نادين لبكي خلال تصوير «ريو... أحبك»

«وينن» .. فيلم لبناني عن مفقودي الحرب

دبي – (أ ف ب): يخوض صانعو افلام شباب في “وينن” غمار قضية مفقودي الحرب اللبنانية الشائكة مبرزين معاناة عائلات ما زالت تنتظر عودة ابن او زوج او صديق او تأكيد موته. ويروي الفيلم الذي عرض للمرة الاولى عالميا ضمن البرنامج الرسمي لمهرجان دبي السينمائي الدولي قصة ست نساء يعانين من عدم قدرتهن على معرفة مصير احد احبائهم المختفي منذ الحرب الاهلية.
وتلعب الممثلة المسرحية القديرة لطيفة ملتقى مع زوجها انطوان ملتقى دور زوجين متقدمين في السن ينتظران عودة ابنهما بعد 20 سنة من اختفائه.
ولا تزال الوالدة تضع صحن طعام لابنها في كل مرة تجلس مع زوجها الى المائدة وتتكلم معه كأنه حاضر في البيت، قبل ان تنهار باكية وطالبة من السيدة العذراء “اعيديه لي يا عذراء”.
اما كارمن لبس فهي الزوجة التي تحتاج ان تعرف مصير زوجها وتتأكد من موته الا انها في الوقت نفسه تخشى عودته في اي لحظة لذا تدخل في علاقة مع ميكانيكي من غير طائفتها وتقول له: انها اختارته “لانه يمكنني ان اتركك في اي لحظة”.
وتلعب الممثلة الشابة ديامان ابو عبود التي شاركت في كتابة السيناريو دور الابنة المتمردة الباحثة عن سبب اختفاء والدها، وتخوض حياة صاخبة متخذة عدة عشاق. اما تقلا شمعون فتلعب دور شقيقة تعيش في الحزن ولا تتمكن من الزواج لانها لم تتصالح قط مع فكرة اختفاء شقيقها، فيما تلعب ندى ابو فرحات دور زوجة النائب الذي يستفيد من التزامها الى جانب اهالي المفقودين ليسجل النقاط سياسيا واعلاميا لنفسه.
وفي الواقع، سبب التزام زوجة النائب هذه القضية هو ان شخصا كانت تحبه قد اختفى في الحرب.
والنساء يتشاطرن تساؤلا وحيدا هو الرغبة في معرفة مكان المفقود.
وتلعب كارول عبود دور مديرة جمعية تهتم بشؤون المفقودين، والذي يقدر عددهم في لبنان منذ بداية الحرب بـ17 ألف شخص.
ومع تنظيم الجمعية تظاهرة للمطالبة بالكشف عن مصير المفقودين، يتبين ان مفقودا واحدا هو الرابط بين جميع شخصيات الفيلم، فهو الوالد والزوج والابن والحبيب والشقيق لنساء ينتظرنه او ينتظرن تأكيد وفاته، من دون جدوى.
واخرج الفيلم سبعة مخرجين شباب من خريجي جامعة سيدة اللويزة اللبنانية هم طارق قرمقماز وزينة مكي وجاد بيروتي وكريستال اغنيادس وسليم الهبر وماريا عبدالكريم وناجي بشارة.
وانتج الفيلم سام لحود ونيكولا خباز الذي كتب السيناريو مع جورج خباز وديامان ابوعبود.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
100 فيلم عربي في مهرجان دبي السينمائي العاشر
في ظلِّ غياب مهرجانَيْ القاهرة ودمشق هذا العام، بسبب ما تشهده الدولتان من أحداث سياسية وأمنية صعبة، تتوجه الأنظار إلى مهرجان دبي السينمائي الذي يُفتتح مساء غد الجمعة بدورته العاشرة، ويُعرض خلاله 174 فيلماً تمثل 57 دولة وتقدَّم بـِ 43 لغة..
واللافت أن من بين هذه الأفلام، 100 فيلم من العالم العربي من بينهم الفيلم اللبناني “وينن؟” لجورج خبّاز من اخراج 7 شابات وشبّان لبنانيين. منظمو المهرجان اختاروا أن يكون الافتتاح مع فيلم “عمر”، للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد، تقديراً للسينما العربيّة وترسيخاً لرغبة القائمين على المهرجان أن يكون المهرجان الأهم للسينما العربية..
