إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

"حسن داود".. ربان "منارات"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "حسن داود".. ربان "منارات"

    "حسن داود".. ربان "منارات" الملتزم بقواعد النغم والعروض

    مها حامد محفوض
    الأحد 17 آذار 2019

    البصة

    من الحب والمعاناة استلهم أفكاره، ونظم قصائده، وفي قلبه وطنه حاضر أبداً، ولطالما كانت القصيدة الوطنية بالنسبة له الغذاء للروح. أسس مجموعة "منارات"، التي تحولت بجهوده من العالم الافتراضي إلى مؤسسة أدبية تركت بصمتها على الساحة الأدبية السورية.
    مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 12 آذار 2019، الشاعر "حسن غدير داود" ليتحدث عن رحلته في عالم الكتابة والأدب، فقال: «كتبت الشعر من بداية المرحلة الثانوية، وكان ذلك الشعر مخاضاً لما يختلج أعماقي من حب صادق، هذا الحب الذي تكلل صخبه ونحيبه بنجاح، وبقي مستمراً سبعةً وثلاثين عاماً، إلى أن صبغ لونه السواد. وكان للفقر دوره الجلي لأكتب عن أنواعه وألوانه، التي لا أعرف منها إلا الأسود، لكنني اليوم أشكر الحب والفقر، فلولاهما لما كتبت الشعر».

    ويتابع: «في البداية كتبت الشعر موزوناً عمودياً، وما زلت حتى اليوم أنقّب عن الكلمة الجميلة من أعماق المعرفة، وأنحتها بدقة لأبني عليها قصيدةً، وربما كنت أسرق من الشمس لونها اللازوردي، ومن البحر صفاءه، ومن السماء لونها الذي كان يشبه لون عيني حبيبتي، ومن السنديان صموده وتحديه للريح العاتية، ومن الصخور صلابتها، فتحديت بمجملها ذاتي، ونقلتها بقلمي إلى أوراقي قصائد في الحب والصمود والفقر. وقد كان الغزل سيمفونية الجمال التي أثملت بها حروفي، والسنديانة عصاي السحرية التي أمرتها أن تعانق حروفي، فاصطفت لتكون قصيدةً بحتُ بها عن واقعي الذي أعيش. أما الشعر الوطني، فقد كان غذاء الروح، ولا سيّما أننا نعيش عصر الانتصارات».

    وعن أعماله ومشاركاته يقول: «كتبت ما أسموه شعر التفعيلة، لكن مسايرةً للواقع الشعري الذي بدأ الانحطاط، إلا أنني لم أخرج يوماً عن قواعد النغم أو علم العروض، فكتبتها جميعها موزونةً، لكن ليست مقفاة، ولا أقتنع بالشعر ما لم يكن خاضعاً للوزن الخليلي في العروض، وحالياً لدي ديوانان مطبوعان، الأول من شعر التفعيلة، وقد حمل عنوان: "وردة وشوكتان"، أما الثاني، فهو من الشعر العمودي، وعنوانه: "ويستعر الورد"، هذا إلى جانب الكثير من المشاركات الشعرية التي ما زالت مستمرةً من عام 1975 حتى الآن، وقد حصلت في عام 1977 على المركز الثالث في مهرجان "عكاظ" الأدبي، على مستوى جامعات القطر، كما شاركت في كافة مهرجانات "منارات" في كل محافظات القطر، وقد بلغ عددها 62 مهرجاناً، كلها أثناء الحرب على "سورية"، كما حصلت على العشرات من شهادات التقدير والتكريم والتميز والتفوق من مديري الثقافة في أغلب المحافظات السورية، إلى جانب ثلاث شهادات تكريم وتقدير وشكر من وزير الثقافة».

    ويختم حديثه بالقول: «عصرنا الحالي عصر وسائل التواصل الاجتماعي، وأنا أراه سلاحاً ذا حدين، الحد الأول الإيجابي يتمثل في التلاقي والتعارف وتلاقح الفكر بين مثقفي "سورية" على وجه الخصوص خلال سنوات الحرب، وهذا ما فعلته مجموعة "منارات" التي أسّست أثناء هذه السنوات الصعبة، وكانت جندياً حقيقياً إلى جانب الجيش السوري في وجه الإرهاب، والوجه الآخر هو السلبي الذي يتمثّل في استخدام هذا السلاح للإساءة للإنسان القارئ بمواضيع ومنشورات تحط من قيمة اللغة العربية التي من واجبنا الحفاظ عليها، فهي رمز وجودنا».

    من قصائده "لجي السحرَ" نقتطف ما يلي:

    «أبداً إليكِ توسُّلـي وتهجدي... بل طـــاعتي وإنــابتي وتعبُّدي

    أقسمت بالأسرى بطه لــيل... أنَّى سريت إلى رحابكِ مقصدي

    هل من سبيلٍ للرجا يا مهجتي... أن تولجي للسحرَ فيَّ وتوئدي

    وعليَّ طلِّي من شفيفِ صباحكِ... همساً وفي ذاتي جموراً أوقدي

    ليبوح شلال الضفيرة صــاغراً... في جنة الصدر الغويِّ الموصدِ

    كم قد عنيتُ لذلك الوجــه الذي... ترنـو له الأبصار حـــين المورد

    وأنا السَّجودُ على بساطكِ، كيف لي... ألَّا يكون بجمر قلبك موقدي

    هــطلاً شَــغوفاً والرضاب مثَمِّلي... وجموح فكري أن إليك تشهُّدي

    يا ظــبية الآفــاق فــوق مرابعي... صــبراً، لنهلكِ ليس إلَّا موردي

    طفقت أسودي في فيافي صدركِ... والقصدُ مجدي، بل ونيلِ السؤددِ

    ظَمِئٌ أنا والحرف منك مــناهلي... للفـرقـــدين تبتُّلـــي وتــوددي».

    عنه تقول الشاعرة "نسرين بدور": «هو الأب الروحي لي، مؤسس مجموعة "منارات" وربانها، فهي أول مجموعة أدبية انتقلت بفضله من العالم الافتراضي إلى أرض الواقع، حيث كان لي وله أول ظهور مناراتي في بلدتي "بارمايا"، والثاني في المركز الثقافي بـ"بانياس"، وقد جمع هذا المهرجان الكثيرين من الشعراء على مدار أربعة أيام، وجهوده مستمرة في الساحة الأدبية، من خلال إقامة المهرجانات في كافة محافظات القطر الآمنة، ومازال حتى اليوم مستمراً في تأدية رسالته، تاركاً بصمته على الكثيرين من الشعراء، وحتى الهواة أصحاب الأقلام الواعدة، الذين دخلوا مدرسة "منارات" وتتلمذوا على يديه، لذلك ليس غريباً عليه أن يكون أبانا الروحي؛ وهو الكريم المعطاء والمجتهد والغدير الغزير في الكتابة والوصف، الملتزم بشروط القصيدة، والمهتم في نتاجه الأدبي، ليقدم لنا ولـ"منارات" كل ما هو جديد ومميز».

    يذكر، أن الشاعر "حسن غدير داود" من مواليد "اللاذقية"، قرية "البصة"، عام 1955، حاصل على إجازة في الأدب العربي من جامعة "تشرين" عام 1982.
    من إحدى مشاركاته الأديبة نسرين بدور
يعمل...
X