء الكثير حتى اصبح مجيئنا الى مقهى السدير شبه يومي..
    3* حول قصيدة ابن نباتة المصري حيث لم يغن منها شهاب الاعظمي اكثر من خمسة ابيات من بداية القصيدة، ولمتعة القاريء الكريم وفائدته وجمال وشهرة هذه القصيدة فقد اخرجتها من كتاب الغزل بالنسيب في مناجاة الحبيب..
    4* في منتصف الثمانينات ظهر الفنان شهاب في برنامج (سهرة مع المقام العراقي) الذي كان يعده الحاج هاشم الرجب، اذ ذكر انه قد سجل اكثر من ثلاثين مقاما عراقيا في الاذاعة والتلفزيون..
    5* نفس لقاءاتي اليومية مع المرحوم شهاب الاعظمي واحاديثنا المتنوعة في شؤون المقام العراقي..انظر هامش رقم 2 من هذا الفصل..
    الاردن – عمان
    كانون الثاني 2009

    شبكة البصرة
يعمل...
X