سوريا: صناعة القباقيب تواجه الانقراض

احمد كامل

بي بي سي – دمشق

توشك صناعة القباقيب، وهي النعال الخشبية العالية، على الانقراض في سورية.

فحتى منتصف القرن الماضي كانت أسواق دمشق تضم ما يزيد عن مئتي ورشة لتصنيع وبيع القباقيب، لم يبق منها الآن سوى أربعة فقط .

وقد نتج تراجع صناعة القباقيب عن المنافسة غير المتكافئة من قبل النعال البلاستيكية والاسفنجية الخفيفة والرخيصة، الى جانب نمط العمارة الحديثة، حيث البيوت تبنى فوق بعضها، ولا تتسامح مع الجلبة التي تحدثها قرقعة القباقيب.

ويقول أحد الباعة الاربعة الذين ما زالوا يمارسون المهنة منذ أكثر من نصف قرن للبي بي سي “هذه المهنة تعيش أيامها الأخيرة، لا أحد من الشباب يتعلم صناعة القباقيب لأنها لم تعد مربحة على الاطلاق، الطلب ضعيف جداً، والعائد زهيد”

ويحاول صانعو القباقيب تطويع القبقاب لمتطلبات الحياة العصرية، فيضعون له طبقة من المطاط في أسفله لتخفيف الصوت الذي يصدره، ويغلفونه بمواد تقلل امتصاصه للماء لإطالة عمره وحمايته من التعفن والتفسخ، ويلونونه ويزركشونه لجذب المشترين وخاصة من صغار السن.

البعض وصل الى حد صنع القباقيب كلياً من البلاستيك والمطاط.

وبفضل ميزاته وهي الثبات ومقاومة الانزلاق والارتفاع عن الارض، يستمر استخدام القباقيب اليوم في البيوت العربية، وهي بمصطلح أهل الشام البيوت التي لاطوابق فيها ولا جيران يزعجهم صوت القبقاب.

ويستمر استخدامه في أماكن الوضوء في المساجد لتجنب الماء غير الطاهر، وفي الحمامات العامة لتجنب التزحلق والبلل وللحفاظ على التقاليد كما يقول السيد بسام كبب وهو صاحب احد أشهر حمامات دمشق “مازلنا نستخدم القباقيب في الحمام ، لأن فيها مميزات عملية، وللحفاظ على تقاليد أجواء الحمامات العامة القديمة”.

وتلقت صناعة القباقيب دعماً غير منتظر من المسلسلات التلفزيونية الشعبية السورية التي حققت نجاحاً وانتشاراً كبيرين في العالم العربي، فذكرت ملايين المشاهدين العرب بالمكانة التي كان يحتلها القبقاب في حياة سكان المنطقة في القرن الماضي، وباستخدامه على نطاق واسع في ذلك الحين.

دريد لحاملعبت شخصية غوار التي جسدها الفنان السوري دريد لحام في مسلسلات تلفزيونية دورا في الترويج للقبقاب

ويشكر صانعو القباقيب لدريد لحام الممثل السوري الأشهر، أنه أعاد الاعتبار للقبقاب بأسلوبه الفكاهي المحبب، حيث جعل من لبس القبقاب جزءا من شخصية ” غوار” التي تقمصها في مسرحياته وأفلامه السينمائية ومسلسلاته التلفزيونية.

ويؤيد أطباء استخدام القبقاب الخشبي، ويؤكدون أنه وبعكس النعال البلاستيكية أو المصنوعة من المطاط، يحمي جلد الرجلين من الرطوبة والحساسية والتسلخ.

ولا يتردد بعض حماة البيئة في تشجيع لبس القبقاب الخشبي لأسباب تتعلق بحماية البيئة، فخشب القبقاب يذوب في الطبيعة بعد استهلاكه، بينما تبقى نعال الطاط والبلاستيك لتؤذي الطبيعة لسنين طويلة، طويلة جداً.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

صناعة القباقيب.. حرفة لها حضور متجدد

 

 

دمشق-سانا

صناعة القباقيب من الحرف التي كانت تلقى رواجا كبيرا في القرن الماضي ولكنها بدأت بالاندثار في الوقت الحاضر ولاسيما أن الجيل الجديد بات يتجه اليوم إلى مهن تدر عليه ربحا وفيرا.

سانا المنوعة التقت أبو أحمد بدران الذي يعمل بهذه المهنة منذ اكثر من 60 عاما والذي قال إنه ورث هذه المهنة عن آبائه وآجداده فهم العائلة الوحيدة التي تعمل بها منذ أكثر من 200 عام مشيرا إلى انه كان يرافق والده إلى ورشته الصغيرة وكان يجلس ويراقبه إلى أن تعلم المهنة .

