إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كتاب / العولمــــــــة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #61
    رد: كتاب / العولمــــــــة

    اللَّهِ مَفْعُولًا{ [النساء: 47].
    وكلُّ ذلك دليل كفرهم وخروجهم عن الدين الصحيح، وأنهم كذَّبوا بالحق لَمَّا جاءهم مع أنهم يعرفونه كما يعرفون أبناءهم، فلذلك حلَّت عليهم اللعنة والغضب واستحقوا العذاب في الآخرة، قال تعالى: }لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ{ [المائدة: 78].
    ولا شكَّ أن تكذيبهم لمحمد r وما جاء به هو أعظم الكفر، وهم المرادون بقوله تعالى: }قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ{ [المائدة: 60].
    فتأمَّل هذه الآيات وما بعدها وما يشابهها في سورة النساء تجد أنَّ جميع من كذَّب محمدًا r أو خرج عن شرعه أو أنكر رسالته أو ادَّعى أنه رسول العرب أو نصب العداوة للمسلمين أتباع هذه الشريعة المحمدية؛ أنه كافرٌ مستحقٌ لغضب الله ولعنته وعذابه، ولا ينفعه انتماؤه إلى الأديان السابقة والمنسوخة المحرَّفة.

    تعليق


    • #62
      رد: كتاب / العولمــــــــة

      وقد أقام الله البراهين والأدلَّة على صحَّة هذه الرسالة والشريعة، وأمر بإبلاغها للخاص والعام، فمن بلغته فعاند وعصى وركب هواه واتَّبع الأديان الباطلة وتمادى في غيِّه؛ فإنَّ مصيره إلى النار وبئس القرار.
      ولا شكَّ أنَّ الأديان السماوية كانت سبيل النجاة قبل تحريفها ونسخها، لكن وقع من أهلها التحريف للكلم عن مواضعه، وتغييرُ شرع الله، ثم عصيان هذا النبي الكريم، فبطل التمسك بها؛ مع أن الأديان الباقية الآن كلها باطلة حيث دخلها الشرك بالله وعبادة الأنبياء كالمسيح وأمه والعُزَيْر والصالحين، وتغيير دين الله عما هو عليه، والتعبُّد بما لم يأذن به الله؛ فيُحكَم عليهم بأنهم كفار فلا يدخلون في قوله تعالى: }إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ{[البقرة: 62].
      فالإيمان بالله يستلزم تصديق رُسله وخاتمهم محمد r، ويستلزم تقبُّل كلامه القرآن الكريم، فلا يدخل في ذلك من كذَّب محمدًا أو طعن في القرآن ولو عمل ما عمل من الصدقات والصلوات

      تعليق


      • #63
        رد: كتاب / العولمــــــــة

        الباطلة.
        وقد أخبر الله أنَّ أعمال الكفار تكون هباءً منثورًا، منها أعمال أهل الكتاب الذين لم يؤمنوا بالله وبرُسله وكتُبه.
        فقوله تعالى: }قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ{ [المائدة: 68] دليلٌ على أنهم ليسوا على دين، وأنَّ عبادتهم باطلة حيث لم يؤمنوا بما أُنزل إليهم من ربِّهم ولم يقيموا التوراة والإنجيل، فإنَّ إقامتهما تستلزم اتباع النبي الأُمي الذي يجدونه مكتوبًا عندهم في التوراة والإنجيل، فمن لم يتبعه لم يكن على شيء.
        وهكذا اشترط الله للأمن الإيمان بالله واليوم الآخر في قوله تعالى: }إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ{ [البقرة: 62].

        تعليق


        • #64
          رد: كتاب / العولمــــــــة

          فلا بدَّ من الإيمان بالله الذي يستلزم تصديق رسله وخاتمهم محمد r، فلم يُقبل منهم الإيمان إلا بشرط وهو التصديق بما جاءت به الرسل.
          ولا شك أنَّ العمل الصالح الذي اشترطه الله للمؤمنين لا يحصل إلا بما وافق شرع الله المنـزَّل على نبيه r، وقد فسَّر النبي r الإيمان بأركانه الستة، ومنها «الإيمان بالرسل والكتب»، وهو يستلزم الاتباع للرسل وخاتمهم محمد r، والعمل بالكتب وخاتمها القرآن الكريم، فمن لم يتعبه فليس بمؤمن ولا ينفعه عمله، ولو عمل أيَّ عمل.
          ومعلوم أنَّ الإسلام في وقت كل نبيٍّ هو اتباع ما جاء به؛ فاتباع موسى في زمنه واتباع عيسى في وقته سُمي «إسلامًا»، لكن زال بعد أن حُرِّفت تلك الشرائع ونُسخ ما بقي منها.
          ثم إنَّ حجَّة الله قائمة؛ فكتاب الله تعالى محفوظ، وقد تُرجم وفُسِّر بكلِّ اللغات، وانتشر الإسلام وبلغ أقصى الأرض وأدناها، ولم يبقَ لأحدٍ عذر، حيث إنَّ دين الإسلام مشهور معروف لا يحتاج إلى زيادة تعلُّم، وكلُّ من دخل فيه أمكنه أن يعرف ما أوجب الله عليه في بضعة أيام،

