إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تعرف على / تقي الدين المقريزي / . .(764 هـ ـ 845 هـ) (1364م - 1442م... شيخ المؤرخين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تعرف على / تقي الدين المقريزي / . .(764 هـ ـ 845 هـ) (1364م - 1442م... شيخ المؤرخين


    المقريزي. شيخ المؤرخين المصريين

    المصدر: جريدة التعاون بقلم: امانى عبدالرازق
    هو تقي الدين أحمد أبومحمد وأبوالعباس بن علي بن عبدالقادر بن محمد المقريزي الشافعي الأثري من أعلام التاريخ، كانت له دراية بمذاهب أهل الكتاب وكان حسن الخلق كثير التواضع، عُرف بالمقريزي نسبة لحارة في بعلبك تعرف بحارة المقارزة، فيقال إن أجداده من بعلبك، وقد ولد المقريزي عام 670هـ وتوفي عام 845هـ ودفن بحوش الصوصية البيبرسية.
    شغل المقريزي العديد من مناصب الدولة حيث ولي الحسبة والخطابة والإمامة عدة مرات وعرضت عليه الكثير من المناصب نظرا لأنه كان محل احترام رجال الدولة في عصره، لكنه أبي وأعرض في آخر عمره عن كل مظاهر الحياة وأبهتها وفرغ نفسه للعلم وكان ميله للتاريخ أكثر من غيره حتى اشتهر ذكره به، وقد وصلت مؤلفاته فيه إلي ما يزيد علي مائتي مؤلف.
    ومن أشهر كتابات المقريزي "المذهب المسبوك في ذكر من حج من الخلفاء والملوك" الذي يتحدث فيه بداية بحجة الوداع للرسول عليه الصلاة والسلام وأرخ فيه لمن حج من الخلفاء والملوك حيث يضم الكتاب ثلاثة عشر خليفة أولهم أبوبكر الصديق وآخرهم الحاكم بأمر الله أبوالعباس أحمد ثاني خلفاء بني العباس بمصر.
    وله أيضا كتاب "إغاثة الأمة بكشف الغمة" الذي تحدث فيه عن الأزمات الاقتصادية والمجاعات التي عاشتها مصر ليصور لنا ما لاقته معظم فئات الشعب المصري والجماهير المصرية من ضروب المحن والمآسي في غفلة الحكام واستطاع أن يحدد الأسباب التي أدت إلي حدوث مثل هذه المآسي والمجاعات.
    ومن مؤلفاته أيضا "شذوذ العقود في ذكر النفوذ"، "السلوك لمعرفة دول الملوك"، "عقد جواهر الأسفاط في تاريخ مدينة الفسطاط" وغيرها الكثير. وكان مما يميز كتاباته الموضوعية والأمانة التاريخية في السرد والعرض والأخلاق الرفيعة والترفع عن الإساءة إلي الآخرين والتدقيق والتقصي والتحقيق والتعليل.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    المقريزى أفضل مؤرخ فى تاريخ مصر الإسلامى

    اكد المؤرخ أيمن فؤاد السيد، محقق كتاب "خطط المقريزى" أن كتب المقريزى تعد أفضل كتب تناولت مصر من قبل الطوفان حتى فتح الخليفة عمر بن الخطاب مصر، وذلك من خلال 4 مجلدات، مشيرا إلى أن المقريزى يعد مؤلفا موسوعيا نشأ على يد عبد الرحمن بن خلدون وتتلمذ على يده العديد من المفكرين والعلماء حتى وصل إلى التفوق على أستاذه فى نظريات تتبع الدول وعرضها ونقد واقع المجتمع، كما قام برصد وتقديم معلومات فريدة عن أقرانه وعلماء تلك الفترة وهو فى الـ 70 من عمره.
    جاء ذلك خلال الندوة التى عقدت صباح اليوم الجمعة بمعرض القاهرة الدولى للكتاب لمناقشة كتاب "خطط المقريزى"، وفيها قال المؤرخ قاسم عبده قاسم: المقريزى هو المؤرخ الوحيد الذى يعتبر بحق شيخ المؤرخين وكلنا حتى الآن نستقى من علمه وكتبه المتنوعة وبعضها يوجه رسائل قصيرة، والبعض الآخر مجلدات عديدة، مشيرا إلى أن كتبه تعد أحسن أثر لتاريخ مصر الإسلامى حتى الغزو العثمانى، على الرغم من أنه كان لبنانى الأصل، موضحا أن معظم كتبه عكست شخصيته المصرية، وكان باحثا فى مناهج ومذاهب الحياة فتكلم عن الفرق الدينية والأديرة والكنائس واليهود وأعيادهم، وكتب عن السياسة وأهلها والحرب وأهلها فكان مطلعا على كل الثقافات ورصد ظاهرة تفشى الرشوة وقال إن سقوط الدولة يكون داخليا أولا ثم يأتى من الخارج.
