مئات المعجبين والفضوليين والسائحين مصطفون أمام المدخل الرئيسي لقصر المهرجانات الواقع على شاطئ مدينة «كان» الفرنسية الساحلية، وسط عشرات الحرس الخاص والسري المندس وسطهم، ووسط قوات من الشرطة التي يبدو عليها الصرامة والحزم في إدارتها للشارع والجموع المصطفة بالقرب من السجادة الحمراء، ولكن فلاشات الكاميرات والمقاعد التي كان يقف عليها «الباباراتزي» أي المصورون الفضوليون كانت أعلى وأسرع من فضول الجماهير، فالتقطت المشاهد من بدايتها لتسجل اللقطات المهمة في ليلة افتتاح الدورة 67 من مهرجان «كان» السينمائي الدولي الذي يعد اليوم أبرز وأهم مهرجان سينمائي في العالم، وهو واحد من ضمن 11 مهرجاناً فقط في العالم يحمل الرخصة الدولية.

في خلفية القصر، «كان» المشهد أكثر مغالاة وترفاً، حيث عشرات اليخوت الفخمة التي يمتلكها أثرياء العالم القادمين الى مدينة «كان» من جميع أنحاء العالم، ليكونوا الى جانب البريق والأضواء ويتقاسموها مع النجوم الذين قرر بعضهم أن يأتي الى السجادة عن طريق البحر، وعلى أطراف السجاد الأحمر عشرات المنظمين والفنيين الذين يضعون اللمسات الأخيرة لاستقبال أسماء شهيرة لم يتم الإعلان عنها قبل الافتتاح.

ضجة «نيكول كيدمان»

في مقدمة الوجوه التي ظهرت على السجادة الحمراء، كانت صاحبة الأوسكار «نيكول كيدمان» التي جاءت للافتتاح لتشهد العرض الخاص لفيلمها المثير للجدل «Grace of Monaco» وهو الفيلم الذي واجه دعوات بمنع عرضه واعتراضات على تفاصيل كثيرة في قصته، وهو يحكي قصة حياة الممثلة الفرنسية «غريس كيلي» التي كانت زوجة أمير مدينة موناكو «رينيه الثالث»، وأصبحت أميرة موناكو ثم أدينت في مهزلة شهيرة من ابنتها الأميرة «ستيفاني». ويحكي الفيلم عن التحدي الذي وضعت فيه «غريس» نفسها حينما كانت تسعى في الخمسينات الى النجومية في هوليوود، وجاءتها الفرصة الذهبية بعد زواجها، فأصبحت في موقف عليها أن تختار فيه بين حلمها وما يتبعه من صعود، أو لقبها كأميرة وزوجة أيضاً. والفيلم من بطولة «كيدمان» و«تيم روث» (في دور الأمير)، وإخراج «أوليفر دهان» ويحكي قصة سنة واحدة من حياة الأميرة.

وكانت الأميرة «ستيفاني» قد صرحت عن عدم رضائها عن الفيلم الذي قالت عنه انه غير دقيق في نقل تفاصيل تخص والدها ووالدتها، وانه مجرد قصة خيالية مستوحاة من حدث حقيقي، وهو الأمر الذي علقت عليه نجمة الفيلم «نيكول كيدمان» في المؤتمر الصحافي قائلة: غريب! وبشكل واضح شعرت بحزن لأنني أعتقد أن الفيلم لم يصنع بغلّ وحقد نحو عائلة الأميرة.

1

وحينما سأل أحد الصحافيين «كيدمان» عن تقييمها للفيلم لو كانت هذا العام عضو في لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، كما كانت العام السابق، ردت عليه «نيكول»: طبعاً كنت سأعطيه السعفة الذهبية!