          تعليق


          • #65
            رد: كتاب / العولمــــــــة

            ويعمل بما يقدر عليه، ولا يلزمه معرفة التفاصيل دفعة واحدة، فالزكاة لا تلزم الفقير، والصوم لا يكون في السَّنة إلاَّ مرَّة، وأحكامه سهلة، والحجُّ في العمر مرَّة واحدة على المستطيع، والمحرَّمات يمكن معرفتها في مجلسٍ واحد، فكيف بعد هذا يُقال إنَّ اعتناق الإسلام يستدعي بضع سنوات في دراسته وعرضه على الأديان الأُخرى.
            وقد شُوهد أنه دين الفطرة التي فطر الله الناس عليها، فمن لم يتبعه مع سماعه به فهو من أهل النار، ومن لم يبلغه ولم يسمع به فهو كأهل الفترات يحكم الله فيهم بما يشاء.
            والله المستعان، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم([1]).

            ^^^


            ([1]) «الإعلام يكفر من ابتغى غير الإسلام» (13-27) للشيخ ابن جبرين، إعداد الأخ علي أبو لوز.

            تعليق


            • #66
              رد: كتاب / العولمــــــــة

              فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء حول هذا الموضوع، وحول موضوع «وحدة الأديان»
              الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .. أما بعد:
              فإنَّ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء استعرضت ما وَرَدَ إليها من تساؤلات، وما يُنشر في وسائل الإعلام من آراءٍ ومقالات بشأن الدعوة إلى «وحدة الأديان»: دين الإسلام، ودين اليهود، ودين النصارى .. وما تفرَّع عن ذلك من دعوة إلى بناء مسجد وكنيسة ومعبد في مُحيط واحد في رحاب الجامعات والمطارات والساحات العامة، ودعوة على طباعة القرآن الكريم والتوراة والإنجيل في غلاف واحد، إلى غير ذلك من آثار هذه الدعوة، وما يُعقد لها من مؤتمرات وندوات وجمعيات في الشرق والغرب .. وبعد التأمُّل والدراسة فإنَّ اللجنة تُقرِّر ما يلي:
              أولاً- إنَّ من أصول الاعتقاد في الإسلام المعلومة من الدين بالضرورة، والتي أجمع المسلمون عليها، أنه لا يوجد على وجه الأرض دين حقّ سوى دين الإسلام، وأنه خاتمة الأديان،

              تعليق


              • #67
                رد: كتاب / العولمــــــــة

                وناسخ لجميع ما قبله من الأديان والملل والشرائع، فلم يبقَّ على وجه الأرض دين يُعبد الله به سوى الإسلام .. قال الله تعالى: }وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ{ [آل عمران: 85].
                والإسلام بعد بعثة محمد r هو ما جاء به دون ما سواه من الأديان.
                ثانيًا- ومن أصول الاعتقاد في الإسلام أنَّ كتاب الله تعالى (القرآن الكريم) هو آخر كتب الله نزولاً وعهدًا بربِّ العالمين، وأنه ناسخ لكلِّ كتاب أُنزل من قبل من التوراة والزبور والإنجيل وغيرها، ومهيمن عليها، فلم يبقَ كتابٌ منَزَّلٌ يُعبد الله به سوى «القرآن الكريم» .. قال تعالى: }وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ{ [المائدة: 84].
                ثالثًا- يجب الإيمان بأنَّ «التوراة» و«الإنجيل» قد نُسختا بالقرآن الكريم، وأنه قد لحقهما التحريف والتبديل بالزيادة والنقصان كما جاء بيان ذلك في آيات من كتاب الله الكريم منها قول الله

