إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رئيسة منظمة النسوة النمساوية في حوار مع مجلة فرح

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رئيسة منظمة النسوة النمساوية في حوار مع مجلة فرح




    شيرين سباهي

    رئيسة منظمة النسوة النمساوية


    "أغير ثوبي كما أشاء وزجاجة عطري ولون خواتمي

    ولكني لا أستطيع أن أغير روح قلمي"


    إنها امرأة قوية لا تعرف المستحيل, تعتبر الحياة معركة لا ترضى فيها إلا بالانتصار، سلاحها قلمها الحاد وإرادتها القوية وصوتها الذي لا يعرف الخنوع.

    تلك هي شيرين سباهي،"قلم الزمن الصعب"، عراقية تعيش بالنمسا، وتعانق بمقالاتها البركانية هموم الوطن العربي وتواكب ثوراته، تسعى لإنصاف المرأة المظلومة ومساندة أصحاب الحق والدفاع عن حرية الفكر، وفي سبيل ذلك أسست منظمة النسوة النمساوية ذات الأهداف الإنسانية والتي تحاول من خلالها إعادة صياغة منظومة اجتماعية وفكرية عربية لا مكان فيها للحيف و الاضطهاد.


    نرحب بالناشطة الحقوقية شيرين سباهي في هذا اللقاء مع قراء فرح.

    في البداية، عرفينا بنفسك أكثر؟ وبماذا تتميزين عن غيرك من النساء؟



    أنا بنت الفرات، من وطن الأوجاع "العراق"، لا فرق بيني وبين بنات جيلي، نتشابه بالأسماء ونختلف في صياغة الأقدار والظروف والطموح.

    لا يميزني شيء عن جنس حواء إلا أنني لا أنصاع للخوف ولا اختبئ خلف ظل خوفي، أي بمعنى أني خُلقت ليكون لي دور في ديمومة الحياة وليس لأكون جزءا منسيا فيها.



    تترك مرحلة الطفولة بصماتها في حياة كل إنسان، حدثينا عن شيرين الطفلة، وعن الذكريات التي تحتفظين بها من هذه المرحلة؟

    توجعني الطفولة حين أتحدث عنها, ولكني سأختصر الطريق لأقول لك أن القلم كان أهم رفيق لي لأني بدأت الكتابة مبكرا، ومكتبة والدي النسابة المحقق مازالت في رفوف ذاكرتي وهو يعانق خيوط الفجر لأنه كان يبقى للصباح الباكر يكتب ويقرأ ويسابق الزمن.


    يرتبط اسمك بمنظمة النسوة النمساوية، حدثينا عن هذه المنظمة وعن أهدافها؟

    بالطبع يرتبط اسمي بها لأنني من أنشأها، وهي مسجلة رسميا في وزارة الداخلية النمساوية ومثبتة رسميا.... كلفتني الجهد الكثير والتعب والفرح الكبير.

    لدينا صحيفة الكترونية صادرة عن المنظمة، وأهدافنا إنسانية، ثقافية، أدبية و فنية، وهناك أكثر من 2100منتسب ومنتسبة، ونحن في سعي دائم لمزيد من التطور والتوسع.


    كيف ترين الوضع الحالي للمرأة العربية مقارنة بمثيلتها الأوربية؟

    الفرق بين المرأة العربية والأوربية شاسع، , و"المجتمع العربي مازال يحبو في فهم تساوي المرأة بالرجل."

    العربية تخاف أن تواجه نفسها بحق هو في الأساس لها فتختار الصمت والنفي والانزواء في ركن المثنى والثلاث والرباع تحت مسميات الشرع والفقه والتقاليد.

    المرأة يجب أن تقرر" إما أن تكون أو لا تكون."

    مخطئ من ظن أن القرار في يد الرجل... "أنا أعيش إذن أنا أقرر."


    يعيش العالم العربي مؤخرا على إيقاع الثورات :ثورة الياسمين بتونس وثورة ضد مبارك بمصر وانتفاضة شعبية باليمن وإبادة للثوار بليبيا.

    كيف تتفاعلين مع هذه التحولات كإنسانة عربية أولا، وكمهتمة بالشأن السياسي ثانيا؟


    ثورة الياسمين ولدت على جسد البوعزيزي، و بهدوء أخذت ما أخذت وأعطت ما أعطت من الحرية وانتصار الإرادة، كانت حلما في البيوت البسيطة وطيفا في ذاكرة الفقراء ...و أصبحت اليوم يقين الأبطال.

