إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إبنة حيفا المذيعة (( بدور عبد الكريم )) تلميذة عمالقة الإذاعة السورية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إبنة حيفا المذيعة (( بدور عبد الكريم )) تلميذة عمالقة الإذاعة السورية

    إبنة حيفا المذيعة (( بدور عبد الكريم )) تلميذة عمالقة الإذاعة السورية
    بدور عبد الكريم
    حاورها : وضاح الخاطر
    خلال فصول مذبحة جنين في بداية هذه الألفية، رأيتها في المصعد الإذاعي وهي محزونة، وأسى الدنيا يتشبع جسدها الرقيق، وما أن سألتها عن حالها، حتى انفجرت بالبكاء وقالت بصوت ملائكي لايزال عالقا في أذني : مو معقول اللي عم بيصير !.
    ولم أزد في سؤالي، حتى لا أرى هذه السيدة التي أنتظر حدوها على الدوام في برنامج الشعر والليل موعدنا، وهي على هذه الحال ..
    إنها الكبيرة بدور عبد الكريم التي غادرت حيفا وهي في الثالثة من عمرها آتية إلى دمشق ، لترتسم بعد ذلك حياتها التي لخصتها بهذه العبارات الدافئة :

    " داخلة الى مبنى الاذاعة والتلفزيون .. وخارجة منه .. وما بينهما لمح البصر ..
    ونظرتان في المرآة ... شابة ... وعلى مشارف عجوز ... وما بينهما لمح البصر ..
    لكنه العمر الجميل .. والذي لم يزد عن زمن خطوتين .. ولكن باتجاهين .. "
    ولمن تضمخت بسنديان قريتها الحيفاوية صبارين، وبياسمين دمشق، حكاية ليست كباقي الحكايا، فكيف ارتسمت ؟ وما الركائز التي استندت إليها؟ وأين كانت اللحظات التي شكلت مفترق طرق في حياة بدور عبد الكريم التي تعلمنا منها الكثير، وأثرت إذاعة دمشق بكم هائل من البرامج والندوات والحوارات الفكرية والسياسية، فأضحت علما عملاقا من أعلام الإذاعة والتلفزيون ..
    هذه الأسئلة وغيرها حملناها إلى الغالية بدور، وكان هذا البوح النابع من القلب إلى القلب، والبداية كانت من حيفا، والمقاربة الفريدة التي قدمتها لكل من فلسطين وسورية ..
    * ولدت في حيفا مرتين..
    1945 في فلسطين..
    1985 في سورية..
    فقد كان أن ذهبت إلى فرنسا عام 1985 معلقة عملي الإذاعي لأتابع دراستي العليا وكان علي أن أقوم ببعض الإجراءات الرسمية، ومن بينها المالية بطبيعة الحال.
    جلست أمام الموظفة، وبدأت بتدوين المعلومات..
    مكان الولادة : حيفا – اسرا..!! وانخلع قلبي .. لا طبعا .. حيفا فلسطين ..
    فقالت : لا.. حيفا اسرا...
    وقاطعتها .. واحتدم الاخذ والرد
    الى ان قالت: يا سيدتي .. لا استطيع .. ليس عندي في اللوائح اسم فلسطين .
    اما ان نتقيد بما لدي او اوقف الاجراءات !
    وفي لحظة تكومت في عيني اكداس من احداث التاريخ .. الاستعمار، المذابح، الثورات، المؤامرات، ويلات النزوح، ومابقي في ذاكرة الطفلة..
    بيت ريفي، بجدران بيضاء، وسقف وشبابيك من سنديان "صبارين" احدى قرى حيفا – فلسطين .. بيت تفوح من تنوره رائحة الخبز، ويحيط به الهليون والخبيزة والاقحوان وحقول القمح ..
    في ما بقي في ذاكرة الطفلة، رائحة بستان لوز في جنين، حيث استقبلتنا مع بعض من نجا من مذابح التهجير، اسرة فلسطينية ما عدت اذكر سوى واحد من شبابها الثلاثة، كان يأتي اهلي يوميا بالاخبار، وياتيني بحبات اللوز الاخضر .. عرفت فيما بعد، على وجع راح عميقا في الذاكرة، انه استشهد واخويه، وهم يدافعون عن جنين، بعد ان نقلونا واسرهم الى مغاور محيطة بالبلدة .. وهناك لم ينج من مذبحة اخرى، الا كل طويل عمر، كما كانت تقول والدتي: قتل الأطفال والنساء ، ذبحا ، وشق بطون...
