إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هجرة  النوطة الجامعية بين الهروب من كثافة المقررات واستسهال النجاح!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هجرة  النوطة الجامعية بين الهروب من كثافة المقررات واستسهال النجاح!




    
    النوطة الجامعية بين الهروب من كثافة المقررات واستسهال النجاح!

    لم تعد هجرة الكتاب محصورة بالكتب الثقافية فقط بل منحت تأشيرات دخول إلى الكتب الجامعية التي تحاصرها ثقافة النوطة الجامعية بمعلوماتها المختصرة ومحاضرتها الحاضنة للنجاح السهل

    كما يقول الكثير من الطلاب الذين يفضلون الدراسة منها بدل إضاعة الوقت في الكتب والمجلدات الكبيرة التي ترهق الطالب وتستنزف قدراته الدراسية حيث يلجأ إليها الطلاب للتخلص والهروب من الكم الهائل للمعلومات الموجودة في الكتب والتي تختزل عدد الصفحات الكبير للكتاب حيث يجدها الطالب سهلة الحفظ في وقت قصير.

    ومع تعميم هذا الفهم والأسلوب الدراسي الذي بات مألوفاً للكثير من الطلاب الجامعيين (تعليم نظامي ومفتوح) باتت هذه الظاهرة أكثر حضوراً في حياة الطالب الجامعي خاصة، أن الجهات المختصة لم تجد لها الحل الأمثل لكي تصبح ضمن السياسة التدريسية الممنهجة والمرتبطة بشكل مباشر بالجامعة والكادر التدريسي واستثمارها بشكل أفضل في خدمة العملية التعليمية وتحقيق التقارب والتوافق بينها وبين الكتاب الجامعي بعد أن أصبحت بمضمونها واقعاً منافساً للمعلومة الموجودة في الكتاب.

    اعتماد كلي

    اعتماد الطالب الجامعي على النوطة كان محور حديثنا مع مجموعة من الطلاب الذين التقيناهم من فروع جامعية مختلفة منهم الطالب توفيق الذي يدرس في كلية الإعلام: إن النوطة التي تباع في المكتبات والأكشاك التي تقدم الخدمات للطلاب مرتبطة بدكتور المادة لأن هناك عدة مواد ليست لها كتب، وأضاف أن المحاضرات التي تباع ليست إلا تأكيداً على الكلام الذي يقال من قبل الدكتور داخل المحاضرة وأحياناً كثيراً تكون المحاضرة منقوصة وليست شاملة لكل الكلام الذي يقال لأنها تكتب من قبل موظف تابع للمكتبة ليس إلا.

    وأشار الطالب محمد دراسات قانونية " تعليم مفتوح " من جانب آخر: إن اعتماده الأكبر في الدراسة يكون من المحاضرات والنوط وليس من الكتب لأنها تكون سهلة الحفظ والدراسة على عكس الكتب التي هي معقدة ومتشابكة وليست مبندة حيث يشعر أن الفقرات متصلة ببعضها، ولكنه يشكو من أسعار هذه المحاضرات والنوط المتفاوتة وخصوصاً قبل الامتحانات حيث يشعر أن المكتبات تستغل الحشد الكبير للطلاب قبل فترة الامتحانات

    وركز عدد كبير من الطلاب على موضوع الكتاب الجامعي صعب الدراسة وصعب الحفظ لقدم مناهج الكتب الجامعية وفي أغلب الأحيان عدم توافر المقررات الجامعية.

    ثقافة المعلومة السهلة

    وعندما سألنا الكادر التدريسي في الجامعة عن ظاهرة النوط والمحاضرات اتفقوا على أنه لا توجد ظاهرة بالمطلق إيجابية أو سلبية ولكنهم يضطرون أحياناً إلى اختيار البدائل في حال عدم وجود حل أمثل، ففي حال عدم وجود كتاب جامعي أو مراجع فإن البديل أو إحدى البدائل هو النوط الموجودة.... «إن الطلاب اعتادوا على اعتمادهم على ثقافة المعلومة السهلة والسريعة، ولا يمكننا القول إن هذه النوط عززت هذه الثقافة، ولكن هناك أمور كثيرة انبنت و غرست عند الطالب، فجاءت النوطة هي السبيل الوحيد لمراجعة وحفظ وبصم المعلومة دون التفكير ودون العودة إلى مراجع، حيث إن هناك أموراً كثيرة تساعد إلى العودة للمراجع مثل الإنترنت، مكتبة الأسد، ولكن الطالب اعتاد على الطريقة السهلة للحفظ والسهلة للنسيان وسهلة الحصول عليها.