                تعليق


                • #68
                  رد: كتاب / العولمــــــــة

                  تعالى: }فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ{ [المائدة: 13].
                  وقوله جل وعلا: }فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ{ [البقرة: 179].
                  وقوله سبحانه: }وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ{ [آل عمران: 78].
                  ولهذا فما كان منها صحيحًا فهو منسوخ بالإسلام، وما سوى ذلك فهو محرَّف أو مبدَّل .. وقد ثبت عن النبي r أنه غضب حين رأى مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه صحيفة فيها شيء من التوراة، وقال عليه الصلاة والسلام: «أفي شكٍّ أنت يا بن الخطاب؟! ألم آتِ بها

                  تعليق


                  • #69
                    رد: كتاب / العولمــــــــة

                    بيضاء نقية؟ لو كان أخي موسى حيًّا ما وسعه إلاَّ اتباعي» رواه أحمد والدارمي وغيرهما([1]).
                    رابعًا- ومن أصول الاعتقاد في الإسلام أن نبيَّنا ورسولنا محمد r هو خاتم الأنبياء والمرسلين، كما قال الله تعالى: }مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ{ [الأحزاب: 40].
                    فلم يبق رسول يجب اتباعه سوى محمد r، ولو كان أحد من أنبياء الله ورسله حيًّا لَما وسعه إلا اتباعه r، وأنه لا يسع أتباعهم إلاَّ ذلك .. كما قال الله تعالى: }وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ{ [آل عمران: 81].
                    ونبي الله عيسى u إذا نزل في آخر الزمان يكون تابعًا لمحمد r وحاكمًا بشريعته .. قال الله تعالى: }الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ



                    ([1]) وحسنه الألباني في تعليقه على المشكاة (1/63).

                    تعليق


                    • #70
                      رد: كتاب / العولمــــــــة

                      الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ{ [الأعراف: 157].
                      كما أنَّ من أصول الاعتقاد في الإسلام أنَّ بعثة محمد r عامة للناس أجمعين، قال الله تعالى: }وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ{ [سبأ: 28].
                      وقال سبحانه: }قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا{ [الأعراف: 158].
                      وغيرها من الآيات.
                      خامسًا: ومن أصول الإسلام أنه يجب اعتقاد كفر كل من لم يدخل في الإسلام من اليهود والنصارى وغيرهم وتسميته «كافرًا»، وأنه عدوُّ الله ورسوله والمؤمنين، وأنه من أهل النار كما قال تعالى: }لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ{ [البينة: 1].
                      وقال جلَّ وعلا: }إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ{ [البينة: 6].
                      وغيرها من الآيات.

                      تعليق


                      • #71
                        رد: كتاب / العولمــــــــة

                        وثبت في صحيح مسلم أنَّ النبي r قال: «والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمَّة، يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أُرسلت به إلا كان من أهل النار»([1]).
                        ولهذا فمن لم يُكفِّر اليهود والنصارى فهو كافر، طردًا لقاعدة الشريعة: «من لم يُكفِّر الكافر فهو كافر».
                        سادسًا: وأمام هذه الأصول الاعتقادية والحقائق الشرعية، فإن الدعوة إلى «وحدة الأديان» والتقارب بينها وصهرها في قالب واحد دعوة خبيثة ماكرة، والغرض منها خلط الحق بالباطل، وهدم الإسلام وتقويض دعائمه، وجرُّ أهله إلى ردَّةٍ شاملة، ومصداق ذلك في قول الله سبحانه: }وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا{ [البقرة: 217].
                        وقوله جلَّ وعلا: }وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً{ [النساء: 89].
                        سابعًا: وإنَّ من آثار هذه الدعوة الآثمة إلغاء الفوارق بين الإسلام والكفر والحقِّ والباطل



                        ([1]) أخرجه مسلم (153).

                        تعليق


                        • #72
                          رد: كتاب / العولمــــــــة

                          والمعروف والمنكر، وكسر حاجز النفرة بين المسلمين والكافرين، فلا ولاء ولا براء، ولا جهاد ولا قتال لإعلاء كلمة الله في أرض الله، والله جلَّ وتقدَّس يقول: }قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ{ [التوبة: 29].
                          ويقول جلَّ وعلا: }وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ{ [التوبة: 36].
                          ثامنًا: أن الدعوة إلى «وحدة الأديان» إن صدرت من مسلم فهي تُعتبر ردَّةً صريحةً عن دين الإسلام، لأنها تصطدم مع أصول الاعتقاد، فترضى بالكفر بالله عز وجل، وتُبطل صدق القرآن ونسخه لجميع ما قبله من الشرائع والأديان .. وبناءً على ذلك فهي فكرة مرفوضة شرعًا، مُحرَّمة قطعًا بجميع أدلَّة التشريع في الإسلام من قرآن وسُنة وإجماع.
                          تاسعًا: وتأسيسًا على ما تقدم:
                          1- فإنه لا يجوز لمسلم يؤمن بالله ربًّا،

