إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الفنان حمود السليمان.. في معرض بيئة فراتية غنية ببداوتها

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفنان حمود السليمان.. في معرض بيئة فراتية غنية ببداوتها

    معرض الفنان حمود السليمان.. بيئة فراتية غنية ببداوتها


    اللاذقية - سانا
    يتواصل معرض الفنان حمود السليمان في صالة عامر علي للفنون التشكيلية في اللاذقية حيث يضم المعرض 25 عملا فنيا يختلف كل منها عن الآخر من حيث الفكرة والأسلوب و المواد المستخدمة.
    وتعكس اللوحات المعروضة جملة من الحالات الفكرية والإبداعية التي تنطوي على قدر من التجدد والاختلاف ترتقي إلى آفاق فنية مغايرة لما هو سائد في الساحة التشكيلية المحلية للانطلاق نحو ذائقة فنية أوسع وسويات جديدة على مستوى الفرجة و التلقي.
    وفي هذا الإطار ذكر السليمان لـ سانا أنه يقدم في المعرض تجربتين جديدتين تتناول الأولى البيئة الجغرافية والتراثية لمدينته الرقة بباديتها وبداوتها ومكوناتها الاجتماعية والثقافية والجمالية من خلال مساحات بيضاء تجلت فيها شفافية الألوان المائية تكريسا لبساطة الأفكار المطروحة موثقا بذلك للعديد من سمات الموروث الفكري الشعبي في منطقة نهر الفرات والتي تعج ببساطها الأخضر وهو ما استدعى الاعتماد على ألوان مبهجة تكرس تلك الأجواء المشمسة التي تسم بيئة البادية.
    ويسلط الضوء في التجربة الثانية كما اوضح على المرأة وحاجاتها ومعاناتها ضمن سياق الحياة اليومية في الجزيرة السورية وهي حياة تتصف بالبساطة والتعقيد في آن معا الأمر الذي تطلب استخدام ألوان صريحة و صارخة تبرز هذه المفارقة وتثري مفرداتها وأشكالها البصرية ضمن حالة جديدة من حالات البحث الفني لتكريس هوية شرقية خاصة تكون أشبه ببصمة فنية.
    ولفت السليمان إلى أن المرأة تعتبر هاجسه الأهم إذ تحتل الأنثى الأم والزوجة والحبيبة والصديقة الجزء الأكبر من حياة المرء كما أنها تشكل مدرسة واسعة نتعلم منها بلا حدود فعلى الرغم مما تحمله في أعماقها من هموم و ما تعانيه من مشاكل اجتماعية واخفاقات نفسية متعددة إلا أنها قادرة دائما على منحنا جرعات عالية من الراحة والطمأنينة والفرح.
    وقال الفنان: ألهث في كل عمل وراء ما هو جديد ومبتكر وهو ما يبرر تعدد الألوان والتقنيات والمواد المستخدمة في لوحتي كما يسوغ كثرة المفردات والخطوط والزخارف والكتل اللونية بما يساعدني على الوصول الى غايتي في كل لوحة اشتغل عليها والتي تغنى بطبيعة الحال بإحساس خاص بها فلكل مرحلة عمرية مشاعرها وانفعالاتها وضغوطها النفسية وهو ما ينعكس جليا في العمل الفني.
    وتابع السليمان: ربما أخوض كثيرا على مستوى الفكرة فيما يمكن تسميته عالم المائيات ذلك لأن ذاكرتي محملة بكل ما يتصل بالبيئة الفراتية الأقرب إلى روحي وهي بيئة خصبة تتنوع مفرداتها وحكاياتها وقصص الناس التي تعيش فيها كما أنها بيئة متجددة لا تتوقف عن العطاء و لذلك فإنها تنثر الكثير من الحب والبهجة في ربوعها تماما كما تظهر في لوحاتي المختلفة كعالم شفاف يحرض دوما على مزيد من البحث و التأمل.
    ويسعى الفنان إلى الابتعاد عن اللون الأبيض واللجوء إلى الألوان الأخرى مستفيدا من مختلف مشتقاتها ودرجاتها لإغناء المساحة البيضاء أمامه موضحا أنه غالبا ما يعمد إلى المزج بين أقل درجات اللون شفافية وأكثرها وضوحا وقساوة ليؤشر بقوة إلى الفكرة التي يريد قولها حيث يساعد هذا التناقض اللوني على شرح مقولة الفنان وإبرازها بصورة صريحة.
    أما أصول هذا العشق الفني فتعود كما أوضح الفنان إلى بواكير طفولته حيث نشأ في بيت مولع بفنون الموسيقا والشعر والغناء ما جعله وإخوته يتجرعون هذه الكأس الإبداعية منذ الصغر حيث اتجه أولا إلى دراسة فنون الرقص والسينوغرافيا المسرحية قبل أن يستقر وأخوه الفنان مصطفى السليمان في الميدان التشكيلي لتبدأ رحلة بحثه في الأفق الفني و في عوالم اللون التي استطاع من خلالها أن يحكي إلى حد ما قصته الكاملة.
    وفي هذه القصة حسب قول السليمان كان هناك تنقل متواصل بين المدارس والتيارات الفنية المختلفة بالإضافة إلى الاطلاع المستمر على ما يقدم من تجارب ومحاولات متنوعة أغنت كل منها مخيلته وذاكرته وأدواته الفنية دون أن يقف على حدود أي منها فقد ظل دائم البحث والكشف عن أفلاك بصرية جديدة وصولا إلى لوحة خاصة به تشغل اهتمام المتلقي المثقف والعادي في الوقت نفسه.
    ولفت السليمان إلى أن كلا من تجاربه الفنية تشكل انطلاقة نحو أخرى جديدة ومختلفة عن سابقتها ولذلك فإن كل ما يقدمه اليوم في هذا المعرض هو تمهيد لمرحلة جديدة يحاول فيها الاشتغال على النفس البشرية بكل ما يتفاعل فيها من أهواء ورغبات وأفكار وتطلعات والأمر ذاته بالنسبة للتقنيات الفنية واللونية حيث ينوي أن يكلل مشروعه القادم بسفر متنوع من الأساليب والخامات والرؤى المبتكرة.
يعمل...
X