    من جانبه يرى محمد حمزة الحداد، أستاذ الآثار الإسلامى أن نشأة المقريزى عكست فكره وتوجهاته فنشأ فى إحدى حوارى القاهرة عام 776 هجريا وتوفى فى 845 ميلاديا، وعكست كتبه أهميه الآثار والعظة منها، وتتضمن كتبه الدواوين الشعرية واعتمد على الكثير من المصادر التى تعد مصادرنا الآن فى الحصول على المعلومات فى ظل فقدان المصادر الأصلية، كما اعتمد على الرواية وعلى المشاهدة فى كتباته حتى تعكس دقته فى استيفاء المعلومة.

    ــــــــــــــــــ
    تقي الدين المقريزي
    من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
    اذهب إلى: تصفح، ‏ ابحث
    تنبيه
    هذه المقالة تحوي الكثير من ألفاظ التفخيم تمدح بموضوع المقالة دون أن تستشهد بمصادر الآراء، مما يتعارض مع أسلوب الكتابة الموسوعية. يمكنك مساعدة ويكيبيديا بإعادة صياغتها ثم إزالة قالب الإخطار.
    وسمت هذه المقالة منذ: أكتوبر 2010. .
    أحمد بن علي المقريزي
    المهنة مؤرخ
    المواطنة مصري
    الأعمال المهمة
    السلوك لمعرفة دول الملوك
    اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء
    المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار

    مؤرخ مسلم، شيخ المؤرخين المصريين " أحمد بن علي المقريزي " المعروف باسم " تقي الدين المقريزي " ولد وتوفي في القاهرة(764 هـ ـ 845 هـ) (1364م - 1442م) ممن اهتموا بالتأريخ بكل نواحيه.
    حياته
    المؤرخ تقي الدين أحمد أبو محمد وأبو العباس بن علي بن عبد القادر بن محمد المقريزي الشافعي الأثري، من أعلام التاريخ، سار شوطاً بعيداً في حدود الفكر والعقل. وبحث في أصول البشر وأصول الديانات، وكانت له دراية بمذاهب أهل الكتاب، كان حسن الخلق، كريم العهد، كثير التواضع، عالي الهمة فيمن يقصده لنيل العلم والدراسة، محباً للذاكرة والمداومة على التهجد والأوراد وحسن الصلاة ومزيد الطمأنينة، ملازماً لبيته (ويتهمه السخاوي بعدم الإتقان فيما يرويه من الحوادث عن المتقدمين ولكن المؤرخين لم يعولوا على ما ذكره السخاوي فيه لأن آثار المقريزي شاهدة له بالعلم والفضل – وابن حجر وهو شيخ السخاوي يقول فيه "في المقريزي" له النظم الفائق والنثر الرائق)،ثم يقول عنه أحد المؤرخين : (إن المقريزي كان متبحراً في التاريخ على اختلاف أنواعه، ومؤلفاته تشهد له بذلك وإن جحده السخاوي بذلك، فذلك رأيه في غالب أعيان معاصريه).
    عُرف بالمقريزي نسبة لحارة في بعلبك تعرف بحارة المقارزة فيقال أن أجداده من بعلبك وأن والده ذهب إلى القاهرة حيث ولى بها بعض الوظائف، ولد المقريزي حسبما يذكر هو عن نفسه بعد سنة 760 هـ وابن حجر يقول إن مولده كان في سنة 766 هـ كما رآه بخط المقريزي نفسه، أما الإمام السيوطي فيقول إن مولده كان في عام 769 هـ، أما وفاته فهي محل اتفاق، حيث توفي في مصر عصر يوم الخميس 16 رمضان سنة 845 هـ بالقاهرة ودفن يوم الجمعة قبل الصلاة بحوش الصوصية البيبرسية. (كان المقريزي محل احترام رجال الدولة في عصره وكانوا يعرضون عليه أسمى المناصب فكان يجيب مرة ويرفض أخرى، وحبب إليه العلم في آخر أمره فأعرض عن كل مظاهر الحياة وأبهتها وفرّغ نفسه للعلم وكان ميله إلى التاريخ أكثر من غيره حتى اشتهر ذكره به وبعد صيته فألف كثيراً وأجاد في مؤلفاته التي أربت على مأتي مجلد كبار، كما يقول هو عن نفسه وقلما أجاد مكثر. كان سلفيّ العقيدة، أثريّاً على الجادة، محباً للسلف رحمهم الله، يثني على مذهبهم وعقيدتهم ويدافع عنه في وقت انتشار عقائد مخالفة.
