إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كذبة ديكور المسرح… إبداعية لنقل المشاهد إلى مكان الحدث

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كذبة ديكور المسرح… إبداعية لنقل المشاهد إلى مكان الحدث

    ديكور المسرح… كذبة إبداعية لنقل المشاهد إلى مكان الحدث





    الديكور المسرحي يوهم بالواقع ويخفيه
    شـادي زريــبي
    كان التصوير عند الإغريق في عروضهم المسرحية بدائياً فكانت الألوان الرئيسية توضع بشكل ليس فيه أثر للصنعة الفنية، ولم يكونوا قد عرفوا بعد قواعد المنظور، فكان الرسم عندهم إشارة أو مقاربة إلى العناصر الطبيعية، فالأرض مثلا كانت عندهم صفراء داكنة وللبحر لون أزرق وجذع الشجر بني داكن والفروع لها لون أخضر. والديكور الإغريقي ينقسم إلى ثلاثة: أولا مناظر التراجيديا وفيها ترى المعبد والقصر والفسطاط (الخيمة) وثانيا ما يسمى بالمناظر المسرحية الساتيرية وفيها المناظر البحرية كمرفأ بحري أو شاطئ بحر أو ضفاف نهر والمناظر البرية كصور الأحراش والمغاور والكهوف والغابات وسفوح الجبال.
    أما القسم الأخير فهو مناظر الكوميديا وفيها تصوير لمنازل قامت إلى جانب بعضها وكأنها في ميدان عام أوفي طريق عام وكانت البيوت أحياناً ترسم من طابقين وله سطح وأحياناً كان الممثل يتكلم من نافذة من أعلى البيت كان يصعد إليها بدرجات خلف الستار، ولم تكن الرسوم تحوي حجماً وإنما صور مسطحة وكانت تميل إلى الواقعية في الكوميديا،
    وقد اشتهر المصور «أغاتارك Agatharpue»،الذي صور ستائر (أقمشة) لمسرحيات «إيشيل Eschyle» التراجيدية.
    إلا أن صناعة الديكور سرعان ما نشطت وتخصص لها رسامون وصارت حرفة قائمة الذات، حتى صارت من العوامل المهمة في إنجاح أيّ عرض مسرحي هو مدى توفره على ديكور مناسب للأحداث يعكس تسلسل الأحداث وتحوّلها، كذلك ينقل صورة المخرج.
    وقد انتقلت صورة الديكور المسرحي من حقبة إلى أخرى، ففي عصر النهضة مثلا لاحظنا الاهتمام الكبير بالمعمار المسرحي وبرزت أعمال «سيريليو» و»بلاديو»، وفي القرن العشرين اتضحت أهمية المناظر المسرحية كعنصر هام في العرض المسرحي عندما قام « قسطنطين ستانسلافسكي» (1863-1938) بتنفيذ جدران صلبة بدلاً من الستائر المشدودة.
    ورغم أن الاهتمام بالمؤثرات الجانبية للأعمال المسرحية لم يكن كبيرا آنذاك إلا أن أفراد عائلة «بيبينا» يعتبرون من واضعي أسس فن المناظر وانتشرت أعمالهم في معظم دول أوروبا.
    يرتبط الابداع في عالم المسرح غالبا بنشاطات الممثلين والمخرجين لينسى الناس أهمية مساهمة الفنانين الآخرين بمن فيهم مصممي الديكور، إذ يساعد تنظيم جو الخشبة بشكل صحيح على تكيف الممثل مع دوره واندماجه بالنص.
    وفي العصر الحديث ترك الرسام المسرحي «دافيد بوروفسكي» أثرا ملحوظا في تقاليد فن تصميم ديكورات المسرح في روسيا وفي الفن التشكيلي على حد سواء، علما بأن أعماله في مجال تصميم الفضاء المسرحي ساهمت في بلورة وجه المسرح السوفيتي والمسرح الروسي المعاصر.
    وعلى الرغم من أن هذا الفنان توفي منذ سبع سنوات، الا أن إبداعه مازال يجذب اهتمام الجمهور، لا سيما أنها تكشف أسرار نجاح أبراز المسرحيات التي قدمت في الاتحاد السوفيتي في النصف الثاني من القرن العشرين.
يعمل...
X