إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حكاية دمشقية مع "بردى" وقصة "التكية السليمانية"..- شيار خليل ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حكاية دمشقية مع "بردى" وقصة "التكية السليمانية"..- شيار خليل ..

    "التكية السليمانية".. وحكاية دمشقية مع "بردى"

    شيار خليل


    جال موقع "eSyria" بتاريخ 6/6/2009 في أروقة "التكية السليمانية" وهناك كان لنا لقاء مع السيد "جورج معماري" أحد أصحاب المحلات في داخل ذاك السوق الذي يركن بين جدران التكية، هناك حدثنا السيد "جورج" عن تاريخ التكية قائلاً: «"التكية السليمانية" من المعالم التاريخية الهامة في مدينة "دمشق"، تقع على الضفة اليمنى لنهر بردى شرقي المتحف الوطني بدمشق، شيد هذه التكية السلطان العثماني سليمان القانوني عام 1554م، مكان قصر كان للملك "الظاهر بيبرس"، استغرق بناؤه كما يقال ست سنوات، وأنجزت سنة 1560م، وهي تمتاز بالتصميم العثماني ذي القباب والأروقة، تتألف التكية من صحن واسع تتوسطه بركة كبيرة مستطيلة الشكل، وتتوزع حول الصحن مجموعة من المباني والمحلات، ويحيط بمباني التكية سور حجري طويل، كما للتكية ثلاثة أبواب: غربي وشرقي، أما الباب الشمالي فتتقدمه قبة صغيرة محمولة على أربعة أعمدة».
    وخلال جولتنا في التكية يكمل السيد "جورج" حديثه: «أما المسجد الذي يقع في جنوب الصحن، فهو مربع الشكل تغطي سقفه قبة كبيرة هي نموذج عام للقباب العثمانية، لها رقبة متعددة النوافذ وطاسة نصف كروية مصفحة بالرصاص، وفي جدران الحرم شبابيك مطلة على الحدائق، وهذه النوافذ تمتاز بأنها صنعت من الزجاج المقسى والملون بزخارف عثمانية رائعة، ونوافذ القبة المتعددة، والمحراب يمتاز بزخارف من الفسيفساء الرخامية ومنبر من الرخام الأبيض، والمسجد مزين بلوحات فسيفسائية ملونة وله مئذنتان مضلعتان رأسهما مدببان، وفي أسفل ثلثهما العلوي شرفتان مزينتان بالمقرنصات».

    ويكمل "جورج" وعيناه متوجهتان نحو المتحف الحربي سابقاً: «في أواخر القرن العشرين حولت بعض أجزاء التكية إلى متحف حربي، وما زال سوق الصناعات اليدوية قائماً هذا السوق اليدوي التي تظهر فيها الصناعات الجلدية من
    ومن قاسيون نسمة حب حقائب وجزادين طبيعية، وكما فيه ورشات لصناعة السجاد اليدوي الدمشقي القديم، ولصناعة الفضة رونقها في هذا السوق الذي يزوره الأجانب والعرب من كل دول العالم، وتقع في شرقي الصحن وغربه مساكن الدراويش، وهي تتألف من رواق سقفه من قباب محمولة على أعمدة، فيه غرف، كل غرفة منها مسقوفة بقبة جميلة تدل على العهد العثماني، وفي كل جناح ست غرف مربعة الشكل، وهي مزينة بألواح القاشاني تشغلها ورشات الأعمال اليدوية حالياً».

    نسمة هواء بارد تدور في ساحة التكية وفي نفس الوقت يكمل "جورج": «يقوم في شمال الصحن جناح فيه المخازن والمطابخ وقاعتان واسعتان طول كل منهما أربعون متراً، يتوسط القاعتين الكبيرتين بناء مؤلف من تسع غرف يتقدمه رواق محمول على أعمدة، كان هناك متحف حربي وقد تم ترحيله، أما المسجد الجامع فتقام فيه الصلوات حتى الآن وهو من المساجد القديمة في مدينة "دمشق"».

    حديث السيد "جورج معماري" في /75/ من عمره كان دافئاً لكونه أحد أصحاب المحلات الذين لهم ذكريات جميلة مع هذا المكان، وبعد نهاية حديثنا معه توجهنا إلى الأستاذ "إدريس عمر" أحد المهتمين بالبناء المعماري والتراثي في مدينة "دمشق"، فقال: «تمتاز "التكية السليمانية" بجدرانها المزخرفة ونوافذها الفسيفسائية الجميلة، وقد مرّ على هذا المكان عقود من الزمن وشهدت أحداثاً تاريخية مهمة في العصر العثماني، والسوق اليدوي الموجود فيه جعله مقصداً للزوار الأجانب الذين يقضون ساعات طويلة وهم يبحثون عن لمسات التاريخ فيه، ومن الجدير بالذكر أنه مؤخراً تم عقد اتفاق بين وزارتي السياحة والأوقاف على جعل التكية مقصداً سياحياً جاذباً للسياح، وتحت إشراف وزارة السياحة وبتمويل من الجانب التركي العطري خلال زيارته التكية بتكلفة أولية تقدر بعشرين مليون دولاراً، وطبعاً كل ذلك سيكون تحت إشراف وزارة الأوقاف حفاظاً على الأماكن الدينية فيها، وهنا لا يسعني إلا أن أقول أن "لتكية السليمانية" جزء من تراث وثقافة وهوية دمشق المتعددة المتلونة بروح حضارية ومعمارية وثقافية هامة في تاريخ الوطن العربي».
يعمل...
X