إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مناخ إبداعي بالتجربة المسرحية في اللاذقية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مناخ إبداعي بالتجربة المسرحية في اللاذقية

    التجربة المسرحية في اللاذقية
    مناخ إبداعي يتماوج بين أعمال الهواة
    والصيغ التجريبية الحداثية


    اللاذقية - سانا
    تتسم الحركة المسرحية في اللاذقية بوفرة نتاجها الفني وتنوعه بين مختلف الاتجاهات والتيارات الإبداعية ما يجعل منها رافدا أساسيا من روافد المشهد الثقافي العام في المحافظة ولاسيما في ظل انبثاق العديد من الفرق المسرحية الخاصة والأهلية خلال السنوات الأخيرة لتشكل مجتمعة حالة من الحراك الفني الفاعل سواء على صعيد مسرح الكبار أو فيما يتصل بمسرح الطفل.. هذا الحراك النوعي أفضى بدوره إلى تحول في عملية التلقي المسرحي حيث شهدت الذائقة الشعبية بمرور الوقت وبالتوازي مع الأعمال الجديدة تغيرا ملحوظا وبالتالي استطاعت هذه الحيوية الإبداعية أن تفرز جيلا جديدا من المتفرجين اتسعت صفوفه بطبيعة الحال لتطال العديد من الشرائح الاجتماعية والعمرية المختلفة ومنها ما كان قد انكفأ منذ أعوام عن المشاهدة المسرحية لسبب أو لآخر.
    حول هذا يؤكد المخرج المسرحي مجد يونس أن المسرحيين في اللاذقية ما زالوا في حالة بحث فني عن هوية مسرحية عربية تكرس لمشروع ثقافي أصيل مشيرا إلى ضرورة رفع سقف الإبداع والبحث عن متلق جديد لتوطيد بنية مسرحية يتم فيها الاعتماد على صيغ فنية جديدة تخرج الحركة المسرحية من دائرة العشوائية والتكرار.. ويقول يونس.. من المعروف ان اللاذقية تشهد سنويا عددا متميزا من المهرجانات المسرحية بالمقارنة مع المحافظات السورية الأخرى وعليه فلا بد من استثمار الحالة المهرجانية الصحية في المدينة عبر الاتجاه نحو التخصص في العروض ووضع استراتيجيات لتسويق الأعمال والأسماء المقدمة من خلالها إلى جانب توسيع فكرة كل مهرجان على حدة وإغنائه بالأنشطة المكملة في الجانب المسرحي من لقاءات حوارية وجلسات نقدية ومحاضرات فكرية لا تقل شأنا عن عروض الخشبة.
    أما الناقد الفني أحمد قشقارة فيرى أن المشهد المسرحي في اللاذقية جزء لا يتجزأ من حركة المسرح السوري العام من حيث النجاحات والإخفاقات على حد سواء وإن كانت هذه الحركة تتفوق اليوم على نظيراتها في المحافظات الأخرى ولاسيما الرئيسية منها بصورة نسبية نظرا لأن الظرف الإنتاجي الذي تعمل الفرق المسرحية ضمنه هو ظرف بالغ الصعوبة من حيث ضيق الإمكانات المادية المتاحة.
    وأضاف قشقارة إن مرحلة المخاض العسير الذي تمر به الحركة المسرحية المحلية لا ينفي وجود تجارب إبداعية على درجة عالية من الأهمية وهي تجارب ومشاريع أثبتت إمكانات نوعية عبر مجموعة من الأسماء المنشغلة بأرشفة وتوثيق الظواهر الإبداعية لخلق حالة مسرحية جادة .
    واختتم الناقد أن المتلقي في محافظة اللاذقية واع ومدرك لمفاصل العملية المسرحية ولذلك يصعب على المستسهلين والدخلاء إلى الوسط سلب عقله والتغرير به مؤكدا أن الجمهور المسرحي المتابع لما يستجد على الساحة المسرحية قادر على تقييم العروض التي تقدم له من الناحيتين الفكرية والفنية وبالتالي فرز الغث من السمين.
