إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

البلبل ( مراد بوكرزازة ) الكاتب والقاص و الروائي - حاورته : حافي وجيدة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • البلبل ( مراد بوكرزازة ) الكاتب والقاص و الروائي - حاورته : حافي وجيدة

    مراد بوكرزازة : زوجتي تعرفني بالقدر الكافي بيننا أكثر من ثقة عمياء
    حاورته : حافي وجيدة



    بلبل هو في تغريده الصباحي وإطلالاته المتميزة على إذاعة الجسور قسنطينة, كاتب وقاص روائي من الدرجة المتميزة يعشقها ولا يفرط في أزقتها وشوارعها الضيقة الواسعة على غرار السويقة والقصبة واكلاتها اللذيذة والبنينة مثل الشخشوخة. كتب عنها ومازال يكتب فقط لعشقه الذي يشبه عشق قيس وليلى وروميو وجوليت هو الذي قال يوما " لا أتنفس الهواء إلا في قسنطينة " هذه المدينة الخلابة التي أنجبت لنا شخصية من الطراز الأول فتحت العنان لجسورها وطبيعتها الخلابة للزغردة والتهليل قبل 49 سنة لتعلن عن ميلاده ومجيئه وكأنها كانت تعرف مسبقا بأنها ستفخر به أمام إخوانها وأخواتها من المدن الجزائرية . رحب الصدر, طيب القلب فتح لنا قلبه من خلال هذا الحوار الذي خصنا به.

    س: مساء الخير أستاذ مراد وشكرا على قبول الدعوة , أستاذ لو فتشنا في دفاتر الماضي وقلبناها صفحة صفحة فماذا سنجد يا ترى بعبارة أخرى ماذا يستطيع أن يقول مراد بوكرزازة عن هذه الدفاتر؟

    ج: مواطن من قسنطينة يعشقها للحد الذي لا يستطيع أن يصل إليه احد خريج معهد الحقوق جامعة قسنطينة 1989 التحقت بالإذاعة في نفس السنة أشتغل كثيرا في ما هو ثقافي , فكري فني متزوج وأب لطفلتين , أكتب القصة والرواية نشرت في الجزائر والوطن العربي روايتي الأولى شرفات الكلام نشرت عام 2001, أعدت طبعها في الجزائر 2002 , 2004 مجموعة قصصية الربيع يخجل من العصافير , 2010 ليل الغريب أعكف حاليا على كتابة رواية المنفيون من الجنة وهي بمثابة إهداء للمنفيين وللذين لم يلتفت إليهم أحد.

    ٍس: في المقدمة تكلمت عن قسنطينة عن هذه المدينة الجميلة جمال سكانها وأزقتها قسنطينة التي تكلمت عنها في كثير من أعمالك وخاصة رواية ليل الغريب أين صورتها ووفقت إلى حد كبير , لكن السؤال ربما الذي يتبادر إلى ذهن كل قارئ لهذه الرواية وحتى لهؤلاء الذين لم يقرؤها لماذا ليل الغريب ماذا كنت تقصد من وراء هذاالعنوان وهل خطرت لمراد عناوين أخرى ؟

    ج:أولا قسنطينة لم ترد في ليل الغريب وإنما تقريبا في كل أعمالي كالربيع يخجل من العصافير , شرفات الكلام ...الخ. ليل الغريب كانت تمثل مدينتين الشرقية بعاداتها وجمالها وباريس بأضوائها وتناقضاتها , في الحقيقية لما دخلت باريس كتبت بعض أجزائها هناك لأني حينها كنت أعيش الغربة والوحشة والشخصية المحورية كانت تتحدث عن الليل بشكل عام لهذا جاء العنوان هكذا الليل والغربة غربة باريس وغربة الجزائر لان الغربة ليس بمعناها الضيق قد تشعر بها وأنت بين اهلك وناسك , عندما لا يفهمونك ولا يلتفتون إليك . زيادة على هذا من خلال هاته الرواية حاولت أن أسلط الضوء على أحداث العشرية الحمراء في الجزائر من مجازر وقتل ومعاناة كتبتها سنة 2002 وانتظرت حتى 2010 حتى انشرها, تعتبر جزء ثاني للرواية الأولى شرفات الكلام , العنوان الأول الذي اخترته هو الأرصفة أيضا تقتل لكن بعدها غيرته لأني رأيت أن فيه شرح موجز لما يحدث في هاته الرواية وليل الغريب لان فيه الكثير من الرموز والإيحاءات التي من الممكن أن تأخذ بيد القارئ برفق وتذهب به بعيدا في الحكاية.