    وأضافوا لكي لا نظلم الطالب، هذه ليست مشكلة الطالب وحده إنما مشكلة جيل بأكمله لأن الطريقة بالتعليم منذ البدايات حتى يصبح طالباً جامعياً اعتاد الطالب على التلقين وعلى التلقي دون عطاء “يأخذ ولا يعطي”، فلا يمكن في وقت الجامعة أن تقول للطالب بأن يحضر مراجع وبحوثاً وأن تضعه في دوامة، حيث إن الطالب بارع في الحفظ والتذكر وليس في التحليل والتفكير وحل المشاكل فيتوه عند هذه النقطة.

    وعن لجوء الطالب للنوط والمحاضرات للهروب من الكم الهائل للمعلومات الموجودة في الكتاب، قال الدكتور فراس الزين : إن النوطة هي الحل الجيد في حال عدم وجود كتاب ففي النهاية الطالب بحاجة إلى وجود مادة ملموسة بين يديه، ولكن في حال وجود كتاب ورجوع الطالب إلى النوطة فإنها كارثة مضاعفة.

    ولفت الزين إلى العلاقة بين النوط والمحاضرات التي شكلت حاجزاً بين الطالب والكتاب وذلك بقوله: إنه لا يمكن أن نلقي اللوم على النوط أوالكتاب، فالمشكلة لا بالنوطة أو بالكتاب لأن الطالب أصبح يبحث عن المعلومة السهلة وأن الطالب لا يقرأ ولا يبحث عن مراجع أو ما أسماه “ثقافة الكبسولة المعلومة بحبايه”، أي أن ثقافة القراءة قد التغت، فكيف يمكن للطالب أن يفهم أو يستوعب إذا كان يحضر الأسئلة محلولة في عهد الأتمتة وهي على مسؤولية الذي قام بالإجابة عنها سواء كانت أسئلة دورات أو نماذج محلولة، فإن الطالب يحفظ الأسئلة مع الأجوبة وإن كانت خاطئة، ففي النهاية لا يمكن أن نلقي اللوم على الكتاب أو الإدارة التعليمية أو النظام التعليمي، وأيضاً لا يمكن أن نظلم الطالب .

    عقود الاستثمار

    أسئلة كثيرة تدور حول الجهة المسؤولة عن تبعية أكشاك التصوير التي تباع فيها هذه المحاضرات والنوط والتي كانت تحت مظلة اتحاد طلبة سورية وكان الإشراف مباشراً، وفي الوقت الحالي علمنا أنها تابعة لمديرية المقاصف والمطاعم ورئاسة الجامعة التي أصبحت مكلفة بمنح التراخيص لهذه الأكشاك فأصبح دور الاتحاد رقابياً في حال ورود أية شكوى، وذلك من خلال لجنة ممثلة من قبل الجامعة، اللجنة مؤلفة من ممثل لاتحاد الطلبة وممثل من الجامعة وإشراف من نقابة المعلمين، ودور الاتحاد هو متابعة مدى التزام مستثمر أكشاك التصوير من خلال الالتزام بالأسعار المحددة والمفروضة على المستثمر، بالإضافة إلى متابعة المادة العلمية التي تروج في مراكز التصوير كما أن العقد الذي يبرم مع أي مستثمر لا يسمح له ببيع النوط والمحاضرات إنما فقط يسمح بتصوير الأوراق والدفاتر، ولكن على ما يبدو فإن ضعف المقررات والمادة العلمية وعدم متابعة الكتب الجامعية بشكل دوري، يضطر الطالب للنقل من الدكتور ويكتب نوطة وتباع بالأكشاك كما أن مراكز التصوير تتمكن من بيع الملخصات والنوط المسموح بها من قبل مدرس المادة أو إدارة الكلية مع الهيئة الإدارية للاتحاد، حيث إن هناك بعض النوط مرخصة أو ملحق للكتاب الجامعي.

    ومع اختلاف وجهات النظر حول النوطة الجامعية تبقى هذه الظاهرة عالقة إلى أجل غير مسمى فالبعض يعتبرها إيجابية وآخرون سلبية وبعضهم يلقي اللوم على الطالب وآخرون على المقرر الجامعي، فهل تستمر حالة تقاذف المسؤولية أم تقوم الجهات المعنية بدورها في ضبط هذه الظاهرة بما يخدم سير العملية التعليمية؟.

    البعث ميديا - البعث

يعمل...
X