    في التهجير المر.. لا حد لمرارة ما نزال نتجرعها ..
    وجاءني صوت الموظفة .. ماذا قررت سيدتي ؟
    ورأيته امامي .. حاضرا .. واضحا .. بهيا في ساحة خالية الا منه .. حيث انزلتنا شاحنة ليلا في دمشق .. حارس ليلي في ساحة الجابية .
    حارس دمشقي زرع في بدور الطفلة أول نخلة عربية وأول وردة دمشقية
    كنا اربعة .. اخت واربعة عشر عاما تحمل اعوامي الثلاثة على ذراع، كان عليه تحمل ثقل اعوام كثيرات قادمات .. ووالدة تحرص على رغيف في عبها، تكسره لقيمات لفم الطفلة، وخوف في قلبها، على زهر بالكاد بات يبرعم في عين الصبية، ومسؤولية كان لزاما عليها ان تضيء بصيرة قلب، وتماسك عصا، حلتا محل البصر في عيني رجل البيت .. أبي ..
    خطا والداي باتجاه الحارس الليلي .. ليسألاه عن مكان يغطي عري ليلتنا.
    وقادنا الرجل، مسافة غير بعيدة، في سوق تعبق فيه رائحة جلود الخراف..
    صعد بنا درجا خشبيا مخلعاً، الى غرفة افترشنا فيها الارض .. وذهب..
    لم يغب طويلا، عاد يحمل بطيخة، وورقة فيها عدد من قطع الجبن، وكدسة من الارغفة وضعها امامنا، وراح .. عاد في اليوم التالي وسار بنا الى غرفة في حي الشاغور ..
    لم اره من يومها ... ولا اذكر الا اقل القليل من ملامحه .. لكنه بقي حدا للزمن الفاصل بين ما كان وما سيكون ..
    حارس ليلي بسيط، اغلب الظن انه كان يحصل بالكاد قوت عياله اليومي .. ولعله قد اتانا به تلك الليلة .. سوف يزرع في سنواتي القادمات اول نخلة عربية واول دالية شامية واول وردة دمشقية واول عباءة ياسمين تدلت من راسي حتى قدمي ...
    بكل بهائه.. جاء ... لحظة قالت لي الموظفة .. سيدتي .. ماذا ...
    وقلت.. سورية .. حيفا في سورية.
    كان ذاك عام 1985 في باريس.
    وانتهت حكايتي في فرنسا ...
    وإذا كانت حكايتك في باريس، قد انتهت على هذا النحو، فماذا عن حكاياتك في سورية ؟
    أما سورية ، اما الشام ، اما دمشق، فذاك هو العمر .. من اول حرف للابجدية في مدرسة شمس الجلاء في حي باب سريجة الى اخر حوار اجريته حول القدس عاصمة للثفافة العربية،في برنامجي الاسبوعي ( افاق وحوار) واخر همس شعري في (الشعر والليل موعدنا) واخر سهرات شهر رمضان بعنوان: (على جناح البراق ) قدمتها هذا العام في اذاعة دمشق بالاشتراك مع اسرة اذاعية لا استطيع ادراج افرادها كمال جمال بك، محمد السعيد، حمدي شويكي، لمى الخضراء، بين الزملاء، لانهم احباب.
    وبين اول الابجدية واخر ما استطاعت يداي الصغيرتان جمعه من قمح المعرفة، حاولت تقديم رغيف طازج قدر ما استطعت وشهي قدر ما استطعت لكل من يهوى رائحة الخبز المعرفي.
    و خلال هذا العمر الجميل، ما الأعمال التي قمت بها ، وكيف كانت بدايتك الإعلامية ؟
    عملت في التعليم عشر سنين ثم في اذاعة دمشق منذ 1977 عقب مسابقة اعلنت عنها وزارة الاعلام .
    تدربت على ايدي اساتذة كبار، ذكرهم الطيب باق على الايام، وان رحلوا... الامير يحيى الشهابي،الاستاذ اللغوي والشاعر حسن البحيري، الاستاذ ميشيل قوشقجي ، الاستاذ داوود يعقوب، الاستاذ فؤاد شحادة، الاستاذ نذير عقيل.. تغمدهم الله جميعا برحمته ..
