أغراض وأحداث سرية وغامضة من التاريخ، بعضها لم يُكتشف بعد

زياد اليوسف 30 نوفمبر 2019 م

كتب (جورج أورويل) في روايته الشهيرة بعنوان «1984»: ”إذا أردت الحفاظ على السر، فاخفه عن نفسك أيضاً“.

يمتلئ تاريخنا بمحاولات فاشلة للحفاظ على سرية جماعة أو قصة أو غرض ما، من محاولة التستر على فضيحة (ووترغيت)، إلى مؤامرة البارود في انجلترا… لكن ماذا عن محاولات التستر الناجحة؟ لا تزال بعض الأمور السرية التي سنستعرضها في هذه المقالة محاطةً بالغموض، بعضها أصبح مكشوفاً، ونتج عن تلك الأسرار أمورٌ خطيرة، كما جلب بعضها المعاناة لأصحابها.

لذا تابعوا معنا هذه الأمور السرية من التاريخ، والتي قد تثير اهتمامكم وفضولكم أيضاً:

1. هوية الرجل في القناع الحديدي، والذي سُجن لـ34 عاماً في فرنسا

لوحة "الرجل في القناع الحديدي"
لوحة بعنوان «الرجل في القناع الحديدي» لرسام مجهول. صورة: Wikimedia Commons

كان الرجل في القناع الحديدي سجيناً للملك (لويس الرابع عشر) في فرنسا، واعتُقل إما في عام 1669 أو 1670، وبقي هناك حتى وفاته عام 1703. سُجن الرجل في عدة مواقع (في سجن الباستيل أيضاً)، بقيت هوية السجين سرية حتى اليوم.

كان الرجل مسجوناً لـ34 عاماً على يد (بنين دوفيرن دو سان مارس)، وعمل الأخير على اتخاذ إجراءات شديدة للحفاظ على هوية سجينه. فلم يُسمح لأحد برؤية وجه السجين الذي كان دائماً مغطى بالقماش والقناع، ووقف جنديان خارج زنزانة السجين، وتجهزا دائماً لإطلاق النار عليه إن أزال قناعه. صُممت زنزانة الرجل أيضاً بشكل خاص، فاحتوت عدة أبواب يُفتح أحدها فيُغلق الباب الآخر، بالتالي لم يستطع أحد سماع الأحاديث التي دارت داخل الزنزانة.

في النهاية، عقب وفاة السجين في التاسع عشر من نوفمبر عام 1703، دُمرت جميع ممتلكات الرجل من ملابس وأثاث وأغراض، وأُعيد طلاء جدران الزنزانة، وصُهر كل شيء مصنوع من المعدن فيها، حتى قناع السجين.

برزت عدة نظريات حول هوية الرجل المسجون، فقال الفيلسوف (فولتير) مثلاً أن السجين هو الشقيق غير الشرعي للملك (لويس الرابع عشر)، بينما ادعى الكاتب الفرنسي (مارسيل بانول) –ونظريات أخرى لاحقة –أن السجين هو توأم الملك (لويس الرابع عشر)، وأنه ولد بعد ولادة أخيه، بالتالي أُخفي وجوده عن العامة كي لا يطالب بالعرش. ادعى السياسي الأمريكي (هيو ويليامسون) أن السجين هو والد (لويس الرابع عشر). ادعى كثيرون نظريات مختلفة، فمثلاً قيل أن السجين هو جنرال سُرّح من الخدمة، أو خادم رجل نبيل أعدمته السلطات، بينما ادعى آخرون أن السجين هو ابن (تشارلز الثاني) ملك انجلترا.

2. الرجل الذي لم يوجد، جاسوس الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية، والذي كان يغذي الأعداء بمعلومات استخباراتية خاطئة ليخفي عملية غزو صقلية

بطاقة الهوية
بطاقة الهوية الخاصة بالرائد (مارتن). صورة: Wikimedia Commons

خلال الحرب العالمية الثانية، كانت الاستخبارات والاستخبارات المضادة إحدى الأسلحة التي استخدمتها قوى الحلفاء والمحور ضد بعضها، لكن أثرها لم يكن ذا قيمة كبيرة. نفّذ الحلفاء عملية سرية لخداع قوى المحور، وكانت تدعى «عملية مايس ميت»، وهي جزء من عملية استراتيجية أكبر تهدف لتقديم معلومات خاطئة للنازيين دُعيت بـ «عملية باركلي».

كان الهدف من عملية مايس ميت إخفاء غزو الحلفاء لصقلية عام 1943، أو ما يُعرف بعملية هاسكي، وتوجيه قوات العدو إلى مكانٍ مختلف تماماً. ولإنجاز تلك العملية بنجاح، حصلت الاستخبارات البريطانية على جثة رجل يدعى (غلندور مايكل)، وهو رجل مشرّد توفي جراء تناول سم الفئران في إحدى المخازن المهجورة في لندن. ألبس البريطانيون جثة الرجل زي ضابطٍ في القوات البحرية، وأكسبوه رتبة رائدٍ، وأصبح اسمه الرائد (ويليام مارتن). أُعطي الرجل أيضاً مراسلات قادمة من القيادات العسكرية البريطانية، ويُشار فيها إلى أن تحركات جنود الحلفاء قرب صقلية مجرد خدعة، وأن الهدف الحقيقي هو اليونان.