    شغل المقريزي العديد من وظائف الدولة في عصره، حيث ولي فيها الحسبة والخطابة والإمامة عدة مرات، ثم عمل مع الملك الظاهر برقوق ودخل دمشق مع ولده الناصر سنة 810 هـ، وعُرض على المقريزي قضاؤها فأبى، ثم عاد فيما بعد إلى مصر. وتجدر الإشارة هنا إلى أن بعض الأعمال للمقريزي، قد تمت ترجمتها ونقلها إلى لغات غير العربية، فقد قام المستشرق (كواتر مير) بترجمة قسم كبير من كتاب السلوك للمقريزي وبخاصة ما يتعلق بمرحلة حكم المماليك لمصر، تحت عنوان :“Histoire des Sultan Mamlouks etc, Paris 1832 –45” ثم تابع (بلوشيت) الترجمة وأكمل ما جاء به كواتر مير في عام 1908م، حيث كتب عن تاريخ مصر وفقاً للمقريزي وأصدر كتاباً بعنوان : “Histoire d'Egypte de Makrizi, trans. E. Blochet -Leroux, 1908”.
    احتل المقريزي مركزاً عالياً بين المؤرخين المصريين في النصف الأول من القرن التاسع الهجري، حيث أن معظم المؤرخين الكبار كانوا تلاميذ المقريزي، مثل أبي المحاسن يوسف بن تغري بردي مؤلف الكتاب التاريخي النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، والسخاوي و، (أما أحمد بن علي المقريزي، فلا خلاف في تبوئه صدارة المؤرخين المصريين، في النصف الأول من القرن التاسع الهجري ويكفي دليلاً على هذا أن فطاحل ذلك الجيل من المؤرخين في مصر كانوا تلاميذ المقريزي.
    واستحق كتاب المقريزي (السلوك لمعرفة دول الملوك) المكانة الأولى بين كتب التاريخ في عصره، ومن مؤلفاته أيضاً كتاب (عقد جواهر الأسفاط من أخبار مدينة الفسطاط)، الذي حاول فيه المقريزي أن يكتب عن تاريخ مصر خلال الفترة التي امتدت منذ الفتح العربي إلى مرحلة ما قبل تأسيس الدولة الفاطمية، وكتاب (اتعاظ الحنفا بأخبار الخلفا) حول تاريخ مصر في زمن الدولة الفاطمية، وكتاب (إغاثة الأمة بكشف الغمة) الذي يتحدث فيه عن تاريخ المجاعات في مصر وأسبابها.
    لقد عاش المقريزي جانباً من حياته معاصراً لدولة المماليك البحرية كما عاش شطرها الآخر في عهد المماليك البرجية، وهما دولتان تكادان تكونان أغرب دولتين تحكمتا في تاريخ مصر ردحاً من الزمن غير قصير ولم يكن المماليك سوى أرقاء يُشترون ويُباعون بين السلع ولما ضعفت سلطة الخلفاء العباسيين، وانصرفوا عن الاهتمام بشأن الشعب، لجؤوا إلى الإكثار في ابتياع المماليك، وسلموهم زمام السيف، ليكونوا حماتهم، وعدتهم، وكذلك فعل حكام مصر من الطولونيين والأخشيديين والفاطميين. ثم لم يلبث ضعف الخلفاء والسلاطين المتمادي، وابتعادهم المستمر عن الشعب، أن أفسح المجال رحباً أمام تطلع المماليك أنفسهم إلى السلطة واستطاع هؤلاء التربع على كرسي الحكم، والإطاحة بالأيويبين التي كانت دولتهم قد ضعفت، وأهل البلاد، وأمسكوا بزمام الأمور وأسسوا دولة المماليك التي دافعت عن المسلمين وتصدت للصليبيين والمغول.