    وغمرني مسؤولون اعلاميون كبار، بكل الرعاية والحب، واولهم وزير الاعلام حينذاك الاستاذ احمد اسكندر احمد رحمه الله، والمدير العام لهيئة الاذاعة والتلفزيون حينذاك ايضا الاستاذ فؤاد بلاط ، وهو قامة اعلامية وفكرية شامخة، اطال الله عمره وعطاءه، ومدير الاذاعة وقتها، الاستاذ خضر عمران، قلب الاذاعة الدافيء ويدها الممدوة بحب لكل موهبة اعلامية، وهو وان رحل رحمه الله، الا ان دفء قلبه ما يزال يغمر كل من عمل معه .
    وما أنواع البرامج التي قمت بها ؟
    لم اترك فنا اذاعيا الا وعملت فيه، بحثا عن جديد معرفة ودربة، بما في ذلك الاداء الدرامي، مع المخرجين الكبيرين، داوود يعقوب ونذير عقيل.
    وانا اذكر هنا ان الراحل نذير عقيل كان قد اختارني مع الزميلة السيدة دعد الدجاني، والاعلامي الكبير الاستاذ توفيق حسن، للعمل معه في استوديو 26 في اطلالته الاولى بعد غيابه سنوات ... كنت في مستهل عملي الاذاعي، وكان لتلك التجربة روعة توحي بروعة الحب الاول، بكل ما يحتمله ويحمله من لهفة وخوف وشوق وامل ومتعة .
    وهنا تحضر بقوة تجربة اخرى، ذاك انها تتجاوز زمنا، وتتشابه موضوعا... تجربة حلوة الملامح والذكرى مع المخرج الرائع والجريء حتى الجنون الجميل هشام شربتجي... والذي عملت معه سنوات في البرنامج الصباحي اليومي (معكم على الهواء) بالاضافة طبعا الى برامج عديدة ومتنوعة.. وله علي ان اذكر ان اتكاءه على حدسه الفني المبدع، وقدرته على خلق فضاءات بلا حدود، لاجتهاد العاملين معه، منحاني تجربة غنية ومتفردة.
    كما لا يحق لي ان انسى هنا ايضا اخا وصديقا منحتني ثقته الكبيرة ودفء قلبه ولسانه، ووصفه الذي لا أنساه لي، منذ بداياتي ..( حوت ميكروفون).. منحني كل هذا زادا اعلاميا، ما زال يملأ قلبي حتى اليوم، هذا الاخ والصديق هو المخرج الاستاذ مروان قنوع .
    الأستاذ الكبير طالب يعقوب أبكى بدور وأضحكها ..
    وقبل هذا وبعده علي ان اتوجه بكل الحب والعرفان للاخ الصديق والمعلم الذي ابكاني واضحكني.. طالب يعقوب.. كنت في بداياتي واطمح على اجتهاد، يجري لاهثا، لتحديد هويتي في الاداء الاذاعي.. فرحت اجرب .. سجلت تقريرا سياسيا، لفت بعض من استمعوا اليه الى شيء مختلف في الاداء، للصوت النسائي في المادة السياسية، فقد استوقف على ما بدا لي استحسانا_ وانا هنا احاول الدقة قدر ما استطيع_ الزميل محمد حوراني رحمه الله، وكان رئيسا لدائرة البرامج السياسية..وكنت قد ألفت الاستحسان، من كل من كان يستمع إلى أدائي على اختلاف المضامين والانواع.. واذا بي اتلقى وانا في غمرة فرحتي بما كان يحيط بي من اعجاب، اتلقى تأنيبا قاسيا من الصديق والمعلم طالب يعقوب قال: لم قرأت بهذه الطريقة؟!
    قلت: احاول ان اشكل لونا خاصا بي في الاداء ..
    قال: لكن ماهكذا ..
    قلت : كيف اذن؟..
    قال : ما هكذا ... ومضى
    لحظتها تهت ..طفرت الدموع من عيني، وانا في طريقي الى البيت، تلفني غمامة من ارتباك، وخوف وسؤال حائر.. يبحث عن جواب.. ماذا علي ان افعل ؟! وقد اصبحت الارض التي حاولت الخطو عليها رخوة فجأة .
