إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الزميل نصري الصايغ في جديده «عبد الحميد كرامي: رجل لقضية»

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الزميل نصري الصايغ في جديده «عبد الحميد كرامي: رجل لقضية»

    «عبد الحميد كرامي: رجل لقضية» لنصري الصايغ
    لبنانية مختلفة








    ما فعله الزميل نصري الصايغ في جديده «عبد الحميد كرامي: رجل لقضية»، الصادر حديثاً عن «شركة المطبوعات للتوزيع والنشر» (بيروت، الطبعة الأولى، 2011)، لم يكن مجرّد تأريخ ضيّق الأفق، ولا محاولة مبسّطة لقراءة ذاكرة وممارسات وتحوّلات مؤثّرة في التاريخ الحديث للبنان أولاً، ولعلاقاته المفتوحة والمعقّدة مع العرب والغرب ثانياً. وما قدّمه الكتاب، المأخوذ بفكرة السرد الأدبي المغلِّف سياسة ومجتمعاً وأفكاراً ونضالاً، أخرج النصّ من التأريخ الضيّق والقراءة العابرة إلى أفق أرحب في معاينة المسارات المختلفة للرجل والقضية معاً.
    إن تعامل الصايغ مع سيرة عبد الحميد كرامي ألزمته قراءة الرجل «وفق نصّه التاريخي الخاص، في الحقب والمفاصل التي عاشها، وليس انطلاقاً من نظرة المركز إليه». فـ «لبنانية عبد الحميد كرامي مختلفة عن لبنانية أهل الجبل وقيادات بيروت وبعض الجنوب وجبل عامل». إنه من «طرابلس الشام»، وطرابلس الشام هذه «لم تكن حيّزاً جغرافياً بمقدار ما كانت انتماءً عميقاً لهوية قومية أصيلة، تجد مداها الحيوي في الداخل السوري وتتفاعل معه، أكثر من تداخلها وتفاعلها مع المركز اللبناني». بهذا الاختزال المكثّف للرجل وبيئته، وللموقع الجغرافي للبيئة، أكّد الصايغ أن النصّ، المكتوب بدقّة مؤرّخ وحساسية أديب وثقافة محلّل سياسي، شكّل الصورة الأقرب عن الرجل وحكايته مع «نصف قرن من الحروب والثورات والقضايا والمنعطفات»، والطريقة الأخرى التي يدعو الصايغ قارئ كتابه هذا إلى الاستعانة بها، «تمتدّ من لحظة زوال عالم قديم مع رحيل الامبراطورية العثمانية، وولادة عالم جديد، كان حظّ عبد الحميد كرامي منه أن يكون نقيضه، بكل ما أوتي من قوّة تأتّت من موقعه الديني في إفتاء طرابلس، وزعامة موروثة متجدّدة ومطلوبة ومحاطة من جماهير وقيادات طرابلسية، وعلاقات تحالف نسجها مع قيادات عربية أساساً، وسورية تحديداً».
    على الرغم من أن الكتاب «لا ينتمي إلى التاريخ كما يرويه المؤرّخون، ولا ينتسب إلى فن السيرة كما يُسجّلها أصحابها»، كما جاء على الغلاف الأخير للكتاب، إلاّ أن «عبد الحميد كرامي: رجل لقضية» فتح مجالاً واسعاً أمام إعادة قراءة الذاكرة الفردية والجماعية معاً، من خلال شخصية فاعلة ومؤثّرة ومشتغلة بهمّ إنساني وقومي وواقعي في مسائل بلد وناس ومجتمع. وإلقاء نطرة على العناوين الأساسية (النهايات القاتلة، الإرث المبدّد، احتلال دمشق، تفشي الدويلات، ...إلى السلاح، لكم لبنانكم... فخذوه، طرابلس الشام إلى لبنان، الحرية والعقاب، نهاية فرنسا، رجل الدولة في «الدولة»، من الانفصال إلى... القطيعة، حتى الرمق الأخير، وفاء ودماء، ...إلى اللقاء) تشي بشمولية المراحل، وبتعمّق الفصول في كل مرحلة منها، تلك التي وسمت حياة كاملة لرجل أسرف في عمله السياسي انطلاقاً من ركائز ومعتقدات ومسلّمات خاصّة ببلد، وبموقع البلد جغرافياً وتاريخياً.
    بالإضافة إلى هذا كلّه، تضمّن الكتاب وثائق ومواقف، أكملت النصّ الأصلي بإثباتات وإشارات حسّية إلى مفاصل تلك الحقبات المتلاحقة، وجعلت الاشتغال الذي قام به نصري الصايغ أقرب إلى الأرشفة التأريخية المرتكزة على نسق أدبي في مقاربة الحكايات والتبدّلات. أو أقرب إلى إعادة رسم صورة أنقى وأفضل عن ماض لا يزال حاضراً في الراهن، بواقعية واضحة لخّصها الكاتب بقوله إن «العمل تشوبه نواقص يُمكن معالجتـها قريباً»، مشيراً إلى الحاجة إلى «جهد إضافي لجمع الوثائق والمواقف كافة، وإثباتها في مرجع خاص يحمل إرث وتراث عبد الحميد كرامي». وإلى جانب قصائد قيلت في الرجل (محمد مهدي الجواهري، نديم الجسر وجمال ملاح) وصُور فوتوغرافية مختلفة، هناك كلمات ومقالات جمّة قيلت فيه وعنه أيضاً.
يعمل...
X