تويت
كاميرا المستقبل 2
قبل اربع سنوات كتبت موضوع بعنوان كاميرا المستقبل
تحدثت فيه عن تصوري لكاميرا المستقبل بناءاً على عدة مشاكل في الكاميرات والعدسات كنت أتمنى أن يتم حلها. أعتقد أنه آن الأوان لإعادة طرحه خصوصا مع التطورات الكبيرة في عالم التصوير في الفترة الماضية.
بعض الأمور التي طرحتها في ذلك الموضوع تحققت بالفعل وبعضها مازال حلما. بعض هذه الأمور هو مهم جداً لنا كفوتوغرافيين وبعضها ليس بذات الأهمية. فمثلا هناك الكثير من المصورين لا يهمهم الدقة العالية للصورة ولا يحتاجون اكثر من الدقة المتوفرة حالية في الكاميرات لانها تفي باحتياجاتهم التجارية على الأقل. كذلك قد لا يكون مهما للمصور ان تكون الكاميرا خفيفة أو صغيرة. وكثير منا لا يكترث بوجود جهاز تحديد مواقع لحفظ احداثيات الصورة. وهناك الكثير من المواصفات التي ذكرتها حينئذ مما تحقق بالفعل أو قد يتحقق في المستقبل لكننا لا نتلهف لها كثيرا لعدم اهميتها بالنسبة لنا.
سأركز في هذا الموضوع على تخيل كاميرا المستقبل بناءا على ماحققه الباحثون حتى الآن في عالم التصوير وسأركز على الأمور التي تؤثر بشكل مباشر على المصور والصورة.
لو جاءت شركة رائدة في صناعة الكاميرات والعدسات و طلبت مني تصور الكاميرا فستكون كالتالي:
١- تقنية المجال الديناميكي العالي: ان الكاميرات وحتى اليوم ضعيفة جدا في هذا المجال. مازال المصور يحتاج فلاتر الكثافة الطبيعة المتدرجة وكذلك تقنية ال HDR اثناء المعالجة وكذلك اسلوب دمج الصور Exposure Blending لحل مشاكل المدى الديناميكي. انا اعتقد انه من الغريب اننا لا زلنا ومع كل هذه التطورات نحتاج هذه الحلول البدائية لحل مشكلة المدى الديناميكي. قامت شركة فوجي بتطوير حساس ال Supper-CCD لكنه لم يصل الى المستوى المطلوب والذي يحتاجه الكثير من المصورين خصوصا مصوري الطبيعه. نحتاج الى حساس مثل Super-CCD لكن يستطيع التقاط تباين عالي جدا مثل التباين بين الأرض والسماء في منظر الشروق. يمكن تطبيق هذه الفكرة بسهولة بالتضحية بنصف البيكسلات على الأقل.
.
٢- عمق الميدان: بعد طرح كاميرا Lytro وتقنية Light Field Photography في الأيام الماضية اعتقد انه من المنطقي ان تكون هذه التقنية في حساسات الكاميرات الاحترافية. اتمنى ان يقوموا بتطوير الحساس بحيث يستطيع التقاط العمق الكامل للمشهد بحيث يمكن للمصور اختيار نقطة التركيز وعمق الميدان لاحقا بحيث لا تضيع صورة العمر على المصور بسبب سوء في التركيز او عمق الميدان.
.
٣- دقة الألوان: كما نعرف فإن أغلب الحساسات تعمل بتقنية ال Bayer-Pattern وبالتالي فان الدقة اللونية على مستوى اللون الواحد هي مقبولة لكنه يمكن تطويرها كثيرا بحيث تصبح قابلة للمعالجة بشكل اكبر وذلك بتطبيق تقنيات التقاط اللون الحقيقي كما تم تطبيقه في حساس Foveon X3 من سيجما.
.
٤-تخفيض التعريض: عندما يريد المصور ان يقوم بتعريض طويل فانه يحتاج احيانا لتركيب فلتر ND على عدسته. وربما تحتاج عدة فلاتر لإضاءات مختلفة. أو كحل اذكى فلاتر ال ND متغيرة الكثافة (Vari-ND). لماذا لا يتم وضع فلتر متحرك امام الحساس داخل الكاميرا يقوم بهذه المهمة؟ ان هذا الأمر ليس صعبا. بل اذكر ان هذه الفكرة تم تطبيقها في بعض الكاميرات الصغيرة لكن لا أذكر اسماؤها.
.
