إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فأرة الكتب المذيعة المتألقة (( هــالـة الأتـاسـي )) ومغارة علي بابا بعالم الطفولة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فأرة الكتب المذيعة المتألقة (( هــالـة الأتـاسـي )) ومغارة علي بابا بعالم الطفولة

    فأرة الكتب المذيعة المتألقة
    (( هــالـة الأتـاسـي ))
    ومغارة علي بابا بعالم الطفولة

    هالة الأتاسي


    لم يكن دخولها مجال العمل الاعلامي, بعد نيلها الشهادة الجامعية ( اجازة في اللغة العربية و اّدابها) , مجرد صدفة , او فرصة للعمل , اذ كان هذا هو حلمها المعلن , الى جانب احلام اخرى راودتها, وتمنت لو ان الانسان يحيا اكثر من مرة , كي يحققها.
    كان شغفها الاول وما يزال هو المطالعة , الى جانب الفنون بأنواعها خاصة السينما و المسرح و الموسيقى . ولمّا كانت قارئة نهمة و دؤوبة( فأرة كتب) كما يسميها أهلها و اصدقاؤها, أكسبها هذا الميل لغة عربية متينة, واساسا معرفيا وثقافيا جعلها تبرز في الكتابة وتحليل ونقد النصوص, اثناء الدراسة , وحين كان يطلب اليها ان تقرأماكتبت, كانت تنال الثناء, ليس فقط لجودة النص , بل لحسن الالقاء أيضا و جمال الصوت.
    وهكذا بدأت تنمو فكرة و رغبة ان تصبح ( مذيعة) , خاصة و أنها تربت على سماع نخبة من كبار المذيعات و المذيعين في الاذاعتين السورية و المصرية , حين كانتا رائدتي هذا المجال دون منازع.

    وهذا ما حصل لاحقا , فحين استمعت اليها الاعلامية الكبيرة السيدة عواطف الحفار اسماعيل, اعجبت بصوتها , وشجعتها على دخول المجال , وكان وقتذاك يضم مجموعة عالية المستوى كفاءة و مقدرة و ثقافة و اجتهادا , من اعلاميي الزمن الجميل .وكان من حظها ان أشرف على تدريبها , اضافة الى السيدة عواطف الحفار , الامير يحيى الشهابي و الا ذاعي الكبير عادل خياطة .



    تقول عنهم :
    " كانوا كبارا في المعرفة و الثقافة المنفتحة, والتمتع بالأخلاق و الأصول المهنية, و فرض احترامها و اتباع معاييرها " .

    مارست العمل الاذاعي مدة اربع سنوات , اعدت وقدمت خلالها , الى جانب نشرات الاخبار , برامج تعتز بها , مثل برنامجها الأول ( الحق و القوة ) الذي كان يرصد قرارات الامم المتحدة بشأن القضية الفلسطينية , ويقارن بينها وبين ما يجري على أرض الواقع , من انتهاك و عدم تطبيق وممارسة للعنف وتهجير , كانت قد ذاقت مرارته وهي طفلة , فهي من مواليد مدينة القدس وأمها فلسطينية ,تقول في ذلك :
    " اذا كنت مدينة لأحد في حياتي , علمني ما هو الوطن و ما هو الانتماء , , فهو أمي . التي علمتني أيضا أن أقدس الكتاب , و المعرفة , والاستمرار في التعلم , وغرست في روحي معنى التضحية و العطاء اللامحدود , و الصبر وتحمل الألم و التحلي بعزة النفس و الكبرياء, تماما كما علمتني كيف أتذوق الجمال والاناقة و الرهافة, والأهم : ان يكون الحب , بمعناه الانساني الأشمل , هو رائدي و....ايماني ""

    بعد هذه السنوات والزواج و الانجاب, انتدبت الى المؤسسة العامة للسينما. و هنالك مارست عملا يقارب أحلامها, خاصة حين رأست تحرير مجلة ( فيلم) التي أصدرتها المؤسسة أوائل السبعينات, وتعاون على اصدارها و تحريرها , سينمائيون ونقاد و مثقفون , منهم على سبيل المثال : عمر اميرالاي/ قيس الزبيدي/ نبيل المالح / بدر الدين عرودكي/ عبد الكريم الحلبي / حسن حلبوني / عدنان مدانات .....
    لكنها عادت بعد ذلك الى الاذاعة ومنها الى التلفزيون , حيث تسلّمت رئاسة دائرة البرامج الثقافية.