    يتميز الفكر الاقتصادي عند المقريزي بالروح العلمية، ويعتمد على الأسس المادية في مناقشته وطرحه للقضايا، فهو يأخذ بمبدأ السببية، ويتنكر لمبدأ القدرية. (فالأمور كلها، قلها وجلها، إذا عُرفت أسبابها، سهل على الخبير إصلاحها. (فالمجاعات وأمثالها، ليست شيئاً مفروضاً على الإنسان من عل، ينزل بأمر، ويرتفع بأمر، كما أنها ليست ناجمة عن جهل الطبيعة وعماها، دون أن يكون للإنسان بها دور بل هي ظاهرات مادية اجتماعية، لم تلازم البشر دائماً، ولكنها تقع آناً، وتنقطع آناً آخر، تقع عندما تجتمع أسبابها ودواعيها، وتنقطع عندما تنتهي تلك المسببات والدواعي، أن كل شيء خاضع للتطور، يولد وينمو ويموت.
    مما كتب
    عن كتاب :" الذهب المسبوك في ذكر من حج من الخلفاء والملوك "
    وقد ألف المقريزي رسالته " الذهب المسبوك في ذكر من حج من الخلفاء والملوك " في ذي القعدة سنة 841هـ، قبل وفاته بأربع سنوات، وبدأها بفصل في حجة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – التي تسمى حجة الوداع، وحجة البلاغ، وحجة الإسلام، فقد كانت حجة الوداع لأنها آخر مرة رأى فيها النبي – صلى الله عليه وسلم – مكة والبيت الحرام، وكانت حجة البلاغ ؛لأن الرسول – صلى الله عليه وسلم – أتم فيها بلاغ رسالته للناس، وكانت حجة الإسلام؛ لأن الله أكمل فيها الدين، وأتم النعمة على المسلمين.
    وبعد حجة الوداع يؤرخ المقريزي لمن حج من الخلفاء والملوك، حيث تضم رسالته ثلاثة عشر خليفة أولهم أبو بكر الصديق – – وآخرهم الحاكم بأمر الله أبو العباس أحمد ثاني خلفاء بني العباس بمصر، ومن الملوك ثلاثة عشر، أولهم الصليحي علي بن محمد بن علي ملك اليمن، الذي حج سنة 455هـ، وملك مكة، ونشر بها العدل، وأكثر فيها من الإحسان، ومنع المفسدين، وأمن الناس أمناً لم يعهدوه قبله، ورخصت بها الأسعار لكثرة ما جلب إليها بأمره، فأحبه الناس حبا زائدا، وكسا الكعبة الديباج الأبيض، وكان آخر الملوك الثلاثة عشر الذين وصف المقريزي رحلتهم للحج، الملك الأشرف شعبان بن حسين بن محمد بن قلاوون، الذي تولى الملك في شعبان سنة 764هـ.
    أما حج الخلفاء – كما يقول المقريزي – فأولهم أبو بكر الصديق الذي حج بالناس في خلافته سنة 12هـ، واستخلف على المدينة عثمان بن عفان، أما عمر بن الخطاب فكانت خلافته عشر سنين ونصف، حج في جميعها إلا السنة الأولى فقط، فإنه حج بالناس فيها عتاب بن أسيد. وكانت خلافة عثمان اثني عشر سنة، وقد حج جميع سنين خلافته إلا السنة الأولى والأخيرة، وأما أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فلم يحج في خلافته لاشتغاله ب حرب الجمل وصفين.
    وتحدث المقريزي في رسالته عن عدد من الخلفاء والأمراء والملوك الذين رحلوا إلى مكة لفريضة الحج، فقد حج معاوية بن أبي سفيان بالناس عدة سنين، وحج عبد الله بن الزبير بالناس ثماني حجج. وحج الوليد بن عبد الملك سنة إحدى وتسعين، فلما قدم المدينة غدا إلى المسجد ينظر إلى بنائه وأخرج الناس منه ولم يبق غير سعيد بن المسيب فلم يجسر أحد من الحرس على أن يخرجه، فأتاه الوليد ومعه عمر بن عبد العزيز والي المدينة، فسلم عليه وسأله عن حاله، ثم انصرف وهو يقول لعمر : هذا بقية الناس. وحج هشام بن عبد الملك سنة 106هـ.