وأضاف أن صناعة القبقاب تمر بمراحل متعددة في البداية نقوم باستحضار خشب الزان ونقوم بتفصيله وقصه وتبدأ مرحلة التصنيع حيث لدينا قوالب لكل نمرة مشيرا إلى أنه في البداية لم يكن هناك آلة للقص فقد كان يتم العمل بمقشرة حيث يتم تقشير الخشب ليأخذ شكل الحذاء فالقشر كان يخرج الحذاء ناعما ثم نأخذه بعد ذلك إلى أشخاص آخرين حيث يقومون بتركيب الوجه الخارجي للحذاء .

وبين أنه في المرحلة الثانية نقوم ببخ القبقاب بمادة اللكر ثم ننقله بعد ذلك الى ورش الاحذية لوضع الفرعة الوجه ويوضع نعل حتى لا يصدر صوت وتقوم بعض السيدات بشك الفرعة البعض يتم شكه قبل تركيبه والبعض الاخر بعد التركيب .

وأشار بدران إلى أن القبقاب يصنع أيضا من خشب الجوز ويتم قص الحذاء ورفعه من الامام من أجل أن يعطي سهولة بالحركة عند ارتدائه موضحا أن قبقاب الاطفال يزين بالورود والالوان بينما قباقيب الرجال تبقى كما عليه لافتا الى ان قبقاب العروس يزين بالفضة .

وحول الفوائد الصحية للقبقاب قال بدران ان القبقاب المصنوع من الخشب يناسب الاقدام اكثر من الاحذية الجلدية والبلاستيكية ويساعد في التخفيف من التشققات لما للخشب من خواص وبخاصة في امتصاص حرارة الجسم .

وأضاف ان المهنة مهنة متوارثة أبا عن جد ويتم تصدير منتجاتنا إلى الدول المجاورة ودول الخليج والجزائر والطلب عليها يزداد وتعتبر ايطاليا أشهر بلد بصناعة القباقيب حاليا ونقوم بإحضار مجلات عالمية ونطلع على آخر الموديلات لنواكب الموضة ونحاول تطوير المهنة حتى لا تندثر .

وختم بالقول إن العديد من الاعمال الدرامية والتاريخية والتلفزيونية والافلام السيتنمائية تناولت القبقاب كجزء من البيئة الشامية .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صناعة القباقيب هل تندثر في سورية؟!

More Sharing Servicesشارك| Share on facebookShare on emailShare on favoritesShare on print
جهينة نيوز: في دمشق القديمة متاجر صغيرة ومنصات تباع فيها منتجات من الحرير والمعدن والجلد وأيضا “القباقيب”. والقبقاب خف مصنوع من الخشب والجلد ويرجع الى العهد العثماني حيث كان يستخدم بكثرة في المنازل والحمامات الشعبية. ولعب القبقاب دورا في الثقافة الشعبية في العالم العربي فارتبط على سبيل المثال بشخصية “غوار” التي أداها النجم السوري دريد لحام. لكن عدد صناع القبقاب التقليدي والتجار الذين يبيعونه تراجع كثيرا في العقود الماضية. ورغم أن القبقاب يباع بأسعار متواضعة فقد بدأ الطلب عليه يتراجع منذ ظهور الاخفاف المصنوعة من البلاستيك. ووصلت صناعة القبقاب في سورية حاليا الى شفا الاندثار حيث لم يعد ينتجه الا بضعة حرفيين في المدينة. حمزة المخللاتي يملك واحدة من ثلاث ورش تصنع القبقاب في دمشق. وأمضى حمزة نصف سنوات عمره الثمانين يصنع القبقاب الخشبي بيديه. لكنه الان أصبح يكتفي بعرضها في متجره الصغير. وذكر المخللاتي أنه تعلم صنع القباقيب من والده لكن أولاده رفضوا أن يحذوا حذوه. وقال المخللاتي “المصلحة لم تمت حتى الآن، لكن لا يوجد أحد غيري وصانع آخر في السوق. نحن ختايرة(كبار في السن). كلهم تركوا محلاتهم. وفي سوق الحرير لا يوجد غير واحد واذا الثاني توفي خلاص انقرضت المصلحة”. وكان صناع القبقاب التقليدي يجلبون الاخشاب اللازمة لحرفتهم من غوطة دمشق. وينحتون النعال بأيديهم الى أن ظهرت الات تؤدي هذه المهمة فأصبح عملهم يقتصر على تثبيت الجزء المصنوع من الجلد أو القماش أو القش المجدول في النعل الخشبي. وذكر صانع اخر للقباقيب يدعى يحيى القصاص أن الناس أصبحوا يفضلون الخف المصنوع من البلاستيك لان عمره أطول. وأضاف “القبقاب صحي وأفضل بكثير من الأحذية البلاستيكية وحتى الان الناس لابسة قبقاب وأنا لهلق (حتى الان) لابس قبقاب.” وكان القبقاب قديما شائعا في دمشق وأنحاء أخرى في سورية و له اشارات عديدة له في التعبيرات المحلية. وتصدر القباقيب أحيانا من سورية الى عدد من البلدان و منها مصر ولبنان

سكينة محمد

من almooftah

اترك تعليقاً