وسبق أن فاز هذا الفيلم بجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان “كان” في أيار الماضي. المهرجان استقبل على مدى السنوات الماضية المئات من صنَّاع السينما عبر العالم، وبينهم نجوم عالميون، فيما يسعى المنظمون لأن تكون الدورة العاشرة “درة التاج لعشر سنوات من العمل الدؤوب” كما يقولون. كما اختير فيلم “أميركان هاسل” للمخرج دايفيد أو راسل ليُعرض في ختام الدورة العاشرة مساء 14 كانون الأول، وهو من بطولة جنيفر لورانس وبرادلي كوبر وإيمي آدامز وكريستيان بيل وروبرت دينيرو وآخرين.
وستقدَّم حفلان يومياً في مسرح جُميره وستكون البداية يوم السابع من كانون الاول بعرض فيلم التحريك الكوميدي “Frozen” من إنتاج والت ديزني وإخراج كريس باك وجينيفر لي، يعقبه حفل ليلي لفيلم “أوغست أوساج كاونتري” للمخرج جون ولز.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سنونو السينما اللبنانية يُبشر بـ «الربيع»
بيروت – فيكي حبيب
الجمعة ٢٧ ديسمبر ٢٠١٣
لم تشأ السينما في لبنان أن تودّع العام 2013 من دون تحقيق انتصار جديد: 14 صالة مجهّزة بأحدث التقنيات المتطورة، تمتد على مساحة 12 ألف متر مربع (تضم 2200 مقعد)، افتتحتها قبل أيام شركة «سوليدير» في الوسط التجاري لمدينة بيروت بالشراكة مع «وورلد ميديا هولدينغ» (حماد نادر الأتاسي) و«أمبير» (ماريو جورج حداد) في مجمع «أسواق بيروت سينما ســـيتي»، في خطوة لافتة في توقيتــــها، إذ تأتي في ظل أوضاع سياسية متشنجة وتلبّد في الحركة الثقافية، ولكن أيضـــاً في زمن تشهد فيه عواصم عربية عدة، قطيعة مع الصالات. فبينما تعلو أصوات كثيرة في المغرب العربي مثلاً، تُطالب بإنقاذ صالاتها من خطر الإغلاق، تستقبل بيروت دور عرض جديدة، وكأنها غير عابئة بما يدور من حولها من تحديات.
وليســـت صـــالات الوسط التجاري، الوحيدة، التي افتتحـــت هذا العام، إذ سبقها في نيســان (أبريل) الماضي مجمع صالات سينــــما «فوكس» (شركة ماجد الفطيم) الذي يضمّ 15 شاشة عرض، مع خيارات سينمـــا «فوكس ماكس» (أكبر شاشة عرض في لبنان) و«فوكس غولد»، من دون ان ننسى تجديــد صالات «أمبير بريميير».
ولم يكتف العام 2013 بولادة مجمعات سينمائية، بل قيل فيه أنه «عام السينما اللبنانية بامتياز»، لاحتضانه رقماً قياسياً من الأفلام التي تحمل تواقيع مخرجين لبنانيين، ولكن أيضاً لـ«تصالح» المشاهد مع الفيلم اللبناني، وإن أطلت مشكلة القرصنة برأسها، خصوصاً مع ما تعرض له فيلم «غدي» (للمخرج أمين درة) من انتشار غير رسمي في سوق الدي في دي، ما قلّص عدد مشاهديه في الصالات، بعدما كان سجّل رقماً كبيراً في شهر واحد، وصل الى 65 ألف مشاهد.
وفي مقابل الإقبال الجماهيري على الأعمال التي تُصنف ضمن فئة الأفلام الخفيفة او الأفلام التلفزيونية – أي المصنوعة اصلاً للتلفزيون والمعروضة سينمائياً في «غزوة» لا علاقة لها بالفن السينمائي على الإطلاق – («حلوة كتير وكذابة»، «حبة لولو»، «بيبي»)، ظلت الأفلام الجادة أو تلك التي لها علاقة بالحرب اللبنانية بعيدة من اهتمامات المتفرج.
واللافت ان هذه الاخيرة لم تُسجّل أي اختراق(فيلم «عصفوري» لفؤاد عليوان مثلاً لم يصـــمد إلا في صالة يتيمة)، باستثناء فيلم لارا سابا «قصة ثواني» (رُشح باسم لبنان لأوسكار أفضل فيلم أجنبي لعام 2013) الـــذي وإن لـــم تصل إيراداته الى ما وصلت إليه أفلام التلفزيون غير أنه حقق رقماً مقبولاً بعض الشيء في شباك التذاكر.
واللافت أن هذه الحركة السينمائية الناشطة التي شهدتها بيروت، لن تتوقف عند عتبة الـ2013 بل ستطأ أقدامها عتبة الـ 2014، كما واضح من الأخبار التي بدأت ترشح من هنا وهناك.