    ويركز المخرج والمؤلف المسرحي اسماعيل خلف على أهمية العمل الذي يقوم به مسرح الهواة في تفعيل الواقع المسرحي وشحنه بالطاقات الشابة والمبدعة الجديدة وهو ما يحتاج بدوره الى كثير من الدعم للارتقاء بالمسرح السوري والعودة به إلى ما كان عليه قبل عقود خاصة أن السنوات الأخيرة قد شهدت ارتفاعا لافتا الى عدد العروض السنوية لهذه الفرق والتي لم تكن سابقا لتتجاوز أصابع اليد الواحدة كل عام.
    ويضيف خلف إن نزعة التجريب التي تسود بعض الأعمال الحداثية قد عرقلت مسيرة المسرح المعاصر جراء نزوعها إلى مستوى غير مقبول من الغموض والعشوائية الفنية تحت مسمى الحداثة فركزت على التشكيلات الراقصة والموسيقا الصاخبة والمؤثرات الضوئية والسمعية مبتعدة بذلك عن الخامة الأساسية للمسرح والتي تقوم على الأداء التمثيلي والمهارات البشرية على الخشبة.
    أما المخرج سليمان شريبة فيرى أن الحركة المسرحية الفاعلة تتطلب خطابا قادرا على دراسة المتلقي ومحاورة الشريحة الأوسع من الجمهور والتي تضم بشكل أساسي متفرجا عاديا قد يكون من طلبة المدارس أو الفلاحين أو ربات البيوت بعيدا عن النخبة المثقفة في تأكيد على شعبوية هذا الفن.
    ويقول شريبة: إن الأفكار عبر التاريخ هي ذاتها في تواردها وتكرارها إنما يكمن النجاح حسب تعبيره في اختيار الفكرة التي تصلح لكل زمان ومكان وبالتالي يمكن إيصالها إلى مختلف الفئات الاجتماعية دون كثير عناء ليختتم بعد ذلك بأن الأعمال الحداثوية التي اعتمدت صيغ التجريد المبالغ فيه سواء في جانب الفكرة أو الطرح الفني ساهمت بصورة كبيرة في إقصاء المتفرج عن المسرح وهي تدخل في دوامة التجريب العبثي دون وضع اعتبار للمتلقي العادي ممن لا يملك خلفية ثقافية كافية للتفاعل مع عروض من هذا النوع.
    من جهته يشير المخرج سعيد وكيل إلى أن تجربة العرض في الهواء الطلق قد أحدثت فرقا كبيرا في عملية التلقي المسرحي حيث بات من المتعارف عليه تقديم العروض في الحقول والبساتين والحدائق والأماكن المفتوحة الأمر الذي نال استحسان الجمهور لاسيما في القرى لما يحققه من تماس مباشر مع بيئتهم الريفية.
    ويتابع.. إن هذه النوعية من العروض قد حققت تفاعلا منقطع النظير في جانب مسرح الطفل على وجه التحديد حيث وفر بيئة للتفاعل المباشر بين الطفل والعمل المسرحي وضاعف من إقباله على هذا النوع من الفنون ..وقد تضاعف وعي الطفل الريفي في اللاذقية بالمسرح مؤخرا حسب وكيل بشكل لافت جراء سعي الفعاليات الثقافية المتكررة لاستضافة أعمال مسرحية للكبار والصغار وتأمين الفرجة المناسبة لهم أسوة بأهل المدينة.
    ليس بعيدا عن هذا ما يقوله المخرج المسرحي هاني محمد حول مسرح الطفل فيؤكد أن العروض الموجهة للأطفال تتطلب نشر الوعي الثقافي في طيات هذه الشريحة وتربيتها بصورة تتماشى وتحقيق الذائقة البصرية والفكرية المناسبة بعيدا عن الاتجاه الهزلي والأعمال التجارية التي تسيء إلى مدارك الطفل وتضر بتطوره الإبداعي.
    كذلك يوضح المخرج مصطفى محمد أهمية العودة إلى الذاكرة الشعبية للمجتمع في أي عمل فني ومناقشة الظواهر الاجتماعية التي عادة ما يصار إلى إخفائها وراء الأبواب الموصدة بهدف الاقتراب من الواقع المعاش للمتفرج والبحث في الحلول الممكنة وبالتالي تصويب ما هو خاطئ.
    ويشرح بقوله.. إن الاحتفاليات المسرحية التي تقام بين وقت وآخر تشكل عاملا أساسيا في تنشيط الحركة المسرحية والدفع بها قدما خاصة من خلال الأنشطة التي تقام على هامش العروض والترويج الإعلامي الكبير لها وهوما لا تحققه العروض الفردية التي عادة ما يبقى صوتها خافتا فلا يصل إلى الجمهور المطلوب.

يعمل...
X