إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

دماء جديدة في سينما «الأكشن»..«جون ويك» و«تيكن»..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دماء جديدة في سينما «الأكشن»..«جون ويك» و«تيكن»..





    جون ويك» و«تيكن».. دماء جديدة في سينما «الأكشن»

    المصدر:
    • إعداد: عبدلله القمزي


    مرت سينما «الأكشن» بأزمة بعد دخول الألفية الجديدة وابتعد الجمهور عنها بسبب تشبع الناس منها، فهم يرون المعادلة تعيد نفسها منذ ثمانينات القرن الماضي عندما تزعم آرنولد شوارتزينيجر وسلفستر ستالون وجون كلود فاندام تياراً تميز بمعادلة رجل واحد ضد عصابة.
    اقتحم الممثل ستيفن سيغال هذا التيار في التسعينات إلا أنه لم يصمد أكثر من 10 سنوات، هؤلاء الأربعة تميزوا إما بعضلات مفتولة خصوصا مع شوارتزينيجر وستالون أو فنون قتالية يدوية مع فاندام وسيغال، وانتهوا جميعا بالتهميش من «مركز المشهد السينمائي» إلى «هامشه» أما آخر اثنين تحديداً فقد فقدا شعبيتهما تماماً وانتهى بهما الأمر في «ضواحي» أسواق الفيديو.
    في فيلم «تيكن» يقول برايان ميلز (ليام نيسن) لخاطف ابنته عبر الهاتف: «أنا لا أعرفك، إذا أطلقت سراح ابنتي خلافنا سينتهي الآن، لكن إذا لم تتركها فإني سأجدك وعندها سأقتلك». وفي «جون ويك» نرى الممثل الأميركي كيانو ريفز مقيداً إلى مقعد، ويقول: «الناس تسألني دائماً إن كنت سأعود، نعم، سوف أعود».
    من كلام ميلز نفهم أنه مفاوض براغماتي يتمتع بثقة كبيرة في نفسه، ويأخذ الأمور بشكل شخصي، فهو لا يكتفي بالعقوبة المغلظة بل ويقتل.
    ومن كلام ويك نفهم أنه قاتل مأجور انسحب من محيطه لأسباب عاطفية لكنه يتحين أقرب فرصة للعودة وعندما تحين فإنه يعود بقوة.
    وبرزت الوجوه الجديدة في المركز فشاهدنا ليام نيسن في «تيكن»، ولحقه كيفن كوستنر في Three Days to Kill، وكيانو ريفز في «جون ويك» وشون بين فيThe Gunman.
    فيلم «تيكن» أطلق العهد الجديد في هذا الصنف، وهي أفلام بالصيغة السابقة نفسها لكن بدل أبطال العضلات جاء بممثل سينمائي متدرب على الفنون القتالية، والنتيجة كانت مصداقية أكثر للدور، وبالتالي قبول أكثر لدى الجمهور.
    في المحصلة النهائية دخول القادمين الجدد ضمن إعادة إحياء عملية توزيع أفلام هذا التيار، واتسعت قاعدة جمهور سينما «الأكشن» من جديد بدخول معجبي الوجوه الجديدة إليها.
    برايان ميلز (ليام نيسن) ظهر جاداً وغاضباً في «تيكن» عالماً ببواطن أمور العالم حسب الجملة التي يكررها في الفيلم عندما يعارض سفر ابنته مع صديقتها إلى باريس: «العالم مكان خطير لفتاة في سن المراهقة»، ويبرهن على خبرته بذلك باستشهاده بعمله في أفغانستان والشرق الأوسط.
    ميلز يعيش وحيداً، ويعاني من تمزق عائلته عندما تركته زوجته بسبب التزامه بعمله وفشله في خلق توازن بين مهنته وبيته.
    نرى ميلز يحرك رأسه كثيراً، وينظر إلى الأعلى ثم يلتفت يميناً ويساراً، وهي حركات تعكس قلقه العميق على مصير ابنته، فهو يريد مساعدتها قبل أن تتعقد الأمور، وبعد اختطافها يتغير ميلز فيصبح واسع الحيلة، ويستعين بخبرته العميقة في عمله وثقة شديدة في نفسه.
    الفيلم يركز كثيراً على اللقطات القريبة لإظهار تفاصيل التعبيرات الوجهية لممثليه كونه يعتمد بشدة على العامل النفسي في تهيئة المشاهد للمفاجآت الصادمة في القصة من جهة، ولتكوين علاقة تعاطفية، وإشراك المشاهد في محنة ميلز الساعي إلى تحرير ابنته.
    من جهة أخرى، فإن كيانو ريفز بعد خروجه من مجموعة مشاريع فاشلة اعتنق المذهب السينمائي الجديد بفيلم «جون ويك» الذي جاء بمعادلة «تيكن» لكن بحلة فنية جديدة لفتت إليه أنظار حتى أكثر المراقبين تشاؤماً ما أجبرهم إما على استحسانه أو كيل المديح له.
    ريفز نفسه ليس ضيفاً على سينما «الأكشن» بل هو مقيم متنقل في أرجائها ما بين أفلام تخلط الحركة بالذكاء مثل ذا ميتريكس وسبيد، وأفلام معتمدة على الحركة والغباء مثل Man of Tai Che و47 Ronin.
    هذا الانسجام أهل ريفز ليقود بطولة «جون ويك» دون المساس بالمعادلة الأصلية، ومن دون التضحية بمكاسبها الغالية التي تحققت بفضل «تيكن»، ودخول ليام نيسن العجوز المتصابي إليها. أما المعادلة فهي المزج بين مشاهد تبادل إطلاق النار بين رجل وعصابة ومشاهد قتال يدوية.
    والمكاسب كانت طغيان جاذبية الممثل وقوة أدائه وتغطيتها على مواطن الضعف في القصة، فكان وصول «جون ويك» بمثابة عهد استعماري جديد لسينما العنف من قبل منتجين أصبح شغلهم الشاغل إعادة تدوير لأفلام كانت في أفضل حالاتها من نصيب أسواق الفيديو بمجرد طرحها.
    جون ويك يأخذ قليلاً من «تيكن» لكنه يسعى أكثر لرسم عالم سيريالي يضع فيه شخصياته، فزوجة ويك غير موجودة في القصة ولا نراها إلا عبر «فلاشباك» أو مقاطع فيديو على هاتفه الذكي.
    انتقام ويك من العصابة هو نتيجة قتلهم كلبه، وهذا ما يعزز المنظور الذي يريدنا السيناريو أن ننظر للفيلم من خلاله، وهو أنه فيلم لا يجب أن يؤخذ بجدية من ناحية القصة كونها تستعير أجواء كتب القصص المصورة، وأيضاً المبالغة الشديدة في تكرار لقطات تفجير ويك لرؤوس أفراد العصابة ما يجعله يحطم الرقم القياسي في عدد لقطات تفجير الرؤوس في تاريخ السينما.
    لكن ويك يريد من المشاهد الاستمتاع بلقطات القتال، خصوصاً أن منفذ الفيلم تشاد سالتيسكي يتباهى برشاقة بطله، ويستعرض إلى درجة الجرأة في أخذ اللقطات من بعيد وبأريحية تميز بها على كل من سبقوه ما يوحي إلى الثقة الشديدة بينه وبين كيانو ريفز.
    ريفز منح نوعاً من الأصالة لهذه الأفلام، وطغى بشخصيته حتى على القصة، فالجمهور بشكل عام دفع ليشاهده وليس ليشاهدها، والخلاصة أفضل فيلم بأسلوب القصص المصورة دون أن يكون مقتبساً منها.


يعمل...
X