‏٤ نوفمب2019م

Farid Hasan‎‏ مع ‏الاستاذ فريد حسن‏.

خاطرة في الزراعة في موريتانيا 3:
في زمن سيطرة المادة – آخر الزمان – حيث لم يعد الاخ يأمن لأخيه – والأخ لا يساعد أخاه الا إذا كان في ذلك فائدة له ايضا :
قد لا يكون هذا الكلام دقيقا ومطابقا للواقع بالنسبة للأفراد وخاصة في بلادنا – وقد يكون واردا في بعض الاحيان حتى في بلادنا – لكن هناك مكانا آخر ينطبق عليه هذا الكلام فعليا – وهو تعامل الدول وخاصة بوجود سماسرة يبيعون كل شيء – ومن يضيع في هذه المعمعات هي الدول الفقيرة والضعيفة والغير مرتبطة بمعاهدات أو أحلاف وقواعد عسكرية مع دول قوية لها نفوذها فتحميها –
فأغلب المنظمات الدولية رغم رفعها لشعارات تبدو مقدسة وانسانية – تعمل تحت تأثير وضغط وتوجيه دول تملك الدور الاكبر في دفع رواتب ونفقات هذه المنظمات – وتضطر الدول الفقيرة أو الصاعدة أو النامية للاستدانة من البنك الدولي ضمن شروط تمس السيادة الوطنية ؟
والدولة التي يهمها مصلحة شعبها تحاول أن تصون شعبها من تحكم الآخرين بقوت شعبها ودوائها وتعلم ابنائها وأمن ارضها ووحدتها , هذه الدول تحاول أولا ان تأكل مما تزرع – وتلبس مما تصنع – وتتداوى بدواء تنتجه هي هذا على أقل تقدير – وهو أمر مقدور عليه لمن يوجه طاقاته في هذا الاتجاه ؟
مقارنة بسيطة بين دولتين عربيتين لبنان وموريتانيا ( بغض النظر عن عمر حضارة لبنان والتي لا ينكر دورها في كل شيء ):
مساحة موريتانيا مليون وثلاثين الف كيلو متر مربع – ومساحة لبنان عشرة الاف و452كم مربع وبذلك تكون موريتانيا اكبر من لبنان ب 98 مرة ونصف –
أما عدد السكان في موريتانيا فهو 4ملايين و700 ألف – بينما في لبنان 6مليون ومائة ألف ( مع عدم حساب اعداد المهاجرين وهم في لبنان يزيدون عن اضعاف الرقم ) ؟
لقد وضعت هذه المقارنة لسبب واحد : هو ان نعرف ما يلي : إن لبنان الذي تساوي مساحته واحد على مائة من مساحة موريتانيا – ولا حاجة للمقارنة بين عدد السكان فهو متقارب الى حد ما فلبنان يساوي في عدد سكانه سكان موريتانيا وبزيادة ( 3 ) من عشرة عليه ؟
فرغم هذه المساحة البسيطة للبنان نجد منتجات لبنان من المعلبات الغذائية من حمص وطحينة وفول وفواكه وخضروات مجففه وحبوب مصنعة وحلويات ومكسرات مالحه …..الخ من مواد مصنعة من مواد زراعية تغزو كل اوربا واميركا وكندا ودول اميركا اللاتينية واستراليا – وبنسبة أقل افريقيا وأسيا والدول العربية – إضافة الى تلبية حاجة مواطنيها الغذائية – طبعا هناك عوامل عديدة تؤدي الى هذا فالجميع يعمل بجدية وهو فرح لان أرضه اعطت المواسم الخيرة – والارض كلها تستغل حتى الجبال تصنع لها مصاطب متدرجة وينقل لها التراب من أماكن بعيدة – وتستخدم احدث الطرق العلمية في الزراعة والمتابعة ومكافحة وعلاج أمراض النبات – وتسويق المحاصيل – ووضع بدائل التسويق بتصنيع الفائض تجفيفا أو تعليبا ؟
إن ولاية كوركول الموريتانية التي عاصمتها كيهيدي وهي اصغر ولاية في موريتانيا تزيد عن مساحة لبنان ب3600 كم مربع وهي كلها على ضفاف نهر السنغال – لوحدها يمكن ان تنتج محاصيل تكفي موريتانيا مرات عديدة وليس هناك مناخ وأرض افضل من أرض موريتانيا ومناخها ملاءمة للزراعة – ولا ينقصها الا الانسان العامل والمسخر لعقله وماله وعلمه في هذا المجال ؟
ولنتساءل لماذا لبنان يكتفي ذاتيا ويصدر لعشرات الدول لكل انحاء العالم – بينما موريتانيا تستورد كل غذائها من الخارج وتدفع من اجل ذلك جزءا كبيرا من اقتصادها – مما يؤذي القطاعات الاخرى ويفشل تطويرها – حيث لو استخدمت اموال استيراد المواد الغذائية في مجال الصحة لكان بالإمكان تصنيع الدواء وبيعه للخارج – وفي مجال الثروة السمكية تصنيع السمك وتصديره الى كل بقاع الارض – وهذا ينطبق على كل ثرواتها ولما كان هناك شيء اسمه بطالة فيها ؟
والى لقاء في خاطرة قادمة بإذن الله –
دمتم للباحث الفنان فريد حسن

التعليقات

الأكثر صلة

من almooftah

اترك تعليقاً