                          تعليق


                          • #73
                            رد: كتاب / العولمــــــــة

                            وبالإسلام دينًا، وبمحمد r نبيًّا ورسولاً، الدعوة إلى هذه الفكرة الآثمة، والتشجيع عليها، وتسليكها بين المسلمين، فضلاً عن الاستجابة لها، والدخول في مؤتمراتها وندواتها، والانتماء إلى محافلها.
                            2- لا يجوز لمسلم طباعة التوراة والإنجيل مُنفرِدَين، فكيف مع القرآن الكريم في غلاف واحد!.. فمن فعله أو دعا إليه فهو في ضلال بعيد، لِمَا في ذلك من الجمع بين الحقِّ (القرآن الكريم) والمحرَّف أو الحقِّ المنسوخ (التوراة والإنجيل).
                            3- كما لا يجوز لمسلم الاستجابة لدعوة: (بناء مسجد وكنيسة ومعبد) في مجمع واحد، لِما في ذلك من الاعتراف بدين يُعبد الله به غير دين الإسلام، وإنكار ظهوره على الدين كلِّه، ودعوة مادية إلى أنَّ الأديان ثلاثة، لأهل الأرض التديُّن بأيٍّ منها، وأنها على قدم التساوي، وأنَّ الإسلام غير ناسخ لِمَا قبله من الأديان، .. ولا شك أنَّ إقرار ذلك أو اعتقاده أو الرضا به كفر وضلال؟ لأنه مخالفة صريحة للقرآن الكريم والسنة المطهرة وإجماع المسلمين، واعتراف بأنَّ تحريفات اليهود والنصارى من عند الله ..

                            تعليق


                            • #74
                              رد: كتاب / العولمــــــــة

                              تعالى الله عن ذلك.
                              كما أنه لا يجوز تسمية الكنائس «بيوت الله»، وأنَّ أهلها يعبدون الله فيها عبادةً صحيحةً مقبولةً عند الله، لأنها عبادة على غير دين الإسلام، والله تعالى يقول: }وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ{ [آل عمران: 85]. بل هي بيوت يُكفَر فيها بالله .. نعوذ بالله من الكفر وأهله.
                              قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في «مجموع الفتاوى»([1]):
                              ليست – أي البِيَع والكنائس – بيوت الله، وإنما بيوت الله المساجد، بل هي بيوت يكفر فيها بالله، وإن كان قد يُذكر فيها، فالبيوت بمنـزلة أهلها، وأهلها كفار؛ فهي بيوت عبادة الكفار.
                              عاشرًا: ومما يجب أن يُعْلَم أنَّ دعوة الكفار بعامة وأهل الكتاب بخاصة إلى الإسلام واجبة على المسلمين بالنصوص الصريحة من الكتاب والسنة، ولكنَّ ذلك لا يكون إلاَّ بطريق البيان والمجادلة بالتي هي أحسن، وعدم التنازل عن



                              ([1]) مجموع فتاوى شيخ الإسلام (22/162).

                              تعليق


                              • #75
                                رد: كتاب / العولمــــــــة

                                شيءٍ من شرائع الإسلام، وذلك للوصول إلى قناعتهم بالإسلام ودخولهم فيه، أو إقامة الحجَّة عليهم ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حيَّ عن بينة، قال الله تعالى: }قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ{ [آل عمران: 64]، أمَّا مجادلتهم واللقاء معهم ومحاورتهم لأجل النـزول عند رغباتهم وتحقيق أهدافهم، ونقض عُرَى الإسلام ومعاقد الإيمان؛ فهذا باطل يأباه الله ورسوله والمؤمنون، والله المستعان على ما يصفون .. قال تعالى: }وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ{ [المائدة: 49].
                                وإنَّ اللجنة إذ تُقرِّر ذلك وتُبيِّنه للناس فإنها توصي المسلمين بعامة وأهل العلم بخاصة بتقوى الله تعالى ومراقبته، وحماية الإسلام، وصيانة عقيدة المسلمين من الضلال ودُعاته، والكفر وأهله، وتحذرهم مِن هذه الدعوة الكفرية الضالة (وحدة الأديان)، ومِن الوقوع في حبائلها .. ونعيذ بالله كلَّ مسلم أن يكون سببًا في جلب هذه الضلالة على بلاد المسلمين وترويجها

                                تعليق

                                يعمل...
                                X