إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

للشاعر( فريد أبو سعدة) قصيدة : ثلاثون زنزانة فى الطريق

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • للشاعر( فريد أبو سعدة) قصيدة : ثلاثون زنزانة فى الطريق



    ثلاثون زنزانة فى الطريق

    قصيدة جديدة للشاعر الكبير فريد أبو سعدة


    مهداة إلى ترجمان الحلم.. حمدين صباحى

    ثلاثون عاماً
    ليدخلَ أروقةَ البرلمان
    ثلاثون عاماً
    لتُفتحَ نافذة ٌ للهواء
    فيخرج مثل الدخانْ
    غرابٌ تثاءب فوق الكراسى طويلاً
    وآن الأوانْ !
    تُرى
    هل ستكفى ثلاثون عاماً
    لكنس الرمادْ
    وهل تتمكن أصواتنا
    وهْى تخرج من فمه حين يهدرُ
    أن تتآخى وصوت البلاد ْ
    ثلاثون زنزانة فى الطريق
    ثلاثون جرحا وأحجية ً
    فتذكّرْ
    سلالاتِ من سبقوك من المغرمينَ
    الذينَ
    إذا ما تسمّعتَ
    تسمعهم صائحينَ :
    عشقنا وهُنَّا
    فصرنا نقوشاً على قبّة البرلمان ِ
    إذا أغلقوا البابَ والنورَ
    قمنا
    لنذكرَ ما كانَ
    أو نتذكّرَ ما سيكونْ !!
    تسمَّعْ لتسمعهم ينشجونَ : سبانا الغرامُ.
    ويبكون بعضا من الوقتِ
    ثم يعودون للنقشِ كالمذنبينْ !

    **
    سلالات من سبقوك
    إذا ما تطلعتَ سوف تراها
    معلَّقة ًفى الهواء كهاماتِ قتْلى
    تجولُ
    وتهتفُ فى القادمينْ :
    بلادى وإن جارتْ علىَّ
    عزيزة ٌ
    وأهلى وإن ضنّوا علىَّ
    كرامُ
    **
    ثلاثون عاماً
    وها أنتَ مثلي
    ومثلَ البلادِ
    قليلٌ من الفرْحِ
    ينهجُ فى القلب حينا فحينْ
    **
    تُرى
    كيف تُدْخِلُ فى البرلمان بلاداً
    معذَّبة ً بالنهار ِ
    وفى الليلِ ليست تنامْ
    بلاداً بشكل مظاهرة ٍ
    أُمْطرتْ بالرصاص ِ
    تخبُّ وتصهلُ بين الدّخانِ
    تُرى كيف تفصلُ بين الأنينِ
    وبين الكلامْ
    وكيف تقطَّرُ أغنية َ الجمعِ
    من بين هذا الركام

    **

    ثلاثون عاماً
    وهذا الزحام بددْ
    ثلاثون عاما وليس يراهُ أحدْ
    ثلاثون عاماً
    يُرى غبرة ً أو عددْ
    فكيف تؤاخى الأنا بالزحامِ
    وتقشط عنه الزبدْ
    زحامٌ أحدْ
    زحامٌ صمدْ
    لهُ ما لهُ من رؤىً
    ولهُ
    حكمة ُ المغرمينَ
    بهذا البلدْ

    **

    تكلَّمْ
    كما تتكلّمُ فى الليلِ زنزانة ٌ
    وتكلّمْ
    كناجٍ صحا بين أنقاضِ بيتٍ تهدّمْ
    تكلم كعصرٍ من الشهداءِ
    وقلْ
    ما الذى كان فوق الشفاهِ
    قُبيلَ اختراق الرصاصة ِ
    قبل السقوطِ
    وقبل هروب الملثّمْ!
    **
    تكلّمْ
    كمن أدخلته يدُ الله فى التجربة ْ
    فلا يتحوّلُ فوق المنصةِ
    من سيسبانِ إلى بغبغانْ
    صلِ القلب بالفمِ
    والصوت بالدمِ
    كى يتغيّرَ شكلُ البلاغة فى البرلمانْ

    **
    تُرى هل أرى ما أرى ؟!
    أم الحلمُ يأخذنى فى الكرى
    لمدائن ترقدُ فى القلبِ منذ ثلاثين عاماً
    وآن الأوانْ
    أرى "الكعكة الحجرية"
    تشعلُ أنوارها فى الظلامْ
    أرى النهر يخلعُ ذاكرة الرعبِ ،
    يمشى بهيّاً ، نبيّاً
    ويصرخُ فى ردهاتِ المكانْ
    أنا الشعبُ سيّدُ نفسي
    أنا الحلمُ جئتُ
    وجئتُ بحمدين لى ترجمان
يعمل...
X