إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشاعر سليمان العيسى: «أدين بنصف إنتاجي لرفيقة دربي... ملكة»

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشاعر سليمان العيسى: «أدين بنصف إنتاجي لرفيقة دربي... ملكة»

    معاً يداً بيد.. تقاسما الرغيف وبوح الياسمين ولونا الكلمة



    يقول الشاعر سليمان العيسى: «أدين بنصف إنتاجي لرفيقة دربي... ملكة» لتلك الملكة السمراء التي رافقت درب شاعرنا الكبير سليمان العيسى في رحلة حياته سارا في طريق المجهول فكانت رفيقة دربه..

    وملهمته.. ونصف قلبه.. وروح كلمته... ومعاً تركا بصمة في سجل الخالدين.
    تقرأ له كل يوم جريدة الصباح، وتتابع الحركة الثقافية، وتحكي له أخبار الأصدقاء والأحبة، وتحفظ تراثه، و.. تراعي إبداعه وتجمعه...
    تسمى قلائل هن النساء اللواتي يسمين النصف الآخر، وكانت ملكة منهن، فهي تصون إنتاجه، وتحفظ أشعاره وتعيد كتابتها وترتيبها من جديد، إضافة إلى عملها كباحثه وكاتبة ومترجمة ومدرسة جامعية سابقة.
    ود. أبيض هي وراء هذا التاريخ الحافل للشاعر سليمان العيسى شاعر الطفولة والعروبة وشاعر الإنسانية.
    ولنبدأ الحديث عن هذه الملكة القادمة من مدينة الشهباء مدينة أبي فراس الحمداني..حاملة معها عبق روحها.. ووهج نضالها.. هذه الملكة المولودة من بيئة تعج بالثقافة والحب.. ولدت من رحم تعانق الأرز مع قاسيون من بوح نهر العاصي الذي يلقي بهمساته في سوره مهد الحضارات وبعلبك الخالدة..
    هذه السمراء المناضلة القادمة من تلك البيئة التي تعشق الحرف.. للأب القادم من لبنان بعد ما عانى من ظروف صعبة مر بها وتجاوزها.. ومن أم سورية... واستقرت هذه الأسرة أخيراً في حلب... ومنها بدأت رحلة كفاحها.... في مدينة الشهباء ودخلت المدرسة.. وتابعت ولم يبقَ طموحها ند تعليمها الأساسي أو الثانوي أو حتى الجامعي وإنما تعداه إلى الماجستير والدكتوراه..لم تسلك طريق العلم فقط وإنما أيضاً طريق النضال حيث لم تخل مظاهرة من وجودها عندما كانت في المدرسة هاتفة بنيل سورية حريتها واستقلالها وسقوط الاستعمار الفرنسي.
    وبعد أن كانت من المتفوقين في المرحلة الثانوية..حملها طموحها إلى بروكسل لتتخرج في جامعتها حاملة الإجازة في العلوم التربوية..توسعت آفاقها وحملها شغفها بالعلم والمعرفة إلى الجامعة الأمريكية في بيروت للحصول على الماجستير... ولم تبق أيضاً عند هذا الحد بل طارت بأجنحتها إلى مدينة النور لتحصل على شهادة الدكتوراه في تاريخ التربية من جامعة ليون في فرنسا... ثم حملت علمها ومعرفتها وعادت أدراجها إلى أرض الوطن لتستقر وتصبح مدرسة في جامعة دمشق قسم التربية...
    قدما من عوالم مختلفة، العيسى القادم من نبض الأرض ورائحة الزيزفون وبوح شجرة التوت التي تربى من رحمها.. قدم من وهج العروبة من لواء اسكندرون السليب..
    كونت ملكة مع العيسى مملكة رائعة.. زادهما وزوادهما الكلمة. عاشا في بداية حياتهما في غرفة لا يعربش على جدرانها إلا عبق الحروف ووهج الكلمات وروائح حب الوطن، عاشا الحياة بحلوها ومرها يداً بيد.. تقاسما الرغيف وبوح الياسمين... ولونا الكلمة... ليعزفا سيمفونية الإبداع.
    وفي 7أيلول 1950 بدأت حياتهما الزوجية..ويسمي شاعرنا زواجه في إحدى قصائده
    (القيد الصغير...) ويقول في إحدى قصائده..
    بيدي اخترته قيدي الصغير..
    من ربيع دائم في القلب..
    من برد غدير..
    بيدي اخترته هذا النداء..
    ليصل الأعماق بالأعماق.. يخضر الرجاء..
    كلما أوغل في المجهول خطوة..
    صبوة تولد في إطلال صبوة..
    برق خاطف..
    وبقيت حياتهما حتى هذه اللحظات.تتوهج بالحب والأمل يقول..
    حيث مر العمر كالبرق الخاطف والشرارة لا تزال موجودة...
    هذه الملكة التي أوقدت الشراة في قلب شاعرنا ولا تزال حتى الآن تولد في داخله ألف وألف حكاية...وتابعا في مسرة الحياة وكان ثمرة حبهما ثلاثة أولاد بادية الطبيبة المقيمة حالياً في كندة والتي تشعر وأنت أمامها ببساطتها ونبوغها أن إبداع العيسى والملكة تجسد في عبقريتها، ومعن الطبيب الجراح المبدع في حمل مبضع الجراح.. هي اليد نفسها التي حملت القلم وأبدعت فيه...والطيار غيلان الذي حمل طموح العيسى والملكة وحلق بهما في سماء الحياة
    ومن أجمل ما كتبه العيسى عن ملكته. حيث اضطرت للسفر وحدها واضطر هو للبقاء وحده.. فأحس فراغاً قاتلاً في غيابها.. فكتب لها بعد أن بدأت لوعة الفراق تدمي قلبه يقول:
    مسافرة
    أفتش عنك في الأفق..
    أفتش في حنايا الغيم... في الليل
    الذي ينداح في عيني
    أمواجاً من الأرق..
    أفتش عنك في نومي، وفي صحوي..
    وفي فجري وفي غسقي..
    أثبت في الرصيف عصاي، إني خائف جازع
    أفتش عنك.. كيف بلا يديك سأعبر الشارع؟؟
    وشاعرنا على سريره.. يرسم بعيونه الهادئة ألف حكاية.. ويقبع في عمق كل الحكايا سورية وطن الحب والسلام... وطن المجد والإباء يعطينا الأمل بأنها سورية العظيمة.. ونحن أبناء أمة عربية خالدة... وكل من يشوه تاريخها ويعبث بأمنها واستقرارها هم مارقون...
    يقول:
    أمة العرب لن تموت
    وإني أتحداك باسمها يا فناء
    وكلماته التي يرددها باستمرار:
    سورية بخير.. وستبقى لؤلؤة الشرق ودرة العالم.
    في النهاية لا أستطيع إلا أن أقول عن هذه المملكة, مملكة الملكة والعيسى تشعر وأنك في أنقى وأطهر بقعة على وجه الأرض لا تسمع إلا كلام المحبة والاحترام كلام العلم والأدب مساحة صافية تتمنى أن تهرب من كل الدنيا لتستريح فيها فهي تهبك الصدق والأمان.. بيت تفوح من نسائمه رائحة الطهر والإنسانية والوطنية وعشق الأرض والوطن.. والشفافية ومعنى وجودك الحقيقي في هذه الحياة.
يعمل...
X