٥-غالق الكتروني: انا مستغرب ان الغالق الميكانيكي مازال يسيطر على الكاميرات الاحترافية. ان هذه الغالق يحد من معدل التقاط الصور وكذلك استجابته بطيئة ليبدأ في حركته. ان الحساس الإلكتروني بسرعة جزء من البليون من الثانية وأسرع تم اختراعه منذ عدة عقود وهو يستخدم في كثير من تقنيات عرض الصورة ولا أدري لماذا لا يتم تطبيقه في كاميراتنا اليوم فالتقنيات المطلوبة رخيصة بالنسبة لزمننا نظرا للتطور الالكتروني الكبير.
.
٦- انخفاض التحبب والتشوش: سوف يكون الحساس ذو نسبة منخفضة من التحبب خصوصا في التعريضات الطويلة جدا.
.
.
لكي نستطيع الحصول على نظام يجمع تلك المواصفات سوف نحتاج الى عدد ضخم من البيكسلات. سوف نحتاج الى جيش من البكسلات في الحساس لكل نقطة واحدة في الصورة النهائية. صورة بحجم ١٠ ميغابيكسل سوف تحتاج الى بلايين البيكسلات على حساس الكاميرا. كل نقطة في الصورة سيخدمها جيش متكامل من البيكسلات في الحساس بعضها سيلتقط درجات مختلفة من المدى الضوئي وبعضها سيلتقط نقاط تركيز مختلفة من عمق الميدان وبعضها سيلتقط الوان محددة بحيث يكون هناك تخصص لكل بيكسل وتتعاون هذه البيكسلات لانتاج نقطة واحدة في الصورة. هذه النقطة ستحتوي على معلومات تفوق بشكل كبير جدا المعلومات التي نلتقطها لكل نقطة في صورنا اليوم.
هل يمكنك تصور كيف سيؤثر نظام مثل هذا على حياتك كمصور؟
سوف تختفي امور كثيرة من حياتنا فمثلا ستختفي كثير من البرامج مثل فوتوماتيكس لان ال HDR وربما حتى ال Tone-mapping سيصبحان احد وظائف الكاميرا. كل ما عليك هو تحديد عدد الوقفات الضوئية المطلوبة! سوف لن نحتاج الى تقنية ال Exposure Blending المنتشرة بين مصوري الطبيعة. لن يحتاج المصور ان يشتري فلتر ND المتدرج أو العادي. وسيستغني بنسبة كبيرة ان لم يكن نهائيا عن الفلاتر.
سوف تختفي تقنية ال Focus Stacking والتي يحتاجها مصوري الطبيعة ومصوري الماكرو. وكذلك سوف تختفي حلقة التركيز الموجودة في العدسات فلا داعي للتركيز على نقطة معينة ولا داعي لسكة الكاميرا التي يستخدمها مصوري الماكرو للتركيز الدقيق. تخيل ان نقاط التركيز وأنظمة التركيز المختلفة خصوصا لأغراض التصوير الرياضي الموجودة في الكاميرا ستكون من الماضي.
سوف لن نحتاج لحساب نقطة ال Hyper-focal Distance ولن نحتاج الا الى صورة واحدة لالتقاط منظر شروق بعمق ميدان كبير وبتباين عال جداً. لن يشتكي احد مستقبلا انه خسر صورة العمر بسبب ان الصورة تم تعريضها اكثر من اللازم او ان موضوعه ليس بالتركيز المطلوب.
سوف نستطيع التصوير بمعدل عالي جدا من الصور في الثانية ولن يوقفنا عن التسارع الا معالج الكاميرا او مساحة وسرعة الذاكرة.
سوف نستطيع تصوير الشمس ومراقبة الخسوف والتعريض الطويل وسط النهار متى نشاء ويدون اي فلاتر.
سوف نستطيع ولأول مرة تصوير ضوء شمعة مع انعكاسات ضوءها الضعيف في لقطة واحدة. ستستطيع تصوير ضوء النجوم الضعيف وضوء القمر ومنظر طبيعي ضمن لقطة واحدة.
وبسبب المدى الديناميكي العالي فلاداعي ان نقضي وقتا طويلا لوزن التعريض. كل ما يحتاجه المصور ان يحدد سرعة الغالق المطلوبة وعمق الميدان المطلوب والكاميرا عندها الكم الكافي من المعلومات لاظهار الصورة التي في مخيلة المصور بعد ضبط الخيارات حسب ابداع المصور.
سوف يستطيع المصور التركيز على الصورة وعلى فنّياتها ولن يحتاج تعلم امور تقنية كثيرة في الكاميرا نفسها….تخيل…كل ذلك في كاميرا احترافية!
ربما نستطيع تحقيق كل هذه الامور اليوم عن طريق حلول بديلة لكننا سوف نبتسم في المستقبل اذا تذكرتا كيف كنا نصور…..فمشاكل اليوم ستصبح من الماضي.
