إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نصوص مسرحية بأقلام سورية شابة ... حكايا الروح والإسمنت

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نصوص مسرحية بأقلام سورية شابة ... حكايا الروح والإسمنت

    حكايا الروح والإسمنت
    نصوص مسرحية بأقلام سورية شابة


    دمشق - سانا
    استطاع أربعة من الكتاب السوريين الشباب إصدار كتابهم الأول /حكايا الروح والإسمنت/ الذي تضمن نصوصاً مسرحية عالج كل منها علاقة الإنسان السوري بمدينته من خلال صياغات جديدة لفكرة المكان في النص المسرحي وأثره في إنتاج علاقات اجتماعية مغايرة للسائد في النصوص القديمة بعيداً عن الأفكار التقليدية وانطلاقاً من إحساسهم الفردي بأهمية معالجة موضوعة المدينة في الأدب المسرحي المعاصر.
    وتمكن كل من الكتاب /مضر الحجي/ سومر داغستاني/ وائل قدور/ وعبد الله الكفري/ من تقديم رؤى مختلفة لعلاقة الشباب السوري بالعائلة والمجتمع عبر تشريح درامي هادئ نجح في تفنيد مفهوم المدينة كمكان جامع للثقافات والأذواق وتقاليد العيش من خلال قصص مصغرة تتجه فيها شخصيات النص المسرحي نحو تعرية النفاق الاجتماعي والزجر الأبوي وذلك بإتباع نمط جديد من الكتابة المسرحية يسهم في نبش خبايا النفس الإنسانية ووضعها وجهاً لوجه مع مصائرها المحتومة بعد إطلاق أكثر من مستوى للصراع الدرامي المسرحي.
    وقال الكاتب الاسكتلندي ديفيد غريغ في مقدمته عن كتاب /حكايا الروح والإسمنت/ إن النصوص المسرحية الأربعة جاءت نتيجة لورشة عمل بدأت مع عشرين طالباً وطالبة من طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق ابدوا اهتمامهم بمعرفة المدخل البريطاني للكتابة المسرحية عبر تمارين الارتجال التي تركز على الكتابة النابعة من العاطفة حيث يجب على الكاتب أن يكون مادياً عبر قواعد نصية توفر للكاتب المسرحي شعوراً مستمراً بأن خياله آمن ليتحرك ويندفع ويستكشف.
    ويلفت غريغ إلى أنه طلب من الطلاب المشاركين في الورشة أن يركزوا على تقديم مشاهد تحدث في الوقت الحالي وفي المدينة الحالية كي يتمكنوا من اكتشاف عواطفهم الخاصة وأن يكتبوا عن مدينتهم دمشق.
    وأوضح الكاتب الاسكتلندي أن جميع الكتاب الشباب قدموا مجموعة من المشاهد قادرة على تشكيل صورة منعشة عن موضوع المدينة كما يرونها مما فتح عوالم مسحورة لديهم ألهمت حماستهم إلى درجة لا تصدق وبعيداً عن القوالب الهوليودية الجاهزة لافتاً إلى أنه وجد نفسه مصدوماً بالأصالة الصرفة والطاقة العاطفية المنطلقة من مجموعة مشاهد قدمها كتاب سوريون عن الحب والغضب والعائلة.
    وبين غريغ أن نصوص هؤلاء الشباب كانت قلقة ومشككة وتطرح أسئلة أما مشاهد مسرحياتهم الأربع فكانت تضم شخصيات رفضت توصيف العالم كما هو حيث كانت هذه الشخصيات ترى أن هناك عالمين في دمشق واقعي ووهمي.
    وتروي مسرحية برونز لمؤلفها مضر الحجي حكاية كاتب يصارع المثالية من أجل فتاة وقع في حبها حيث يصدم الكاتب بأن صراعه مع القيم المثالية هو صراعه مع رغباته المحرمة فيختار الحجي قالباً جديداً لمسرحية قلقة بشكل عميق تتحدث عن قوة الكلمات على الجذب والصد على حد سواء وكيف تستطيع الكلمات أن تحول الأفكار إلى أفعال محسوسة فيما لو كانت هذه الكلمات صادقة فالمسرحية كما يصفها غريغ مسرحية رومانسية بكل معنى الكلمة لقصة حب لم تتوج امرأة بعينها بل كانت من نصيب الحقيقة.
    بدورها تقتصد مسرحية /خارج السيطرة/ للكاتب الشاب وائل قدور في استخدام قوة الكلمات لصالح المدينة فتحكي حكاية امرأة تعيش في شقة ضمن مدينة وتتزوج رجلاً لتهرب معه من أخيها اتقاء لشره لتطرح المسرحية انقلاباً مثيراً للاهتمام يوجه من خلاله الكاتب انتقاداته للمدينة التي لم تنجح في إخفاء المرأة وحمايتها من مصيرها المقدر رغم كل اكتظاظاتها وزحمة أبنيتها ومتاهة شوارعها فلقد كان مفهوم المدينة بالنسبة للكاتب قدور مكاناً للوحدة والحماية وللقتل أيضاً.
    والمسرحية الثالثة كانت للكاتب الشاب سومر داغستاني بعنوان /سعاد تجدل ضفائرها/ وفيها يتعرض الكاتب للتوتر بين الحياة التقليدية والقوانين القروية من جهة وبين المدينة والحرية التي تمنحها في رحاب حياتها عبر سبر كئيب للغاية من خلال عرض جريمة شرف وعواقبها بإنهاء حياة شخص حيث يكشف داغستاني هنا عن أثر الأفكار الباطنية في حياتنا.
    ويختتم الكاتب الشاب عبد الله الكفري /حكايا الروح والإسمنت/ بنصه/ دمشق/حلب/ الذي يلخص من خلاله جوهر المدينة عبر قصة طبيب نفسي وابنه ليثير عبر سرد حوار الأب والابن العديد من الأسئلة حول مفهوم البطريركية الأبوية في المجتمعات الشرقية عبر حكاية حزينة للغاية تسبر الدمار الذي يصيب العائلة عندما يعجز الأب عن التوفيق بين ما يعرفه وبين ما يشعر به إزاء أبنائه.
    يذكر أن كتاب /حكايا الروح والإسمنت/ صدر حديثاً عن دار الفارابي ببيروت ويقع في 310 صفحات من القطع المتوسط وهو نتاج /ورشة الشارع/ للكتابة المسرحية وهي تجمع شبابي سوري من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق يعمل على تنظيم قراءات مسرحية ويتألف من الأسماء التالية: شادن أسعد/عمر جباعي/ مضر الحجي/ سومر داغستاني/ لمى عبد المجيد/ وائل قدور/ عبد الله الكفري/ أحمدية النعسان/.
    سامر إسماعيل
يعمل...
X