إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أقدم خريطة لمدينة الدرعية رسمها جان باتيست لويس جاك روسو (1780-1831م)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أقدم خريطة لمدينة الدرعية رسمها جان باتيست لويس جاك روسو (1780-1831م)

    الدكتور : محمد خير محمود البقاعي ..يكتب عن أقدم خريطة لمدينة الدرعية رسمها جان باتيست لويس جاك روسو (1780-1831م)

    أقدم خريطة لمدينة الدرعية رسمها جان باتيست لويس جاك روسو (1780-1831م)
    القنصل الفرنسي في البصرة وبغداد وطهران وحلب وطرابلس الغرب

    نُشر في ورَّاق الجزيرة في العدد الصادر يوم الأحد 3-12-1427هـ الموافق 23- 12-2006م خبرٌ عن حصول الورَّاق على أقدم خريطة لمدينة الدرعية، مع صورة عن تلك الخريطة زوَّده بها الدكتور فهد السماري الأمين العام لدارة الملك عبد العزيز.. وقد أردت أن أُعقب على ما جاء في الوراق رغبة في التوضيح والإفادة.
    تاريخ اهتمامي بصانع الخريطة:
    جاء اهتمامي بجان باتيست لويس جاك روسو في إطار اهتمامي بأوائل الكتب الفرنسية عن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الإصلاحية بدعم وتشجيع من سعاد الدكتور فهد بن عبد الله السماري الأمين العام لدارة الملك عبد العزيز ومن الدارة نفسها.
    وقد كان للخلاف الذي دار بين كورانسيه وجان ريمون من جانب وروسو من جانب آخر حول الريادة في تحصيل المعلومات عن الدولة السعودية الأولى دور في البحث عن كل الملابسات التي دارت حول هذا الموضوع فحصلت على كتب روسو التي سأتحدث عنها بعد قليل.
    ولد جان باتيست روسو الذي يُلقب بجوزيف عام 1780م قرب مدينة أوكسير الفرنسية بينما كان أبوه كزافييه روسو مع زوجته آن – ماري ساهيد في طريقه إلى باريس ليطالب بمستحقاته وبتعويضه عن الخسائر التي حلت به بعد أن استولت القوات الفارسية على البصرة عام 1776م لأنه كان مكلفاً بإدارة القنصلية الفرنسية في بغداد والبصرة منذ عام 1772م.. وحظي ظهور روسو الأب في البلاط الملكي باهتمام الفضوليين، وتلقى مع أمر تعيينه قنصلاً لفرنسا في البصرة تكريماً قدره 100 ألف فرنك، وعاد إلى بغداد ووصلها عام 1782م، ومنها إلى البصرة عام 1784م.. وكان يقيم تارة في بغداد وأخرى في البصرة.
    وفي عام 1796م عيَّنه مجلس حكومة المديرين في فرنسا قنصلاً عاماً في البصرة، وتعرَّض في عام 1798م للاعتقال والنفي إلى ماردين إثر الحملة الفرنسية على مصر حتى أطلق سراحه صديقه سليمان باشا بغداد بعد أن مكث في المنفى أحد عشر شهراً.. وفي عام 1803م عينته حكومة القناصل في فرنسا وكيلاً دبلوماسياً وتجارياً في بغداد، وكلف في العام نفسه ببدء الاتصالات مع حكومة فارس لتجديد التحالف بينها وبين فرنسا.
    أما مؤلفنا وصانع خريطة الدرعية روسو الابن فإنه عُيِّن عام 1805م في السابع والعشرين من فبراير (شباط) قنصلاً في البصرة وقد كان عمره حينئذٍ خمساً وعشرين سنة وألحق ببعثة المترجم م. جوبير والجنرال روميو للتفاوض مع شاه إيران.. وفي 14 مايو (أيار) 1807م أصبح سكرتيراً للملحقية الفرنسية في طهران.. وفي 12 مايو (أيار) 1808م توفي والده في حلب فغادر طهران إلى حلب.. وفي التاسع والعشرين من أكتوبر (تشرين الأول) عام 1808م عُيّن قنصلاً عاماً مكان والده في حلب وبقي في هذا المنصب حتى عام 1811م عندما استدعي بالمنصب نفسه إلى قنصلية بغداد.. وفي الخامس والعشرين من ديسمبر (كانون الأول) 1824م عُيّن قنصلاً عاماً وقائماً بالأعمال لدى حكومة الحماية في طرابلس الغرب، وتوفي في عام 1831م بعد أن أصبح باروناً وعضواً في أكاديمية النقوش والفنون.
    مؤلفاته
    - نشر في عام 1807م (قصة رحلة من حلب إلى الموصل عبر الجزيرة، وهي رحلة بدأت في 10 أبريل (نيسان) 1807م وانتهت في مايو (أيار) من السنة نفسها.