تصريحات

«نيكولا ويندينغ ريفن» هو واحد من 9 أعضاء في لجنة تحكيم المسابقة الرسمية في المهرجان، وهي اللجنة التي تستولي عليها أسماء نسائية، وترئس تحكيمها المخرجة النيوزلندية «جين كامبيون» وهي المرأة الوحيدة التي فازت بالسعفة الذهبية في تاريخ مهرجان «كان» كله! ولكن العضو «نيكولا ريفن» كان له تصريح خاص لـ«الأفكار» عن رؤيته لأفلام المسابقة الرسمية حيث قال: أعتقد أن الاختيار سيكون صعباً لأنه بين مواهب كثيرة، فأنا أشعر وأنا أشاهد الأفلام كأنني طفل داخل محل حلوى، وعلي أن أختار ماذا أريد من بين كل ما أحب.

وأضاف: المسابقة الخاصة بـ«السعفة الذهبية» فيها 18 فيلماً، وذلك معناه ان لم يحصل بعضهم على السعفة، فسيحصل على جوائز أخرى لأنهم يستحقونها.

من ضمن الحضور كان المخرج الكندي «ديفيد كرونينبرغ» الذي قدم سلسلة أفلام «Twilight» وقال في الافتتاح: مدينة «كان» مجنونة ومضغوطة وخفيفة الظل في الوقت نفسه.

أما المخرج البريطاني «مايك ليغ» الذي فاز سابقاً بالسعفة الخاصة بالمهرجان حينما عرض فيلمه «Mr. Turner»، فقال عن الافتتاح: عرض أي فيلم في «كان» هو بمنزلة خبرة وتجربة عظيمة، وأنا أشعر بالسعادة دائماً كلما أتيت الى هنا، وهذه هي المرة الخامسة لي لأشارك في مسابقة، كما كنت في إحدى لجان التحكيم في السابق، وفي كل مرة أكون سعيداً لأنني موجود من أجل شيء أفعله هنا سواء العرض أو التحكيم.

أما المخرج التركي «نوري سيلان» الذي يعرض فيلمه «Winter Sleep» (نوم الشتاء) هذا العام في المسابقة، يعد واحد من أهم المخرجين الذين ينالون جوائز «كان»، وقال في حفل الافتتاح: هذه فرصة لعرض حالة أي بلد في فيلم، ولو اعتبرنا أن العمل في السينما بمنزلة قلب، فالنبضات داخل الصناعة هي مهرجان «كان».

430 كاميرا

3

 

المهرجان الضخم الذي يحتفي به شاطئ «الريفييرا» جمع حوله أرقاماً مهمة وكبيرة لا تتكرر في مهرجان آخر، ولا تمس حتى مدينة «كان» في أي توقيت آخر غير توقيت المهرجان، فالمهرجان يزوره هذا العام 127 ألف زائر، و30 ألف ضيف يعمل في مجال السينما، ويغطيه أربعة آلاف صحافي، و700 تقني.

ويذكر أن سكان مدينة «كان» لا يتعدون 70 ألف شخص، ولكن أثناء فترة المهرجان يتضاعفون حتى 200 ألف شخص، وهو ما يدفع الشرطة لإحكام قبضتها أكثر على انضباط المدينة، ولذلك تم تركيب 430 كاميرا في أنحاء البلدة ما بين شوارع وساحات انتظار.أما بالنسبة للدعاية، فقد أصدر المهرجان بياناً رسمياً يوضح أنه قام بتعليق نحو 20 ألف «بوستر دعائي» في أنحاء «كان» فضلاً عن 1800 «ستاند» إعلاني على الطرق السريعة.

مشاهد الافتتاح

على عكس المهرجانات العربية، يتميز مهرجان «كان» الفرنسي من حيث تصنيفه كأهم وأكبر مهرجان سينمائي على مستوى العالم، وأبرز مهرجان بين الـ11 من أقرانه التي تحمل صفة الدولية، حيث يقوم المهرجان بإبقاء السجادة الحمراء طوال أيامه الـ12، ويحتفل كل يوم في تمام الخامسة مساءً بافتتاح فيلم من الأفلام التي تعرض فيه للمرة الأولى، فيسمح لنجوم هذا الفيلم بمقابلة الكاميرات والجماهير والتلفزيونات والتألق على السجاد الأحمر حتى الدخول الى قاعة العرض، فيما يسمح لآخرين بالترويج لأعمالهم عبر مؤتمرات صحافية،