نُقلت الجثة والمعلومات المزورة المرفقة بها إلى الساحل الجنوبي لإسبانيا عبر إحدى الغواصات، وهناك، عثر صيادٌ ما على جثة (غلندور) في الصباح التالي وأخبر السلطات. وبما أن الحكومة الإسبانية تحت زعامة الدكتاتور (فرانكو) كانت محايدة في الحرب، فأخبر الإسبان هيئة الاستخبارات العسكرية الألمانية، أو الـ “أبفير”، بما حصلوا عليه من معلومات. وكان ذلك ما أراده الحلفاء بالضبط.

أكدت أجهزة الاستخبارات البريطانية أن النازيين تلقوا الطعم، حيث استطاع البريطانيون فكّ شيفرة الرسائل المرمزة خلال الحرب العالمية. وبفضل هذه العملية، والتضحية بجثة (غلندور)، تمكّن الحلفاء من تحرير صقلية بسهولة، بل أكثر سهولة مما توقعوا، وكانت خسائرهم أقل أيضاً.

3. النار الإغريقية، والتي كانت سلاحاً نارياً فعالاً استخدمته البحرية البيزنطية، لكن طريقة تحضيره بقيت مجهولة

النار الإغريقية
في هذا الرسم، نشاهد سفينة بيزنطية تستخدم النار الإغريقية ضد سفينة الثائر (توماس). صورة: Wikimedia Commons

النار الإغريقية هي سلاحٌ حارق غير معروف التركيب، استخدمته الامبراطورية البيزنطية في أوائل العام 672. وغالباً ما تُستخدم النار في المواجهات البحرية، وتستمر بالاحتراق حتى على سطح الماء بدلاً من أن تنطفأ، ويُطلق السائل القابل للاشتعال بواسطة خراطيم تعمل بنظام الضغط، أي تشبه إلى حد ما طريقة عمل قاذف اللهب في عصرنا الحالي.

كان اكتشاف النار الإغريقية أمراً شديد الأهمية بالنسبة للإمبراطورية البيزنطية، بل كادت تتعرض لخطر الزوال مبكراً بدون هذا السلاح. فبين عامي 674 و678 ميلادي، ومجدداً بين عامي 717 و718، تعرّضت الإمبراطورية البيزنطية لحصار من طرف القوات الإسلامية العربية التي أرادت فتح القسطنطينة، فاستخدم البيزنطيون النار الإغريقية ونجحوا في الحفاظ على المدينة.

استُخدمت النار الإغريقية أيضاً من طرف الأسطول الإمبراطوري البيزنطي خلال الحروب الأهلية، فدحرت القوات البحرية المعادية والتي قادها (توماس الصقلبي) عام 821 في ثورة ضد الإمبراطور (ميخائيل الثاني). لكن، كان لهذا السلاح مساوئ تقيّد من استخدامه، فالاستخدام الصحيح له يعتمد على اتجاه الرياح من أجل توجيه قاذف اللهب.

للأسف، ظلّ التركيب الكيميائي الدقيق لتلك النار الإغريقية مجهولاً، والسبب هو أن الدولة البيزنطية عملت جاهدة كي تحافظ على صيغة وتركيبة ذاك السلاح وتحميها بعيداً عن أعين الناس، كما طلب الإمبراطور (قسطنطين السابع) من ابنه (رومانوس الثاني) ألا يكشف أبداً عن سرّ تصنيع هذا السلاح، حيث –كما جاء في الأسطورة–نزلت ملاكٌ على أول إمبراطور بيزنطي مسيحي، الإمبراطور (قسطنطين)، ومنحه تلك الوصفة السرية ليستخدمها ”المسيحيون فقط، وحصراً داخل المدينة الإمبراطورية“. وحتى عندما استولى العرب على سفينة مزودة بهذا السلاح عام 827، لم يستطيعوا فهم هندسة تصنيعه. تمكنوا فقط من رشق النار باستخدام المنجنيق عوضاً عن استخدام الخرطوم.

4. السيلفيوم هو نبات مجهول ومنقرض، لكن القدماء استخدموه بكثرة في الطب لمعالجة عدد كبير من الأمراض

نبات Ferula tingitana
نبات Ferula tingitana، وهو مشابه لنبات السيلفيوم. صورة: Wikimedia Commons

وفقاً للوصف، يملك النبات جذوراً سميكة مغطاة بلحاء أسود، ويصل طوله إلى 48 سم، أما ساق النبات فمجوفة. استخدمت المجتمعات القديمة نبات السيلفيوم البري بشدة باعتباره وصفة طبية ودواءً فلكلوري. سُجل استخدام النبات في كثير من المرات، وحسبما وصلنا من التاريخ، فيبدو أن القدماء استخدموا نبات السيلفيوم لعلاج الحمى وعسر الهضم والثآليل والسعال. حتى أن (أبقراط)، أو أبي الطب كما يُسمى، وصف النبات قائلاً: ”عندما تبرز الأحشاء وتتحرك ولا تبقى في مكانها، افرك أفضل أنواع السيلفيوم على شكل قطع صغيرة وضعها على مكان الألم على شكل ضمادة“. يُعتقد أن للسيلفيوم فائدة عند استخدامه كوسيلة لمنع الحمل والإجهاض، ولوحظ أيضاً أن عدداً من النباتات التي تنتمي لنفس الصنف قادرة على إحداث إجهاض بسبب خصائصها الإستروجينية.