    س: يقال أن الكتابة فن وسر لا يعرف معناها إلا الكاتب الذي يرفع قلمه ويعبر عن شعوره وشعور المحيطين به متى يكتب مراد بوكرزازة هل في أوقات معينة للكتابة بعبارة أخرى متى يغلق باب الغرفة بين الكاتب وقلمه ؟

    ج:الكتابة لا تختلف في جوهرها وعمقها عن أي طقس ديني فنحن لما نكتتب لا نختلف عن هؤلاء الذين يصلون بخشوع , السنوات التي مضت كنت اكتب في المقهى وفي وسط الضوضاء والضجيج لكن صدقيني لحظة الكتابة كنت لا اسمع شيئا كنت وفيا أكثر لصوتي الداخلي وأفكاري الجارفة ’ الليل يعتبر من لحظات الكتابة المميزة عندي لأني من أولائك الذين يستيقظون عندما تنام المدينة , تستيقظ روحي وشيئا ما بداخلي يحرضني على أن اذهب للكتابة ’ كذلك الرابعة والخامسة صباحا من أهم الفترات المهمة للكتابة الكتابة تشبه الولادة لحد كبير فالمرأة لما تنجب صغيرها فهي تتمنى أن يحدث ذلك بحميمية خالصة وأنا مثل هذه المرأة أعاني ما تعانيه في مخاضها وولادتها افرح مثلها بعد أن تنجبه , فهي بعد أن تلده تذهب لملامحه تتفحصه بغض النظر عن كونه اسمر أو أشقر ,جميل أو قبيح فهي رغم كل شيء تراه جميلا حلوا وانأ كذلك. مراد لما يكتب النص وينهيه يلقي عليه إطلالة قصيرة ثم اترك الأوراق مبعثرة واذهب لأنام وفي الصباح أتفقد تلك الأوراق واثأر تلك الولادة إن صح التعبير واقرأ ما كتبت وأرضى وافرح وأحيانا اترك الأوراق لمدة أيام ثم اعو داليها لأتفاجأ بما كتبت فنحن عادة لا نتذكر حجم تلك الدعوات التي ذكرناها في خشوعنا وسجودنا , عدد الركعات التي صليناها بقدر ما نكتشف أننا صليناوذهبنا بعيدا في تهجدنا و هكذا هي الكتابة

    س: قبل مواصلة الحديث عن هذا العالم الحقيقي الخيالي عالم الكتب والكتابة ربما سنضطر للوقوف عند محطة مهمة في حياتك الدراسية الحقوق والعلوم الإدارية التي لم نجدها في مشوار مراد العملي بل اصطدمنا بصحافة وشعر وكتابة فهل التمرد على القدر هو الذي جعلك تدخل هذا العالم الإعلامي أم هي الموهبة الربانية التي ساعدتك أم هو الحب والعشق لمهنة المتاعب ؟

    ج: في سنوات الشباب لما أنهيت دراسة الحقوق كنت أتمنى أن أكون محاميا كبيرا لان همي الوحيد آنذاك كان الدفاع عن حقوق المظلومين ولكن بعدها اكتشفت أن الكتابة كذلك وسيلة للدفاع عن المقهورين والمظلومين , في الحقيقة منذ نعومة أظافري وأنا كائن إذاعي أحببت الإذاعة وإنا في سن مبكرة كنت لما ينام أبي أذهب واسرق المذياع وأنام على صوته ولحد ألان مازلت أتذكر واشتاق لتلك الأصوات الناعمة على غرار فاطمة ولد خصال, عند مشارف إنهاء الدراسة طرق الحظ أبوابي من خلال تجربة بسيطة فتم قبولي والحمد لله بعد هذا العمر اكتشفت أنني مشيت في الطريق الصحيح وقدمت وزرعت ما يرضي الناس أما فيما يخص سؤلك عن الموهبة انأ اعتبر أن الموهبة ضرورية جدا في هذا المجال لكن لوحدها لا تكفي بل يجب صقلها بالصبر والقراءة لأنهما مفتاح النجاح فهي مثل نبتة صغيرة نضعها في مزهرية ,هذه النبتة تحتاج إلى الرعاية والماء وأشياء أخرى لكي تنموا وتكبر.