    خلال ممارسة العمل , تبين لها أن الأعمال المنوطة بدائرة تحمل هذه الصفة ( البرامج الثقافية ) , اقل من المتوقع , رغم انتاج العديد من البرامج الي ما تزال في الذاكرة مثل:
    : نادي السينما / روائع الفن / وسواها , ولذا طلبت اعفاءها كي تتجه الى تأسيس ( دائرة برامج الأطفال ) بدعم و تعاون المدير العام للهيئة اّنذاك . الاستاذ ( فؤاد بلاّط) , الذي تعتبره من الشخصيات الأكثر ثقافة ومقدرة وذكاء, وتميزا بسعة الصدرواحترام من يعملون معه, واعطاء الفرص لمن يتوسم فيهم الاجتهادو الاخلاص للعمل .





    .



    تقول عن هذه المرحلة:
    " لقد اكتشفت من خلال العمل في الدائرة الثقافية , ان ما يخص الأطفال هو مجرد برنامج اسبوعي , لا تتعدى علاقة الدائرة به , قراءة النص و التوقيع على البيان المالي , وان ما يقدم من افلام الرسوم المتحركة , يتبع لدائرة أخرى , وان النصوص الدرامية التي تقدم لانتاجها, تتبع لمديرية ثالثة , مما يعني عدم وجود رؤية متكاملة
    وواضحة لما يجب ان يقدم للأطفال , وبالتالي العجز عن وضع الخطط الملائمة و المستندة الى حاجات الطفل المعرفية و الثقافية و التربوية و الترفيهية ...." .



    لم يكن التوجه الى العمل في مجال برامج الاطفال مهنيا بحتا , اذ انها / وبعد انجابها / دخلت الى ( مغارة علي بابا) حيث تكمن كنوز عالم مدهش من الثراء والغنى و التنوع , حيث لا حدود للخيال ولا للابتكار او الابداع : انه عالم الاطفال , :
    " كنت اراقب كيف يلعب اطفالي , كيف يحيلون العالم الواقعي من حولهم , الى عالم اّخرمتخيل تماما , عناصره و مفرداته وادواته من عالم الواقع ولكنها تلبس اهابا مختلفا يناسب ما يريدون وما يفكرون بقوله ومايشعرون ,

    ولهذا جاء قراري منسجما تماما وموائما ما بين ( الحس المهني ) و ( الاحساس الذاتي). كما اكتشفت لاحقا ان ممارستي للاعمال السابقة واهتمامي بالمطالعة و الفنون و المعرفة بشكل عام , قد أفادني كثيرا حين اتجهت للعمل في برامج الاطفال, ولهذا , وبحكم التجربة ايضا, ارسم علامة استفهام كبيرة , امام المبتدئين اللذين يلجؤن للعمل الاعلامي من باب برامج الاطفال , معتبرين ان هذه مرحلة تمهيدية أو مؤقتة , ريثما ينتقلون الى ميدان اخر " .,



    عملها في برامج الاطفال , لم يعن انقطاعها عن مزاولة عملها الاول , الا وهو تقديم بعض البرامج الاذاعية او التلفزيونية , فأعدت و قدمت برنامجا يوميا في الاذاعة ( عالم الطفل ) وهو برنامج تربوي , بعد ان كانت قد قدمت في سنوات سابقة : دائرة معارف / مع كل جديد / رحلة على الورق /
    وفي التلفزيون قدمت ( روائع الفن ) الذي تعتبره البرنامج الذي قدمها للناس على نطاق اوسع , اذ كان برنامجا جيدا بكل المعايير , موضوعا و نصا واخراجا, كتبه الاستاذ و الكاتب ( وليد الحجار ) و تناوب على اخراجه كبار مخرجي التلفزيون , الاساتذة :امين البني / محمد ملص/ مأمون البني / أمل حنا / هيثم حقي .وقدمت ايضا عدة افلام وبرامج من اعداد الاستاذ( صلاح الدين محمد) اهمها: الفن التشكيلي في سورية, ولا تنسى السلسلة الوثائقية الهامة : مذكرات وطن , من اعداد و اخراج ( امين البني).