بالرغم من ذلكلا يُعرف اليوم ماهية ذاك النبات. وهناك اعتقادٌ شائع بأن السيلفيوم ينتمي لجنس الكَلَخ من النباتات، والسيلفيوم أصبح منقرضاً حالياً، أو يصعب تحديد مكانه بدقة على الأقل. لكن على أي حال، يقول علماء النباتات: ”بما أننا لا نستطيع التعرّف على النبات بدقة، فلن نستطيع التأكّد من انقراضه أم لا“.

أيضاً، لا يُعرف السبب الذي أدى إلى انقراض هذا النبات. ووفقاً للعديد من النظريات المختلفة، فقد تكون العوامل والظروف الطبيعية أدت إلى اختفاء تلك النبتة القديمة، ظروفٌ مثل الحصاد المفرط الذي جعل التربة غير خصبة، أو التغيرات الطبيعية في المناخ والهطول المطري والتصحر، أو مثلاً تزايد تربية الحيوانات الداجنة في المنطقة.

5. ظلّت مقبرة جنكيز خان، مؤسس الإمبراطورية المغولية، سريةً وغير مكتشفة منذ 800 سنة وحتى يومنا هذا

نهر أونون
نهر أونون، وهو المكان الذي وُلد فيه (جنكيز خان) وغالباً موقع دفنه أيضاً. صورة: Wikimedia Commons

كان (جنكيز خان) قائداً أسطورياً وأول حاكم للإمبراطورية المغولية، وبالطبع، كان مسؤولاً بشكل مباشر عن مقتل نحو 40 مليون شخص في جميع أنحاء العالم. لكن لكلّ شخص نهاية أكيدة، وهكذا توفي (جنكيز خان) في الثامن عشر من شهر أغسطس عام 1227. يوجد ضريحٌ لـ (جنكيز خان) في الصين، ضمن منغوليا الداخلية، ولكنه ليس إلا ضريحاً تذكارياً للزعيم المنغولي بُني في القرن الماضي. أما قبر (جنكيز) الحقيقي فلا يزال لغزاً يحيّر العلماء والباحثين. فلم يترك أي دليل أو علامة على موقع دفنه، ويعتقد البعض أنه دُفن في منغوليا، بلده الأم.

لكن وفقاً للأساطير المنغولية، قتل مرافقوه الذين أجروا مراسم الدفن جميع من كان حاضراً، سواءً كان بشراً أو حيوانياً، حيث أمل حراس الزعيم المتوفي أن يبقى مكان دفنه سراً. وعند اكتمال بناء المقبرة، قُتل أيضاً العبيد الذين أجروا عملية البناء، وحتى الجنود الذين قتلوا أولئك العبيد، تعرضوا هم أنفسهم للقتل لاحقاً.

ولا تعتقدوا أن قتل من رأى ضريح الزعيم هو الإجراء الوحيد الذي اتخذه الحراس المغول لحماية قبر زعيمهم وإخفاء مكان الدفن عن الناس. فيُقال مثلاً أن (جنكيز خان) دُفن في أحد الأنهار، مثلما دُفن (جلجامش) أو (ألاريك) –الأخير هو زعيم قوطي نهب مدينة روما وأحرقها، ويُقال أن جميع من دفنه بعد وفاته قد قُتل حفاظاً على سلامة قبره. بينما يدعي آخرون أن المغول استعانوا بالأحصنة كي تدوس على موقع الدفن وتجعله غير مرئي، ثم زُرعت الأشجار فوق المقبرة.

وبصرف النظر عن حقيقة ما حصل، بعد 50 عاماً من موت (جنكيز خان)، أي في فترة المستكشف الإيطالي (ماركو بولو)، لم يكن المغول على دراية أبداً بموقع قبر زعيمهم القديم. ولا توجد معلومات دقيقة حتى في الكتب التاريخية المغولية.

6. مشروع مانهاتن الذي أُحيط بسرية تامة من طرف الولايات المتحدة، حتى أن معظم من عمل على صنع القنبلة النووية لم يدركوا ما كانوا يفعلون

أول اختبار لانفجار القنبلة النووية
أول اختبار لانفجار القنبلة النووية. صورة: Jack W Aeby

مشروع مانهاتن هو برنامج أبحاث وتنمية أطلقته الولايات المتحدة الأمريكية خلال فترة الحرب العالمية الثانية، ونتج عنه صنع السلاح النووي الذي أنهى الحرب وغير سياسة العالم برمتها.