    س: لمن يقرا مراد بوكرزازة من الكتاب والكاتبات ؟

    ج: أنا اقرأ للكل تقريبا فقد قرأت لنجيب محفوظ ,سميح القاسم, نزار قباني, كمال الغيطاني من مصر طيب الصالح من السودان مفتوح أيضا على كتابات الجزائريين ك رشيد بوجدرة , أمين الزاوي كتاب من جيلي مثل كمال قرور, ياسمينة خضراء قرأت له حوالي عشرة إلى خمسة عشرة عملا من أعماله مالك حداد, محمد ديب, أحلام مستغانمي, فوضى الحواس , عابر سبيل, أكاذيب سمكة. وأنا كان لي الشرف أن التقيتها في العدد الأول من برنامج سهرات المدينة فأنا باختصار عاشق القراءة وباللغتين الفرنسية والعربية وعلاقتي بالكتاب هي علاقة عشق كلما وجدت كتابا يليق بالمقام إلا ودخلت إليه وتناولته.

    س: لماذا الإذاعة وليس التلفزيون الإذاعة وليس الصحافة المكتوبة وهل من عروض من الخارج ؟

    ج: لا أنا مفتوح على كل التجارب, أنا اكتب في الكثير من المواقع الالكترونية واساهم فيها على طريقتي الخاصة أما فيما يتعلق بالتلفزيون لم تتح لي الفرصة بعبارة أخرى لم يطلب احد خدماتي وفي حالة ما إذا طلب مني فلن أتردد طبعا إذا كانت التجربة مدروسة بشكل جيد التجربة التي تقدمني بالشكل الذي يليق بي فانا لست من أولائك الذين يغامرون ويقبلون بأي عرض أنا ضد التهور والتسرع بل مع التجربة التي تضيف إلى رصيدي تحترمني كمواطن وتحترمني كمثقف واعتقد أني لو خضت تجربة تلفزيونية سأنجح فيها على طريقتي أما فيما يخص العروض فلحد الآن لم أتلق أي عرض من تلفزيونات عربية أو غربية.

    س: وماذا عن سهرات المدينة ؟

    ج: عرض علي سمير قنز معد ومخرج البرنامج الفكرة فلم أتردد لحظة واحدة لأني طبعا اعرف سمير قنز واحترافيته في الإخراج , في التعامل التجربة في الحقيقة أضافت الشيء الكثير لي لأني من خلال البرنامج التقيت عددا كبيرا من الفنانين واحتككت بهم وفتحت لي نافذة على الفن في الوطن العربي بشكل عام حتى وان كانت قصيرة فانا لم أتردد في الإضافة وتقديم كل ما يليق باسمي وجمهوري.

    س:باختصار
    - البحر ؟
    الاتساع للحد الذي لا يقدر عليه احد
    - جيجل ؟
    يكفي أنها المدينة التي أنجبت أمي وأبي
    - لينا وسمر ؟
    قراري الصائب الوحيد في الحياة
    -الشهرة ؟
    أحب أن أكون مشهورا لكنها ليست الهاجس الذي يحركني لا أخافها لكن أحيانا لا اقدر على عواقبها الوخيمة
    - حب الجماهير ؟
    نعمة لا تقدر بثمن
    - الوالدين ؟
    اغلي شيء عندي كتبت عن أبي عندما غادر الحياة شرفات الكلام, أمي مازالت على قيد الحياة
    احلم بان احملها على أكتافي وأخذها إلى زيارة بيت الله كما احلم بعمل كبير وضخم عن أمي
    - شرفات الكلام الربيع يخجل من العصافير ,يوم وفاتي وغيرهم ؟
    أولادي وفلذات أكبادي أحبهم ولا أفضل احد على غيره ,شرفات الكلام كتبتها عندما غادر أبي الحياة كنت استقبل تعازي الناس نهارا وليلا اعزي نفسي بالكتابة هي المحطة التي قررت أن أعوض حجم الفراغ الكبير والخسائر الفادحة التي ألحقها بي رحيل أبي , العصافير تخجل من الربيع هي مجموعة من النصوص التي أرخت فيها لقسنطينة وللمنبوذين وللوحيدين , ليل الغريب جاءت كمرحلة أخرى ابن ما زلت كائنا للبوح ,يوم وفاتي كتبتها في لحظة شعرت أن العالم انطفئ وانتهى وهنا الوفاة في النص وليست حقيقية.

    شكرا استاد مراد على قبول الدعوة وبالتوفيق في بقية المشوار وهل من كلمة أخيرة
    شكرا لك وبالتوفيق لك وأتمنى أن أكون عند حسن ظن الجميع.
يعمل...
X