تحياتي
قبل اربع سنوات كتبت موضوع بعنوان كاميرا المستقبلتحدثت فيه عن تصوري لكاميرا المستقبل بناءاً على عدة مشاكل في الكاميرات والعدسات كنت أتمنى أن يتم حلها. أعتقد أنه آن الأوان لإعادة طرحه خصوصا مع التطورات الكبيرة في عالم التصوير في الفترة الماضية.
بعض الأمور التي طرحتها في ذلك الموضوع تحققت بالفعل وبعضها مازال حلما. بعض هذه الأمور هو مهم جداً لنا كفوتوغرافيين وبعضها ليس بذات الأهمية. فمثلا هناك الكثير من المصورين لا يهمهم الدقة العالية للصورة ولا يحتاجون اكثر من الدقة المتوفرة حالية في الكاميرات لانها تفي باحتياجاتهم التجارية على الأقل. كذلك قد لا يكون مهما للمصور ان تكون الكاميرا خفيفة أو صغيرة. وكثير منا لا يكترث بوجود جهاز تحديد مواقع لحفظ احداثيات الصورة. وهناك الكثير من المواصفات التي ذكرتها حينئذ مما تحقق بالفعل أو قد يتحقق في المستقبل لكننا لا نتلهف لها كثيرا لعدم اهميتها بالنسبة لنا.
سأركز في هذا الموضوع على تخيل كاميرا المستقبل بناءا على ماحققه الباحثون حتى الآن في عالم التصوير وسأركز على الأمور التي تؤثر بشكل مباشر على المصور والصورة.
لو جاءت شركة رائدة في صناعة الكاميرات والعدسات و طلبت مني تصور الكاميرا فستكون كالتالي:
١- تقنية المجال الديناميكي العالي: ان الكاميرات وحتى اليوم ضعيفة جدا في هذا المجال. مازال المصور يحتاج فلاتر الكثافة الطبيعة المتدرجة وكذلك تقنية ال HDR اثناء المعالجة وكذلك اسلوب دمج الصور Exposure Blending لحل مشاكل المدى الديناميكي. انا اعتقد انه من الغريب اننا لا زلنا ومع كل هذه التطورات نحتاج هذه الحلول البدائية لحل مشكلة المدى الديناميكي. قامت شركة فوجي بتطوير حساس ال Supper-CCD لكنه لم يصل الى المستوى المطلوب والذي يحتاجه الكثير من المصورين خصوصا مصوري الطبيعه. نحتاج الى حساس مثل Super-CCD لكن يستطيع التقاط تباين عالي جدا مثل التباين بين الأرض والسماء في منظر الشروق. يمكن تطبيق هذه الفكرة بسهولة بالتضحية بنصف البيكسلات على الأقل.
.
٢- عمق الميدان: بعد طرح كاميرا Lytro وتقنية Light Field Photography في الأيام الماضية اعتقد انه من المنطقي ان تكون هذه التقنية في حساسات الكاميرات الاحترافية. اتمنى ان يقوموا بتطوير الحساس بحيث يستطيع التقاط العمق الكامل للمشهد بحيث يمكن للمصور اختيار نقطة التركيز وعمق الميدان لاحقا بحيث لا تضيع صورة العمر على المصور بسبب سوء في التركيز او عمق الميدان.
.
٣- دقة الألوان: كما نعرف فإن أغلب الحساسات تعمل بتقنية ال Bayer-Pattern وبالتالي فان الدقة اللونية على مستوى اللون الواحد هي مقبولة لكنه يمكن تطويرها كثيرا بحيث تصبح قابلة للمعالجة بشكل اكبر وذلك بتطبيق تقنيات التقاط اللون الحقيقي كما تم تطبيقه في حساس Foveon X3 من سيجما.
.
٤-تخفيض التعريض: عندما يريد المصور ان يقوم بتعريض طويل فانه يحتاج احيانا لتركيب فلتر ND على عدسته. وربما تحتاج عدة فلاتر لإضاءات مختلفة. أو كحل اذكى فلاتر ال ND متغيرة الكثافة (Vari-ND). لماذا لا يتم وضع فلتر متحرك امام الحساس داخل الكاميرا يقوم بهذه المهمة؟ ان هذا الأمر ليس صعبا. بل اذكر ان هذه الفكرة تم تطبيقها في بعض الكاميرات الصغيرة لكن لا أذكر اسماؤها.
.