    كتابه " إغاثة الأمة بكشف الغمة"
    تاريخ المجاعات في مصر وأسبابها أراد المقريزي في كتابه " إغاثة الأمة بكشف الغمة " أو " تاريخ المجاعات في مصر"، الحديث عن الأزمات الاقتصادية والمجاعات التي عاشتها مصر، ليصور لنا ما لاقته معظم فئات الشعب والجماهير المصرية من ضروب المحن والمآسي، في غفلة من الحكام، الذين فضل معظمهم الابتعاد عن الجماهير، وجعلوا كل همهم في جني الأموال وتحصيلها والإكثار منها، والاحتفاظ بالسلطة والحكم بمختلف الوسائل الأخلاقية وغير الأخلاقية، ومهما حل بالشعب من آلام ومصائب.
    استطاع المقريزي أن يحدد الأسباب التي أدت إلى حدوث هذه المآسي والمجاعات ووصفها واحداً واحداً لتلافيها وعدم الوقوع فيها مرة ثانية. لقد عدد الكثير من المجاعات التي ألمت بمصر وأوضح صورها وأسبابها وحمّل مسؤولية هذه المجاعات للحكام الغافلين عن مصالح العباد، والغارقين في ملذات الدنيا وعبثها (ذكر منها قرابة ستاً وعشرين مجاعة). لقد كانت وسائل الإنتاج بسيطة، حيث كان يسود في المدينة الإنتاج الحرفي مع أدواته البسيطة، وتمركزه الضعيف ورأسماله القليل، أما في الأرياف فلم تكون وسائل الإنتاج تعدو المألوف من محاريث يدوية وأوائل زراعية تقليدية
    يوضح المقريزي بأن المصائب والمحن تعاظمت على الناس في مصر بحيث ظن الناس أن هذه المحن لم يكون فيما مضى مثلها ولا مر الزمان في شبهها، حتى أنهم قالوا لا يمكن زوالها، وغفلوا أن ما بالناس هو ناتج من سوء تدبير الزعماء والحكام، وغفلتهم عن النظر في مصالح العباد، وما هذه الأزمة التي تمر بها مصر حالياً إلا كما مر من الأزمات والمصائب والمحن التي مرت بها فيما مضى من الأزمات
    حاول المقريزي أن يذكر من الأزمات والمحن والمجاعات التي مرت بها مصر فيما مضى، ما يتضح به أنها كانت أشد وأصعب من هذه المحن التي نزلت بالناس في هذا الزمان بأضعاف مضاعفة، حتى ولو كانت الأزمة الحالية مشاهدة والماضية خبراً.
    أكد المقريزي على أن المحن والأزمات تتعاقب على هذا الكون منذ بداية الخليقة وفي سائر الأقطار والبلدان، وهو يحاول أن يوضح في كتابه هذا ما حل بمصر وشعب مصر من المجاعات منذ آدم وإلى الزمن الحاضر " الذي عاشه " وهو يعود إلى التاريخ ويحاول أن يوضح ويذكر أهم ما حدث لشعب مصر من المصائب على مر العصور. ويذكر على لسان الأستاذ إبراهيم بن وصيف شاه في كتابه أخبار مصر لما قبل الإسلام، (أن أول غلاء وقع بمصر كان في عهد الملك السابع عشر من ملوك مصر قبل الطوفان. واسمه افروس بن مناوش الذي كان طوفان نوح في زمنه، على قول ابن هرجيب بن شلهوب، وكان سبب الغلاء ارتفاع الأمطار وقلة ماء النيل، فعقمت البهائم، ووقع الموت فيها لما أراده الله سبحانه وتعالى من هلاك العالم بالطوفان.