امتدت مدة المشروع منذ عام 1942 وحتى عام 1946، لكنه أُلغي بشكل رسمي في الخامس عشر من شهر أغسطس عام 1947، كان الهدف من المشروع تصميم قنبلة نووية، وبمساعدة المملكة المتحدة وكندا، وتحت قيادة (روبرت أوبنهايمر) باعتباره رئيس مختبر لوس ألاموس. اختُبرت أول قنبلة نووية في السادس عشر من شهر يوليو عام 1945، وكان المشروع أيضاً مسؤولاً عن تصنيع القنبلتين اللتين أُلقيتا على مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين. وبالمجمل، بلغت تكلفة مشروع مانهاتن نحو ملياري دولار أمريكي في تلك الفترة، أي ما يُعادل 31 مليار دولارٍ حالياً، وشارك أكثر من 130 ألف شخصٍ في هذا المشروع طيلة الأعوام التي كان نشطاً فيها.

بالرغم من التكلفة الباهظة للمشروع والقوة العاملة الهائلة التي عملت عليه، كان مشروعاً مانهاتن برنامجاً شديد السرية في الولايات المتحدة، ولم يعرف حقيقته سوى عشرات الأشخاص في الولايات المتحدة بأكملها، ومن بين الذين عملوا على المشروع، والبالغ عددهم 130 ألف شخص كما أوضحنا سابقاً، لم يكن سوى ألف شخص على دراية بالهدف من المشروع، أو أنهم يعملون على صنع قنبلة نووية.

كان إبقاء الأمر سراً ضرورة ملحة للسلطات الأمريكية، فإذا فُضح المشروع، ستقوم قوات المحور –وبالتحديد، ألمانيا النازية –بتسريع مشروعهم النووي الخاص، وربما تصنيع قنبلة نووية قبل الولايات المتحدة، وتغيير تاريخ العالم بأكمله. في المقابل، كان الحفاظ على سرية المشروع ضرورياً لحمايته من التخريب، إذ قد ترسل دول العدو عملاءها وجواسيسها ما قد يضرّ بالخطة.

أوردت مجلة لايف في شهر أغسطس من عام 1945 أن أغلب الموظفين ”يعملون في الظلمات، ويراقبون بحذر الأرقام والأزرار، بينما يجري تفاعلٌ غامض خلف تلك الجدران الإسمنتية“. وبالفعل، يبدو أن نسبة كبيرة من الموظفين لم تدر ماهية هذا المشروع، والسبب ربما أن الحكومة فرضت عقاباً بالسجن لمدة 10 أعوام على أي شخص ينشر معلومات عن هذا النشاط السري.

7. الأميران الانجليزيان اللذان سُجنا في البرج، وقُتلا على الأغلب. لكن حتى اليوم، لم يعرف أحدٌ من قتلهما وما السبب وراء تلك الجريمة

الأميران إدوارد وريتشارد
الأميران (إدوارد) و(ريتشارد) في البرج، بريشة الفنان السير (جون إيفريت ميلاس). صورة: Wikimedia Commons

الأميران في البرج هو مصطلح تاريخي انجليزي يُطلق على الملك (إدوارد الخامس) و(ريتشارد) دوق يورك، وهما الابنان الوحيدان للملك (إدوارد الرابع) عقب وفاته عام 1483. ووفقاً للتقليد الملكي الإنجليزي، وُضع الصبيان في البرج ريثما يتوج (إدوارد) ملكاً، حيث كان عمره 12 عاماً، بينما كان (ريتشارد) في التاسعة من عمره. وهكذا، أشرف عمهما (ريتشارد) دوق غلوسيستر على حمايتهما والإشراف على إقامتهما. لكن في ظل غيابهما، استولى عمهما (ريتشارد) على العرش، وادعى أن الأميرين هما نتاج زواجٍ غير شرعي، وبالتالي لا يحق لهما المطالبة بالعرش. في الخامس والعشرين من شهر يونيو، نُصّب (ريتشارد) ملكاً على انجلترا، وأصبح يُعرف بـ (ريتشارد الثالث)، في السادس من شهر يوليو. لكن في تلك الفترة، أي بعد تنصيب (ريتشارد) ملكاً، اختفى الأميران ولم يظهرا أبداً. يعتقد المؤرخون، والبريطانيون بشكل عام، أن الأميرين قُتلا بناءً على أوامر عمهما، الملك الجديد لإنجلترا.

لكن بالرغم من ذلك، لا توجد مصادر مستقلة ودقيقة وموثوقة تدعم هذا الادعاء، بصرف النظر عن اختفائهما من التاريخ الإنجليزي بدون أي أثر. وإذا قُتل الأميران فعلاً، فمن غير المعروف أيضاً من أمر بقتلهما، فالملك (ريتشارد الثالث) لم يكن المستفيد الوحيد من اختفائهما، وهكذا، نشأت عدة نظريات في القرون اللاحقة لتفسير مصيرهما. أشهر النظريات المتعلقة بالموضوع هي تفسير مقتلهما على يد (ريتشارد الثالث) كي يحمي عرشه الجديد، لكن هناك نظريات أخرى تدعي مقتلهما على يد (هنري ستافورد) دوق بكنغهام، والذي رغب بتولي عرش انجلترا بعد وفاة (إدوارد الثالث). وقد يكون المسؤول عن الجريمة هو (هنري السابع)، وهو المنتصر في الحرب الأهلية الإنجليزية ضد (ريتشارد الثالث)، فربما رغب (هنري) بإزالة جميع منافسيه على العرش.