A

يسبقها تقليد يسمى «Photocall» حيث يتم تجميع أشهر وأهم مصوري العالم ليصطفوا ضمن نظام قوي ومحكم لثوانٍ ليلتقطوا صوراً بشكل منظم لنجم تلو الآخر من الحاضرين للمؤتمر، ويسمح لهؤلاء النجوم باتخاذ الأوضاع الطريفة التي يرغبون في منحها للصحافة، ثم يأخذهم لحوار حصري لقناة «Canal+» الخاصة بالمهرجان والتي تنقل بثاً حياً لمجموعة من التلفزيونات الضخمة المثبتة في أرجاء قصر المهرجان، الواقع في شارع «الكروازييت» الشهير على شاطئ «كان».

ولكن بالاضافة الى الصخب الذي يعيشه نجوم هذه الأفلام ما بين الصحافة والمصورين، يعيشون لحظاتهم الأهم خلال السير على السجادة الحمراء، فمنهم من يقف ليستعرض لدقائق عديدة مثل «ليفلي بيك» نجمة فيلم «Mr turner»، ومنهم من يسير وهو يحاول تخبئة نفسه وسط رفاقه مثل سلمى حايك التي حلت ضيفة على أحد الأفلام التي يتم افتتاحها يومياً، وكانت لها صور مع وزير الثقافة اللبناني روني عريجي.

ولكن حفل الافتتاح الأول للمهرجان الذي كان في مساء يوم 14، فقد كانت نجمته الوحيدة نيكول كيدمان التي كانت تحتفل هي الأخرى يومها بالعرض الأول لفيلمها المثير للجدل «Grace of Monaco».

كل نجمة سارت على السجادة الحمراء لفتت إليها الأنظار بشكل مختلف، فـ<نيكول كيدمان> كانت مثار للحديث بسبب انتفاخ وجهها لدرجة التورم، ما طرح تساؤلات عن عودتها لحقن وجهها بالـ«بوتكس» بعد تجربتها الوحيدة السابقة، التي كانت قد صرحت بها «كيدمان» وأكدت أنها لن تجربها. أما «ليفلي بيك» فقد لفتت الأنظار بفستانها الفضي الذي كانت فيه جيوب صغيرة ظلت تتلاعب بها «ليفلي» حتى تلفت أنظار المصورين، فيما كان دخول النجمة «جوليان مور» هادئاً في ثاني أيام المهرجان.

10

 

تنين «كيت بلانشيت»

وفي الظهور الخاص للنجمة «كيت بلانشيت»، كانت لها اطلالتان: مرة في المؤتمر الصحافي و«photocall» الخاص بفيلمها «How to train your dragon 2»، ومرة أخرى على السجادة الحمراء لحضور العرض الأول له في اليوم نفسه. وفي المرتين استطاعت «بلانشيت» بكل بساطة أن تلفت الأنظار إليها. في المرة الأولى ارتدت فستاناً غريباً ككل اختياراتها الملفتة للنظر، فبدت وكأنها هي نفسها «التنين» الذي تقوم بتمثيل صوته داخل الفيلم الـكرتوني، وكان حضورها للمؤتمر مثيراً للجدل أيضاً بعد الضجة التي تلت ردها على احد الأسئلة، حيث أحرجت «بلانشيت» إحدى الصحافيات التي وجهت لها سؤالاً عن كيفية حفاظها على التوازن في حياتها ما بين دورها كأم وممثلة، فردت «بلانشيت» بشكل سخيف قائلة انها غير مصدقة ان هذا السؤال الساذج يوجّه إليها من جديد، ورفضت الإجابة عنه لأنها لا تجد له أهمية!

أما في الافتتاح، فقد ارتدت فستاناً مفتوح الظهر، وظهر الى جانبها «تنين» مجسم صغير يشبه الشخصية الشهيرة في الفيلم، كنوع من أنواع الترويج له.