    كتابه "شذور العقود في ذكر النقود"
    النقود هي الذهب والفضة فقط : يقول تقي الدين أحمد بن علي المقريزي، مؤرخ الديار المصرية، في كتابه شذور العقود في ذكر النقود:
    إن النقود التي تكون أثماناً للمبيعات وقيماً للأعمال إنما هي الذهب والفضة فقط ولا يعلم في خبر صحيح ولا سقيم عن أمة من الأمم ولا طائفة من طوائف البشر، أنهم اتخذوا أبداً في قديم الزمان ولا حديثه نقداً غيرهما، إلا أنه لما كانت في المبيعات محقرات تقل عن أن تباع بدرهم أو بجزء منه احتاج الناس من أجل هذا في القديم والحديث من الزمان إلى شيء سوى الذهب والفضة يكون بإزاء تلك المحقرات، ولم يسم أبداً ذلك الشيء الذي جعل للمحقرات نقداً البتة فيما عرف من أخبار الخليقة، ولا أقيم قط بمنزلة أحد النقدين، واختلفت مذاهب البشر وآراؤهم فيما يجعلونه بازاء تلك المحقرات، ولم تزل بمصر والشام وعراقي العرب والعجم وفارس الروم في أول الدهر وآخره ملوك هذه الأقاليم لعظمهم وشدة بأسهم ولعزة شأوهم وخنزانة سلطانهم يجعلون بازاء هذه المحقرات نحاساً يضربون منه اليسير قطعاً صغاراً تسمى فلوساً لشراء ذلك، ولا يكاد يؤخذ منها إلا اليسير، ومع ذلك فإنها لم تقم أبداً في شيء من هذه الأقاليم بمنزلة أحد النقدين
    اهتم تقي الدين المقريزي بالمشكلات الاقتصادية وقدم لنا أفكاراً عن بعض الظواهر النقدية، ودرس في كتابه(إغاثة الأمة بكشف الغمة) ظاهرة المجاعة، أو ما يمكن التعبير عنها بالأزمة في المجتمع الرأسمالي (فقد شخص النقص في إنتاج قيم الاستعمال من المنتجات والسلع وارتفاع أثمانها، وبين أثر العامل النقدي فيما يتعلق بكمية النقود في النشاط الاقتصادي من خلال أثرها في المستوى العام للأثمان، كما لاحظ افتقاد النقود المعدنية النفيسة (الذهبية والفضية) تاركة المجال للنقود النحاسية في التداول خلال فترة المجاعة، وذلك لأن ارتفاع الأثمان قد خفض من القيمة الشرائية للنقود، وبما أن الذهب والفضة، كمعدنين نفيسين، قد ارتفع ثمنهما بالمقارنة مع سعر الصرف المقرر رسمياً لهذه النقود المعدنية، مما جعل استخدامهما في صناعة الحلي والأواني وغيرها أكثر مردوداً، وهكذا تطرد العملة الرديئة العملة الجيدة، وبهذا نجد في فكر المقريزي كما لاحظ د. دويدار جوهر، ما يسمى قانون كريشام (1519م-1579م) Gresham's law الذي جاء من بعده بنحو مائة عام.
    مؤلفاته
    مشاريع شقيقة يوجد في ويكي مصدر كتب أو مستندات أصلية تتعلق بـ: تقي الدين المقريزي
    ترك عدداً من الكتابات التاريخية الفائقة الأهمية مثل:

    - السلوك لمعرفة دول الملوك
    - اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء
    - تجريد التوحيد المفيد. الذي ناقش فيه عقيدة توحيد الألوهية، وأبطل فيه شركيات العبادة، كصرف الدعاء والرجاء والتوسل لغير الله سبحانه وتعالى.
    - عقد جواهر الأسفاط في تاريخ مدينة الفسطاط.
    - المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثارالمواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار المعروف باسم خطط المقريزي أو الخطط المقريزية.
    - البيان والإعراب عما بأرض مصر من الأعراب، الذي يعد حجة في موضوع استيطان القبائل من العرب والأمازيغ بمصر، من دخول عمرو بن العاص وحتى حياة المقريزي.
    - إغاثة الأمة بكشف الغمة.
    - الإعلام بمن ملك أرض الحبشة في الإسلام.
    - إمتاع الأسماع بما للرسول من الأبناء والأموال والحفدة والمتاع.
    - المقفى الكبير - (للتحميل)
    - درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة - (للتحميل)
    ما يميز كتاباته
    1- الموضوعية والأمانة التاريخية في السرد والعرض
    2- وتنبثق عن الموضوعية صفة العفة والأخلاق الرفيعة والترفع عن الإساءة إلى الآخرين.
    3- التدقيق والتقصي والتحقيق والتعليل
    4- الدخول في التفاصيل الدقيقة : أحوال النيل – الحياة اليومية – الفساد – الرشوة – الغلاء – إغراق الأسواق بالنقود.
    5- التركيز على الموضوع وعدم الاستطراد، وعدم الخروج على الموضوع.
    6- الحيادية تجاه الحكام وعدم مداهنتهم والتقرب إليهم.
يعمل...
X