ويُتوقع ان يشهد العام الجديد افتتاح المزيد من دور العرض، بينها صالات تابعة لشركة ماجد الفطيم في الـ«ووتر فرونت» (waterfront) في ضبية (شمال بيروت). في المقابل تستعد الصالات التجارية لاستقبال أكثر من فيلم لبناني، تتوزع بين السينما الروائية والوثائقية.

«حلاوة الجنون»
أبرز العائدين في 2014، نادين لبكي التي حققت في فيلميها السابقين(«سكربنات» و«هلأ لوين؟») نجاحات كبيرة، وصلت الى خارج الحدود اللبنانية. لكنها هذه المرة، لن تقدم فيلماً من النسيج اللبناني، بل فيلماً قصيراً تحت الطلب، يأتي في إطار مبادرة «مدن الحب» التي افتتحت مع «باريس… أحبك» (دورة 2006 لمهرجان كان السينمائي) و«نيويورك… أحبك» (عام 2009) وصولاً الآن الى «ريو… أحبك».
المشروع الأخير الذي بدأ تصويره في أب (أغسطس) الماضي، يضم 11 مخرجاً من سبع جنسيات اجتمعوا لإعلان حبهم للعاصمة البرازيلية. ولعل نظرة الى قائمة الأسماء، تعطي صورة واضحة عن «النجاح» الجديد الذي تضيفه لبكي الى رصيدها السينمائي، خصوصاً أنها ستدير الممثل هارفي كايتل وتمثل معه، كما تقف الى جانب أسماء مهمة في عالم الفن السابع مثل كارلوس سالدانيا وباولو سورنتينو وإستفان إليوت وغيليرمو أرياغا.
ومن الأفلام المرتقبة في الصالات اللبنانية خلال العام الجديد، فيلم «طالع نازل» (إخراج محمود حجيج) الذي يدور خلال يوم واحد، عشية رأس السنة، بينما تودّع بيروت عاماً وتستقبل عاماً جديداً، فتتسلل الكاميرا الى داخل الأماكن المغلقة (عيادة للأمراض النفسية او مصعد) في محاولة للولوج الى أعماق 7 نفوس حائرة تعيش اضطراباتها بينما صوت الاحتفالات والألعاب النارية تضعنا امام مدينة تعيش حلاوة الجنون.
نفـــوس حائــرة أيضاً سيتعــرف إليهــــا المـشاهـــد اللبناني فـــي فــيلم «وينن؟» الـــذي سيكـــون حاضراً في الصالات التجارية العام المقبل في تجربة تحمل تـــوقيع 7 مخـــرجين شباب (طارق قــــرقماز وزينة مكي وجاد بيروتي وكريستال إغناديوس وسليم هبر وماريا عبدالكريم وناجي بشارة) من جامعة سيدة اللويزة.
«ردّيللي ابني بردلِك إبنك»… صرخة مؤلمة توجهها لطيفة ملتقى في أحد المشاهد الى تمثال السيدة العذراء المركون في مغارة الميلاد منذ 20 سنة في إشارة الى قضية مخطوفي الحرب اللبنانية التي لا تزال من المواضيع العالقة في مدينة لا تسأل عن أبنائها.
ولن تكون الأفلام الجادة وحدها على شاشة 2014، بل سيكون هناك أيضاً شرائط «تلفزيونية» أخرى تعرف طريقها الى الصالات بقدرة قادر، أبرزها فيلم «صدفة» من كتابة كلوديا مرشيليان وإخراج باسم كريستو، فيما يتردد ان البطولة سترسو على الفنان اللبناني رامي عياش بمشاركة باميلا الكيك.
في المقابل، يبدو ان حظوظ مجموعة من الأفلام الوثائقية ستكون كبيرة للعرض في الصالات السينمائية، – على خطى الفيلم الذي حققته اليان الراهب عن القيادي السابق في القوات اللبنانية أسعد شفتري وعرف طرقه بدوره الى صالات السينما قبل شهور من دون ان يحقق أي نجاح يذكر باستثناء نجاحه في اعادة إحياء بعض الجوانب الكئيبة من ذكريات الحرب اللبنانية – ومنها فيلم فيليب عرقتنجي «ميراث» وفيلم زينة دكاش «يوميات شهررزاد» وفيلم سارة فرنسيس «طيور أيلول».
إذاً زحمة صالات وزحمة أفلام تشهدها السينما اللبنانية خلال العام المقبل. فهل ستوفر لها الظروف الأمنية فرصة الاستمتاع بـ «ربيعها»؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من almooftah

اترك تعليقاً