4

 

نداء سلمى حايك

النجمة سلمى حايك كان لها هي الأخرى حضور مميز على السجادة الحمراء في اليوم الرابع، حيث ارتدت فستان «فوشيا» وسارت وسط نجوم فيلمها <النبي> (the prophet) الذي يحكي قصة «جبران خليل جبران»، لتفاجئ المصورين برفعها ورقة كتبت عليها: «أعيدوا بناتنا» لتستغل وجودها على السجادة وتسجل موقفاً إنسانياً نحو قضية البنات النيجيريات اللاتي تم اختطاف 200 منهن من قبل المجموعة الاسلامية المتطرفة «بوكو حرام»، وخرجت عبارة «أعيدوا بناتنا» كعبارة شهيرة يتم رفعها في وجه الإعلام كما فعلت «ميشيل أوباما» منذ أيام.

موقف حايك لم يكن الأول من نوعه، حيث استغل قبلها نجوم آخرون السجادة من أجل قضايا تخصهم، مثل فريق عمل الفيلم التركي «winter sleep» حيث رفعوا لافتات مكتوب عليها «سوما» وهي اسم مدينة تركية تم قتل 300 وشخص واحد فيها في انفجار قريب.

5

 

عرب في المهرجان

ولأن الإبداع في مجال السينما لا يشغل السينمائيين العرب بقدر ما يشغل أقرانهم في الغرب، فقلما يستطيع مشروع سينمائي أو فنان الصعود للمشاركة في إحدى مسابقات المهرجان الفرنسي العالمي، أو حتى العرض على هامشه خارج المسابقة. ولكن رغم ندرة الوجود العربي، فإن المخرج السوري أسامة محمد استطاع هذا العام أن يأخذ موافقة على عرض فيلمه الوثائقي «ماء الفضة» خارج المسابقة الرسمية، وهو فيلم يؤرخ بواسطة الصور وال

مقاطع المنشورة على «الإنترنت» المأساة السورية التي لم تتوقف حتى اليوم في ظل لامبالاة المجتمع الدولي.

6

 

مخرج الفيلم أكد أن معظم اللقطات صورتها شابة كردية من مدينة حمص أرادت أن تنقل يوميات مدينتها التي ظلت على مدى ثلاثة أعوام تحت نيران قوات الرئيس بشار الأسد بوتيرة يومية دون انقطاع، فيما نفذ الإخراج أسامة محمد الذي لجأ إلى فرنسا في العام 2011، وذلك بعدما تواصلت معه الشابة المصورة، وصارت تزوده بالمقاطع المؤثرة والعنيفة من مدينة حمص التي أطلق عليها اسم «عاصمة الثورة السورية» منذ انطلاق الاحتجاجات في هذا البلد في آذار (مارس) من العام 2011. ويشكل هذا الفيلم رسالة من أسامة محمد المقيم في منفاه في باريس وتذكيراً للعالم بما يجري في بلده، حيث قضى 150 ألف شخص على الأقل في ثلاث سنوات.

 أما الحضور العربي الثاني فكان للمخرج المصري عمر الزهيري بفيلم «ما حدث بعد وضع حجر الأساس لمشروع الأساس بالكيلو 375» وهو من المختارات الرسمية ويشارك في مسابقة «سينيفونداسيون» التي أسست لمساعدة السينمائيين الشباب.

لجنة نسائية

7

 

