قامت ‏‎Manal Zaffour‎‏ بتحديث حالتها.

حكاية شك العريس بالدبابيس بليلة العرس ..
حكاية سورية بتعلم المسؤولية والديمقراطية ..
ديمقراطية اﻷلوان الخيرة
..اسمعوا :
بتحكي اﻹسطورة : انو كان السوريين من زمان وباحد ايام احتفالات أعياد الربيع ورأس السنة السورية لحتى يسلموا منصب ﻷي شخص باعتبار مناسبة اﻷعياد بيكون فيها تجديد وانتخاب لكافة السلطات السياسية والمالية والدينية ..وخاصة بالمعبد اللي كان أهم منصب فيه هو كبير الكهنة ..بيخضع الشخص المرشح ( اللي من مواصفاته انو يكون طليق اللسان..حلو الكلام واللباس..بيعرف يكسب الناس واﻷموال واﻷوقاف بطرق مرضية بتشديد الياء وتسكين الراء ..وانو يكون عندو عدد من المؤمنين بمبادئه لينشروها بالحسنى والحسنى بين الناس ..وآخر شي مو مهم اسمه أو لونه أو معتقده ..المهم معاملته للناس .. )
المهم انو كان هالمرشح لازم يمر بامتحان وهو انو يدخل عالمعبد يقدم نذوره وعطاءاته وصلواته لﻵلهة ويستأذن منها أنو يدخل اﻹمتحان..وبعدها بيتعرا من كل شيء وبيلبس عا جسمه رداء الترشح اﻷبيض وبيربطه بشكل منيح وبيبدأ اﻹمتحان..بيبلشوا الكهنة يضربوه وينكشوه بالدباييس ( من هون اجت عادة شك العريس بحمام العرس بالدبابيس) ولازم يتحمل اﻷلم والوجع دون ما تنزل دموعه ولا يقول آخ..وقدرته عالتحمل بتعني جدارة حمل المسؤولية وتحكيم العقل على العاطفة وبيضلوا الكهنة يضربوه ويعذبوه لساعات لحتى يصرخ ويتوجع..واذا نفد بريشو و اتحمل وما صرخ فبيتوقفوا الكهنة عن ضربه وبينتقل لﻹمتحان التاني..وهو انو يطلع لعند الناس المتجمعين قدام المعبد ولازم يمشي باتجاه ساحة المدينة ويمر بينهن ويتحمل الضرب منهم..كل واحد من الناس بيضرب المرشح بلون هو بيختاره …
اللون القرمزي (اﻷحمر)يعني الرفض (خط أحمر أو عليه خطوط حمرا .يعني مرفوض ..منقول لهﻷ هالشغلة خط أحمر لا تقربوا عليها)
واللون الأزرق (النيلي) يعني مقبول جدا وممتاز ﻷنه قائد واداري و يعمل ويجتهد في سبيل الصالح العام..
اللون اﻷصفر (اﻷهرا) ضعيف وغير ملتزم متحول دائما
البني (الترابي) يعني ثابت و غير اداري
اﻷخضر (لون العشب) تقي وورع وحالم لا يصلح للمسؤولية
هﻷ الناس كانوا يعتبروا اختيارن للون هو بمثابة صوتن اﻹنتخابي للمرشح .وعالمكشوف على عيون الناس كلها..ومن النادر جدا انو يمر شخص مرشح من دون ما يتلطخ توبه اﻷبيض باﻷلوان.. وهيك بيوصل المرشح عالساحة ملطخ باﻷلوان ومنهنه (تعبان ومرهق) من ضرب الكهنة والناس..وبيبلش فرز اﻷصوات قصدي اﻷلوان ..كل لون بيكون هو اﻷكتر أو الطاغي على الرداء اﻷبيض هو بيحدد نجاح المرشح أو رسوبه…ولجنة فرز اﻷلوان مؤلفة من مجموعة من الحكماء الكبار بالسن..الجالسين بالساحة قدام الناس ..وكمان ما انذكر بالتاريخ باﻷحداث اليومية والسجلات اللي كانت مدونة عالرقيمات بأنو مر توب أبيض ما اتلطخ باﻷلوان..إلا مرة وحدة..وهو توب أحيقار الحكيم (معنى اﻹسم بالسرياني آحو=اﻷخ..قورو=قار =المحترم المبجل..أحيقار تعني اﻷخ المحترم) ..بيقولو أنو أحيقار لمن دخل المعبد لم يجرؤ الكهنة على ضربه احتراما وهيبة..ولمن طلع لبين الناس وطول ما عم يمشي من باب المعبد للساحة ..كانت الناس عم تنحي احتراما لحتى وصل عالساحة بتوبه اﻷبيض الناصع النقي..وأقر الحكماء بنجاحه لينال منصب كبير الكهنة بجدارة ..بس أحيقار رفض ..موقع السلطة حفاظا على توبه النقي ..ومع هيك صار أحيقار الحكيم مرجع السلطة العقل والحكمة لكل الناس..
هيك كان السوري يختار المسؤولين بالسلطات التلاتة بهالديمقراطية الصريحة الحقيقية الواضحة للجميع..اللي ماكانت تسمح ﻷي سلطة تطغى عالبقية…يعني ما كان يتجرأ أي كاهن أو مسؤول يغلط بحق انسان أو يتمادى بعمل ظاهره خير وباطنه كل الشر..ﻷنو كل سنة رح يرجع يخضع لنفس اﻹمتحان بالمعبد وأمام الناس…أصلا المعبد ما كان بس للعبادة …كان مركز للعلم والمعرفة ومجلس للحوار والنقاش والتعلم والتطور الاجتماعي والسياسي واﻹقتصادي واﻹبداعي..)
اتخيلوا قديش كانوا السوريين بعاداتن وتقاليدن مصدر للرقي والحضارة والتطور بادارة شؤون الناس للخير والحق والجمال..
هيك بالسوريين وبابداعاتن بتحيا سوريا….وتحيا سوريا..

من almooftah

اترك تعليقاً