8. حلقة كولبر الجاسوسية السرية جداً، والتي عملت خلال فترة حرب الاستقلال الأمريكية، وحصلت على معلومات بالغة الأهمية خلال الحرب مع البريطانيين

لوحة لـ تالمدج وابنه
الكولونيل (بنجامن تالمدج)، قائد حلقة كولبر، بصحبة ابنه (ويليام). صورة: Wikimedia Commons

هي حلقة تجسس أنشأها (جورج واشنطن) في صيف عام 1778، أثناء احتلال البريطانيين مدينة نيويورك خلال الحرب الثورية الأمريكية. كان الهدف منها هو اختراق المدينة المحصنة والحصول على معلومات استخباراتية مهمة عن نشاط الجيش البريطاني وتحركاته. نظم الرائد (بنجامين تولمادج) تلك الحلقة، ونقل الجواسيس –أبرزهم (أبراهام وودهول) و(روبرت تاونسند) –المعلومات خارج مدينة نيويورك والمناطق المحيطة بها، مخاطرين بأرواحهم وأرواح عائلاتهم.

كانت حلقة كولبر مصدراً للكثير من المعلومات القيمة، والتي تعد سبباً رئيساً في التغلب على البريطانيين. فمثلاً، استطاع الأمريكيون معرفة خطة البريطانيين والمتمثلة بهجومٍ مفاجئٍ على القوات الفرنسية الواصلة حديثاً إلى نيوبورت في رود آيلاند، وتحت قيادة الجنرال (روشامبو).

علم الأمريكان أيضاً أن البريطانيين خططوا لتزوير العملة الأمريكية باستخدام أوراق الطباعة. حاول الجنرال (ويليام ترايون) غزو كينيتيكت في شهر يوليو من عام 1779 ضمن خطة تضليلية كي يدفع (جورج واشنطن) إلى تقسيم قواته لنصفين، وإرسال نصفها لمحاربته. لكن الأمريكان علموا بذلك بفضل حلقة التجسس السرية. ويُقال أيضاً أن حلقة كولبر السرية فضحت مخططاً لاغتيال (جورج واشنطن)، لكن ذلك غير مؤكد.

9. تمثال بوذا الذهبي في تايلاند، والذي غُطي بالجص لحمايته من السرقة عندما سقطت مملكة أيوثايا. فاختفى التمثال لـ 200 عام قبل أن يظهر مجدداً

تمثال بوذا الذهبي
تمثال بوذا الذهبي في وات تريمت، في بانكوك. صورة: Wikimedia Commons

يُعرف تمثال بوذا الذهبي هذا بـ (فرا فوتثا ماها سوانا باتيماكون)، وهو عبارة عن تمثال وزنه نحو 5 أطنان ونصف، وموجود في معبد «وات ترايمت» في بانكوك في تايلاند، ويصل ارتفاعه إلى 3 أمتارٍ و90 سم، أما عرضه فيتجاوز الـ 3 أمتار بقليل، وبالإمكان تفكيكه إلى 9 أجزاء منفصلة.

يُعتقد أن هذا التمثال الضخم صُنع في زمنٍ ما خلال القرنين الثالث عشر والرابع عشر. من الواضح أن الأسلوب المعماري للتمثال ينتمي لزمن حكم سلالة سوكوتاي، والتي استمرّت لقرنٍ بعد الزمن المتوقع لصنع التمثال، بينما تشير أدلة تاريخية أخرى إلى صُنع التمثال في منتصف القرن الثامن عشر تقريباً.

بصرف النظر عن الزمن الدقيق لإنشاء هذا التمثال، ما نود إعلامكم به هو أن 40 بالمئة من التمثال مصنوعٌ من الذهب الخالص، ويغطي الذهب نسبة 80 بالمئة من التمثال بين منطقتي الذقن والجبهة، وشعر التمثال وزينة الرأس، والتي يبلغ وزنهما 45 كلغ، مصنوعتان من ذهب نسبة نقاوته 99 بالمئة. بالتالي يتخطى سعر هذا التمثال بأموال اليوم حاجز الـ 200 مليون دولار!

يُعتقد أن التمثال نُقل من سوكوتاي إلى مملكة أيوثايا نحو العام 1403، وذلك قبل فترة من دمار مملكة أيوثايا على يد بورما عام 1767. غُطي التمثال بطبقة سميكة من الجص وقطعٍ من الزجاج الملوّن. وبالتالي، أصبح التمثال محمياً عن طريق هذا التمويه، وبقي قائماً بين الآثار الأخرى لنحو 50 عام. ففي سنة 1805، وعقب تأسيس مدينة بانكوك وجعلها عاصمة مملك تايلاند وبناء عددٍ من المعابد الجديدة، طلب الملك (راما الأول) صوراً قديمة عن تمثال بودا كي يجمعها ويوزعها. وخلال عهد (راما الثاني) –الممتد من عام 1824 وحتى عام 1851 –ظل التمثال محافظاً على سرّه، ولكنه نُقل إلى معبد «وات تشوتانارام» في بانكوك، ثم نُقل إلى معبد «وات ترايمت» عام 1935، ووُضع هناك تحت سقفٍ من الصفيح جراء عدم توفر مساحة كافية له، حيث لم يدر الناس ما قيمة التمثال حينها.