منذ الإعلان عن لجنة التحكيم الخاصة بالمسابقة الرسمية للدورة 67 من مهرجان «كان»، وأغلب الصحف الفرنسية تحاول أن تستفز رئيسة اللجنة المخرجة النيوزلندية «جين شامبيون» كونها ترأس لجنة تحكيم أغلب أعضائها نساء، و«شامبيون» نفسها معروف عنها انحيازها للنساء خصوصاً وأن كل أفلامها تعطي للمرأة مساحة كبيرة وتسلط الضوء على مشاعرها وعلاقتها بالعالم، وهي التي كانت قد فازت في المهرجان نفسه كمخرجة منذ 21 عاماً، بل وتعتبر المرأة الوحيدة التي فازت بجائزة السعفة الذهبية لأفضل مخرج في تاريخ المهرجان كله. ولكن «شامبيون» بعد أيام قليلة من انطلاق المهرجان، خرجت أخيراً عن صمتها في تصريح قريب من القضية نفسها، لصالح BBC، حينما سألوها عن ندرة المخرجات النساء، فانتقدت التمييز على أساس الجنس في الصناعة قائلة إنه يبعد الكثير من أفلام النساء عن المشاهدة، وأضافت في تصريح لها أثناء المؤتمر الصحافي قبل عرض فيلم الافتتاح: أعتقد أنكم تودون القول إن هناك بعضا من التمييز المتأصل على أساس الجنس في الصناعة، أشعر بأنه شيء غير ديمقراطي للغاية وتلاحظه النساء.. بشكل متكرر نحن لا نحصل على نصيبنا في التمثيل.

يذكر أن اللجنة تضم فيها المخرجة الأميركية «صوفيا فورد كوبولا»، والممثل المكسيكي <غابرييل غارسيا>، والممثلة الفرنسية «كارول بوكيه»، والممثل الأميركي <ويليام ديفو>، والمخرج الصيني «جيا زانجي»، والمخرج الدانمركي «نيكولاس ويندينغ»، والممثلة الكورية <جيون دو يون>، والممثلة الإيرانية «ليلة هاتمي».

سلام من مصر

8

و في سنوات عملها الطويلة كمديرة مباشرة، ورئيسة غير مباشرة لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، كانت سهير عبد القادر صاحبة لقب «المرأة الحديدية» تزور المهرجانات العالمية المختصة بالسينما لتتابع كل جديد على المستوى الفني والتنظيمي والترويجي، لتنتقي ما يساعد على رفع مستوى المهرجان المصري الوحيد الذي يحمل صفة الدولية. ولكن بعد استقالتها من منصبها، أخذت على عاتقها مهمة جديدة، وهي إرسال رسالة سلام من مصر للعالم، حتى تعيد للأذهان الصورة الإيجابية عن أمان واستقرار مصر، فبعد جولاتها في عدد من المحافظات المصرية، وتنفيذها هذه الفعالية تحت إشراف وزارة الثقافة، وبالتعاون مع عدد من السفارات، فاجأت عبد القادر الجميع حينما ظهرت في مهرجان «كان» السينمائي الدولي هذا العام لتقوم بمهمة مختلفة، في إصرار واضح منها على البقاء في صدارة الصورة، حيث فوجئ الوفد المصري الذي أرسلته وزارة الثقافة للعمل على تحضيرات خاصة بالدورة الجديدة من مهرجان القاهرة السينمائي، بأن عبد القادر قد استأجرت «بارتيشن» أو مكاناً خاصاً داخل سوق الفيلم في المهرجان، لترفع داخله العلم المصري وتدعو الجميع لعودة استثمار أنفسهم ومشاريعهم والقدوم بفنهم إلى مصر، وهي المهمة التي كان يفترض على طاقم مهرجان القاهرة السينمائي الجديد القيام بها، ولكن يبدو أن انهماكهم في تحضير التفاصيل الفنية الخاصة بالدورة الجديدة، كان بمنزلة الأولوية لهم، حيث شوهد الرئيس الحالي للمهرجان الناقد سمير فريد وهو يتجول في أنحاء قصر المهرجانات، حيث يقابل كل السينمائيين ويوزع عليهم دعوات دعائية تنبههم للدورة الجديدة من المهرجان المفترض أن تعقد في 9 من تشرين الثاني (نوفمبر) القادم.