٥-غالق الكتروني: انا مستغرب ان الغالق الميكانيكي مازال يسيطر على الكاميرات الاحترافية. ان هذه الغالق يحد من معدل التقاط الصور وكذلك استجابته بطيئة ليبدأ في حركته. ان الحساس الإلكتروني بسرعة جزء من البليون من الثانية وأسرع تم اختراعه منذ عدة عقود وهو يستخدم في كثير من تقنيات عرض الصورة ولا أدري لماذا لا يتم تطبيقه في كاميراتنا اليوم فالتقنيات المطلوبة رخيصة بالنسبة لزمننا نظرا للتطور الالكتروني الكبير.
.
٦- انخفاض التحبب والتشوش: سوف يكون الحساس ذو نسبة منخفضة من التحبب خصوصا في التعريضات الطويلة جدا.
.
.
لكي نستطيع الحصول على نظام يجمع تلك المواصفات سوف نحتاج الى عدد ضخم من البيكسلات. سوف نحتاج الى جيش من البكسلات في الحساس لكل نقطة واحدة في الصورة النهائية. صورة بحجم ١٠ ميغابيكسل سوف تحتاج الى بلايين البيكسلات على حساس الكاميرا. كل نقطة في الصورة سيخدمها جيش متكامل من البيكسلات في الحساس بعضها سيلتقط درجات مختلفة من المدى الضوئي وبعضها سيلتقط نقاط تركيز مختلفة من عمق الميدان وبعضها سيلتقط الوان محددة بحيث يكون هناك تخصص لكل بيكسل وتتعاون هذه البيكسلات لانتاج نقطة واحدة في الصورة. هذه النقطة ستحتوي على معلومات تفوق بشكل كبير جدا المعلومات التي نلتقطها لكل نقطة في صورنا اليوم.
هل يمكنك تصور كيف سيؤثر نظام مثل هذا على حياتك كمصور؟
سوف تختفي امور كثيرة من حياتنا فمثلا ستختفي كثير من البرامج مثل فوتوماتيكس لان ال HDR وربما حتى ال Tone-mapping سيصبحان احد وظائف الكاميرا. كل ما عليك هو تحديد عدد الوقفات الضوئية المطلوبة! سوف لن نحتاج الى تقنية ال Exposure Blending المنتشرة بين مصوري الطبيعة. لن يحتاج المصور ان يشتري فلتر ND المتدرج أو العادي. وسيستغني بنسبة كبيرة ان لم يكن نهائيا عن الفلاتر.
سوف تختفي تقنية ال Focus Stacking والتي يحتاجها مصوري الطبيعة ومصوري الماكرو. وكذلك سوف تختفي حلقة التركيز الموجودة في العدسات فلا داعي للتركيز على نقطة معينة ولا داعي لسكة الكاميرا التي يستخدمها مصوري الماكرو للتركيز الدقيق. تخيل ان نقاط التركيز وأنظمة التركيز المختلفة خصوصا لأغراض التصوير الرياضي الموجودة في الكاميرا ستكون من الماضي.
سوف لن نحتاج لحساب نقطة ال Hyper-focal Distance ولن نحتاج الا الى صورة واحدة لالتقاط منظر شروق بعمق ميدان كبير وبتباين عال جداً. لن يشتكي احد مستقبلا انه خسر صورة العمر بسبب ان الصورة تم تعريضها اكثر من اللازم او ان موضوعه ليس بالتركيز المطلوب.
سوف نستطيع التصوير بمعدل عالي جدا من الصور في الثانية ولن يوقفنا عن التسارع الا معالج الكاميرا او مساحة وسرعة الذاكرة.
سوف نستطيع تصوير الشمس ومراقبة الخسوف والتعريض الطويل وسط النهار متى نشاء ويدون اي فلاتر.
سوف نستطيع ولأول مرة تصوير ضوء شمعة مع انعكاسات ضوءها الضعيف في لقطة واحدة. ستستطيع تصوير ضوء النجوم الضعيف وضوء القمر ومنظر طبيعي ضمن لقطة واحدة.
وبسبب المدى الديناميكي العالي فلاداعي ان نقضي وقتا طويلا لوزن التعريض. كل ما يحتاجه المصور ان يحدد سرعة الغالق المطلوبة وعمق الميدان المطلوب والكاميرا عندها الكم الكافي من المعلومات لاظهار الصورة التي في مخيلة المصور بعد ضبط الخيارات حسب ابداع المصور.
سوف يستطيع المصور التركيز على الصورة وعلى فنّياتها ولن يحتاج تعلم امور تقنية كثيرة في الكاميرا نفسها….تخيل…كل ذلك في كاميرا احترافية!
ربما نستطيع تحقيق كل هذه الامور اليوم عن طريق حلول بديلة لكننا سوف نبتسم في المستقبل اذا تذكرتا كيف كنا نصور…..فمشاكل اليوم ستصبح من الماضي.
تحياتي