    - كتب في سنة 1813م قصة رحلة إلى بلاد فارس عبر بغداد وظهرت قطعة منها في مجلة (الأسفار) مج 14، ص273 الإصدار 50، ديسمبر (كانون الأول) 1822م.
    - نشر في عام 1813م في المجلة الموسوعية، مج 2، قطعة في وصف كرمنشاه وتاك بوسكان. (من 6 إلى 8 أكتوبر (تشرين الأول) 1807م).
    - في عام 1808م أرسل إلى الجنرال غاردان مخططاً لعبور القوات الفرنسية عبر تركيا وبلاد فارس لمهاجمة بريطانيا في الهند، مع ملاحظات حول الأمكنة والسكان.. وما زالت مخطوطة هذا التقرير محفوظة اليوم في أرشيفات وزارة الخارجية الفرنسية (وثائق بلاد فارس 1806- 1829م، رسالة مؤرخة في 18 يناير (تشرين الثاني) 1808م ومكتوبة على ورق أزرق).
    - رحلة من بغداد إلى حلب، نشرها لويس بوانسو في باريس عام 1899م، وهي مذكراته اليومية 22 أكتوبر (تشرين الأول) إلى 23 ديسمبر (كانون الأول) 1808م.
    - نبذة عن بلاد فارس القديمة والحديثة، يتلوها عدد من القوائم عن جغرافية تلك الإمبراطورية وأحداثها التاريخية، مرسيليا 1818م.
    - أمشاج في التاريخ والأدب الشرقي (باريس 1817م).. ولم نجد لهذا الكتاب أثراً في مكتبة فرنسا الوطنية ولا في غيرها من المكتبات.. لكن القسم الأساسي من هذا الكتاب بعنوان: وصف ولاية حلب نُشر في مجلة (مناجم الشرق) التي نشرها هامر M.Hammer في فينا 1809م، ونشرت النبذة بعنوان: وصف ولاية حلب أو تذكرة إحصائية تضم معلومات دقيقة عن الحالة القديمة والحديثة لهذه المدينة، حدودها، وملحقاتها الحالية، سكانها، حكومتها وتجارتها، مج 4، 1814، ص 1-93
    - ونشر روسو في المجلة نفسها (مناجم الشرق) البحوث التالية:
    1- نبذة عن الوهابيين، مج1 ، 1809م، ص191- 198
    2- قائمة بالبلاد التابعة للأمير سعود، الأمير الحالي للوهابيين وبالقبائل الرئيسة الخاضعة لنفوذه، وبشيوخ تلك القبائل التابعين له في مختلف الأقاليم والمدن الخاضعة له.. يتلوها نبذة قصيرة تخص الأمير سعود وعاصمته كتبناها نقلاً عن خطيبه الخاص في حلب.. مج2 ، 1811م، ص 155-160
    3- رسالة من السيد روسو إلى السيد جوانان M.Jouannin قنصل فرنسا العام في Memel عن الخيول العربية، مج3، 1813م، ص 65-69
    - وقد استل روسو من مذكراته اليومية نبذته عن الوهابيين وأرسلها بصفة تقارير إلى وزارة الخارجية الفرنسية (مذكرات ووثائق: تركيا 1808-1819م).. وظهرت هذه النبذة في عام 1809م في ذيل كتابه وصف ولاية بغداد الذي نشره في باريس سلفيستر دوساسي.
    - عدل روسو تلك النبذة تعديلاً جذرياً ونشرها في كتابه: التذكرة في ثلاث طوائف مشهورة في الإسلام: الوهابيون والنصيريون والإسماعيليون، باريس – مرسيليا 1818م.. ولنا بحث عن هذا الكتاب سيظهر في مجلة الدارة.
    - وفي عام 1825م نشرت له الجمعية الجغرافية خريطة الشام (سورية) والجزيرة (بلاد الرافدين) والعراق العربي (بابل).. وتحتوي على الولايات الثلاث: حلب أريحا وبغداد.
    - ونشرت له المجلة الموسوعية في عدد أبريل (نيسان) 1813م قطعة من رحلة إلى فارس عبر بغداد.. وقد أرسلها للمجلة المستشرق المعروف سلفيستر دوساسي.
    - فهرس خمسمائة مخطوطة عربية، باريس 1818م.
    - أصدر في عام 1827م في طرابلس الغرب صحيفة (المحقق الإفريقي) LصInvestigateur Africain ونشر فيها عدداً من المقالات أعيد نشر بعضها في نشرة الجمعية الجغرافية أهمها: أصل مدينة تمبكتو حسب المؤلفين العرب – تفاصيل عن القبائل التي تسكن تلك المدينة، نشرة الجمعية الجغرافية، 54، أكتوبر (تشرين الأول) 1827م.