صراع السعفة الذهبية

12

 

الفيلم الثاني هو «clouds of slis maria»، وهو للنجمة الفرنسية الشهيرة «جولييت بينوش» ويحكي عن ممثلة ناجحة تدعى «ماريا أندرس»، تبدأ حياتها في التداعي حينما تحصل ممثلة شابة أخرى على دور في فيلم جديد، هو الدور نفسه الذي أطلق شهرة «أندرس»، مما يجعلها تهاجم بهواجِس العمر والزمن والماضي، وتقرر الانعزال بصحبة مساعدتها في مدينة «سيلس ماريا» السويسرية.ضمن الأقسام الأربعة التي تعرض خلالها كل أفلام المهرجان، تعتبر الأفلام الأهم هي التي تشارك في المسابقة الرسمية، حيث الصراع على السعفة الذهبية، وهذا العام جرت المنافسة بين 18 فيلماً، الفيلم  الأول هو «foxcatcher» الذي يحكي قصة درامية حقيقية عن المصارع والبطل الأوليمبي «ديف شولتز» الذي قُتِلَ على يد صديقه المريض بالبارانويا «جون دو بونت».

الفيلم الرابع هو «winter sleep»، ويدور حول قصة ممثل متقاعد يُدير فندقاً في وسط تركيا مع أخته المطلقة وزوجته المنفصلة عنه عاطفياً، وحين يحِل الشتاء، يُصبح الفندق مأوى وسجناً في وقتٍ واحد.الفيلم الثالث ه

9

و «saint Laurent»، ويدور حول حياة مصمم الأزياء الفرنسي الأشهر «إيف سان لوران» وصخب الحياة في باريس خلال القرن العشرين.

الفيلم الخامس «maps to the stars»، وهو فيلم للنجمة «جوليان مور»، يدور حول حياة ممثلة كانت نجمة هوليوودية في طفولتها قبل أن تخفت الأضواء من حولها، وعلاقتها بعائلة طبيبها النفسي وابنته المراهقة المدمنة.

الفيلم السابع هو «mommy »، ويدور حول أرملة تعاني من فقدان السيطرة على ابنها الوحيد العنيف، قبل أن تتعقد الأمور بدخول جارة جديدة ومريبة إلى حياتهما.الفيلم السادس «two days one night»، وهو فيلم مهم لأنه من إخراج الأخوين «داردان» اللذين فازا بـ«السعفة الذهبية» مرتين من قبل، والفيلم يحكي عن امرأة تحاول إقناع زملائها في العمل بالتنازل عن مكافأتهم السنوية لأن تلك هي الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تحافظ بها على وظيفتها.

الفيلم الثامن هو «captives»، فيلم كندي مثير عن أب يحاول تعقب ابنته المُختطفة.

الفيلم التاسع هو «goodbye to language »، عن زوج وزوجة يفقدان القدرة على الكلام، كَلب يبدأ في الحديث، مع الكثير من التجريب في السرد والصورة.

11

 

الفيلم العاشر هو «the homesman»، عن سيدة وحيدة تقبل إنقاذ هارب من العدالة بشرطِ مساعدتها في إيصال ثلاث نساء مجنونات من نبراسكا إلى ولاية أيوا، والدفاع عنهن ضد مخاطِر الغرب الأميركي.

الفيلم الحادي عشر هو «still the water»، وهو فيلم ياباني يدور عن ليلة صيفية باليابان، حيث يكتشف مراهق وصديقته جثة طافية فوق المياه، ويحاولان معرفة سرها قبل التورُّط بصورةٍ أكبر.و الفيلم الثاني عشر هو the search، وهو مقتبس عن عملٍ يحمل الاسم نفسه، ويحكي عن أم وابنها ذي التسعة أعوام، يحاولون إيجاد بعضهم البعض أثناء الحرب العالمية الثانية، وفي تلك المرة يروي الحكاية عن حربِ الشيشان.

والفيلم الثالث عشر هو «Mr turner» للمخرج البريطانى الشهير «مايك لي» ويدور الفيلم حول قصة حياة الرسام الشهير «جيه ام دبليو تيرنر». ويلعب الممثل <تيموثي سبال> دور البطولة في الفيلم الذي يحكي قصة الأعوام الأخيرة من حياة الرسام الذي حظي بحب وكره الشعب البريطاني، وتوفي عام 1851. يذكر ان مخرج الفيلم كان قد فاز بجائزة السعفة الذهبية من قبل عام 1996 عن فيلم «أسرار وأكاذيب».