    وبحثا عن ارض صلبة اعرفها، عدت الى الاداء التقليدي، اتمرس فيه اكثر فاكثر، واخطو على حذر باتجاه التجريب، ورسم ملامح هويتي في الاداء، واستخدم كل مهارة جديدة اتعلمها... وغير بعيد عن ذلك اليوم جاءني الزميل محمد حوراني بعد ان سجلت مادة سياسية كان هو من كتبها ليقول، كنت اسمعك وانا ماخوذ بروعة ما اسمع، حتى سالت نفسي هل انا حقا من كتب هذه المادة ؟.. وغير بعيد عن ذلك اليوم ايضا اختارني السيد وزير الاعلام احمد اسكندر احمد والاستاذين توفيق حسن ومحمد حوراني لنشكل فريق عمل صوت مصر العربية في ذلك الحين، مع المخرج متعدد المواهب والعطاءات الاستاذ محمد عنقا ..
    ولعله قبل ذلك او بعده_ فالذاكره لا تسعف كثيرا في هذه التفاصيل_ تكررت اعلانا وسعيا، قولة الاخ والصديق الاستاذ محمود الجمعات، والذي اصبح فيما بعد مديرا للاذاعة، قولته: لماذا لا تشكلين خرقا للمألوف وتقرئين التعليق السياسي ؟ والذي جرى العرف ان يكون بصوت رجل .
    لم اسع وراء هذا بطبيعة الحال.. مثلما لم اسع الى تقديم أي مادة اذاعية، على كثرة ما قدمت ..
    فقد كنت أطلب بحمد الله ولا أطلب.. ذاك اني لم اسع الا الى الاجادة قدر ما املك من امكانات، والى التسابق مع نفسي فقط، لا مع احد اخر، وان كان شرف التقدير قد غمرني من كل مسؤول او زميل عملت معه .
    فكنت رئيسة لدائرة البرامج الثقافية ولدائرة برامج الاطفال، كما عملت في فريق قراءة النصوص الدرامية في الاذاعة، وفي فريق رقابة الافلام السينمائية في التلفزيون.
    هذا بالاضافة الى كثير من البرامج التي قمت باعدادها وتقديمها والتي سآتي على ذكرها بعد قليل ..
    لكنني هنا وقبل ان انتقل الى نقطة اخرى، اود العود على ما بداته قبل حين، حينما اشرت الى من أبكاني .. الصديق طالب يعقوب، لاقول، لعل وراء هذا الذي احمد الله على تحقيقه ، وعلى تقدير واحترام واهتمام مني، ذاك النقد الذي أسال دمعي وعلمني وانا في هذه اللحظات التي أختم فيها عمرا اعلاميا، اتوجه بكل العرفان والشكر، لكل من تعلمت على يديهم، وهم اكثر من ان اعدهم، واخص بالذكر الاخ والصديق طالب يعقوب، والذي اضحكني هو ذاته بروحه المرحه على الهواء ،وقد صرنا زميلي عمل في العديد من البرامج، وكان احدها البرنامج اليومي معكم على الهواء وهو برنامج منوع كما يعرف المستمعون، ويحتمل .. وكانت واحدة من مطباتي المضحكة على الهواء والنادرة جدا، والله ... فقد كنت احتفظ في نفسي دائما بقدر من التاهب عند دخول الاستوديو، كما لو اني ادخله لاول مرة.. المهم كنا نقرأ مادة تتضمن ارقاما ولنفرض ان الرقم كان 123114 فقرأته انا على الشكل التالي اثنا عشر الفا وثلاثمئة ومئة واربعة عشر ... فضحك طالب يعقوب وقال لي : بدور ثلاثمئة ومئة بتصير اربعمئة .. وطاف الضحك على الموسيقى التي علا بصوتها الموهوب هشام شربتجي، مفسحا كل المجال للنكتة والضحك .