    كان روسو طوال حياته الدبلوماسية الحافلة يجمع التحف الأثرية والمخطوطات العربية والفارسية والتركية وهي اللغات التي كان يتقنها فضلاً عن الفرنسية، وهو الذي باع لحكومة القياصرة في روسيا عن طريق أوفاروف 500 مخطوطة كانت المخطوطات الأولى في معهد الاستشراق في سان بطرسبورغ، ثم باعهم مائتي مخطوطة أخرى (انظر بحثنا: آل روسو وصفحات مطوية من تاريخ المخطوطات العربية، الدرعية، العدد 33، السنة التاسعة ربيع الأول 1427هـ أبريل (نيسان) 2006م، ص 143-173).
    خريطة الدرعية
    ذكرنا ضمن الأبحاث التي نشرها روسو في مجلة (مناجم الشرق) نبذة قصيرة تخص الأمير سعود وعاصمته كتبها نقلاً عن خطيبه الخاص في حلب. مج2، 1811م، ص 155-160 وذكرنا أن روسو قد استل روسو من مذكراته اليومية نبذته عن الوهابيين وأرسلها بصفة تقارير إلى وزارة الخارجية الفرنسية (مذكرات ووثائق: تركيا 1808-1819م).
    هذه التقارير كانت مرفقة بخريطة لعاصمة الأمير سعود (الدرعية) وقائمة بالمناطق التابعة له.. وقد نشر الدكتور محمد آل زلفة في العدد الأول من مجلة (الدرعية) (محرم 1419هـ – 1998م) (ص 145-170) بحثاً بعنوان: الدولة السعودية الأولى في عهد الإمام سعود الكبير 1218هـ-1229هـ – 1803م – 1814م، العاصمة والحكومة والسكان.. كما وردت في تقارير جوزيف روسو القنصل الفرنسي في حلب.. وجاء في المذكرة المرفقة بأحد تقارير روسو قوله: (… بالإضافة إلى هذا وضعت خارطة للدرعية وضواحيها، رُسِمت على مرأى من خطيب الإمام سعود، وهو المصدر الذي استقيت منه هذه المعلومات بناء على موافقته).. ويبدو أن روسو رسم هذه الخريطة في حلب عام 1808م، وهي بذلك تكون أقدم خريطة للدرعية.. لكن الغريب أن روسو لم ينشر تلك الخريطة في كتابه: التذكرة في ثلاث طوائف مشهورة في الإسلام: الوهابيون والنصيريون والإسماعيليون، باريس – مرسيليا 1818م.. ولم تكن نشرة الدكتور آل زلفة واضحة، لكنه نشر ترجمة للمعلومات الواردة على الخريطة كما نشر صورة لقائمة فيها معلومات تفصيلية عن الدرعية العاصمة والأقاليم التي امتد إليها نفوذ الدولة السعودية الأولى كما وردت في تقارير روسو.
    ولعلنا في فرصة أخرى نعيد نشر المعلومات الواردة على الخريطة والقائمة المذكورة التي وردت في كتابه التذكرة… ولما ترجمت للدارة القسم الخاص بالجزيرة العربية والدولة السعودية الأولى من كتاب فيلكس مانجان: تاريخ مصر في عهد محمد علي كان معه أطلس يحتوي ضمن ما يحتوي على خريطة لنجد لم نجدها في الأطلس الملحق بالكتاب فطلبتها الدارة من عدة جهات فلم نظفر بها.. وعلمت يوماً في عام 1422هـ أن الدارة كانت منذ زمن قد طلبت من فرنسا خريطة الدرعية لروسو ووصلتها في تلك الأثناء فاطلعت عليها بموافقة الدكتور فهد السماري وتشجيعه فوجدتها الخريطة التي نشرها الدكتور آل زلفة الذي قال لي عندما سألته عنها: إنه أهدى النسخة الأصلية لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز.
    تلك هي بعض المعلومات عن هذه الخريطة التي يُعد الدكتور آل زلفة أول من أشار إليها، وسعت الدارة جرياً على عادتها في الاستفادة من إشارات الباحثين إلى الحصول عليها، وكان لها ذلك.. والخريطة شأنها شأن كثير من النوادر التي تحصل عليها الدارة وتحتفظ بها ولا تخرجها للناس ثم يأتي بعض الطامحين إلى مكاسب مادية أو معنوية فينشرونها تجارياً، ويفوتون الفرصة جزئياً على النشرات العلمية الموثوقة، والله أعلم.
    د. محمد خير محمود البقاعي

يعمل...
X