أخيراً، عام 1954، نُقل التمثال إلى مبنى صُمم خصيصاً لاستيعاب حجمه الكبير، ولكن أثناء عملية النقل، سقط التمثال واقتُطع جزء من الجص الذي كان يغلّف التمثال، فظهر الذهب أسفل الجزء المكسور. واليوم، أُزيل الجص بالكامل عن التمثال الذهبي، وبعد 200 سنة من اختفاءه، أصبح بإمكان الشعب التايلندي التعرّف على هذه المنحوتة الثمينة جداً.

10. العاشقان كليوبترا وأنطونيوس (مارك أنطوني)، ومكان دفنهما غير المعروف

كليوبترا
كليوبترا. صورة: Wikimedia Commons

كانت (كليوبترا السابعة) زوجة (مارك أنطوني)، وكان الأخير حاكم مملكة البطالمة في مصر. عقب اغتيال (يوليوس قيصر)، تحالف (أنطونيوس) مع قائدين آخرين ليشكلوا الحكم الثلاثي الثاني، وهكذا بدأت علاقة (كليوبترا) و(أنطونيوس). نتج عن هذه العلاقة ثلاثة أولاد هم: أليكسندر هيليوس، وكليوبترا سيليني الثانية، وبطليموس الثاني فيلادلفوس. وأدت إلى طلاق (أنطونيوس) من زوجته شقيقة (أوكتافيان).

كان الطلاق إهانة كبيرة، بالإضافة إلى كون الأولاد الحكام المستقبليين لمصر، ما أدى إلى اندلاع الحرب الأخيرة في الجمهورية الرومانية، حيث انتصر (أوكتافيان) نصراً ساحقاً. وعندما هُزم الأسطول البحري لمصر في معركة أكتيوم عام 31 قبل الميلاد، غزا الروم مصر خلال عام، وتبيّن لـ (أنطونيوس) و(كليوبترا) أن لا مفر من الهزيمة.

عندما علمت (كليوبترا) بانتحار زوجها (أنطونيوس)، خشيت من إذلال العامة لها أو سجنها، فأنهت حياتها هي الأخرى. يُشاع أن الطريقة التي استخدمتها (كليوبترا) للانتحار هي عضة أفعى سامة.

سمح (أغسطس) بدفن الزوجين المتوفين معاً، وفقاً لما نقله المؤرخان (بلوطرخس) و(سويتونيوس)، وسمح أيضاً لأولادهما بالبقاء على قيد الحياة، على عكس ما حصل مع طفل (كليوبترا) و(يوليوس قيصر).

ومع ذلك، لا يُعرف أبداً المكان الذي دُفن فيه (أنطونيوس) وعشيقته، وبقي مكان الدفن سراً لنحو ألفي عام تقريباً، ولا نعرف حتى إذا كان الإبقاء على مكان الدفن سراً أمرٌ مقصودٌ أم لا.

11. الوصفة الأصلية لدجاج «كنتاكي فرايد تشيكن»، والذي وضعها هارلاند ساندرز، وبقيت سراً لا يعلمه أحد، ومخفية في خزنة في مدينة لويسفيل

شعار "كنتاكي فرايد تشيكن"
شعار (كنتاكي فرايد تشيكن). صورة: Wikipedia

صُممت وصفة دجاج كنتاكي المقلي في ثلاثينيات القرن الماضي، وبلغت أفضل نسخة منها بحلول شهر يوليو من عام 1940، حينها ابتكر (هارلاند ساندرز) الوصفة بناءً على تزايد شعبية الدجاج المقلي الذي كان يقدمه في محطة للوقود في كوربن، بولاية كنتاكي.

أزال (ساندرز) عدة الوقود ضمن المحطة، وحولها إلى مطعمٍ وفندق صغير في أواخر الثلاثينيات من القرن الماضي. بالطبع، ابتكر (ساندرز) عدداً من الإضافات على تلك الوصفة، وغيّر عدة طرق مثل استخدام المقلاة، والتي استبدلها بالتحمير العميق لأنه وجد أن القلي وفقاً لتلك الطريقة بطيء جداً، ورأى (ساندرز) أن التحمير يعطي دجاجاً جافاً، لذا استخدم أخيراً الطبخ بالضغط وقدم للعالم وجبته الشهيرة التي تتألف من 11 عشبة وبهاراً.

سوّق الرجل لدجاجه المقلي في خمسينيات القرن الماضي تحت اسم «كنتاكي فرايد تشيكن»، لكن (ساندرز) خشي من أن يقلّد أحدٌ ما وصفته السحرية. لذا وضع سياسة شديدة للحفاظ على سرية وخصوصية الوصفة الأصلية.

