إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

يطوي أشرعته محمد خليفة بن حاضر الشاعر والأديب الكبير عاشق العربية والمثقفون ينعونه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • يطوي أشرعته محمد خليفة بن حاضر الشاعر والأديب الكبير عاشق العربية والمثقفون ينعونه

    اللغة العربية تودع أحد عشاقها مثقفون: رحيل محمد بن حاضر
    خسارة للشعر الملتزم


    الشارقة - “الخليج”:
    1/1










    وأخيراً، يطوي الشاعر والأديب الكبير محمد خليفة بن حاضر أشرعته، على حين غرة، الشاعر الذي رحل عن دنيانا أمس الأول كرس حياته، كاملة، على امتداد عقود، ليكون إحدى القامات الثقافية العالية، في سماء بلده الإمارات، حيث كان أحد الرموز المهمة في عالم الثقافة، والإبداع، ناهيك عن أنه كان لسان حال إنسانه، ووطنه، لا يفتأ يرهن قصيدته وروحه، من أجلهما، ليكون بذلك صورة ناصعة عن المبدع الملتزم والمخلص لإنسانه وقضاياه .
    ولد محمد خليفة بن حاضر في 25 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1948 في دبي، وتخرج في جامعة لديز في بريطانيا عام ،1970 تخصص إدارة أعمال، التحق بالسلك الدبلوماسي منذ عام ،1972 وعمل في بيروت وكراتشي في باكستان، وبعد ذلك أصبح عضواً في المجلس الوطني الاتحادي، شارك في تأسيس ندوة الثقافة والعلوم في دبي، نشرت قصائده ومقالاته في الصحف والمجلات الإماراتية .
    لقد كان للغياب المفاجئ للشاعر والأديب بن حاضر أثر كبير في نفوس زملائه وأصدقائه ومحبيه من أدباء وكتاب ومثقفي الإمارات، بل وكل من عرفه عن قرب، أو اطلع على إبداعاته النابضة بالحياة والأمل، هذه الإبداعات التي كانت تنمّ عن ثقافة موسوعية، وروح استثنائية، لصوت مائز، كان يشكل “مكتبة ثقافية متنقلة” كما يمكن أن يقال عنه، فقد كان دائم الانكباب على أمّهات الكتب العربية، كما عرف عنه، كما أنه كان دائم التواصل مع جمهور متلقيه العريض، يقدم لهم خلاصة رؤاه وتجربته نثراً، في مقالات ذات لغة فريدة، جميلة، كما أنه لم يتوان لحظة عن اعتصار خافقه، ليواصل كتابة القصيدة التي تليق بوطنه الأكثر جمالاً .
    “الخليج” التقت عدداً من الأدباء والكتاب والمثقفين الإمارتيين، أدلوا بشهاداتهم حول مكانة وأهمية ودور هذا العلم الثقافي الكبير، بعد أن فجعوا جميعاً بمرارة غياب اسم إبداعي أصيل، لا يتكرر بسهولة .
    قال الدكتور يوسف الحسن: كان الشاعر الراحل من أكثر مثقفينا تعبيراً عن الحس الوطني والانتماء إلى الهوية العربية والإسلامية، مجلسه كان مفتوحاً للحوار حول القضايا والإشكاليات المهمة والحاجات البسيطة للمواطن العادي، كان يحلم بغد أفضل ويؤسس من خلال كتاباته لمستقبل مشرق، لقد كان على درجة عالية من الشفافية والصدق والخلق، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته .
    قال الدكتور يوسف عيدابي: لعب محمد بن حاضر دوراً مهماً في التأسيس لمشهد ثقافي جاد ومسؤول في الإمارات، إنه قامة حقيقية آمنت بفكرة الوطن والقومية العربية والانفتاح على العالم، مواقفه لم تخف على أحد، وأشعاره ملتزمة بقضايانا الأساسية، توخى الدقة في ما يكتب من ناحية الشكل والمضمون، التزم بأوزان الشعر حتى وهو يخط قصيدة التفعيلة، لم يكن يحب الأضواء وهي من سمات المثقف الحقيقي، لقد كان كالقنديل يضيء في العتمة، ونأمل من الجهات المعنية بأن تعمل على جمع ونشر تراثه .
    اعتبر الروائي علي أبو الريش أن رحيل محمد خليفة بن حاضر يعد خسارة كبرى للثقافة الإماراتية، حيث يعد أحد الرموز الثقافية الأكثر أهمية في المشهد الثقافي الإماراتي، إلا أن القضاء والقدر لا مهرب منهما، ومن هنا، فإن كل ما نستطيع أن نقدمه له بعد غيابه المفجع، أن نقدر أعماله الإبداعية التي قدمها لإنسانه وبلده، على امتداد عقود، وأن يكون جزءاً من الذاكرة الإماراتية، كما يستحق، ومن هنا، فإن على اتحاد كتاب وأدباء الإمارات الاحتفاء بقيمة هذا الرجل الإبداعية، وما يحتله في نفوسنا، نتيجة دوره الثقافي الكبير، ولا يسعنا إلا أن نترحم عليه، ونرجو من الله تعالى أن يسكنه جنان الخلد .
    وقال الكاتب حارب الظاهري: شاعر جميل، احتل مكانة مرموقة في قلوبنا، وقد فاجأنا برحيله المرير، لكنه يظل شاعراً خالداً، ضمن وطنه الكبير، فمثلما تغنى، ومثلما قدم تجربة إبداعية لاتضاهى، فإنه لابد من أن يسطر اسمه ضمن تلك الكوكبة الشعرية والأدبية الخالدة، وهكذا يظل الشعر، ويرحل الشاعر، ومثل ذلك رحيل المطر، ورحيل النهر، إلا أنه يظل حاضراً يتجدد ويتدفق، وينبأ بالحلم .
