تويت
Saad Fansa
كان الشاعر الراحل محمد الماغوط ... يتلعثم بالكلام ... خصوصا عندما يشعر أنه مضطر للحديث من على منبر .. أو عبر أي وسيلة أعلامية .. أخرى .. بعكس طلاقته الرائعة على الورق ... لكل من كان يعرفه .. في حياته ... و في أحدى المناسبات التي أُعدت خلال تكريمه في تسعينات القرن المنصرم على أحد مسارح دمشق .. لتسليمه وسام الفاتح من أيلول بإسم العقيد القذافي ...من قبل مكتب العلاقات الليبية في دمشق أنذاك .. و إذ يُطلب اليه أن يصعد المنبر ليلقي كلمة المُكرم .. فقام متثاقلا .. و لا أحد يدري مالذي يدور بخلده و يمكن لشاعر مثله أن يقوله في هكذا مناسبات .. يتم فيها تمجيد الحاكم الأوحد .. الذي لا عقل الا .. عقله .. و لا بطولة .. إلا بطولاته .. و لا عطاء .. إلا عطاءاته ..و لا حكمة .. إلا حكمته ... و الكثير من هذا الهراء الذي يعرفه .. و يحفظه عن ظهر قلب كل ساكني محيط الجحيم العربي .. طوال عقود الشعارات ... و فعلا صعد الماغوط الى المنبر .. و قال : ...( إذا حكيت .. بخاف يرجع العقيد القذافي عن كلامه .. و يسحب مني الوسام .. ) و نزل فورا عن المنبر .. أمام إنفجار الضحكات و دوي التصفيق ... و هذه الصورة التي سجلتها عدسة الصديق الفنان عمر البحرة في فندق الشام بدمشق للماغوط .. نهاية الثمانينات تنشر للمرة الأولى ..!!