    كذلك قدمت العديد العديد من البرامج و الافلام التسجيلية و الوثائقية و الدينية و الشعرية , التي تميز باعدادها الاستاذ ( عبد القادر القصاب ) الذي تراه علما قلّ نظيره في هذا المجال , لعمق ثقافته و تنوعها, ولتمتعه بلغة عربية مشرقة و متينة,و لدقته اللامتناهية وحرصه على الاجادة في كل مراحل ومفاصل العمل .
    اما البرامج التلفزيونية التي أعدتها , فكانت في أغلبها تلك التي تتحدث عن الاطفال :اوضاعهم / ظروفهم / مشكلاتهم / .وتعتز بأن التلفزيون السوري هو التلفزيون الاول في المنطقة الذي تحدث عن اتفاقية حقوق الطفل و روّج لها ونشرها , حتى قبل التوقيع الرسمي عليها بثلاث سنوات , كما ان مشاركة التلفزيون في يوم ( البث العالمي لبرامج الاطفال ) بدأت منذ بدأ هذا اليوم عالميا. كما تعتز بالبرنامج الذي أعدته وقدمته في بدء الانتفاضة الثانية , وكان يعتمد على مختارات لشعراء فلسطينيين , وعلى صور لفلسطين المحتلة والحياة فيها عشية النكبة , مأخوذة من كتاب ( قبل الشتات ) لوليد الخالدي .



    هذا اضافة الى العديد من الرسائل التلفزيونية حول : التعليم / حقوق الاطفال/ دمج ذوي الاحتياجات الخاصة/ الحركة العالمية من اجل الاطفال,و الاشراف على التغطية الاعلامية في العديد من المناسبات , كان من اهمها ,
    الاشراف على التغطية الاعلامية للمؤتمر الوطني للطفولة في حلب عام2004, واعداد حفل افتتاح المؤتمر, اضافة الى كونها عضوا في اللجنة العلمية واللجنة الثقافية .



    اما اّخرما قدمته في مجال العمل الاعلامي للأطفال , فهو برنامج ( اطفال وطفولة), حيث تناولت حلقاته العديد من القضايا الهامة: العنف ضد الاطفال / عمالة الاطفال/ التمييز بين الجنسين/ حق الطفل في التعبير عن الرأي و المشاركة /تعليم الفتيات و قضية التسرب/ الاطفال التوحديون/ اطفال الطلاق / دمج ذوي الإحتياجات الخاصة تعليميا و اجتماعيا , وسواها......
    بعد التقاعد , قامت باعداد برنامج(50% ) حول الشباب العربي وقضاياه ,تجاوز عدد حلقاته الثلاثين .


    لم يكن عملها مقتصرا على ذلك , اذ كتبت وما تزال تكتب العديد من الأبحاث :

    - برامج الاطفال في التلفزيون العربي السوري, واقعها و اّفاقها المستقبلية/ منشورات وزارة الاعلام.
    - واقع الكتابة للطفل مفهوماوانتاجا / تونس عاصمة ثقافية .
    - البرامج الثقافية و التربوية و مسألة الهوية / منشورات اتحاد اذاعات الدول العربية.
    -واقع البرامج التلفزيونية الموجهة للأطفال( مسألة الكفاءات البشرية) / اتحاد اذاعات الدول العربية .
    - التجارب العملية في الانتاج التلفزيوني الموجه للطفل, ومشكلات الانتاج/ المؤتمرالأول للطفل/_الشارقة.
    - الطفل العربي و الثقافة الفنية / عمّان عاصمة ثقافية.
    - برامج الاطفال في التلفزيون العربي / المجلس العربي للطفولة –القاهرة
    -الانماط الثقافية و التربوية و السلوكية( البرامج التنشيطيةو الدراميةمثالا) المؤتمرالعربي حول الاذاعة و التلفزيون و الطفل/ تونس .
    - صورة الطفل بين البرامج الموجهة اليه و البرامج عنه/ ملتقى المبدعات العربيات/سوسة-تونس.
    - دور المرأة العربية في الجمعيات الاهلية البيئية في تمكين النساء وتعزيز دورهن في حماية البيئة/عمّان
    -برامج الاطفال في التلفزيون العربي بين الواقع و المأمول/ البحرين .
    - تأثير النماذج الانسانية في المسلسلات العربية و الغربية على الطفل العربي/ المجلس العربي للطفولة –الاسكندرية .
    - مشكلات انتاج الدراما التنمويةودراما الاطفال/ الاكاديمية العليا لعلوم الاعلام- القاهرة.
    - لغة الطفل في الاعلام العربي/ مؤتمر لغة الطفل العربي في عصر العولمة/المجلس العربي للطفولة و التنمية.
    - برامج الاطفال في التلفزيون العربي / القمة العالمية الخامسةللأطفال / جوهانسبرغ.
    -دور الاعلام في معالجة العنف الاسري( الاسباب و الحلول) / البحرين
    - وضع الاعلام العربي الموجه للطفل/ نحو وضع معاييرجودة للبرامج الموجهة للأطفال/
    (ورشة عمل لوضع استراتيجية لاعلام الطفل العربي, باشراف جامعة الدول العربية –جدّة ) .