أما الفيلم الرابع عشر فهو «jimmy’s hall»، عن السيرة الذاتية للشيوعي الايرلندي «جيمي جرالتون»، الذي قضى 10 سنوات في الولايات المتحدة بعد التصادم مع الكنيسة والحكومة في بلاده، قبل أن يعود مرة أخرى وينشىء قاعة لمناقشة أفكاره مع شباب ما بعد الحرب الأهلية.

13

 

والفيلم الخامس عشر هو «the wonders»، عن ثلاث بنات صغيرات ضمن عائلة تعيش في الريف الإيطالي على استخراج عسل النَّحل، وتتغير حياتهن خلال هذا الصيف حين يأتي برنامج تلفزيون واقع للتصوير في البلدة.

فيما الفيلم السابع عشر هو «wild tales»، وهو عن 6 قصص مختلفة عن عنف الحياة المعاصرة، والأخير هو «leviathan» والفيلم عبارة عن إعادة صياغة لسفر أيوب في الكتاب المُقدس، عن رجل يُكافح ضد رئيس بَلدة فاسدة، قبل أن تحدث الكثير من الكوارث التي يعجز عن فهمها أو التعامل معها.والفيلم السادس عشر هو «Timbuktu» وهو فيلم موريتاني مهم للمخرج «عبد الرحمن سيسكو»، استطاع ان يلفت إليه الأنظار من قبل قدومه، حيث يدور حول موضوع التطرف الديني الذي يجتاح دول الساحل الإفريقي، ويقدم مدينة «تمبكتو»، المعروفة بتاريخها الثقافي وانفتاحها على العالم فنياً وثقافياً، ضحية للعنف الذي تمارسه القاعدة في المدن والقرى الإفريقية التي قامت بغزوها وأعلنتها دولاً إسلامية تحكمها بقوة السلاح والسوط وبفتاوى بعيدة عن تقاليد وأعراف إفريقيا.

14

بكاء المخرج الموريتاني

من المؤتمرات التي شكلت جدلاً، كان مؤتمر الفيلم «تمبكتو» الذي يشارك في المسابقة الرسمية، حيث تأثر مخرج الفيلم عبد الرحمن سيسكو، وذرف بعض الدموع، حينما سأله أحد الصحافيين عن الواقع الأليم في موريتانيا بعد استيلاء «القاعدة» عليها، وعن اختيار فيلمه في المسابقة قال: «لا توجد أي أسباب سياسية أو توجهات متطرفة ضد الإسلام أو المسلمين لاختيار الفيلم للعرض في المسابقة الرسمية». وقال «سيساكو» إن ظروفاً صعبة مرت في فترة تصوير الفيلم وتزامنت مع الحملة الدولية لمطاردة المتشددين الإسلاميين في مالي على وجه الخصوص، حيث تم تصوير أحداث الفيلم الذي تطلب قرابة أربعة أعوام من الإعداد والتحضير والإنتاج، مشيراً إلى أن الفترة الأولى للتصوير أحيطت بالسرية التامة.

يذكر ان «سيساكو» اسم فني له تجارب سينمائية، حيث أنتج أربعة عشر فيلماً سينمائياً في المجالين الوثائقي والروائي.

حدث غريب!

15

انبطح مصور التلفزيون الأوكراني على الأرض وأقحم رأسه داخل فستان النجمة الأميركية «أمريكا فيريرا» أثناء سيرها على البساط الأحمر مع <كيت بلانشيت> لحضور عرض فيلمها حيث ظهرت عليها الدهشة الشديدة بسبب التحرش غير المتوقع في مثل هذه المناسبة الدولية.

وحدثت هذه الواقعة أثناء العرض الأول لفيلم « How to Train Your Dragon 2» أثناء سير «فيريرا» على السجادة الحمراء بفستانها الأبيض المثير المفتوح الصدر والعاري الأكتاف، حيث تدخل رجال الأمن بسرعة ودفعوا الصحافي السيء السمعة إلى خارج القاعة في حين ظهر الغضب الشديد على «فيريرا».

2

من almooftah

اترك تعليقاً