    وهل تكرر هذا المطب معك في يوم من الأيام وإن كان بشكل آخر ؟
    اخر مطباتي، وما بين الاول والاخير، يكاد أن يكون نادرا، فقد جرى اثناء تسجيلنا لحلقات برنامج رمضاني عام 2008، كانت الساعة قد تجاوزت الثالثة بعد منتصف الليل، وعملنا مستمر دون انقطاع منذ المساء، وكنت قد حصلت على الهاتف ملحنا ومطربا مغربيا، ما يزال ساهرا، وعلى رداءة الخط، تمسكت بالحوار، فقد كان فنانا اصيلا، ورحت احاول جاهدة ان اوصل اليه اسئلتي .. فسيمعني حينا ولا يسمعني احيانا، واضطر الى الاعادة لمرات ومرات ..
    وكان من بين الاسئلة، سؤال يتعلق بالغناء والموسيقى في المغرب .. وعبثا احاول ان اوصل السؤال فما ان اسأله حتى ياتيني الجواب .. نعم نعم انا في المغرب .. واعيد وأقول .. ألو يا استاذ .. انا اسال عن الفن في المغرب، فيقول نعم يا سيدتي انا في المغرب .. ومع انهماكي في ايصال السؤال، والتأكد من انه يسمعني واذا بي اقول له (( قلو ... بدل .. الو .. ) ثم اغص بضحك يمنعني من الكلام.. وعلى اضطرار للمتابعة أدبا، والضحك يخنق كلماتي، واذا بالجهات الاربع تدخل في بعضها، فاقول له يا استاذ وانت في مشرق المغرب .. ويزيد الضحك وتتداخل الافكار والكلمات .. التي احتفظ بها الزميل الرائع، وصاحب اكثر من جائزة ذهبية، المخرج حمدي شويكي، ليشكل منها مع المطبات الظريفة للغالي الزميل محمد السعيد اجمل واطرف حلقات عيد استمعت اليها .
    والان وانا اكتفي بهذه الالماحات القليلة من حديث الذكريات، اجد لزاما علي ما يمليه الحب، مثلما تمليه الحقيقة، ان اتقدم بقلبي ملفوفا بالكلمات المشاكرة لكل الزملاء مهندسي الصوت الذين امضيت معهم عمري والذين كانوا مستمعي الاوائل في الاستوديو والذين استفدت من مهارة ايديهم، ورهافة اذانهم وملاحظاتهم، لاصل الى المستمعين في ابهى حلة ممكنة .
    سيدة بدور إذا أردنا تلخيص هذه المسيرة الإعلامية، فماذا نقول، ولنعد بعد ذلك إلى البرامج التي قمت بإعدادها وتقديمها ؟
    لا يختصر العمر بكلمات .. ولا الحب بكلمات، وقد كان عملي الاعلامي عمرا وحبا هو زادي لايامي القادمات .. لكن لعلي اشير الى بعض ما انجزت على امل راج، انه قد أفاد وأمتع .
    على مدى اعوام تزيد على ثلاثين، اعددت وقدمت برامج ثقافية متعددة، كان اولها ( من دائرة المعارف ) وقد حصد استحسانا غمرني بالفرح في ذاك الحين، لان عمري الاذاعي لم يكن قد زاد على ثلاثة اشهر، ولأن كاتب المقال كان استاذا صحفيا كبيرا، ويسمع اسمي في اذاعة دمشق للمرة الاولى، على غير معرفة سابقة بالاسم او صاحبته.
    تلا ذلك برامج كثيرة منها:
    ( مع الموسوعات ) وكان دعوة لموسوعة عربية واحدة .. بدأت العمل به في اواسط عام 1978 على ما اذكر، واستمر ما يقارب من ست سنوات.. وعرضت فيه اهم الاعمال العربية من تراثية ومعاصرة .
    ( شخصيات بين الوهم والحقيقة ) وقد تناولت فيه بالبحث والتحليل والنقد، شخصيات حقيقية، امتلكت من قوة الحضور ما جعلها تخترق حيز الواقع الى الخيال وحتى الوهم، او شخصيات غير حقيقية، صنع منها الخيال بقوة إيحائه، حقيقة وواقعا يكاد يدرج بيننا .
    ( تحقيق اذاعي ) وهو عمل دار بين الاستوديو والشارع، بالاضافة الى لقاءات مع مفكرين وكتاب وشعراء..
    برامج حوارية في شتى الابواب الفكرية كان اخرها برنامج ( افاق وحوار) .
