نداء لإيقاف حمامات الدم في العراق

السيدات والسادة

منذ دخول القوات الأجنبية المتعددة الجنسيات للعراق واحتلاله في آذار/ مارس 2003 والشعب العراقي يعاني من الفقر والبطالة ويفتقر الى أبسط مقومات الحياة الكريمة، بالإضافة الى انتهاك كامل لحقوقه ومنها حرية التعبير. وقد تعرض العديد من المدن العراقية الى دمار وخراب، وتعاني الصناعة والزراعة من الإهمال. ومازال المواطنون العراقيون يعانون من آثار اسلحة الدمار الشامل البيولوجية والكيميائية والنووية، التي خلفها الاحتلال، فهى تسبب انتشار السرطان والامراض الأخرى، التي يروح ضحيتها آلاف العراقيين سنوياً. ويتعرض المواطنون في العديد من المدن العراقية للقتل والارهاب والاعتداء والسرقات والتهجير على يد داعش. وما كانت إدعاءات الادارة الامريكية ومعها الفئة، التي استوت لها السلطة منذ 2003، بتحقيق استقرار الأوضاع في العراق الا ضربا من الخيال. فالوضع كان ولازال يسير من السيئ إلى الأسوأ، حتى أصبح لا يطاق بالنسبة الى الغالبية العظمى من الشعب. فبالاضافة إلى حرمان المجتمع من حق تقرير مصيره وبناء مستقبله بنفسه، دون تدخل خارجي، فهو يعاني من فقدان الأمن والاستقرار، مما اضطر الملايين من العراقيين الى مغادرة بلدهم.

واليوم وبعد ان ضاقت السبل بشعبنا خرج المتظاهرون في الاول من تشرين الأول/اكتوبر 2019 للاحتجاج على سوء الاوضاع والحصول على حقوقهم المشروعة، التي لو تم اخذها على محمل الجد من قبل الأحزاب الحاكمة لما كان امر تحقيقها أمرا صعباً. فمطالب الجماهير على مدى أكثر من ستة عشر عاما لا تتجاوز أكثر من توفير الكهرباء والمياه الصالحة للشرب والعناية الصحية والقضاء على البطالة ومحاربة الفساد. بدل ذلك قامت السلطة منذ اليوم الاول للتظاهر وبالاستعانة بالقوات الخاصة وبمليشيات تابعة لإيران، يقودها الجنرال الإيراني قاسم سليماني بالإعتداء على المتظاهرين المسالمين. واوعزت الفئات الحاكمة بمواجهة المتظاهرين بالرصاص الحي. حيث وصل عدد الذين سقطوا لحد تاريخ 03.12.2019 الى أكثر من 600، ووصل عدد الجرحى الى أكثر من 22000، وبلغ عدد المعتقلين والمخطوفين الآلاف ولا يُعرف مصير الغالبية منهم لحد الآن.  وفي تاريخ 6 و7 من شهر كانون الأول/ ديسمبر 2019 هاجمت مرة أخرى المليشيات المذكورة أعلاه المتظاهرين المسالمين بالأسلحة النارية والسلاح الأبيض، وقتلت أكثر من 25 شخصاً. فيما سقط العشرات بين جريح وقتيل خلال التظاهرات التي بدأت من جديد يوم الجمعة 17 يناير 2020 ويعتبر ادعاء الحكومة العراقية، بأن القتلة غير معروفين، غير قابل للتصديق. والحقيقة هي أن جميع العمليات التي قامت ضد المتظاهرين منسقة بين المليشيات وقوات الأمن العراقية.

إننا في الوقت الذي نأسف فيه لصمت العديد من الحكومات ووسائل الاعلام العالمية إزاء ما يجري للمتظاهرين في العراق، نناشدكم الى اتخاذ كل ما يمكن في إطار القوانين الدولية لإيقاف حمامات الدم.

منتدى بغداد للثقافة والفنون ـ برلين

برلين 17 كانون الثاني ـ يناير 2020   

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

** المقالة تعبر عن رأي صاحبها ولا تمثل رأي المجلة..

من almooftah

اترك تعليقاً