إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هاتِ لقمة يا قمر - قصص وحكايات - بسمة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هاتِ لقمة يا قمر - قصص وحكايات - بسمة

    العدد 249 - 2013/6 - قصص وحكايات - بسمة
    مجلة شهرية مميزة تجمع العلم والأدب والفن والتسلية لقراءنا الصغار
    هاتِ لقمة يا قمر
    رسم: فادي سلامة
    في زمن بعيد، عاش خبّاز وزوجته وابنهما سليم في بلدة جبليّة.
    بيت الخبّاز ومخبزه كانا وحدهما في قمّة الجبل، وبقيّة بيوت البلدة كانت في السفح.
    كلّ صباح يحمل الخبّاز الخبز الساخن المنتفخ وينزل إلى البلدة ليبيعه.
    حين يصل إلى ساحة البلدة يبرد الخبز ويرتخي، فلا يشتري كثيرون منه، لذا لم يكن والد سليم يجني كثيراً من المال.
    نصحه كثيرون أن يبيع معدّات مخبزه القديم، ويعمل في فرن آخر لكنه رفض، لأنّ مخبزه كان عزيزاً عليه.
    ورغم ذلك كانت العائلة سعيدة وراضية.
    في النهار كان سليم يمرح في الحقول المحيطة ببيته وفي المساء يتأمّل القمر الجميل ويتحدّث إليه.
    كان سليم هو الطفل الوحيد في البلدة الذي يمكنه رؤية القمر بهذا الوضوح، لأنه يسكن في قمة الجبل.
    ذات ليلة أعدّت أم سليم الجبن والشوكولاتة، وأعدّ والده الخبز بالحليب.
    نظر سليم إلى القمر وقال له: «هاتِ لقمة يا قمر، أنت تبدو أشهى من هذا العشاء».
    لم يتحرّك القمر من مكانه ولم يعطِ الطفل شيئاً، فقال سليم: «غداً سآكل منك لقمة»، ثم أكل رغماً عنه بعض الخبز والجبن والشوكولاتة.
    في الليلة التالية كان القمر جميلاً ومنيراً جداً، قال سليم:
    «القمر الليلة أحلى من الشوكولاتة ولونه كلون الزبدة وهو ناعم كالحليب.. هاتِ لقمة يا قمر».
    لكنّ القمر لم يتحرّك، فحزن سليم وقال لوالديه: «لن آكل حتى يعطيني القمر لقمةً منه».
    حاول الوالدان إقناع ابنهما سليم بكلّ الطرق أن يأكل، لكنّه رفض.
    ليلةً بعد أخرى، رفض سليم تناول العشاء وكان ينام جائعاً وحزيناً، حتى أصبح هزيلاً.
    أمضى والدا سليم وقتهما يفكّران في حلّ لمشكلة ابنهما، وما عادا يخبزان.
    أصبح المخبز حزيناً. ما عاد الفرن يشتعل، أو الشوبك يرقّ العجين، أما الزبدة والحليب والبيض التي تستخدم لصنع الكعك فكادت تفسد.
يعمل...
X