إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عند الشاعرات السوريات تتباين المطالع والمقدمات الشعرية بسبب تفاوت المستوى الأدبي والشعري لنص القصيدة.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عند الشاعرات السوريات تتباين المطالع والمقدمات الشعرية بسبب تفاوت المستوى الأدبي والشعري لنص القصيدة.

    مطالع قصائد الشاعرات السوريات.. تباين في المستوى

    دمشق-سانا
    تتباين المطالع والمقدمات الشعرية عند الشاعرات السوريات بسبب تفاوت المستوى الأدبي والشعري لنص القصيدة ولاسيما أن هناك عددا كبيرا من النساء بدأن يحاولن خوض هذه التجربة في ظل ظاهرة النثر الحديثة.

    وتعتبر الشاعرة ليندا إبراهيم أن المقدمة الشعرية في القصيدة يجب أن تكون دفقة عاطفية تحمل كثيراً من الشجن والأشواق أياً كان موضوع القصيدة حتى تستوقف المتلقي وتخلق بينه وبين القصيدة ارتباطاً وثيقاً يترك أثراً من شأنه أن يبقى حتى نهاية القصيدة إضافة إلى وجود إشارة في بداية القصيدة إلى موضوع إنساني أتى نتيجة انعكاس أو تفاعل بين عاطفة الشاعر وبين سبب هذا الموضوع كما في قولها بمطلع قصيدة حنين:
    يبكي.. وأبكي لا ناي ولا قصب..
    حتى انتبهنا وقد شفت لنا الحجب..
    تبكي المرابع إذ طابت لنا زمناً..
    حيث الهوى رائق واللهو واللعب..
    أيام ننتهب اللذات في شغف.. فلا نمل وإن قد هدنا التعب.

    أما بسمة شيخو فتعتبر أن النص الشعري قد يكون بداية ونهاية في مقدمته أو مطلعه فيأتي مطلع القصيدة كموضوع كامل يحمل شيئاً مما تريده الشاعرة حيث تنهي الفكرة منذ بداية القصيدة لتبدأ في غيرها محاولةً أن تطرز هذه المقدمة بشيء من العواطف إلى جانب الأسلوب النثري في تكوين الألفاظ دون أن تعتمد على الإيقاع تقول في مطلع قصيدة مكان لك:
    في قلبي مكان محجوز لا يملؤه إلا أنت..
    بعد أن يمتلئ ألواناً وأحلاماً
    ويفيض في جنون الكلمات
    ألمح غيابك متربعاً داخله
    في حين أن الشاعرة هيلانة عطا الله تعمل في مطلع القصيدة على الترقب والتأمل والتفكير فتترك مساحات واضحة للفكرة التي تطلقها على شكل طير على مكان تحط عليه وتتكون من جديد وتترك بعد ذلك العاطفة لتتحرك تدريجياً مع الحركة البيانية لتحولات القصيدة ما يجعل القصيدة تتفاوت من حيث العاطفة فقد تكون في المقطع الأول الذي يشكل مطلع القصيدة اقل مما يليها ثم تعود لتتحرك.. تقول في بداية قصيدة انعتاق:
    عندما ينعتق الليل تنطلق طيور أفكاري كي تجوب الآفاق
    حيث لا عيون بلهاء ولا همهمات غبية.
    وتختلف عالية النعيمي في مقدمة "خرج ولم يعد" مع زميلاتها فتجد أن المباشرة يجب أن تكون بداية لأي قصيدة حتى يدرك المتلقي طريقه في شعاب القصيدة وخمائلها فتصب جزءاً كبيراً من معطيات الموضوع لتشكل مدخلا يؤدي إلى هدفها واتجاهها عبر وسيلتها التعبيرية تقول:
    سلام.. سلام
    تضج وكالات الأنباء
    وتعلن وسائل الإعلام
    العربية والغربية
    ونشرات الأرصاد الجوية
    بأنها ستمطر السماء سلام.