    وقال القاص والروائي إبراهيم مبارك: إن رحيل قامة عالية مثل الشاعر الأديب محمد خليفة بن حاضر يعتبر خسارة كبرى لدولة الإمارات، بل للثقافة العربية بكاملها، فأنا شخصياً كنت أعرفه عن قرب، عرفته شاعراً وإنساناً وصاحب مواقف وطنية وقومية وإنسانية، أجل لقد كان شخصية نادرة ومتفردة، وله أشعار في منتهى القوة والجمال، ولديه حس وطني كبير، لقد فجعت بغياب زميل وصديق، وكلما كنت ألتقيه، فإنني كنت أحس بأنني أجد ما هو جديد لديه، وهذه من خصال المثقف الكبير، وكيف لا ما دام كاتبنا كان سفيراً وأديباً، إن الرحيل المباغت لهذا الأديب شكل صدمة شخصية بالنسبة إلي وإلى كثيرين ممن أحبوه .
    ورأى الشاعر عبدالله الهدية أن الراحل لم يكن مدرسة شعرية، فحسب، بل كان ذا حضور في كل جوانب الثقافة، لقد كان ركيزة من أهم الركائز الثقافية والإبداعية، وما أحوجنا الآن إلى مثل هذه الشموليات، ناهيك عن أنه كان مدرسة في الأخلاق، ومدرسة في الروح، ومدرسة في الوطنية، ومدرسة في القومية، لا يمكن استذكار هذه الشخصية من قبل من هم حوله، من دون استذكار ابتسامته، وتواضعه، وليس بأفضل مثال هنا من أنه كلما قرأ قصيدة متميزة لأحدنا، بادر ليبارك لصاحبها، وهذا مثال نادر، وهو يدل على أنه كان واثقاً بتجربته، محباً ومتفانياً من أجل رسالته السامية والنبيلة .
    وقال بلال البدور المدير التنفيذي لشؤون الثقافة والفنون في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع: وفاة أي شخص هو خسارة خصوصاً إذا كان رجلاً وطنياً وشاعراً سعى دوماً لرفعة وطنه وأمته والدفاع عن قيمها، وقد كان الراحل محمد خليفة بن حاضر واحداً من أولئك الرجال الذين لم يدخروا أي جهد في سبيل وطنه، فسخر شعره للتغني بأمجاد وطنه وتاريخه، ودافع عن هويته وأصالته، كما بذل الشعر في سبيل الدفاع عن أمته العربية وحضارتها، وكان لفلسطين والقدس مكانة خاصة في شعره، كما كان مدافعاً مستميتاً عن اللغة العربية في وجه غزو اللغات الأخرى، كما سخر عمله كدبلوماسي ثم عضو في المجلس الوطني للشأن العام وخدمة الناس، خصوصاً المحتاجين من أبناء الوطن فكان لا يتأخر في مد يد العون لهم ومساعدتهم على حاجاتهم، وقد ساعد الكثيرين من أبناء الأمة العربية على استكمال دراساتهم .
    وفي ما يخص النشاط الثقافي فقد أسهم ابن حاضر في الحركة الثقافية الوطنية من خلال أنشطة ندوة الثقافة والعلوم التي كان عضواً مؤسساً في مجلس إدارتها، لا شك في أنها خسارة كبيرة لرجل وطن وشاعر كبير من شعراء الإمارات المرموقين .
    وقال الشاعر شهاب غانم: لقد تلقيت الخبر بألم شديد، خبر وفاة الشاعر الكبير محمد خليفة بن حاضر وهو صديق عزيز، جمعتني به صداقة حميمة وطويلة، وكنت معه في مجلسه منذ أيام وكان متألقاً في أفكاره، وهو شاعر رقيق ومبدع حقيقي، له شعر عاطفي جميل فيه متانة ورقة، كتب الكثير من القصائد الرقيقة وعالج قضايا وطنية وقومية ودافع عن أمته بكل وسيلة، وقد كنت أحرضه على نشر شعره وإصداره في ديوان، وكان زاهداً في ذلك، لا يهتم كثيراً بالنشر، وقد وعدني بأنه سيصدر ديوانا، وأرجو أن يجمع شعره ويصدر في ديوان .
    إلى جانب ذلك، فقد كان وطنياً من الدرجة أولى وعضواً في المجلس الوطني وهو متحدث بارع يأسرك ببيانه ولغته الجميلة، وكان كريماً شهماً وله مجلس معروف يؤمه المثقفون وكان مسرحاً لأحاديث ثقافية ممتعة احتضنت نقاشات جادة وإضاءات على عدة قضايا .

    وقالت الدكتورة حصة لوتاه: أول ما فكرت فيه عندما سمعت خبر وفاة الشاعر والمثقف الأديب محمد خليفة بن حاضر هو أن اللغة العربية فقدت شاعراً كبيراً ومدافعاً قوياً عنها ولو قدر لي أن أكتب عنه لقلت، إنها “ودعت حبيبها” كان حريصاً على أن تظل لها مكانتها في التعليم وفي المجتمع وأن تظل قيمها حية في الناس، وكان يهتم بكل فكر وكل كتابة تسعى للدفاع عنها والرفع من شأنها، وأذكر أنني في إحدى المرات كتبت مقالة عن اللغة العربية فقرأها واتصل بي وشكرني وشجعني، مثل هذا الرجل المثقف الواعي بقضايا أمته ووطنه، وبهويته الحضارية، وبدور اللغة بوصفها وعاء للهوية وحافظة لها، والذي لا يدخر جهداً دفاعاً عنها مثل هذا الرجل خسارته خسارة عظيمة وفقدانه خسارة للوطن والأمة .

يعمل...
X