إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حكايات اللاحرفة ( حكاية السبع والذئاب - حكاية ابن الحرامي ) - أحمد زياد محبك

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حكايات اللاحرفة ( حكاية السبع والذئاب - حكاية ابن الحرامي ) - أحمد زياد محبك




    أحمد زياد محبك
    أستاذ الأدب الحديث في جامعة حلب


    سادساً ـ حكايات اللاحرفة:
    وثمة حكايات تتحدث عن أناس لا حرفة لديهم ولا عمل، وتؤكد أهمية امتلاك الحرفة، وهي حكايات نادرة.
    حكاية السبع والذئاب:
    ومن الحكايات التي تؤكد أهمية الحرفة حكاية السبع والذئاب، وهي عن رجل كان عنده ولد وحيد، لم يفلح في الدراسة، ولم يتعلم أي حرفة، فاشترى والده حماراً، وحمّله بأقمشة وحليّ وأساور، وطلب منه أن يطوف بالقرى ليبيع هذه البضاعة، فانطلق الولد، وهو متأفف، ولما صار خارج البلدة، أخذ منه التعب، فاستراح في ظل شجرة، وبينما هو بين النوم واليقظة، رأى سبعاً يفترس غزالاً، يأكل منه ما يأكل ثم يتركه، وتأتي الذئاب فتأكل ما تبقى، وعلى الفور رجع إلى والده ليقول له:" لماذا العمل؟، وقد رزق الله الذئاب من غير تعب"، فأجابه الأب:" أريد أن تكون مثل السبع يأكل الناس من خيرك، أفضل من أن تكون مثل الذئاب تأكل من فضلة غيرك".
    وتدل الحكاية على خطورة فقدان الشباب للحرفة، إذ تودي بهم إلى العجز والكسل، وتقودهم إلى التواكل، وفقدان الطموح، وهي تؤكد بشكل غير مباشر قيمة العمل، فمن غير عمل لا تستقيم الحياة.
    حكاية ابن الحرامي:
    وثمة حكاية تؤكد أهمية الحرفة في حياة الإنسان، وتشير إلى أن التربية الصالحة هي خير ما يسد الفراغ في حال غياب الحرفة، وإن كانت لاتغني عنها، وهي عن ولد تُوُفِّيَ أبوه، فوضعته أمه في الكتاب، ليتعلم القراءة والكتابة ويحفظ القرآن، ثم إن الشيخ جمع الشيخ تلاميذه، وقال لهم:"علمتكم القراءة والكتابة، وساعدتكم على حفظ القرآن، وفهم الأحكام، فليذهب الآن كلٌّ منكم في حال سبيله وليعمل في حرفة أبيه"، وأسرع الولد إلى أمه يسألها عن حرفة أبيه، ففتحت صندوقاً فيه حبال وكومة مفاتيح، وقالت له: "أبوك كان لصاً يتسلق الجدران، وينزل في البيوت بعد أن ينام أهلها، فيسرقهم أموالهم"، وبعد منتصف الليل حمل الولد الحبل والمفاتيح، وأخذ يطوف في الأزقة، ثم رأى بيتاً فرمى الحبل، وتسلق الجدار، ونزل إلى الفناء، ودخل إلى إحدى الغرف، فوجد خزانة، فتحها، فوجد فيها أموالاً طائلة، فأخذ يعدّها ويحسب ما يجب عليها من زكاة، ثم سمع أذان الفجر، فخرج إلى فناء الدار ونادى إلى الصلاة، فخرج إليه صاحب الدار، وسأله من يكون، فحكى له الولد قصته، فأدرك الرجل براءته ونقاءه، وزوّجه من ابنته.
    والحكاية تؤكد حاجة الإنسان إلى حرفة، وإذا لم تكن له حرفة انحرف وضل، والتربية الصالحة لهذا الغلام حمته من الانحراف على الرغم من انحراف والده، ولكن لا بد للإنسان في المحصلة من حرفة، ففيها حياة الإنسان، وبها تتحق ذاته، ويتأكد معنى الحرية.
يعمل...
X