فإحدى الإجراءات التي اتبعها هي تقسيم عملية إنتاج الوصفة بين عدة مصانع ومزودين. فمثلاً، يُنتج نصف الوصفة في مختبرات غريفيث قبل أن تُرسل إلى «مكورميك»، وعندها يُضاف النصف الآخر. وبالإضافة لذلك، رفضت الشركة ترخيص تلك الوصفة، فذلك يتطلب إعطاء تفاصيل دقيقة عن المكونات ويحد من ملكية تاريخ الصلاحية، لذا لجأ (ساندرز) إلى السرية التامة كي يحافظ على شركته. واليوم، توجد نسخة من الوصفة، لكنها محفوظة ضمن خزنة شديدة الحراسة في مقر شركة «كنتاكي فرايد تشيكن» في لويسفيل، بالإضافة طبعاً إلى 11 قارورة تحوي الأعشاب والبهار الضروري.

12. هوية جاك السفاح، القاتل المتسلسل الذي أرعب لندن وضاحيتها وايتشابل

صورة من صحيفة The Illustrated London News تُظهر صورة لشخصية مشتبه بكونها (جاك السفاح).

يُعرف (جاك السفاح) باسم قاتل وايتشابل أيضاً، وهو قاتلٌ متسلسل مسؤول عن قتل 5 نساء على الأقل في منطقة وايتشابل في مدينة لندن عام 1888. كانت الضحايا جميعهن من النساء اللواتي عملن في مهنة الدعارة، وعُثر عليهن مقتولات وحناجرهن مقطوعة، بالإضافة أيضاً إلى تشويه أعضائهن التناسلية ووجههن، حتى أن القاتل أزال أعضاءً داخلية من الجثة بعد موتها. ووفقاً للتفصيل الأخير والمروّع، اعتقد الناس أن الرجل على دراية بالتشريح الطبي، وربما تلقى تدريباً على كيفية إجراء العمليات الجراحية. يُعتقد أن القاتل توقف عن جرائمه إما بسبب موته أو اعتقاله أو ربما هجرته خارج البلد، لكن تلك ليست سوى تكهنات لا تملك أي موثوقية، ولا تزال هوية (جاك السفاح) مجهولة حتى يومنا هذا.
في المحصلة، اشتبهت السلطات بـ 100 شخص ربما يملكون علامات أو سمات القاتل السفاح، من بينهم المحامي (مونتاغ جون دروت) والحلاقين (سيويرن أنتونوفيت كيشوفسكي) و(آرون كومينسكي) –نُقل الأخير إلى مصح «كونلي هاتش» للأمراض العقلية عام 1891 –وصانع الأحذية (جون بايزر).

لكن التخمينات المعاصرة ركّزت على مجموعة مختلفة كلياً من المشتبهين، مثل (توماس هاين كاتبوش)، وهو طالب طبٍّ أُدخل إلى المصح العقلي عام 1891 جراء معاناته إهلاساتٍ ناجمة عن إصابته بالسفلس. وهناك أيضاً (فريدريك بايلي ديمنِغ)، والذي هاجر إلى أستراليا عام 1891 بعدما قتل عائلته كلها، وقبل إعدامه شنقاً، كتب في دفتره خلال السجن أنه (جاك السفاح). لكن لا نعتقد أن ذلك دليلٌ كافٍ.

13. كان شلل الرئيس الأمريكي (فرانكلن روزفلت) أمراً سرياً جداً! لدرجة أن زعماء أوروبا لم يعرفوا حتى بمرض الرئيس الأمريكي

الرئيس (روزفلت) على كرسي متحرك
الرئيس (روزفلت) مع ابنته وكلبه المفضل. صورة: Universal History Archive / Getty Images

كان (فرانكلن دي. روزفلت) الرئيس الثاني والثلاثين للولايات المتحدة الأمريكية، لكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أن الرئيس أُصيب بالشلل عام 1921، أي عندما كان في التاسعة والثلاثين من عمره، فظهرت عليه الأعراض المرافقة للشل مثل خللٍ في عمل المثانة والأمعاء، والخدر، وشلل دائمٍ في المنطقة أسفل الخصر. شُخّص الرئيس وقتها بشلل الأطفال، لكن اليوم، تعتبر تلك الأعراض مرافقة لمتلازمة غيلان باري التي تؤدي إلى اعتلال عصبي مناعي ذاتي.

وبالرغم من كون الرئيس غير قادرٍ على الوقوف أو السير بدون عكازات، لكنه رفض أن يسمح لتلك الإعاقة بتعطيل حياته الشخصية أو مسيرته المهنية، فتعلّم في عشرينيات القرن الماضي السير لمسافات قصيرة بالاعتماد على حمالات معدنية ثقيلة تبدو وكأنها تشبه الرُكبة الطبيعية، واعتمد أيضاً على عكاز ليساعده في المشي. نتيجة هذا الصراع الشخصي المأساوي، أصبح (روزفلت) أول رئيس للولايات المتحدة من ذوي الاحتياجات الخاصة، لكن لم يعلم أحدٌ حتى في الولايات المتحدة بحالته.