    أما في مصر فكان من المفروض أن تكون هذه الثورة قبل سنين وليس اليوم، ولكنها أتت وغيرت تاريخ مصر وقلبت موازين الشرق الأوسط ....ثورة مصر هادئة كالنيل، عبقة كالطيب، مباركة كالبيت الحرام....بدم شهداء الحرية .

    أما اليمن فهي مختلفة سياسيا عن مصر وتونس.... وهي في مخاض عسير الآن....

    واليمن لا تقر عين البيت الأبيض كليبيا...

    أما عن إبادة الثوار الليبيين فهي كالموت الذي لا يفر منه أحد، ثورة القذافي ستأخذ الكثير من الأبرياء، وخروجه عن دائرة الفرعنة بات وشيكا لأن صلاحيته قد انتهت في نظر من لهم مصالح في نفط ليبيا...

    وكل هذه الثورات في العالم العربي ما هي إلا سيناريو معد سلفا لينتهي شيء اسمه الشرق الأوسط.. والخوف ليس في السقوط بل الخوف في التوجه الإسلامي لهذه الشعوب وهو الأكثر بلاء...



    لك كتابات عديدة في الأدب والسياسة والاجتماع، أين تجدين نفسك أكثر؟ ولماذا؟

    لا أرى فرقا بين الثلاث...هم مكملات لشيرين سباهي.

    الأدب علمني الرسم بالقوافي، و السياسة علمتني أن أعيش وجع أمتي، والاجتماع شيء لابد أن يكون له مكان في كل قلب أي أن نشعر بالآخرين ليشعر الآخرون بنا.

    يمكننا أن نقول أن قلم شيرين لا يعرف الخوف أو التردد أو المجاملة وهذا ما نلمسه الخصوص في كتاباتك السياسية .

    هل كنت ستكتبين بنفس الجرأة لو كنت تقيمين ببلد عربي؟


    شيرين هي شيرين، أغير ثوبي كما أشاء وزجاجة عطري ولون خواتمي ولكني لا استطيع أن أغير روح قلمي .....

    أنا أعترف أني سليطة في الكتابة، و أسلوبي حاد وجارح ولكنني لا أضع حجرا في غير مكانه لأنني لا أبني بيتي على الرمال....

    كيف توفقين بين انشغالاتك كناشطة حقوقية وكاتبة وبين حياتك الشخصية؟ وأي الجانبين يطغى على الآخر؟

    في كل الأحوال أنا امرأة عربية وإن كنت أعيش في أوربا، وابنتي المعاقة تتصدر قائمة اهتماماتي، ثم عملي كناشطة في حقوق الإنسان، أما الكتابة فهي وسادتي التي ارتكن إليها بعد تعب اليوم.... لا تكتمل أنوثتي إلا عندما أكون في بيتي وبين أروقة كتبي.

    هل هناك رجل يساندك في حياتك العملية ؟ أو يرجع له الفضل في أي تحول مهم في حياتك؟

    الفضل الأول يعود لوالدي، وللأقدار التي كانت رفيقة رحلتي وغربتي، ولإرادتي القوية التي علمتني أن أكون.


    إلى أي مدى تمكنت من الاندماج في المجتمع النمساوي؟ وهل تفكرين يوما بالعودة إلى العراق؟

    الاندماج بالمجتمع النمساوي ليس بصعب، ولي أصدقاء وزملاء غير عرب أكن لهم المحبة ويكنون لي الاحترام خصوصا في مجال عملي .

    أما عن العودة للعراق فلا أعتقد أني سأعود اليوم...ولا حتى بالزمن القادم....

    سأعود عندما تعود طيور السنونو... وتزغرد الباسقات في وطن لا يتنفس رائحة البارود...


    هل لكلمة "مستحيل"وجود في قاموس شيرين سباهي؟

    لا يوجد شيء اسمه المستحيل. المستحيل عباءة الفاشلين، وجنوح الخائفين.

    أنا هنا على هذه الأرض فأين الاستحالة في روح هي ملكي وعمر في يد الله.

    كلمة أخيرة منك لقراء فرح

    أتمنى لمجلتكم السمو والرقي، ولك الشكر لإجراء الحوار...تشرفت بك.

    وللقراء أقول، فلنصلي لبعضنا ولنحب بعضنا ولنكمل بعضنا فكل المقومات لدينا لنرعى جنين المحبة....لتعيش الأجيال القادمة تحت أغصان الزيتون...فنحن الحجر الأساس لأمة جديدة.



    حوار من إنجاز نعيمة الزيداني
يعمل...
X