إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كتاب الماء مرآة العلم تأليف كينيث س.ديفيز وجون آرثر داي وترجمة محمد الجندي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كتاب الماء مرآة العلم تأليف كينيث س.ديفيز وجون آرثر داي وترجمة محمد الجندي

    كتاب جديد يبحث في كيمياء الماء وأهميته للحياة والانسان



    دمشق - سانا
    تأتي أهمية كتاب الماء مرآة العلم تأليف كينيث س.ديفيز وجون آرثر داي وترجمة محمد الجندي من أهمية الموضوع الذي يتناوله بالبحث وهو الماء، على اعتبار أنّ الدراسات التي خصصها العالم العربي الحديث لموضوع السياسة المائية كانت قليلة نسبيا رغم أهمية هذا الموضوع الحياتية وما له في التراث العربي من اعتبار.
    ويمنح الكتاب الذي يقع في 271 صفحة من القطع الصغير القارئ قدرة على النظر إلى الماء من وجهة نظر عالم الفيزياء وعلى ربط كيمياء الماء الفيزيائية ببعض اهتمامات الإنسان التاريخية كما يعرض الكتاب مفهوماًً عاماًً لمقاصد العلم وطرائقه ورؤاه وانعكاساتها على الماء وانعكاس الماء فيها.
    ويتضمن الموضوع المركزي للكتاب الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب الماء بوصفه فكرة علمية أي الخوض في خصائص الماء من وجهة نظر العلم باعتباره إنسانياً وتعبيراً عن الروح الإنسانية وأسلوباً لفهم العالم الطبيعي والتعامل معه.
    ويبدأ الكتاب في فصله الأول الذي حمل عنوان خصائص الماء المنفردة بالاشارة إلى طاليس الذي اعتقد قبل نحو 2500 عام أن الماء مادة كونية تتخلق منها جميع الأشياء ثم انتقل الكتاب إلى مدارس الفلاسفة الاغريق الذين استطاعوا أن يقلبوا مجاز طاليس هذا باعتباره رؤية دقيقة في جوهرها فتحدث بعضهم عن محيط هوائي لا عن محيط مائي وكان لدى بعضهم الآخر مفاهيم اخرى عن هذه المادة الجوهرية بيد انهم اجمعوا على أنه ليس ثمة حقيقة سوى الكينونة او الدوام وأما الصيرورة أو التغير فقد أعلنوا أنها خداع للحواس.
    ويقارن الكتاب بين وجهة نظر هؤلاء وبين هرقليطس الذي اعتبر أن الدوام بمجمله محض وهم وخداع وأن التغير هو الحقيقة وكان هذا الفيلسوف يكنى بالغامض نظراُ لحبه للمفارقات والمناقضات على نحو ما يؤكد مراراً وبطرق شتى بأن الكينونة صيرورة كلها وبأن مجمل الواقع جدول متدفق فالنار كما يقول مادة بدائية أصيلة منها تخرج جميع الاشياء ومنها تتخلق كل المواد مشيراً إلى رأيه باللهب بوصفه في حال تغير ازلي لا يختلف في ذلك عن النهر الذي تحدث عنه في واحدة من أشهر حكمه حيث قال: ليس في مقدورك السباحة في مياه النهر ذاتها مرتين لأن المياه الجديدة لا تتوقف عن الجريان الدائم.
    ويعالج الكتاب في فصوله الأولى الماء بوصفه مادة ساكنة وبالتالي عرضة للتحليل ويعرض خصائصه المميزة كما يجري مسحاً تاريخياً موجزاً لموضوعة اكتشاف الماء أي تقصي ماهية الماء بإعتباره مادة فيزيائية وتجليا لقوانين الطبيعية.
    ويواصل البحث بالماء بوصفه مادة ساكنة حتى عندما يقوم بالتحليل بفكفته إلى ذرات ديمقريطس وجون دالتون فكانت ذرات الهيدروجين والأوكسجين الكبيرة القاسية الخالدة التي تشكل جزءاً من قوام الدوام الذي يدعم ويؤكد على جميع ظواهر التغير والتبدل.
    كما يحاول الكتاب تفسير خصائص الماء غير العادية على ضوء معطيات عالم الفيزياء الحديث وذلك بالتخلي عن هذا التصور القائل بالدوام أو السكون تخلياً تاماً فيستنتج أن الأمر كله تغير مستمر ودائم بالفعل بل ومحموم وشديد أيضاً كما صرح بذلك هرقليط وقد اثبتت الذرات بانها دوامات حركية وانظمة كهربائية تشكل مكوناتها الرئيسية وحدات طاقة يمكن النظر إليها أحياناً بوصفها جزئيات وفي أحيان أخرى بوصفها موجات.
    كما يحدد الكتاب بعض صفات وميزات الماء بعض آراء جديدة عن المحاليل الكيمائية فيما يتعلق بالماء الثقيل والعصر الذري والعلاقة بين الارض والشمس والماء وخصائص الماء بوصفه قوة جيولوجية مع عرض خصائص مياه الحياة ومشاكل الانسان المائية.
    ويلاحظ أن الكتاب ينطلق في بحثه عن الماء من نطاق مباحث العلوم العامة ليتوصل إلي نتيجة مفادها بأن العالم الطبيعي الذي يسبر العالم أعماقه أكثر فأكثر يكشف عن ذاته بإعتباره واقعاً متدفقاً يشبه النهر فالعالم الطبيعي شأنه شأن النهر ينطوي على مفارقات وتناقضات ظاهرية بمعنى أنه يتوقف دائماً على أن يكون ما كان عليه.
يعمل...
X