استخدم الرئيس الكرسي المتحرك عندما كان بعيداً عن العامة، وحرص جداً على عدم تشويه صورته أمام الناس. فعندما يظهر أمام الكاميرات، يحيط به مساعدوه من الجهتين كي يتمكن من الوقوف. وفي حال أراد إلقاء خطاب عام، يرتكز الرئيس على منضدة موضوعة على خشبة المسرح الذي يلقي منه الخطاب، ويمسك بها الرئيس بشدة، فلا يستطيع تحريك يديه، ولهذا السبب، اشتُهر (روزفلت) بإيماءة الرأس المشهورة التي استخدمها بدلاً من تحريك اليدين. أما الخروج من السيارة، فتلك قضية أخرى: حيث كان مرافقوا الرئيس يركنون السيارة في كراج (موقف) معزول كي يسمحوا للرئيس بالركوب والنزول بسهولة.

14. موقع جزيرة أطلنطس الضائعة، والتي لم يعثر عليها –إن كانت حقيقية– بالرغم من إجراء مئات التحقيقات والاستكشافات

خريطة أطلنطس
خريطة أطلانطس من عام 1669، لاحظ أنها تقع في منتصف المحيط الأطلنطي. صورة: Wikimedia Commons

أطلنطس هي جزيرة خيالية ذُكرت في أعمال الفلاسفة الإغريق القدامى مثل (أفلاطون)، حيث استخدمها (أفلاطون) كاستعارة لوصف الأمم المتعجرفة والمتكبرة، فجاء في أعماله أن سكانها أغضبوا الآلهة فغرقت المدينة بأكملها داخل المحيط الأطلنطي. من المؤكد أن القصة التي ذكرها (أفلاطون) خيالية تماماً، لكن حديثه عن جزيرة غارقة تحت المحيط ألهم الكثير من الناس ودفعهم إلى الاعتقاد حقاً بوجودها، ولو تاريخياً على الأقل. وبالإضافة لذلك، يُعرف عن (أفلاطون) أن الكثير من استعاراته مأخوذة من قصص قديمة، بالتالي من المحتمل أن تكون أطلنطس موجودة بالفعل، أو هذا ما اعتقده الناس.

تحدث (إغناطيوس دونيلي) في كتابه «أطلنطس: العالم العتيق» عن تلك الحضارة الغارقة، وارتأى أن الكثير من الحضارات القديمة دُمرت خلال الطوفان المذكور في الكتب الدينية المقدسة. ونتجت عدة فرضيات لاحقة عندما بدأت حملات الاستكشاف لمعرفة مصير تلك الجزيرة الغامضة، ووفقاً لأغلب تلك الفرضيات، تقع أطلنطس في البحر المتوسط، واختفاء المدينة يعود إلى اندفاع بركاني حصل إما في القرن السابع عشر أو السادس عشر قبل الميلاد. أدى هذا الثوران البركاني إلى نشوء تسونامي ضخم دمّر الحضارة المينوسية التي نشأت على جزيرة كريت، ويُعتقد أن أطلنطس هي إحدى ضحايا تلك الظواهر الطبيعية المدمرة.

15. توفي الملك توت عنخ آمون في عمر مبكر جداً، بالتالي كان سبب وفاته أحد الأمور الغامضة

توت عنخ آمون
تمثال الفرعون (توت عنخ آمون). صورة: Wikimedia Commons

كان (توت عنخ آمون) فرعوناً مصرياً ينتمي للأسرة الـ 18 التي حكمت مصر. وُلد (توت عنخ آمون) عام 1341 قبل الميلاد، وحكم البلاد خلال عصر المملكة الجديدة بين عامي 1332 و1323 قبل الميلاد. اكتشف (هاورد كارتر) عام 1922 قبر الفرعون في حالة سليمة جداً، ما جذب اهتمام العالم إلى قصة هذا الفرعون الشاب. وبالرغم من إجراء الأبحاث العلمية والأثرية لمدة قرن من الزمن، لا يُعرف الكثير عن حياة (توت عنخ آمون)، ولا توجد سجلات تؤرخ ما حصل حين وفاته. لكن بالنظر إلى حالة المقبرة، أوضح عالم الأحياء الدقيقة (رالف ميتشل) أن الطلاء على الجدران يشير إلى دفن الفرعون قبل جفاف الطلاء، ما يشير أيضاً إلى احتمال موته فجأة قبل اكتمال مقبرته.

يقترح البعض أن (توت عنخ آمون) توفي جراء عملية اغتيال، لكن يشير آخرون أن موته كان طبيعياً. فعُثر خلال إجراء فحص طبي حديث على مومياء الفرعون على بعض الأمور المهمة: حيث عانى الرجل قبل وفاته من كسرٍ في الساق، وربما أدى ذلك إلى التهابٍ مميت. وتشير الفحوصات الطبية أيضاً إلى وجود الملاريا ومرض كولر، فربما لعبت تلك الأوبئة دوراً في وفاة الملك.

في النهاية، نجد أن تاريخنا يعج بالأمور غير المكتشفة بعد، وهناك دائماً مجال للخيال البشري كي يبدع قصصاً غريبة عما لا يعرفه أو يدركه. في المقابل، نجد أن بعض الأسرار كانت تحمل في طياتها أموراً خطيرة، ربما كادت تؤدي إلى تغير العالم الذي نعرفه بالكامل. ما رأيكم بأكثر تلك الأسرار أهمية؟ وما القصص والحوادث التي أثارت فضولكم؟

المصدر: موقع History Collection

من almooftah

اترك تعليقاً