    وعند الشاعرة نازك دلي حسن يتكئ مطلع القصيدة على الأصالة فيعتمد البحر الخليلي والروي المتوافق والمتناسق إضافة إلى القافية التي تنسجم مع موسيقا البحر الكامل دون أن تهمل الصورة والخيال والحالة العاطفية التي تتخلل جواً رومانسيا عذباً منذ الصدر الأول لمطلع القصيدة تقول في قصيدة بوح البيلسان:
    هزت دمشق بكفها أعراف.. والبيلسان يبوح لصفصاف
    إن البنفسج في ظلالك عاطر.. وكذا الربيع يموج بالأطراف
    وعند الشاعرة نيروز جبيلي يبدأ حدث القصيدة منذ بدايتها وتكثف كثيراً من عواطفها لتقرر منذ البداية إلى أين تؤدي فكرة القصيدة محاولة أن تقدم صورا شعرية جديدة ضمن أشواقها وحالاتها المتحولة بهدوء من موضوع لآخر دون أن تلتزم بموضوع واحد في النص الشعري تقول في مطلع نصها لا تتأخر يخلع الزمان المتعب ماضيه ويقرر أخيراً الاستحمام تحت أمطار عينيك راح يغتسل.. فيعلو من تحت مساماته صهيل الأمنيات.
    في حين تعتمد الشاعرة غادة فطوم طريقة الخطف خلفاً عبر أسلوب القص الشعري برغم أسلوبها الحديث الذي لا يخلو من الإيحاءات والدلالات والصورة فتحاول أن تطرح حدثاً إشكالياً في النص ثم تذهب لتحليل التحولات النصية وصولاً إلى النتائج والأسباب كقولها في مطلع أرجوحة الظل:
    أمتطي صهوة صهيله.. وغاب عميقاً
    في حمحمة خيله الجامحة
    رغا زبداً وأناشيد
    اغتسل بالزبد والزعفران
    وتلتقي الشاعرة صبا قاسم في طرائق السرد الشعري للنص النثري فتفتتح بأسلوب التقرير الذي يعتمد على الدلالات والدهشة كما أنها تعمد إلى الابتعاد عن الضبابية حتى تترك للمتلقي سبيلاً للمتابعة حيث تكثف من حضور الأنثى منذ بداية النص وتحافظ على هذا الحضور إلى نهايته تقول في نصها نهد:
    ثمة أنا مدورة مثل الأرض
    طويلة طويلة كالموت
    أنثى بحجم الماء
    وأحياناً تأتي الشاعرة رولا حسن بومضة قصيرة متكاملة تحمل صورة واحدة وواضحة إلا أن هذه الصورة غالباً تؤدي الغرض الشعري أو الموضوع الهام الذي ينتاب خيالها وإن كان هذا الموضوع قد أتى عبر ألفاظ قليلة قد لا تتجاوز كلمات معدودة منتقاة من الشغاف لتصاغ على الورق كقولها في قصيدة عصفور:
    عصفور كل الغابات
    تحت جناحيه
    قلبي معك

    وتفتتح الشاعرة لينا شدود نصها بحالة تشاوءم وهذا ينطبق على أغلب نصوصها لأنها ترى أن النص الشعري يجب أن يكون نتيجة إيجابية لمقدمات سلبية تحمل كثيراً من الحلول لقضايا ترى فيها ضرورة للتأمل وإيجاد الحلول المناسبة لأسباب تورط الإنسان في همومه ومثال ذلك نصها:
    "أمكث في الضد" بين أكمتين.. سرت كمن يتناثر
    لا أتفاجأ.. من غروب شتائي
    أنهكني بثلجه الحالم
    وسواقيه صدأ
    وتلجأ وئام سلمان إلى الحكمة في نصوصها دون أن تقف عند فكرة واحدة لذلك تأتي بعدة مقدمات ونتائج في النص الواحد أي ينفصل مطلع القصيدة مباشرةً عن المطلع الآخر وفق تعابير بسيطة تحمل إيحاءات لاستقراءات إنسانية تؤدي إلى شيء من الفلسفة ومحاكاة العقل تقول في نصها "كنز":
    الذي صادفته لغزاً
    لا يدركه سطح العقل
    الكنز المتروك على قارعة الطريق
    تبصره العينان.
    محمد الخضر
يعمل...
X