    شاركت في العديد من من المؤتمرات و ورشات العمل :

    - اصدار تقرير عربي حول العنف ضد المرأة / عمّان
    - تنمية المهارات القيادية لدى النساء , بالتعاون مع صندوق مجلس النساء العربيات للدراسات و الأبحاث في واشنطن / دمشق.
    - المساعدة الاجتماعية بالتعاون مع مؤسسة رعاية الاطفال السويدية.
    - المساهمة في اعداد وصياغة التقرير السوري الأول حول اتفاقية الغاء كل اشكال التمييز ضد المرأة(سيداو)
    -ورشة عمل حول العنف ضد المرأة( جرائم الشرف) المعهد السويدي – الاسكندرية
    -ورشة تطوير ادب الاطفال المعهد السويدي – الاسكندرية .



    كما كانت عضوا في لجان تحكيم مهرجان الاعلام العربي في القاهرة لخمس دورات, وعضوا في لجان تحكيم مهرجان التلفزيون العربي في تونس لمرتين ., وعضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر العربي حول الاذاعة و التلفزيون و الطفل 2001 -2002-
    كذلك قامت باالاعداد والاشراف على ورشة عمل للاعلاميات و الاعلاميين في الاذاعة و التلفزيون حول دمج ذوي الاحتياجات الخاصة , بالتعاون مع وزارة التربية السورية ومؤسسة ( كريم رضا سعيد) و مؤسسة رعاية الاطفال السويدية .

    نالت شهادتي تقدير من الاكاديمية الوطنية للعلوم و الفنون/ نيويورك, عن برنامج اليوم العالمي لبث برامج الاطفال لعامي 1995-1996, لوصول البرنامج الى التصفية الثانية كواحد من أفضل عشرة برامج قدمت للمسابقة من 2200 محطة اذاعية و تلفزيونية .

    قامت مؤخرا باعداد دليل ( خطوة خطوة نحو عالم القراءة ) بالتعاون مع الهيئة السورية لشؤون الاسرة و مؤسسة قوس قزح.

    تقول أخيرا,
    " كم من أبواب مغلقة فتحت امامي , بعد التقاعد رسميا عن العمل الوظيفي, وكم زادت معارفي
    وخبراتي, مازلت اعتبر نفسي تلميذة تصبو الى المزيد من التعلم , خاصة في مجال الاعلام الذي يشهد تطورا علينا ان نواكبه ليس فقط ب( استيراد) التكنولوجيا , و ( اقتباس و نسخ ) الأفكار , وانما بالعلم و التأهيل والتثقيف المستمر, والوعي بأن دوره الأهم في مجتمعاتنا هو التنمية و التنوير.
    اغبط الجيل الجديد من الاعلاميات و الاعلاميين , لتوافر فرص الاستزادة من المعرفة امامهم , ولحضور تجارب الاخرين المتنوعة و المختلفة في حياتهم , وللتصنيف الراقي الذي بدأت توصف به مهنة ( الاعلامي) , واتمنى ان يكون لكل واحدة وواحد منهم مشروعه الذي يضيف ,ويضيئ .


  • #2
    رد: فأرة الكتب المذيعة المتألقة (( هــالـة الأتـاسـي )) ومغارة علي بابا بعالم الطفولة

    في سماء النقاء والصفاء والكمال
    والهدوء والمشاعر الخالية من كل زيف
    ابدعت هالة الأتاسي فكان التميز هو أقل ما نصفها به

    ذكريات جميلة قامت على تحريكها رحاب
    سلمت يداها ودام حبرها .
    أضعف فأناديك ..
    فأزداد ضعفاً فأخفيك !!!

    تعليق

    يعمل...
    X