    برامج درامية تمثيلية ملحق بها نقد حواري مع مفكر او كاتب او ناقد ومنها :
    ( ادب وادباء) وقدمت فيه اعمالا درامية مع اضاءات نقدية على عدد من الكتاب الحائزين على جائزة نوبل وكان من اخراج الفنان الأستاذ فاضل وفائي .
    ( هن في عيون الادب ) وتناولت فيه شخصيات نسائية ابداعية متعددة، ملقية الضوء على عالم المرأة، كما رسمه الادباء .. وقد اخرجته الفنانة الرائعة السيدة ثراء دبسي .
    ( من الادب المقاوم ) وقدمت فيه العديد من الاعمال الادبية المقاومة .. واذكر ان ذلك كان ابان العدوان على العراق .
    ( مرايا لوجوه ادبية ) قدمت فيه نماذج لشخصيات ادبية عالية الحضور بفرادتها، وقد اخرجته الفنانة المتميزة السيدة نسيمة ضاهر .
    ( بين عالمين ) وتناولت فيه من خلال العرض الدرامي التمثيلي ثم الحوار النقدي، مسائل انسانية ابداعية، من خلال اكثر من منظور حضاري، او شخصيات ابداعية، من خلال اكثر من بعد داخلي انساني لها .. وقد اخرجه الاخ الحبيب الى قلبي والمخرج مرهف الاحساس الاستاذ احمد جنيد .
    دراما فكاهية ... منها:
    الفكاهة تقول .. من اخراج الزميل فاضل وفائي
    شارع الفكاهة .. من اخراج الزميل جمال عقاد، وقد فاز هذا البرنامج بفضية مهرجان تونس .
    وقد شاركت برامجي في العديد من المهرجانات العربية، وحصلت على فضيتين وبرونزية للاعداد والتقديم في مهرجان القاهرة وتونس، ومشاركة عن الاداء مع الغالي محمد السعيد في ذهبية حصل عليها البرنامح ( من دمشق الى القدس .. رحلة الشوق) من اخراج الرائع حمدي شويكي، واعداد لمى الخضراء.. اغلى الناس وتوأم الروح ابنتي .
    وبالاضافة الى عملي الاذاعي والذي استولى مدللا على الحيز الاكبر من حياتي، نشرت عددا من الدراسات الادبية والنقدية في بعض المجلات العربية.
    ومنها البيان الكويتية، والموقف الادبي السورية، ومن تلك الدراسات :
    سلسلة نقدية يمكن ادراجها تحت عنوان الادب المقارن .. تناولت فيها حي بن يقظان لابن طفيل، وروبنسن كروزو لــ دانييل ديفو، وطرزان لــ بوروز.
    ودراسة أدبية نقدية حول رواية العاشق للكاتبة الفرنسية مارغريت دورا، والتي كانت قد حازت على جائزة الغونكور عن هذه الرواية، وهي اعلى جائزة ادبية فرنسية ..
    الغالية بدور عبد الكريم، كلمتك الأخيرة، حياتك وعملك الإعلامي ..
    " داخلة الى مبنى الاذاعة والتلفزيون .. وخارجة منه .. وما بينهما لمح البصر ..
    ونظرتان في المرآة ... شابة ... وعلى مشارف عجوز ... وما بينهما لمح البصر ..
    لكنه العمر الجميل .. والذي لم يزد عن زمن خطوتين .. ولكن باتجاهين .. "
    حاورها بكل حب وامتنان وضاح الخاطر

  • #2
    رد: إبنة حيفا المذيعة (( بدور عبد الكريم )) تلميذة عمالقة الإذاعة السورية

    بوح شفاف
    غاص في عمق نفسي
    ولامس أكثر الزوايا في داخلي
    للعشق دروب لا تنتهي
    وأنتِ يا بدور
    في عالم الفن السرمدي والخيال الزمردي
    تنثرين عبيراً مميزاً
    يسكب بكؤوس المثقفين شهداً يرتشفونه هياماً
    فهنيئاً لماضي يسكنكِ
    ويزين أيامكِ بذكرياته
    ويطرب لياليكِ بهمساته
    تاريخ يسكن عينيكِ
    ويشعركِ بنبض فؤادك الملتهب .

    شكراً رحاب على الموضوع الرائع
    أضعف فأناديك ..
    فأزداد ضعفاً فأخفيك !!!

    تعليق

    يعمل...
    X